ثقافة العباقرة وثقافة المهازيل!
"أن صراخ القوي المعادية للتيار الإسلامي أدركوا أن الممارسة الديمقراطية الصحيحة يمكن أن تأتي بالإسلاميين لحكم مصر فانقلبوا على الديمقراطية وشرعوا في شن حرب شرسة على الإسلاميين وعلى الشريعة وعلى الرموز الإسلامية والتاريخ الإسلامي أنهم فى حالة استنفار عام كأنهم يخوضون معركة حياة أو موت ولا يمكن فهم هذا الأمر إلا فى ضوء تأكدهم من عدم فوزهم عبر صناديق الإقتراع".
كتاب لابد أن يقرأ!!
لقد رفعت مليونية 21/6/2013 تحذير محمد يوسف عدس من "الجيل الرابع للحرب غير المتكافئة)!
كلام دقيق هادئ يلخص الحالة التي عليها القوي المعادية للتيار الإسلامي بقلم كاتب يجبرك على فحص معرفتك وينبهك ويثير قلقك ويشحذ عاطفتك.
أنت أمام قلم كبير أقلق الغرب بفكرة كما أقلقه (محمد أسد) من قبله أو (ليو بولدفايس) قبل أن يعلن إسلامه عام 1926. (محمد أسد) الرحالة العظيم والباحث العالم الذي رحل عن دنيانا فى أواخر ثمانينات القرن الماضي.
"محمد يوسف عدس(1934)" عطاء متجدد. قوة الفكر وقوة الحياة. كتب عن (على عزت بيجوفيتش) المجاهد العظيم رئيس جمهورية البوسنة وأحبه وكتب عنه (محمد أسد) واجبة.. كتب عن أرض البلقان التي شهدت أمجادنا وأحزاننا.
هل يستطيع صاحب قلم مثلي أن يكتب عن "محمد يوسف عدس"؟
لا أعتقد أن الكتابة عن العباقرة تحتاج إلى ثقافة لا أمتلكها. إنها مجازفة. أن السلسلة الذهبية من أمثال الرافعي عباس العقاد، محمود شاكر، مالك بن بنى، القرضاوي، محمد الغزالي، الطاهر بن عاشور، الشعراوى، سيد قطب، محمد أسد، بيجوفيتش وغيرهم... تحتاج فى ترجمتها الذاتية إلى قلم مشحون بالمعرفة لا تصلح هنا المعارف الفاسدة والثقافات البائدة أن تكون هي المصدر ولا المرجع إنما المصدر هو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، كتاب الله الذي وصفه رب العزة بأنه كتاب.. " لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ".
سنة نبيه صلى الله عليه وسلم الذي أوحى الله بها فقال الصادق المصدق (أتيت القرآن ومثله معه) ...
القرآن الكريم والسنة النبوية... مصدرا المعرفة ويقول أستاذ الإستراتيجية الشاملة اللواء أ/ح. فوزى طايل – رحمه الله – (لا يوجد للفكر والأحكام مصادر نقليه بخلاف كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) ص 15 من كتاب (كيف نفكر إستراتيجياً). أن القول بإعتبار الإجماع مصدرا مستقلا هو أمر مشروط بأن يكون إجماع العلماء المتخصصين الذين استندوا فى إجماعهم مع الكتاب والسنة.
ولا يعتبر قول الصحابي مصدراً نقلياً للأحكام ولا مرجعية للفكر، حقاً لا ينكر مؤمن فضل صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد سبغوا بالإيمان فما ادعى صحابي جليل أن قوله حجة ترثى إلى حجية كتاب الله تعالى أو سنة نبية أو أن رأيه ملزم يأتى بعد كتاب الله وسنة نبيه) صـ15 من كتاب كيف نفكر إستراتيجياً.
نعم، (لا يوجد للفكر والأحكام مصادر نقليه بخلاف كتاب الله وسنة رسوله).
هذه هي ثقافة العباقرة من كتاب الأمة.
