ديوان الدكتور يوسف القرضاوي
"نفحات ولفحات"
ديوان الدكتور يوسف القرضاوي
|
|
حسني أدهم جرار د. يوسف القرضاوي
بعد أن انتهى الأستاذ حسني أدهم جرّار وزميله الأستاذ أحمد الجدع من إخراج سلسلة "شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث" بدأ الأستاذ جرار يفكر في جمع أشعار عدد من الدّعاة لتحفظ من الضياع، ولتكون زاداً للشباب المسلم في طريق الدعوة إلى الله..
وكان أول شعر بدأ الأستاذ جرار به شعر أستاذنا وأستاذ الجيل المعاصر الشيخ الشاعر المفكر الدكتور يوسف القرضاوي.. فقد استمع لمقتطفات من شعره يحفظها الإخوة المصريون منذ الخمسينيات من القرن الماضي.. واطّلع على مجموعة من قصائده، فوجد أدباً حيّاً في مضمون سامٍ فريد.. فقال لنفسه:
إنّ هذا الشعر الحيّ لابد أن يجمع، ولابد أن يخرج في كتاب، لأنه يمثل تارة دعوة، ويحكي قصة شعب، ويدافع عن كرامة أمة.. إنه أدب هادف وذخيرة من ذخائر الأب الإسلامي المعاصر.
وبعد أن اكتشف هذه الذخائر بدأ في تسجيلها، وأخذ يبحث عن شعر القرضاوي عند من يحفظون شيئاً منه، وفي المجلات القديمة كمجلة الدعوة ومجلة المباحث القضائية في القاهرة، والمجلات الحديثة كمجلة الحق التي كان يصدرها المعهد الديني في قطر، ومجلة حضارة الإسلام الدمشقية وغيرها من المجلات الإسلامية.. ووجد أن القرضاوي قد نظم شعراً كثيراً، سجل فيه أحداث أمته، وصوّر أفكارها ومشاعرها أصدق تصوير.. ولو جُمع هذا الشعر لكوّن ديواناً ضخماً ولكن ذهب أكثره في دوّامة المحن التي أصابت دعاة الإسلام، ولهذا لم يبق منه إلا القليل.
وفي فترة جمع الشعر، جلس الأستاذ جرار مع الشاعر الشيخ القرضاوي مرات عدة سجل فيها ما يحفظ من شعره، وأخذ ما بقي عنده من أوراق مكتوب عليها بعض قصائده، وتمكن بعون الله من الحصول على مجموعة القصائد والأناشيد التي يحويها هذا الديوان.
وقسّم العمل في الكتاب إلى ثلاثة أقسام، هي:
القسم الأول: حياة الشاعر وشعره.. وكتب فيه عن حياة شاعرنا القرضاوي، وعن الشخصيات التي أثّرت في حياته، وعن الأحداث التي عاصرها، وأعماله الرسمية التي مارسها، ونشاطه في خدمة الدعوة، ونشاطه في تأليف الكتب، ونشاطه في الشعر، والأغراض الشعرية التي طرقها في شعره، ثم عن تحوّله من الشعر إلى الفقه والدعوة.
وذكر في هذا القسم أن هذا العالم الجليل عرفه الناس خطيباً ومحاضراً، وعرفوه كاتباً ومؤلفاً، وعرفوه داعية ومربياً وفقيهاً ومفتياً.. ولكن قليلاً من الناس عرفه شاعراً، مع أنه عُرف في بدء حياته بين زملائه وإخوانه بالقرضاوي الشاعر..
القسم الثاني: القصائد.. وقد دوّن لشاعرنا في هذا القسم اثنتي عشرة قصيدة رتّبها حسب تاريخ نظمها، وقام الأستاذ جرار بكتابة تقديم لكل قصيدة، ذكر فيه موضوع القصيدة، والمناسبة التي قيلت فيها، وتاريخ نظمها، والمكان الذي نظمت فيه، كما ذكر أسماء الكتب والمجلات التي نشرتها إن كانت قد نشرت من قبل.. وفي النهاية أثبتَ عدد أبيات القصيدة.
القسم الثالث: الأناشيد.. وقد دوّن في هذا القسم ستة أناشيد للشاعر، رتبها أيضاً حسب تاريخ نظمها، وقام بكتابة تقديم لكل نشيد، ذكر فيه تاريخ نظم النشيد، ومناسبته، وأسماء الكتب والمجلات التي نشرته.
وقد قامت دار الضياء في عمان بطباعة الديوان مرتين، الأولى سنة 1985م والثانية سنة 1988م.. كما تم طبع الديوان مرتين أخريين في القاهرة.