قراءة في كتاب أيقظوا ميركيل - الكيان الصهيوني امام المحكمة

برلين /‏02‏/08‏/2015/ ما ان يظهر كتاب ينتقد الكيان الصهيوني  الا  ويبادر متعاطفون مع الصهاينة من يهود وغير يهود وحتى مسلمين ايضا لشراءه للحيلولة دون وصوله الى دور الكتب في المانيا والى القراء من محبي السياسة والشغوفين بمعرفة حقائق الصهيونية واليهود ، فذراع الكيان الصهيوني  طويلة وآذانه كبيرة يسمع بها بشكل عجيب  وعيونه يقظة يراقب كل صغيرة وكبيرة  تقع في المانيا واوروبا تستهدف سياسته ووجوده .

فالحركة الصهيونية حركة قومية عنصرية كانت منظمة  الامم المتحدة قد صنفتها في سجلاتها بحركة عنصرية مقيتة  الى أن جاء  الرئيس الامريكي السابق  صاحب النظام العالمي الجديد جورج بوش / الاب / فبذل جهوده لاقناع الامم المتحدة بمحو صفة العنصرية عن الكيان الصهيوني  .

تعود فكرة قيام الحركة الصهيونية  التي استطاع تيودور هرتزل  تأسيسها عام 1899 في بازل / سويسرا / الى بدية العصور الحديثة وبالتحديد الى اعوام 1609 عندما نادى الحاخام يزاجا هاروفيتس المولود في / براغ 1565  طبريا عام 1630/ يهود اوروبا بالعودة الى فلسطين للعيش فيها هربا من اضطهاد الكاثوليك في اوروبا ، وتبلورت فكرة هجرة اليهود الى فلسطين مع حملة نابوليون بونابرت على مصر وبلاد الشام  وبادر السويسري   مؤسس الصليب  الاحمر هنري دونانت /1820 – 1910 / ببناء تجمعات سكنية لليهود في فلسطين لانقاذهم من بطش الاوروبيين لهم .  الا ان فكرة قيام حركة صهيونية  فتعود الى  الفرنسي اسحاق موسى سريميوس / 1795 – 1880 / المعروف ايضا باسم ادولف سيرميوكس فقد قام بتأسيس الرابطة اليهودية بتشجيع ودعم من نابوليون بونابرت . وكان سريميوس استاذا لمادة التاريخ والسياسة الدولية في جامعة بازل وغيرها من الجامعات الاوروبية اضافة الى عمله بالصحافة والسياسة استطاع اقناع تلميذه وعضو  رابطة اليهود الاوروبيين هرتول  ببذل جميع جهوده لقيام الحركة الصهيونية مستندا الى التوراة والعهد القديم من الانجيل وبالتالي الى ادلة تاريخية تنادي ضرورة قيام دولة لليهود على ارض فلسطين وهربا من بطش النصارى الاوروبيين الذين كانوا يرغمون اليهود على اعتناق المسيحية ويمارسون تمييزا دينيا واجتماعيا ضد اليهود الاوروبيين .

وبالرغم من الاضطهاد الذي عانى اليهود منه في اوروبا وقيام الحركة الصهيونية الدولية  عام 1899 وتشجيع الحركة المذكورة يهود اوروبا بالهجرة الى فلسطين اكد يهود المانيا بلسان رئاسة مجلس اليهود الالماني الاعلى رفضهم لهذه الفكرة متمسكين بيهوديتهم وانتماءهم الى الجنس الالماني ثم أعادوا تأكيدهم هذا عام 1914 عندما بدأت الدعايات للهجرة الى فلسطين تشتد  . وبالرغم من الدعاية اليهودية التي تستغل الالمان بارث الاثم ومرور خمسين عاما على  العلاقات الدبلوماسية والسياسية وغيرها بين المانيا والكيان الصهيوني الا انه يوجد في المانيا يهود يعادون الحركة الصهيونية من بينهم يوسف ميلتسر صاحب دار نشر / العلوم اليهودية اسسها عام 1958 ويراسها حاليا نجله ابراهام ميلتسر  الذي قام بنشر كتاب للصحافي ومؤسس منظمة / كاب أنامور / للمساعدات الانسانية روبريخت نويديك الذي يتكلم فيه عن معاماة الشعب الفلسطيني وهمجية الكيان الصهيوني  ويحمل عنوان / لا أريد البقاء صامتا / ، هذا الكتاب الذي فقد باسواق الكتب خلال الايام الاولى لنزوله اليها تحدى وزير العمل الالماتي السابق  نوربرت بلوم  مجلس اليهود الاعلى والكيان الصهيوني بوضع مقدمة للكتاب .

وبالرغم من تأييد الحكومة الالمانية قيام دولة فلسطينة مستقلة الى جانب الكيان الصهيوني على  ارض فلسطين كانت  اول من عارض من الاوروبيين حصول دولة فلسطين على اعتراف منظمة الامم المتحدة  بها وعارضت بشدة انضمام دولة فلسطين الى منظمة الثقافة والعلوم والتربية / اليونيسكو / ووضعت ثقلها السياسي والمعنوي لعدم ضم / اليونيسكو / فلسطين الى عضويتها الا انها باءت بالفشل وسعت لدى محكمة الجزاء الدولية عدم ضم فلسطين لعضويتها .

