الترزي الألماني والشيخ الألباني!
محمد عبد الشافي القوصي
(حكاية) جاء في العهد القديم؛ أنه لَمَّا دخل إخوة يوسف عليه في (مِصْر) وتحدثوا إليه .. ظل ينظر إليهم نظراتٍ فاحصة، فعرفهم من نبراتِ أصواتهم، وملامحهم التي لا تُخْطئها العيْن! ثمَّ أخرج وثيقةً قديمةً باللغة العِبْريَّة، مكتوب فيها: "نَشْهَدُ أننا بِعْنا أخانا بتسعة دراهم"!!
ثمَّ قال: اقرءوا عَليَّ هذا الكلام -أيُّها الكِرام الأوفياء!
فارتجفوا بمجرد أنْ رأوها ... وقالوا: واللهِ، واللهِ لَوْ حَكَمَ علينا بالشنْق أوْ الحرق؛ أهون علينا ألف مرة من قراءة حرفٍ واحدٍ مِمَّا في هذه الورقة المشئومة!!
إذا سألتَ الأوربيين عامة، والإنجليز خاصة؛ عن أجمل مسرحية سياسية؛ أجابوا على الفور: مسرحية (الترزي الألماني) لبرناردشو- فقد تألَّق في وصف المأزق السياسي الذي وقع فيه "الترزي الألماني" الذي كان يخشى افتضاح أمره في أوربا الغربية، أثناء الحرب العالمية، فبالرغم من أنه غيَّر اسمه مراراً، وغيَّر ملامحه كثيراً، وغيَّر عنوانه مراتٍ عديدة؛ إلاَّ أنَّ الناس سرعان ما كانوا يكتشفونه من طريقته المعروفة في تفصيل البدل!! فلم يستطع التخلص من "الموديلات" الألمانية، التي كان يشمئز منها سكان أوربا الغربية!
الشيخ (ناصر الألباني) لم يختلف عن الترزي الألماني .. إلاَّ أنه لمْ يجد من يقوم بإخراج عمل درامي يتناول مسيرته الحياتية التي هي أشبه بمسرحية كوميدية محكمة الحلقات!
فقد ولِدَ –رحمه الله- في ألبانيا عام 1914م لأسرة حنفية المذهب. وفي عام 1923 غداة وصول سلطة علمانية إلى حكم البلاد بعد استقلالها عن الإمبراطورية العثمانية المنهارة، قررت الأسرة مغادرة البلاد للاستقرار في دمشق. وهناك نشر كتابه الأول «حجاب المرأة المسلمة»، والذي أعاد فيه قياس صحة عدد من الأحاديث المقبولة لدى الوهابيين!! وأفتى بوجوب ارتداء النساء للنقاب .. فالتقطه (الوهابيون) ليكون لهم عضداً ورِدءاً يصدِّقهم!
لكن –من سوء الحظ- لمْ تكتمل الفرحة! فبعد مخالطتهم له؛ وجدوه حنفيّ المذهب، صوفي النزعة، يحب التيسير، ويبغض التكفير، ويبحث عن الرخص، ويدعو إلى التقريب بين المذاهب، ويتشوَّق لأخبار الأزهر والأزهريين، ويبتهج لقصص الأولياء والعارفين، ويطربه الحديث عن آل البيت عليهم السلام ... فامتعض البدو الوهابيون، ونُكِسوا على رءوسهم، وأُصيبوا بالقنوط، وخيبة الأمل، وانقطاع الرجاء ... حتى أرغموه على الرحيل غير مأسوف عليه!
فاضطرَّ للهجرة إلى اليمن –كما هاجر المسلمون الأوائل هرباً من بطش قريش!
بمرور الأيام؛ التقى –رحمه الله- ببعض العاملين في الحقل الدعوي –وفي رواية صحَّحها الألباني بنفسه- أنه التقى ببعض الوهابيين، فأخبروه بمذهبهم ورؤيتهم الفكرية .. فأدرك على الفور؛ ماذا يريد (المخرِج)!
