الفكر الإسلامي وحب الرسول في شعر أمين الشيخ

الفكر الإسلامي وحب الرسول

صلى الله عليه وسلم

في شعر أمين الشيخ

أسامة محمد أمين الشيخ/مصر

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

[email protected]

للأديب رسالة قيمة فى الحياة الإنسانية تفوق كل رسالة إصلاحية تلك الرسالة هى تهذيب النفوس البشرية وتربية الذوق السليم والأديب هو قلب أمته النابض ولسانها الناطق والمرآة التى تنعكس على أديبها صورة حياتها وما فيها من آلام وآمال وذلك حال شيخ شعراء الصعيد "محمد أمين الشيخ " الذى يحمل فى طيات شعره وأدبه فكراً إسلامياً ومحبة للرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) وكما قال أن الشاعر محمد أمين الشيخ كان مؤمنا حاضر القلب يرشدك حاله قبل مقاله فلا تملك إلا ان تتأسى به وتنهج نهجه وذلك أنه رحمة الله عليه إن دعاك إلى خير كان أسبق الناس إليه وإن أمر بمعروف كان أشد الناس عملاً به وإن نهى عن منكر كان أبعد الناس عنه لا تجده فى مجلسه إلا أمراً بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس وإذا ذكر الله وجل قلبه وإذا سمع آيات الله زادته إيماناً يوجه الناس إلى عدم التعلق بالدنيا وزخارفها وكما قال الشيخ زكريا نور – واعظ بأوقاف أسيوط – أن شاعرنا الراحل مؤدب اللسان لا تؤخذ عليه هفوة ، يزن الكلمة قبل أن ينطق بها وزناً دقيقاً حتى لو ألقى عليه السلام لفكر فى الإجابة ، متزن فى حديثه ، إذا قاطعة أحد سكت وانتظر حتى يتم حديثه ثم يصل ما انقطع من كلامه ويقول ويفعل مهما جرت عليه شجاعته وهو مع ألفته وصلفه على الكبراء ومتواضع للبائسين والفقراء يقف دائماً بجانب الضعفاء ويشع على من يجالسه الاتزان ، والتفكير الهادئ وحب الحمية ونصرة المبدأ والتضحية للفضيلة أما عن الفكر الإسلامى فى شعر الراحل محمد أمين الشيخ فشاعرنا يقف مكافحاً مدافعاً عن مواطن الإسلام والعرب فى كل الأنحاء فهو يقف مدافعاً عن مسلمى البوسنة ضد طغيان الصرب بنفس الحماسة التى يقف فيها مدافعاً عن الشعب الليبى الشقيق ونجد أيضاً أن حب رسول الله ( عليه الصلاة والسلام ) ملمح هام فى ضلع الحب والإسلام والعروبة كما يقول الشاعر درويش الأسيوطى ففى قصائد الشيخ لا يترك فرصة تسنح له دون انتهازها للتعبير عن الحب الذى يكنه للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام فيقول فى قصيدته " يا رسول الرحمة والسلام ":

بـعـثـت إلى الدنيا سلاماً iiورحمة
ومـا عـرفـوا مـنك القساوة يافعاً
وكـنـت رحـيـماً لم تبادر iiبجفوة
عـفـوت  وكـان العفو منك سجية
وعـفـوا  رسـول الله إنـا بحاجة
دهـتـنا  صروف الحادثات فلم تعد
ففى البوسنة الخضراء قامت عصابة
وتـقـتـل  أطـفالاً صغاراً ونسوة







وعـدلاً وإيـمـانـاً وهـدياً iiيوفق
ومـا كنت ذا بطش وما كنت iiتحمق
لـقـومك إذا جافوك والجهل iiعانقوا
فـلـلـه  مـا تـعـفو وما iiتترفق
إلـى  الـقيم العظمى تسود iiوتورق
لـنـدرى سـلامـاً أم دماراًَ يحرق
مـن الصرب تجفو المسلمين iiوتفتق
وتـردى  شـيوخاً عاجزين iiوتغرق

وفى قصيدة أخرى خواطر فى ذكرى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) والتى ألقيت فى الشقيقة ليبيا فى ندوة الجمعية العالمية للدعوة فقال شاعرنا الراحل :