ويرى الكاتب والصحافي الالماني ابراهام ميلتسر  بكتابه الذي وضعه مؤخرا ويحمل عنوان / خمسون عاما على العلاقات الالمانية الصهيونية - ايقطوا ميركيل -الصهاينة لمام  محكمة الجنايات العليا / وقرأ مقتطفات  منه بندوة حول العنف في الاديان السماوية دعا اليها معهد / كونراد أديناور / للدراسات والمساعدات الدولي بمنطقة شارلوت بيرج بمنطقة الـ / هارتس / يومي السبت والاحد من 1 و 2 آب / اوجسطس ، متزامنا مع   تطورات ما يجري في فلسطين حاليا باقدام مستوطنين صهاينة على احراق بيوت بمنطقة دوما بالضفة الغربية وقتلهم طفلا رضيعا حرقا ، ان الحركة الصهيونية العالمية قامت من اجل القضاء على اليهود ، فالصهيونية مثلها مثل الحركات العنصرية التي قامت بالعالم  ساهمت بإنشاب حروب مدمرة للانسانية فالقومية الالمانية كانت وراء تقسيم المانيا وضياع اراض المانية ذهبت من حظ دول اخرى مثل الازاس في فرنسا وبوهيمميا في التشيك وغيرها كما ساهمت  الحركة القومية العربية  مثل حزب البعث والقومي السوري بضياع فلسطين واحتلال اجزاء من سوريا ولبنان ومصر لنه الهف من الحرب ضد الصهاينة قوميا ولم يكن على مستوى انقاذ فلسطين واعادتها الى الحظيرة الاسلامية والعربية . والحركة الصهيونية لا تريد فقط قتل اليهود  فحسب بل القضاء على اليهودية كدين .

ويرى ميلتسر ان الحكومة الالمانية والصهاينة الذين يحتفلون بمرور خمسين عاما على العلاقات بينهما يجب ايضا على الحكومة الالمانية ان تسعى بردع الصهانية بالكف عن جرائمهم التي يقترفونها ضد الشعب الفلسطيني وتهويد الاراضي الفلسطينية وهدم المساجد واكتساحهم بين الحين والآخر للمسجد الاقصى مضيفا انه اذا كانت الحكومة الالمانية حريصة على احلال السلام بفلسطين المحتلة   والتعايش السلمي بين الفلسطينيين مسلمين  ومسيحيين مع الصهاينة  السعي ايضا للعودة الى مقترحات رئيس تونس الراحل الحبيب بورقيبة الذي اقترح ذات مرة اعطاء حائط البراق لليهود علما ان الحائط المذكور الذي اقتبست الحركة الصهيونية اسمها لا يحمل في طياته اي دليل يثبت ان المسجد وما حوله يهودي قح والبحث عن هيكل سليمان مضيعة للوقت وسفك دماء وتهجير واعتقالات واصفا ما يفعله الصهاينة من تهجير وحرق بالبربرية .

ويتساءل ميلتسر ما اذا  كانت الحكومة الالمانية بالتعاون مع الصهاينة ستساهمان بالاحتفال بمرور خمسين عاما على احتلال القدس والضفة الغربية والجولان وغيرها فبعد عامين ، أي عام 1967 ، يمر خمسون عاما على حرب عام 1967 معربا عن قلقه أزاء تحضير معرض مدينتي  فرانكفورت ولايبتسيغ الدوليين للكتاب للاحتفاء بتلك الذكرى كاحتفاءهما هذا العام بمرور خمسين عاما على العلاقات الالمانية مع الكيان الصهيوني .

ويرى ميلتسر دخول فلسطين عضوية محكمة الجنايات العليا فائدة كبيرة اذ يمكن ان تفسح هذه العضوية المجال للفلسطينيين ومحبي السلام في العالم والمعادين للهمجية وظلم الانسانية   بتقديم  الصهاية الى المحكمة المذكورة لما يقترفه من جرائم بحق الفلسطينيين وعلى الرأي العام الالماني الذي يريد بالفعل سلاما بفلسطين ومنطقة الشرق الاوسط ايقاظ  المستشارة انجيلا ميركيل من سباتها  وعدم انتبهاها  ومبالاتها لجرائم  الصهاينة  فربما تعود النخوة اليها بايقاظ ضميرها الى ما يجري في فلسطين فمسئولية المانيا لحماية الكيان الصهيوني وامن المستوطنين الصهاينة يجب ان يشمل ايضا حماية الفلسطينيين فلولا النازية لم تستطع  الحركة الصهيونية العالمية تحقيق هدفها .

ويقع الكتاب في حوالي 300 صفحة يشمل على وئائق تاريخية هامة عن قيام الحركة الصهيونية وجرائمها ضد  الانسانية  لينضم الى سلسلة اصدرتها دار نشر ميلتسر عن جرائم الصهاينة مثل / جهنم غزة عن حرب الصهاينة للفلسطينيين في القطاع المذكور – أزمة الصهيونية ومشكلة انهاء ازمة الكيان الصهيوني / .

وسوم: العدد 627