فشدَّ الرحال إلى (نجد) مرةً أخرى! وهنالك ألَّف كتابه (تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد) ففرح به الوهابيون، واهتزوا له طرباً .. فقد كان هذا الكتاب الهزيل؛ بمثابة (المهر) الذي قدَّمه الألباني للوهابيين!
فقد تعسف –سماحته- في الشرح، والتخريج، والحذف، والإضافة ... وأتى بكم من الروايات المتناقضة ما بين الضعيف، والضعيف جداً، والغريب، والمجهول، والمسروق، والمكسور، والميئوس منه ... لكيْ يثبت للقوم أنه على العهد! وأنه قادر على أن يفعل ما يريدون!!
لقد أجهد –رحمه الله- نفسه في ليّ النصوص، وكسرها تارة، وقصفها تارةً أخرى، ونسفها مراتٍ عديدة؛ حتى أجهد القارئ معه .. وأتى ببضاعة مزجاة، أوْ كما يقولون: "حشف وسوء كيلة"!
فقد نقل نصاً عن العلاَّمة الفقيه/ ابن حجر الهيتمي، ثمَّ حذف من وسط الكلام، ما لا يحقِّق الرؤية الوهابية! وقد ابتدأ بنقل كلام ابن حجر ففتح قوسين (..) وختمه كذلك بقوسين (..) وبلفظة انتهى؛ تأكيداً لتغرير القراء وتضليلهم عن تمام ذلك النقل.
لقد نسيَ –سماحته- أنَّ اتخاذ القبر مسجداً؛ معناه الصلاة عليه أوْ إليه.
فقوله (والصلاة إليها) إلاَّ أن يراد باتخاذها مساجد للصلاة عليها فقط.
يصح هذا الرأي؛ إنْ كان القبر قبر معظَّم من نبيّ أوْ وليّ، كما أشارت هذه العبارة التي وضعها بين قوسين، وقد جعلها الألباني بخط أسود كبير لتمييزها وإيهام البسطاء! وأتى بالمعنى الذي يريده الألباني، لا المعنى الذي أراده ابن حجر!!
لقد نسي –الشيخ- أنَّ معنى الحديث بخلاف ما فهمه!
فقد قال ابن حجر الهيتمي في (الزواجر عن اقتراف الكبائر): اتخاذها أوثانا، والطواف بها واستلامها والصلاة إليها.
وقال المناوي في "فيض القدير": "أيْ اتخذوها جهة قبلتهم، مع اعتقادهم الباطل، وهذا بين به سبب لعنهم لِما فيه من المغالاة في التعظيم.
وقال البيضاوي: لمَّا كانت اليهود يسجدون لقبور أنبيائهم تعظيماً لشأنهم، ويجعلونها قبلة، ويتوجهون في الصلاة نحوها، فاتخذوها أوثاناً لعنهم الله، فمنع المسلمين عن مثل ذلك".
وقال المحقِّق الشيخ علي القارئ في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" نقلاً عن أئمة الحنفية: سبب لعنهم؛ أنهم كانوا يسجدون لقبور أنبيائهم تعظيماً لهم. كأنه من مرتبة المعبود!
* * *
الحق أقول؛ إننا لسنا في خصومة مع "الألباني" ولا مع غيره .. لكننا في خصومة مع ذوي العاهات العقلية، الذين يريدون أن يضيِّقوا ما وسَّع الله، وينفِّروا بدلاً من أنْ يبشِّروا، ويعسِّروا بدلاً من أن ييسِّروا؛ مخالفين الهدي النبوي الشريف، وفطرة الإسلام الحنيف!
إنهم –بجهلهم المطبق- خلعوا على "الألباني" هالةً من القداسة، والعصمة، وظنوا أنَّ كتبه لا ريب فيها، وأنَّ كلامه لا يأتيه الباطل من أيّ مكان!
