محي الدين صالح
شاعر النار الهادئة ...
السيد إبراهيم أحمد
حين تقابله فى زيه النوبى أو بالأحرى السودانى وهو يسير كشجرة السنديانة لايعرف الانحناء بوجهه الهادىء المتجهم إلا من ابتسامة خفيفة سيشغلك عقلك بتساؤل : من هذا الرجل .... ؟!
..................................
لم تكد خطواتى تلامس مدخل رابطة الأدب الإسلامى العالمية بالقاهرة حتى رأيته ، ولم يخطر ببالى قط أن هذا الرجل يمت للإبداع بصلة بل ربما ظننته رجلاً ساقته الأقدار ليتولى منصباً إدارياً هناك لا أكثر ولا أقل ، بل لم أكتشفه كاتباً وشاعراً إلا بعد أن مضت قرابة الساعة فى الحديث والمؤانسة ، فهو رجل دمث الطبع ، هادىء النبرة ، قليل التلفت والحركة ، لا يأنس لمن يحادثه بسهولة فى بادىء الأمر ثم إذا ما عرفه أقبل عليه . همومه بعد مشاغله الاجتماعية موزعة بين النوبة/السودان ، والشعر/الأدب الإسلامى ، وقضايا الإسلام ، ولم يأت ترتيبى لاهتماماته اعتباطاً بل بقدر ما أحسسته منه هو شخصياً من اهتمام .
صناجة النوبة
منذ أطلق الشاعر الكبير إبراهيم شعراوي صاحب ديوان"أغاني المعركة" على الشاعر محيي الدين صالح لقب (صناجة النوبة) فى قصيدة كتبها خصيصاً له عنوانها : ’’صناجة النوبة المغرد ’’ ، إلا وقد أصبح هذا اللقب ملاصقاً للرجل يُعرف به دون أن يعترف به هو شخصياً ولا سمعته منه رغم حواراتنا ولقاءاتنا الكثيرة ، ولم يكن شعراوى مغالياً فى هذا لأنه بالرغم من أن هناك شعراء سبقوا (صالح) فى معاقرة هذا الفن المراوغ أمثال : محمد عبد الرحيم إدريس و حسين روم وإبراهيم شعراوي نفسه وغيرهم إلا أن الرجل كان كالنائحة الثكلى حمل هم النوبة حسرةً ولوعة ، حتى بات يقتات حزنها إن لم يكن أدمنه فلا يكاد يسيغ من أفراح الدنيا إلا اليسير، لاتفارقه النوبة بدروبها وعيالها ورجالها وقضاياها فهى تسيرمعه حيث يسير.
أول حديثنا كان مناوشة حول النوبة وحضارتها وأسبقيتها أم لحوقها بالفرعونية ، ولا يكاد من حضروا المحافل والتجمعات والنوادى النوبية ينسون صوته الشادى النوَّاح على الوطن المفقود ، وحنينه الوهاج الوثاب إلى حيث ملاعب الصبا وأحاديث الراحلين ، وعتابه الحنون للنيل لما جار على الديار ففرق السمار إلى غير الديار .
لم يئن لشاعر قبله تفيأ ظلال النوبة وسار تحت سمائها أن يخلدها كما خلدها ( صالح) حين نظم للنوبة ( لامية ) يتباهى النوبيون بها أمام لامية الشنفرى فى العرب ولامية الطغرائى فى الفرس . وقد نشرتها مجلة العربى الكويتية فى أغسطس 1997م ، والتى يبدأها بقوله :
تلاعبت الأيام بى والنوازل وأدمت فؤادى الذكريات القواتل
وطفت بذكرى هجرة النوبة التى تلاحقنى منها الاسى والمشاكل
وأطرقت رأسى ساخطاً لسذاجتى وضعفى وما اجراه فينا التفاؤل
فسالت دموعى حسرة وندامة فكفكفت عن عينى الدموع التكامل
كما أن له فى أعناق أهل النوبة فضل وأى فضل فى المحافظة على التاريخ النوبى فى العصر الحديث بتدوينه حياة وأعمال أعلام النوبة فى القرن العشرين لينشىء بهذا جسراً هاماً من التواصل بين الجيل القديم والجيل المشرف على أعتاب الحياة فى نهايات القرن المنصرم ومايليه من أجيال ، وكذلك دأبه فى الحفاظ على التراث النوبى من خلال مخطوطة كتابه : الألعاب الشعبية النوبية والأطعمة ذات الطابع النوبي .