أما عن ثقافة المهازيل فحدث ولا حرج عن الذين تخرجوا فى مدرسة دارون، فرويد، سارتر، نيتشه، النظام، السهروردى، الحلاج... ألخ رواد إثارة النعرات الطائفيه وقد جعل الأستاذ سلامة موسي من دارون معلماً له وكذا فرويد ومجموعه كبيرة أخرى أساتذة له في كتابة (هؤلاء علموني) الذي نشرته دار المعارف المصرية في سلسلة اقرأ !! كتاب يستحق ألا يقرأ يطبع على نفقة هذا الشعب الصابر المحتسب ليقرأه الناس تحت يافطة كبيرة (الأدب العالمي!) وبالمناسبة أذكر أن الكاتب الكبير عبد الوهاب السيري رحمه الله هاجم هذه المصطلحات في أحاديثه وندواته التي تشرفنا بحضورها فى منزلة بمصر الجديدة وأشار إلى بعضها فى كتابه الرائع (البدور والجذور والثمر) رحم الله الدكتور عبد الوهاب السيري.
ويقول: أستاذ الإستراتيجية الشاملة اللواء أ/ح.د. فوزي طايل:
"وما أراد الله أن يبقيه مصدراً للأحكام، ومرجعاً للفكر، مما أنزله على رسله وأنبيائه، فقد أنزله فى كتاب الله تعالي الخاتم (القرآن الكريم) أما بصيغة الأمر وأما بصيغة التقرير وما عدا ذلك لا يعتبر عندنا شرعاً، ولا منهاجاً، ولا قيماً ولا مرجعاً للفكر.
القرآن الكريم أثبت، ونسخ، وأضاف من الأحكام ما شاء الله تعالى أن يجعلها تماماً للإسلام الذي هو الدين عند الله ومن ثم فإن أي اجتهاد فكرى لا يكون مرجعة كتاب الله أو السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحتمل الخطأ فيه ويجانبة الحكمة وإتباع الهوى هو الغالب عليه" صـ17 من كتابه (كيف نفكر إستراتيجياً) 1997.
والرجاء من وزارة الثقافة أن تصدر هذا الكتاب ضمن مطبوعاتها وبسعر زهيد هدية للقارئ بدلاً من طرح الأفكار التالفة والفاسدة التي أتلفت العقول والنفوس.
لابد لهذه الأمة أن تقرأ، لأنها مأموره بالقراءة.
لماذا نقرأ ولمن نقرأ وكيف نقرأ أسئلة هامة جداً لابد من طرحها قبل أن نقرأ.
لقد غزت المفاهيم الغربية عقولنا واحتلها وصارت تلكم المفاهيم الوافدة فى صراع دائم مع كل مفاهيمنا العقدية والشرعية ويؤصل لهذا الصراع مجموعة كبيرة من المهازيل الذين انتسبوا إلى الثقافة زوراً وبهتاناً! أو الهلافيت الذين تناولوا سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) بما لا يليق، يقول الكاتب الكبير عباس محمود العقاد:
"أن النبوة المحمدية صفة إلهيه تولى صاحبها من القداسة ما يوحيه الإيمان وتوجيه طاعة الإله. وبعد ذلك عظمة إنسانية راسخة القرار رفيعة الذروة، تهول الناظر إليها ولو كان فى عظمة الصديق، والفاروق، وذي النورين، والإمام، وسيف الإسلام، وأخوانهم الأفذاء بين عظماء الأمم والتاريخ. "تلك عظمة الشخصية التي استحقت من الله أن يجعل فيها رسالته كما جاء فى الكتاب المبين". من كتابة ما يقال عن الإسلام صـ168 أنه عباس محمود العقاد الذي شغل الدنيا.
هذه هي ثقافة العباقرة.
أما ثقافة المهازيل فما أكثرها. لقد أساءت الثقافة الهزلية إلى عقولنا.
فرق كبير للغاية بين الثقافة الجادة المبنية على اليقين وثقافة (مراد وهبة)!! ولا يمكن مقارنة أدب "دستوفسكى" بما كتبه البروتوموراميا أو "بلزاك"! وكذا لا يمكن مقارنة "صلاح أبو سيف" المخرج العبقري بهلافيت السينما وشواذها! وكذا لا يمكن أن نضع مؤلفات (عبد الوهاب المسيرى) إلى جانب مؤلفات (حسن حنفى)!!.
الثقافة الجادة تدفع الأمم إلى الأمام.
الثقافة الهزيلة تدفع الأمم إلى الخلف.
علينا أن نختار بين ثقافة عباس العقاد، عبد الوهاب المسيري، جمال حمدان، محمد يوسف عدس، محمد الطاهر بن عاشور، القرضاوي، الغزالي، وبين ثقافة مراد وهبة وسلامة موسي، وحسن حنفي، وحجازي! والحمد لله رب العالمين.
وسوم: العدد 631