جديد سليمان العيسى

جديد سليمان العيسى

ديوان الأطفال بنغمات المودة وقيثارة الطهر

بقلم: علاء الدين آل رشي

الكتاب: ديوان الأطفال.

المؤلف: سليمان العيسى

الناشر: دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر – دمشق 1999م

"ديوان الأطفال" مجموعة شعرية صدرت – عن دار الفكر بدمشق - للشاعر سليمان العيسى، وما إن يمسك المرء بهذا الديوان حتى تبدأ أطياف السعادة تداعب أجفانه، ويتذكر ملامح أيام الصبا التي تتراءى أمامه، فما من طفل في سورية إلا وحفظ بعض قصائده من خلال كتب المدرسة.

ويعدّ هذا الديوان مثالاً للحضور الإبداعي في منظومة خطاب بهيّة عذبة متسلسلة صافية، فهو يخاطب الطفولة بنغمات المودّة والحبّ، وبقيثارة الطهر والبراءة.

وقد حرص الشاعر سليمان العيسى على تضمين ديوانه:

* اللفظة الرشيقة الموحية الخفيفة الظلّ، البعيدة الهدف التي تلقي وراءها ظلالاً وألواناً..

أنتِ نشيدي    عيدكِ عيدي

بسمـة أمّي    سرُّ وجودي

فالشاعر تجنّب كل لفظة متعجرفة ثقيلة الظل –على حدّ تعبيره- ضعيفة الإشعاع.

* الصورة الشعرية الجميلة التي تبقى مع الطفل طوال حياته، وقد التقط الشاعر هذه الصورة من واقع الأطفال وحياتهم مرة، واستمدّها من أحلامهم وأمانيهم البعيدة مرة أخرى.

أنا عصفور    مـلء الدار

قبـلة ماما     ضوء نهاري

* الفكرة النبيلة الخيّرة التي تضفي على نفسية الطفل المشاعر الرفيعة.

النور للجميع   والحبّ للجميع

من زهرة واحدة    لا يصنع الربيع

تساندي تساندي    يا وحدة السواعد

غلالنا      الخضراء

والخير     والعطاء

لابدّ يكون للجميع

* الوزن الموسيقي الخفيف الرشيق الذي لا يتجاوز ثلاث كلمات أو أربعاً.

تظلّ بلادي    هوىً في فؤادي

ولحناً أبيّـا   علـى شفتيّـا

ويتشابك في الديوان الوضوح والغموض، الواقع والحلم، المحسوس والمعقول، الحقيقة والخيال، كل ذلك في كلمات مدروسة بعناية.

ويلحظ أن الديوان يتمتع بمزايا في الشكل فقد أخرجته دار الفكر المعروفة بعراقتها في عالم الطباعة، بتميز جذاب كما أن مضمونه المتنوّع يقدّم للطفل مادة ثرّة وجدانية وعقلانية وسلوكية وموقفاً قومياً.

وأما لغته فهي سلسة عذبة، ضبط الشاعر أواخر الكلمات بالشكل ليسهل على الطفل سلامة النطق والأداء، ولم يترك كلمة غامضة إلا ووضّح معناها. وختم بعض قصائده بأسئلة توقد ذهن الطفل.

مبارك لدار الفكر بهذا الديوان الذي يعانق شغاف قلب الطفل، ويقوم على ركائز متينة فكرية ووجدانية، والذي يمكن أن يكون هدية لطيفة، يقدّمها الأساتذة لتلاميذهم، والآباء والأمهات لأبنائهم.