ولمْ يدركوا أنَّه كغيره يخطئ ويصيب، وهناك كثير من العلماء اختلفوا معه؛ وفندوا كتاباته، وكشفوا عن الأخطاء التي وقع فيها بقصد أوْ بسوء قصد!
نعم؛ لقد اضطلع بهذا الدور كثير جداً من المحقِّقين، وأوضحوا أنَّ من أبرز الأخطاء التي وقع فيها الألباني؛ أنَّ كثيراً من الأحاديث التي صنفها في "السلسلة الأحاديث الصحيحة"؛ هيَ هي التي صنفها في "سلسلة الأحاديث الضعيفة"! وهيَ ذاتها التي صنفها في "سلسلة الأحاديث الموضوعة"! وقد بلغت نحو (400 رواية) أوردناها بأرقامها في كتابنا (أزمة العقل السلفي)!
وذلك راجع إلى أنَّ (القائمين على مشروع الألباني) أوْ بمعنى أدق: (العاملين في ورشة الألباني) لمْ يكن بينهم توافق فكري، أوْ تلاءم روحي، بلْ كانوا من أمشاج مختلفة، وأهواء متنازعة، وفِرق متناحرة ... والدليل على ذلك أنه خرج عن طاعة الألباني كثير منهم، واتهموه بالجهل تارة، وبالتناقض تارة أخرى، ووصفوه بأنه يعمل لإرضاء الأعراب، وتحقيق الرؤية الوهابية، مهما خالفت عقائد الإسلام وتشريعاته! وأوضح ما يكون ذلك: تحقيق الألباني ل(مسند أحمد بن حنبل) فقد رفض "الوهابيون" تحقيق الشيخ/ شعيب الأرناءوط –وهو الأدق علمياً ومنهجياً- واعتمدوا تحقيق الألباني، وطبعوه، وروَّجوا له بمختلف الوسائل، ووزعوه مجاناً على الجامعات والمؤسسات ... لأنَّ "الألباني" ضعَّف المرويات التي تخالف العقيدة الوهابية!!
* * *
هذا؛ ويعدُّ الشيخ/ علي بن عقيل السقَّاف؛ صاحب "ترشيح المستفيدين"؛ أبرز من فنَّد أوهام الألباني، وهدم الأسطورة، وكشف سِر المعبد! وأتى على قواعده ... فخرَّ السقفُ على غلمان الوهابية، ولمْ يستطيعوا الخروج من تحت الركام إلى الآن!
أجل! لقد أنجز الشيخ/ السقاف موسوعة "تناقضات الألباني الواضحات فيما وقع له في تصحيح الأحاديث وتضعيفها من أخطاء وغلطات" وتقع في حوالي عشر مجلدات!! وأوضح أنَّ الذي دفعه للقيام بهذا العمل الشاق؛ هو أنَّ كتب الألباني تحتوي على أغلاط وأوهام وتناقضات فاقت ما وقع للأولين والآخرين، وبلغت مئات، بلْ جاوزت ذلك، ومن ثمَّ؛ فإنه لا يجوز التعويل على تحقيقاته، ولا الاغترار بتصحيحاته!
ففي الجزء الأول فقط من (سلسلة تناقضات الألباني) أورد الشيخ/ السقاف؛ ما يزيد على خمسين ومائتين من تناقضات الألباني الصارخة!
وقال: "إنَّ الألباني يصحح أحاديث في كتاب ويضعِّفها في كتاب آخر"!!
وقال عنه أيضاً: "إنه متناقض جدا، وكثير الوهم والغلط! لا سيما وقد اغترَّ كثير من الشباب وطلاب العلم بتخريجاته، لأنهم لا يرجعون إلى الأصول التي ينقل منها، ولا يدركون تناقضه في الحكم على الحديث ما بين كتابٍ وكتاب من مصنفاته ومؤلفاته، لعدم أهليتهم لذلك".