الأديب الداعية
نشأ شاعرنا فى قرية من قرى النوبة تدعى ( قسطل) يأتيها رزقها رغداً حتى صارت سيدة القرى فى حينها من حيث أسباب الحضارة والوفرة المادية ، وعاش فى كنف أب صب فى أذنى طفله السيرة النبوية العطرة بمدائحها الطويلة الندية بصوته العذب الحنون ، فكان ( صالح ) غصناً يتدلى من شجرة عائلة عريقة اشتهر أفرادها بالخطابة والوعظ حتى أحب هو هذا الفن وأجاده حتى أنه قام خطيباً بين الناس ، ثم زاوج بين أن يخطب فى الناس شفاهةً وكتابة فأصدر كتابه : يا قومنا أجيبوا داعى الله .
ونظراً لنشأته فى هذه البيئة القرآنية فقد تعلق قلبه وعقله بالقرآن الكريم يتلوه آناء الليل وأثناء النهار حتى خالط شعره ، بل لايكاد المتتبع لقصائده تخطئه تلك اللفتات القرآنية وهو يضمنها أبياته دون افتئات عليها أو الزج بها فى حشو مجحف ، بل تحسها طبيعية منسابة مع نفس تيارألفاظ أبياته بحيث لو حاول من شاء الإتيان بألفاظٍ غيرها أعجزته المحاولة وخابت رميته فى هذا كثيراً، مثل :
سموت بروحي عن الفانية لأنعم بالعيشة الراضية .
وكذلك : وما كان منهم من أقام صلاته مكاء وتصدية يطوف ويرمل
أو بالاقتباس ، مثل : وآنست من جانب القلب ناراً. وأيضاً :
رفقا فإني ذلك الصب الذي ألقاه في سجن المعاني صمتكم
قدت قميصي فكرة، واستقبلت من سارعوا للباب تشكوني لهم
فاستشرفوا الآيات حتى أدركوا زهدي ولكن أفرجوا عمن ظلم!
وهذه الاستشهادات والاقتباسات فى الأبيات تجرى على لسان شاعرنا جرى الماء دون افتعال أو جهد ، كما تجدها فى أول دواوينه كما فى آخرها فهى سمة أصبحت لصيقة به سليقة وطريقة ، ولولا ضيق مساحة الدراسة لأتينا بالمزيد .
ولاغرو أن ترى مفردات شاعرنا وأنفاسه أصداء من صوت علامة السودان وعميدها الدكتورعبد الله الطيب ، غير أن الشاعرمحمد الواثق هو
الأقرب من منهج ( صالح) ؛ إذ أن (الواثق) ينحاز إلى الرموز العربية الاسلامية ، ويستوحى كثيراً من آيات القرآن الكريم ويبدو هذا جلياً فى قصيدته: ( أم درمان تتزوج ) وبخاصةٍ فى أبياتها الأخيرة .