لـمـن  تـخـفق الرايات تعلو iiالبيارق
لـمـن دانـت الـدنـيـا وألقت iiقيادها
مـن أنـبـت الـتـوحيد فى تلكم iiالربا
وكـيـف تـردى مـلك كسرى iiوقيصر
مـشـاعـل  إيـمـان ونـفـح iiعقيدة
وآيـات  قـرآن تـجـلـت iiكـريـمة
أيـا صـاحب الذكرى وقفت على المدى
بـعـثـت  إلـى الـدنـيا بخير رسالة
يـا  صـاحـب الـذكرى أتيناك نحتفى
يـا صـاحـب الـذكـرى أتينا iiشراذما
تـغـيـرت الـدنـيـا فلا الخيل iiخيلنا
وبـاتـت  خـيـول العرب بين iiخيامها











لمن فى الطريق الصعب تمضى المواكب
ومـن  أيـقـظ الـغافين والليل iiسارب
فـأضـحـت كـروض آنسته iiالنجائب
وطـاحـت عـروش واحتوتها iiالنوائب
وعـشـاق فـردوس وبـوح iiيـهـذب
بـوحـى مـن الـرحمن يصفو iiويعذب
فـلـم  أرى فـى الساحات مثلك iiينجب
تـسـامـت  ودعـوى الجاهلين iiتغرب
فـعـفـواً فـفى الذكرى تهيج المشارب
وعـاثـت  ذئـابـاً بـيـنـنا iiوثعالب
وقـد صـدأت فـيـنا السيوف iiالغوالب
وفـوق  المراعى الخضر ترعى iiوتلعب

وعن ما يعانيه المسلمون من هموم وأحزان فيتساءل شاعرنا عن خيول الجهاد وسيوفنا البتارة وراياتنا التى لم تعد عالية مرتفع فيقول فى قصيدته ( هموم مسلم ) :

من القدس حتى ضفاف الخليج
مضيت  حزيناً ففى كل iiأرض
وتـبـدو  الـمآذن iiكالنائحات
وتـبـدو  الـمساجد iiمكروبة
تـساءلت عن مجدنا iiالمستباح
أيـن  الخيول ؟ خيول iiالجهاد
وكـيف  استباح العدو iiالعرين
تـعـالوا  إلى الله نبغى iiحماة







وبـيـن  ربا البوسنة iiالحائرة
مـذابـح  مـحـمومة iiقاهرة
تـعـانى  من الطعنة iiالحائرة
تـهـددهـا عـصـبة iiكافرة
وعـن أمـسـيات لنا iiزاهرة
وأيـن  مـعـاركـنا iiالظافرة
وآسـادنـا  أجـفـلت iiحائرة
وتـجـمـعـنـا وحدة iiقادرة

ولا يزال شاعرنا يسبح فى حماة فى حب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) منشداً " فى رحاب يثرب " فيمد يده إلى الرسول الكريم ويطلب منه الشفاعة فى لهف وشوق يملأ أعماقه فيقول :

دنـت  مـآذنها واشتد بى iiوجدى
يا  صاحبى نسمات الحب تنعشنى
وجـئت نحو رسول الله فى iiلهف
ألـقـى الـسلام عليه استجير به
يا  خير من جاء بالتوحيد يا iiأملى
كـن لى شفيع فإنى قد لجأت iiإلى





لـم  يبق إلا رسول الله فى خلدى
وطيب  يثرب يغمرنى على iiأمدى
والـشوق يملأ أعماقى وفى iiكبدى
وأمـلأ  الـعين من بدر إلى iiأحد
إذا التقى الناس يوم البعث فى مدد
هذى الرحاب وقد مدت إليك iiيدى

وفى مجلة منبر الإسلام عام 1989م كتب شاعرنا قصيدة مواكب الفجر فيقول :

تـراتيل  آى الله فى مواكب iiالفجر
بها يهتدى السارون فى عتمة الدجى
تـواكـبـنى  الآيات علماً iiوحكمة
تـغـذى  شـراييني وتملأ iiخافقى
نـدمت على الأيام كيف أضعتها ii؟
ومـا نـمـته والفجر يقتحم iiالدجى





تـضـئ  فـؤادى باليقين iiوالخير
ويلمح  فيها النور من هام فى iiالقفر
وشـرعاً ومنهاجاً وما لم أكن iiأدرى
رياضاً فى الفردوس محفوفة iiالزهر
وكيف قضيت العمر فى حيرة الفكر
بأسيافه أقسمت قد ضاع من iiعمرى