فمن أخطاء الألباني الفادحة؛ أنه أحال(صحيح أبي داود) و(صحيح النسائي) و(صحيح ابن ماجه) و(صحيح الترمذي) على كتبه الأخرى، فلو كان الحديث في الصحيحين لا يقول انظره في البخاري برقم كذا، وفي مسلم برقم كذا إنما يقول انظره في (صحيح الكلم) أو ... وهذه دعوة منه لرمي الناس في أحضان تقليده، وخصوصاً أنه بتر كتب السنَّة التي قسَّمها إلى ضعيف، وصحيح من الأسانيد، وجعل قراءه في معزل عن الأسانيد، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء! فأين دعواه حث الناس إلى الاجتهاد وهو يخرجهم من تقليد الأئمة إلى تقليده؟!
* * *
ومن تناقضات الألباني الصارخة؛ تضعيفه لأحاديث في الصحيحين (البخاري ومسلم) في سلسلته "الأحاديث الضعيفة". وبتضعيفه للأحاديث المخرجة في البخاري ومسلم؛ يكون قد ناقض نفسه، لأنه ذكر في مقدمة (شرح الطحاوية) لابن أبي العز؛ أنه لا يصدر كلامه في تخريج أحاديث الصحيحين بلفظة (صحيح) حكماً منه على ما فيهما من الأحاديث، وإنما يصدر كلامه بلفظة (الصحيح) إخباراً بالواقع. (انظر ص (27- 28) من مقدمة الطحاوية).
ومن تناقضات الألباني؛ تصحيحه الحديث في موضع، وتحسينه في موضع آخر!!
بلْ الأخطر من ذلك؛ تصحيحه أوْ تحسينه الحديث في موضع، ثمَّ تضعيفه إياه أوْ حكمه عليه بأنه موضوع أو ضعيف جداً في موضع آخر!!
ومن تناقضات الألباني؛ أنه يخطِّئ المحدثين والحفَّاط في عزوهم أحاديث لبعض كتب السنَّة صراحة أو إشارة، فيخطِّئ الحافظ السيوطي، وغيره من أكابر الحفاظ؛ لعزوهم للحديث إلى كتاب معين مع أنهم مصيبون في ذلك، لكن يقع له ذلك؛ لقصور نظره وعدم الاهتداء لمكان وجوده!
* * *
ومن أوهام الألباني؛ أنه يعزو الحديث إلى بعض كتب الحديث والمراجع، مع كون الحديث غير موجود فيها، وخصوصاً في (صحيح الجامع وزيادته) و(ضعيف الجامع وزيادته).
ومن جرائر الألباني؛ قصوره العلمي الواضح، في مواضع لا تحصى ... والعجيب؛ أنه يزدري كثيراً من العلماء المحدثين، ويعيبهم بقصور الاطلاع، وينصِّب نفسه مرجعاً وحجة عليهم! ويحاول أن يتشبه بالحفاظ السابقين، بقوله عن بعض الأحاديث (لمْ أقف على سنده) أو نحوها من العبارات! وكذا يرمي كثيراً من جهابذة الحفَّاظ بالغفلة، مع أنه هو الموصوف بذلك!
* * *
ومن جرائر الألباني أيضاً؛ أنه يعيب على العلماء أشياء، ثم يقع فيما وقع فيها غيره! وكذلك سخريته من كثير من العلماء والحفاظ بلا دليل، فقد صرح بغلط الحافظ ابن دقيق العيد، وصاحب (التلخيص) الحافظ ابن حجر العسقلاني، وصاحب منار السبيل، وغيرهم، والحق أنه هو الواهم الغلطان في نقله لكلام السادة العلماء وتحريفه لهذه النقول أوْ بتره عبارات يراها ليست في صالحه –لاسيما التي لا تخدم الرؤية الوهابية! فيفهم الكلام على غير وجهه، ويقتطع من سياقه ما يخل به، دون أن يشير إلى ذلك، بل يوهم أن هذا هو كلام المردود عليه بنصه وتمامه!