كاتب المقال مع الشاعرمحى الدين صالح
الثورة الحانية
بالرغم من اعتزاز الشاعر محى الدين صالح بأرائه إلى الحد الذى قد يدفعه تشبثه هذا إلى ترك الوظيفة أو المكانة التى يتبوأها كتركه لعمله كمراجع لغوى لواحدة من أشهر دور النشر فى مصر لخلاف على حديث شريف ، وبالرغم من معاودتى للنقاش معه فى هذا الشأن بعد زمن غير يسير لإقناعه بأن دار النشر ربما كانت هى الأصوب فى هذا الشأن ، إلا أن الرجل يجادل ويعرض وجهة نظره دون أن ينفعل أو يرتفع صوته ، ودون أن يلجأ إلى تسخيف وجهة نظر محدثه باستعلاء ، ودون أن يخلق من مجادليه ومعارضيه خصوماً له على المستوى الشخصى ، بل كان بارعاً فى أن لا ترتفع سخونة الحديث والمكان أبداً ، كما لا يلجأ إلى المراوغة ، أو محاولة تطويق مجادله للانتصارعليه بأى طريقةٍ كانت كما يلجأ لهذا أنصاف المثقفين .
والقارىء لشعره وخاصة ( لاميته) التى يدافع فيها عن أهم قضية فى حياته بل هى قضية حياته كلها ( النوبة) لم يكن فظاً غليظ القلب وهو يعرضها بل تجده يجابه ولاة الأمر فى أدب ، ويعاتب النهر فى حنان ، ويستسمح أجداده ، ويعتذر لقارئه ، ويطلب الرحمة من ربه ، بينما يتجرع هو كأس الإحباط وتلفه سحابات التشاؤم ، فهو هكذا دائماً يستسيغ المر ولايسيغه لأحد ، يقوى على نفسه ويشد عليها ، ويرحم حتى جلاديه :
حنانيك يا أرض الجدود وليتنى ألوذ بماض لم يعد له طائل
عزائى لقومى ما بقيت وما بقوا ليعلم انى ما سلوت وما سلوا
ويا قارئ الابيات عفوك إننى أساقيك كأس المر لا أتجمل
ورحماك يا رباه انى بهجرتى رضيت ولكنى للطفك سائل
عشت أنا والشاعر شبيهان ولكن شتان أن يبلغ الثرى الثريا ، فلقد ولدنا فى العاشر من ديسمبر غير أنه سبقنى إلى الوجود بسبع سنوات ، وكنا أبناء كلية واحدة هى كلية التجارة ونفس الجامعة ( عين شمس) بل عملنا فى نفس المجال : السياحة والطيران ، وتركنا عملنا وتفرغنا للأدب ، وأيضاً بدأت رحلة الإبداع مثل شاعرنا بالشعرالعمودى ثم هجرته لشعر القصيدة النثرية والتفعيلة بل والعامية الراقية ، بينما تمسك هو بالقصيدة الخليلية ، وكذلك ُفرض علينا التهجير القسرى فى سنوات طفولتنا الأولى على اختلاف الأسباب ؛ فبينما جار النيل ففاض على أهل النوبة ، جار علينا نحن أبناء القناة طغيان اليهود فسحنا فى البلاد ، ونشترك فى أننا نسكن أقاليم حدودية تفصل المياه بيننا وبين جيراننا من الدول الأخرى ، ونشترك معاً فى أن جذورنا سودانية حيث هو من ( آل موسى) وأنا ( جعلى) . ومع هذا نختلف فهو مصرى نوبى يرى أن تيار الحضارة جاء من الجنوب أولاً فالسودان من وجهة نظره هى الأسبق والأصل ويسوق على ذلك أدلته ومراجعه فى هدوء وأدبٍ جم ، بينما أرى أن الحضارة الفرعونية عندى هى الأصل ودليلى على هذا قول شفيق غربال : ( أن مصر هبة المصريين) ؛ فالنيل مر على بلاد أفريقية كثيرة ولم تنشأ فيها حضارة كحضارة الفراعنة .
