كتابة على هامش رواية "أطلال النهار"

بحثا عن طلائع الفجر

كتابة على هامش رواية "أطلال النهار"

ليوسف القعيد

هشام بن الشاوي

[email protected]

* تداعيات حرب أكتوبر :

ربما - مثل الكثيرين- صدمت بهذا المشهد المسرحي السريالي، الذي  تمت فيه إقالة  صحافي مصري  من منصبه كرئيس تحرير صحيفة يسارية مستقلة،  وحين عدت لذلك المقال اندهشت. إنه مقال إنشائي عادي جدا، لا يستحق كل هذه الزوبعة، ولن أبالغ إن قلت : إن مقالات سليم عزوز الأسبوعية بجريدة "القدس العربي" أكثر جرأة وفضحا، فضلا عن ظرفها، علما أن كل من هب ودب يعتقد بأنه كاتب ساخر..

 لا أدري أية مصادفة غريبة هذه؛ أن تتزامن قراءتي لرواية "أطلال النهار" للكاتب الكبير يوسف القعيد، مع تحالف الفضائيات- هذه الأيام- على إمطارنا بأفلام سينمائية تعاد في كل مناسبة للاحتفاء بذكرى ذلك النصر. لعلي لست الوحيد الذي لاحظ، وقد صرنا - نحن العرب-  عبيد التقويم الميلادي، ولا نلتفت  للتقويم الهجري إلا عند اقتراب شهر رمضان، والعيديْن، بل إن - أغلبنا-  لن يستطيع ترتيب الشهور  القمرية، في حين يتم الاحتفاء بانتصار أكتوبر وحرب رمضان المجيدة، وكم يبدو الأمر مسليا، حين لا يفرق بين الاحتفالين - الطبعة الإسلامية ونظيرتها المسيحية- إلا أياما معدودة..

·  فن الكتابة السياسية :

ستندهش حين تقرأ تصدير الرواية :" يا خوفي  من يوم النصر.. تـِـرْجعْ سينا وتضيع مصر"، ( أغنيات المحارب القديم).  

تبدأ الرواية بتوصل "صبرة عابدين" بمكالمة هاتفية من مديرها بموافقتها على مشروعها القديم؛ تحقيق ميداني عن النصر الأكيد، أو بتعبير الساردة "مشروع حروب مصر الأخرى"، بعد عشرين عاما،  أي بزمن استباقي يقدر  بثلاث سنوات ستكون  فترة إنجاز الفيلم ليعرض في اليوم الموعود.  وتتساءل : هل تنجز تحقيقا عن يوم النصر الأكيد أم يوم الاغتيال؟، ويعتبر المدير اقترابها من يوم "النصر المؤكد" بالجدل خيانة للوطن.  تفكر أن يركز مشروعها على تقديم حياة  الناس، كل الناس في هذا اليوم ، ويطلب منها  أن تخرج من ذهنها ما يقوله أقطاب اليسار الأحمر والإسلاميين، والذين يتفقون ضمنيا في التقليل من جدوى  النصر،  وتقديم الاغتيال على  الإنجاز.