وهذا مما يجعله من الذين لا يلتفت إلى كلامهم، ولا يعول على مقالهم، لأن هذا تدليس مشين، بنظر العلماء المحدثين وأهل الجرح والتعديل حسب ما تقتضيه قواعد علم مصطلح الحديث، بلْ إنَّ أقوال وتحقيقات من يقترف مثل هذا؛ تسقط حتى عند الكفار الغربيين بله المستشرقين، وتعتبر بذلك أقواله لاغية لا قيمة لها.
هذا غيض من فيض، وقليل من كثير، من تناقضات الألباني الصارخة!
* * *
لكن؛ قبل مغادرة (ورشة الألباني)! نريد أنْ نوجِّه سؤالاً؛ لغلمان الوهابية، وخراف السلفية:
لماذا أصابكم الخرس، حينما تطاول (الألباني) على (المنذري) بلْ وغمطه حقه، في تقديمه وتحقيقه لكتاب (صحيح الترغيب والترهيب)؟
لماذا لمْ تقذفوا الألباني بالحجارة؛ كعادتكم القبيحة مع الذين ينتقدون أفكاركم، أوْ يصوِّبون أخطاء علوجكم؟!
ولماذا لمْ تخرجوا على الألباني، وترجموه بالحجارة؛ عندما تطاول على (ابن تيمية) في كثير من المواضع، منها –على سبيل المثال-أنه اتهم ابن تيمية بفساد المعتقد، في تحقيقه لكتاب الصنعاني "رفع الأستار عن القائلين بفناء الجنة والنار".
وقوله في "صحيح الكلم الطيب" لابن تيمية ص 4 ما نصه: (أنصح لكل من وقف على هذا الكتاب أو غيره، أن لا يبادر إلى العمل بما فيه من الأحاديث، وقد سهلنا له السبيل إلى ذلك بما علَّقناه عليها، فما كان ثابتاً منها اعمل به وعضَّ عليه النواجذ، وإلاَّ فاتركه...).
بلْ تهكُّم الألباني من مغالطات ابن تيمية في كتاب "إرواء الغليل"، واتهمه بالتسرع في تضعيف الأحاديث، وأنه لمْ يعطِ الأحاديث حقها من النظر والنقد، وأنه كان يكتب من حفظه، وقلّما يراجع كتاباً عندما يكتب؛ فيرفض روايات صحيحة، مدعياً أنها لمْ تثبت، في الوقت الذي يحتجّ بأخبار مغلوطة، وروايات واهية؛ مادامت تؤيد مذهبه! إلى غير ذلك من الأخطاء التي ما كنا نتمنى أن يتورط فيها رحمه الله!
وقال الألباني في "السلسلة الصحيحة": ابن تيمية يتوهم أن الحديث القائل: "بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا .." من أوراد الدخول إلى المسجد!
وقال الألباني: يدَّعي ابن تيمية الإجماع على أحاديث، مع أنها موضوعة، مثل: (لو أراد الله أن لا يُعصَى ما خلق إبليس). فابن تيمية يقول: هذا حديث موضوع مختلق باتفاق أهل المعرفة"! ولعلَّ ابن تيمية توهم أنه هو راوي هذا الحديث! وإلاَّ فلا وجه للحكم عليه بالوضع من حيث إسناده، فإنه ليس فيه متهم، من حيث سنده ومتنه".
وغير ذلك الكثير من الروايات التي أوردها الألباني في "السلسلة الصحيحة"!
ولا يزال السؤال مطروحاً: لماذا لم ينتفِض (غلمان الوهابية) ويردوا على الألباني، ويقولوا: كيف ترد على شيخ الإسلام وتتهكم منه؟
في الوقت ذاته؛ لماذا لمْ ينكِروا على ابن تيمية رفضه للأحاديث الصِّحاح؟ والدفاع عن الأحاديث الموضوعة؟ أوْ ينكروا عليه خلطه بين دعاء دخول البيت، ودخول المسجد؟!
لقد أسهبنا في الكلام عن هذا الموضوع في كتابنا (أزمة العقل السلفي) وقطعنا ألسنة القوم الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا؛ وهم يحسبون أنهم يحسِنون صنعا !