عمي حسام، وهدايا الأحلام لنزهة أبوغوش

عمي حسام،

وهدايا الأحلام لنزهة أبوغوش

موسى أبو دويح

كتبت نزهة أبوغوش قصة قصيرة مصورة وملونة بعنوان: "عمي حسام وهدايا الأحلام" صدرت عن "دار الهدى للطباعة والنشر كريم" لم تظهر عليها سنة الصدور أو النشر.

رأى بطل القصة الطفل حسين في منامه ثيابا جديدة وسيارة حمراء وحيدة ونظارة وحزاما وحذاءا وألعابا.

حدث أصحابه الأربعة: (حنين وعلي ودعاء ومرام) عن رؤياه، فسمعته أمه فقالت له: الأحلام ليست حقيقة وإنما هي صور نراها في المنام، وفي بعض الأحيان تتحقق الأحلام.

عاد حسام عم حسين من سفره إلى الصين أو الشام، وكانت هديته لحسين تماما كما رأى في منامه، ففرح حسين لأنها تحققت أحلامه.

تقوم القصة على موضوع الرؤيا في المنام، وهذه قد تتحقق وقد تكون أضغاث أحلام.

اعتمدت القصة على السجع المتكلف، وهذا ما أضعف القصة. فالسجع المقبول هو الذي يأتي عفو الخاطر، ولا يتكلفه الكاتب. وانتشر السجع في عصور الأدب الهابطة، وهذا يذكر بالسجعة المشهورة التي نطق بها الخليفة أو الوالي: "أيها القاضي بقم، قد عزلناك فقم".

تقول الكاتبة: (في يوم من الأيام، وأنا في عز المنام، غرقت في أحلى الأحلام).

(رأيت ثيابا جديدة، وسيارة حمراء وحيدة).

(عندما أفقت من منامي، لم أجد شيئا أمامي).

(لم أكن غضبان، وأيضا لست فرحان، ولكني مشيت أفكر حيران).

(رتبت كل أفكاري، ورتبت أيضا كلامي، حكيت لأصحابي عما رأيت في منامي، استمعت أمي الى جميع كلامي).

(يا حسين، ليست حقيقة الأحلام، بل هذه صور نراها في المنام).

(يمكن أن تتحقق الأحلام، وتصبح حقيقة وليست صورا في المنام).

(أنا وأصحابي: حنين وعلي ودعاء ومرام، طلبنا من الرحمن أن تتحقق الأحلام).

(من السفر، عاد عمي حسام، ربما من بلاد الصين أو من بلاد الشام).

وكان يغني عن السجع أن تقول الكاتبة:

رأى الطفل حسين، في منامه ثيابا جديدة كثيرة، وسيارة حمراء.

وعندما أفاق من نومه في الصباح، لم يجد شيئا مما رأى في النوم.

لم يغضب، ولم يفرح، ولكنه احتار في معنى ما رآه في نومه.

قص حسين رؤياه على أصحابه الأربعة: حسين وعلي ودعاء ومرام، وطلب منهم أن يفسروا له ذلك، فسمعته أمه فقالت له: الأحلام يابني ليست حقيقة، وإنما هي صور يراها النائم في نومه، وقد تتحقق وقد لا تتحقق، وقد تكون النتيجة بعكس الرؤيا، وهناك علم خاص بتفسير الأحلام علمه الله للنبي يوسف عليه السلام، واشتهر بهذا العلم ابن سيرين عند المسلمين.

عاد حسام عم حسين من سفره، وكانت هديته لحسين ثيابا جميلة جديدة، وربطة عنق وحزاما وحذاء، وسيارة حمراء تسير على الريموت.

ولما رأى حسين هديته التي أحضرها له عمه حسام، قال: يا أماه لقد حقق الله حلمي، فالحمد لله رب العالمين.

وتكلف الكاتبة للسجع أوقعها في أخطاء لغوية: فقالت وأيضا لست فرحان، والصحيح فرحانا لأنها ليست ممنوعة من الصرف لأن مؤنثها فرحانة وليست مثل غضبان غضبى.

وتكلف السجع، يركز في ذهن الأطفال أن الكلام الجيد هو الكلام المسجوع فقط، فيحاول الطفل أن يأتي بالسجع ولو خالف المعنى. وهذا تكلف ظاهر. فالسجع الحسن الجميل هو ما جاء دونما قصد، وحافظ على سلامة المعنى، اسمع قول الله سبحانه:

"والسماء والطارق، وما أدراك ما الطارق، النجم الثاقب، ان كل نفس لما عليها حافظ" فلم يقل: النجم الحارق، ان كل نفس لما عليها سائق.

وختاماً كان بامكان الكاتبة ان تعرض قصتها -قبل الطباعة- على بعض اعضاء ندوة اليوم السابع الذين تعرفهم، ولا يبخلون عليها ابداً بالنصيحة.