وهو رغم انحيازه الدائم لنوبيته وسودانيته الذى انطبع على شعره ومواقفه بل ترك بصمته على دراساته حتى الإسلامية منها ؛ فتأتى دراسته عن : (الأدب الصوفي وأثره في الدعوة الإسلامية نموذج من السودان العربي الإفريقي) خير دليل على هذا ، وكذلك فى المزاوجة الاجتماعية بين سعيد النورسى وعباس محمود العقاد وإن كان الحق يميل معه فى ذلك لا مجرد انتماء العقاد لإقليم الشاعر ، ومع هذا ففى كل هذه المناقشات التى لا أدعى أنها هادرة لم يخرج الرجل عن حد الشطط والانحياز الأعمى لرأيه أبداً، وحقاً أحسنت الباحثة ريهام صبحي محمود حين لاحظت وهى تكتب رسالتها (1) للماجستيرعن شاعرنا أنه لم يكن عنده شيء في الهجاء أو المدح لكنها جازفت بتعليل غيرعلمى حين حاولت تفسير ذلك بأن أرجعت السبب إلى كون الشاعر قد نشأ فى المجتمع النوبى الذى من طبيعته البعد عن زيف المدنية ومشاكلها وهو تعليل يتسم بالعمومية لو أنزلناه على المجتمع الريفى أو الزراعى فى أى بيئة عربية لكفى أى كائن شر المدح والهجاء ، ونحن لا نشكك فى أن المجتمع النوبى له خصائصه الطيبة والمشهودة ولا نريد بحال تجريده منها ، غير أنه من الافتئات على الشاعر خاصةً وأن هذا يدور فى سياق علمى أكاديمى أن نجرده من صفاته الشخصية لأنه على الرغم من أن الفرد له صفات وخصائص مشتركة مع جميع أفراد الجنس البشري ومع أفراد الجماعة التي ينتمي إليها إلا أنه ينسجها جميعاً في نظام فريد متميز، ولو كان الناس جميعهم متشابهين في كل شيء لما كان هناك حاجة لظهور مفهوم الشخصية ، ولهذا فقد فطن العرب إلى معنى الفروق الفردية وأهميتها لأفراد المجتمع
فقال الأصمعى : (لا يزال الناس بخير ما تباينوا فاذا تساووا هلكوا)، وليس أدل على ذلك التباين من أن نعقد المقارنة بين الروائى حسن حجاج أدول وبين الشاعر محى الدين صالح من حيث موقفيهما من مناصرة القضية النوبية : ففى حين أن الأول نوبياً وإن كان سكندرى المولد ويكبر الثانى بعدد من السنوات إلا أنه فى تعاطيه مع القضية وعرضها على الرأى العام قد بلغ حد الشطط من ناحية تدويلها وزجها مع ملف الأقليات وخلق عداوات لا حصر لها سواء مع الجهاز الرئاسى و اتحاد الكتاب الذى ينتمى له ، كما دأب على مهاجمة الرموز المصرية بل وأدباء النوبة أنفسهم الذين أنبروا للدفاع عن حياضهم مما شكل انقساماً داخل الصف النوبى، وهذا كله خلق جواٌ من عدم التعاطف تجاه ما يدافع عنه وربما أثرهذا بالسلب الأكيد فى غير مصلحة النوبة وأهلها على عكس ما أراد أدول .
كان (صالح) على النقيض من ذلك : فخلق العداوات ليس هوايته ، والعنترية على حساب الآخرين ليست من شيمه ، فالرجل يرى بوضوح أن الذى ينازع الدولة سلطانها فى النهاية خاسر وسيجر الوبال والويلات على من يقفون بخندقه ، ولذلك فهو يؤثر السعى نحو التغيير الهادىء وإن كان عليه أن يسلك طريقاً طويلاً فالنصر فى النهاية حليفه .
يقول محى الدين صالح (2) : ’’ لا شكَّ أن كل المخلوقات ضيوف أتَوْا إلى الوجود تباعًا حسب صدور الأمر الإلهي (كن(، وسيرحلون إلى عالم الفناء إن عاجلاً أو آجلاً، وكلُّ شيء هالك إلا وجه الله - سبحانه - والدلائل كلُّها تثبت أن الإنسان كان آخر الضيوف وصولاً إلى الوجود، ومع هذا الحضور المتأخِّر إلاَّ أنه سيكون أوَّل الضيوف رحيلاً، ناهيك عن الرحيل فُرَادَى وجماعات منذ القدم ’’ .
هذه المقولة ربما توجز فلسفته ومبدأه فى الحياة أن غاية كل حى الفناء ، والأرض يرثها رب العباد ، فيقول مخاطباً ربه فى البيت الأخير من لاميته :
ورحماك يا رباه إنى بهجرتى رضيت ولكنى للطفك سائل
وحتى لانغمط الرجل حقه فكما ذكرنا آنفاً أن من جل اهتمامات الرجل الأدب الإسلامى وقضاياه ، فيقول (3) : ’’ والمتأمل في أخلاقيات أهل السودان الذين تعرضوا لهذا الكم الهائل من الأشعار الدعوية سيجد بدون عناء الأثر العميق للتعاليم الإسلامية سواء علي مستوي الافراد أو الجماعات .. من بساطة في الحياة المادية وقوة في العلاقات الاجتماعية .. مع صبر شديد علي تقلبات الزمن وابتلاءات القدر .. كما سيلاحظ اثر الادب الإسلامي علي ادباء السودان وبلاغتهم الجذابة في اسلوب الدعوة إلي الله كما يقول الشاعر السوداني ( محمد المهدي المجذوب) في قصيدة عيد الفطر:
مسلم ابتغي لأوطاني الخير ولكنني من الشعراء
كما يقول في قصيدة أخري :
وفي كل شبر سجدة أو ضراعة وروح شهيد او ترانيم هائم
تعيد إلينا عزة الأمس حرة نعيد بها مجد الجدود الأكارم
إلى أن يقول : ’’ ولا جدال في أن الأدب الإسلامي كان له اثره القوي في نشر الدعوة الإسلامية ويقول سبحانه وتعالي : [وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)] (سورة فصلت : 33- 35) .
يقول الشاعر الدرعمى الراحل على الجارم :
إنما الشعر على كثرته لا تجد فيه سوى احدى اثنتين
نفحة قدسية أو هذر ليس فى الشعر بين بين
وهكذا كان محى الدين صالح مع الشعر لا يعرف فيه التوسط ؛ فالشعر قضيته، والنوبة قضيته ، والإسلام والأدب الإسلامى قضيته ، وهو فى كل هذا يعلم أنه المناضل عنها والمحارب الذى لايضع سلاحه لكنه أبداً ما سعى إلى تأجيج نار المعارك ولا توخاها ولا افتعلها ، ولكنه يواجهها فى هدوء ، ويعرضها ما وجد إلى ذلك سبيلاً ، ولا أجد غير أبياته التى يحدثنا فيها عن نفسه لأختم بها فى هدوءٍ أيضاً :
شاعر مضى يقتفي الأثر شد أزره الناي والوتر
قاد خطوه في الظلام أشعاره وما كان يدخر
صادق إذا أسرج القوافي وليس كذابها الأشر
كان لا يبالي بلوعة الشوق والصبابات والفكر
أنفق الليالي متيماً بالمنى.. وما أغنت النذر
غره التصابي فما ونى إنه أنا والهوى قدر
(1) محيي الدين صالح حياته وشعره، رسالة ماجستير غير منشورة، الباحثة ريهام صبحي محمود، كلية الدراسات الإسلامية والعربية، جامعة الأزهر، 2006-2007.
(2) يا قومنا أجيبوا داعي الله ، كتاب من تأليف محى الدين صالح ، دار المقطم للنشر ، القاهرة
(3) الأدب الصوفي وأثره في الدعوة الإسلامية نموذج من السودان العربي الإفريقي بحث كتبه محى الدين صالح مقدم منه إلى إحدى المؤتمرات الدولية عن الأدب في خدمة الدعوة، والتى نظمته رابطة الأدب الإسلامي العالمية بجامعة الأزهر بالقاهرة عام 1999م .