قراءة في ديوان ( وعيناها..) للشاعر محمّد جربوعة

clip_image001_d58e6.jpg

clip_image002_a821c.jpg

جهنّم اللّفظ فنّي .. واللَّظى صوري * * فلا مفرّ لذلك الظّبي من سقري...( الأمير )

أشعر وأنا أقرأ شعر الأمير بصوت راجف في داخلي يقول :      

" هذا الجريح ..أنا "

ولعلّ كلّ مفتون بشعره يصرخ في أعماقه:

" هذا الجريح ..أنا "

محمّد جربوعة من الشعراء الذين يبعث الله على رأس كلّ مائة سنة واحدا منهم، ليجدد لهم أمر مملكة الشعر، ويعيد بعث الجمال فيها ليَسرَّ النّاظرين ..

هو شاعر وهب نفسه للشعر يحيي أمجاده ويتمم في تاريخه السّجل الذهبي، الذي ظلّت صفحاته ناقصات حتّى جاء الأمير ، وأخذ يَرْقُنُ فيه كلمات لؤلؤيّة السّناء، عَبَقِيّة الرّحيق والشذى..

في مقدّمة ديوانه ( وعيناها.. ) يضع لنا الأمير مفاتيح ثلاث لفهم شخصيّته، واكتشاف طينته الفذّة التي مزجت بها روحه إذ قال:

" لم أكن سوى ابن فلّاح أغرته البادية فأعطاها مهجته "[2]

إنّه فلاح بدويّ ثائر ..

تركيبة ثلاثيّة عجيبة .. لا يمكن أن نحيط بأسرارها إلا إذا غصنا عميقا في شعره، وفككنا بعض تشفيراتها المحكمة  التوليف..

 ( جَذْبَةُ ) العنوان ..

وأنا تعمّدت وضع كلمة ( جَذْبَة ) بين قوسين، لأحيل بشيء من الإشارة القاصدة إلى الجذبة الصوفيّة التي تتملّك المحبّ، وتربك وجدانه ، فتراه في محراب الحبّ كأنّه هنا وليس هنا. عنوان ديوان الأمير ( وعيناها .. ) مثل كلّ عناوين دواوينه الأخرى وقصائده ، لابدّ أن تقف أمامه مطوّلا وتقلّب معانيه على شتّى وجوهها ، وكلّما لاح لك معنى من المعاني قلت: يا الله ..

ماذا بعد الواو ..؟ عيناها ..؟ وماذا تقول عيناها ..؟  أتصرّح ؟ تلمّح ؟ تشير في إغضاء وتنظر خلسة ؟  تبدي الشوق جهارا نهارا.. غير آبهة بواشٍ ..؟ تخشى سطوة الشاعر وفحولة شعره القاتلة ..؟

بلى هي تقول كلّ ذلك وأكثر.. لن نظفر بهذا الجواب إلا إذا ارتمينا في بؤرة القصيد، وأبحرنا مع النّاي الخليلي يقلّبنا على الجمر بيد الأمير كيف يشاء.. !!

والعنوان مَنْفَذُ المتن والمفضي إلى رحابه الواسعة .. أو بأسلوب النّقد الحديث، يمثّل العنوان إحدى عتبات النّص التي تشكّل نصّا مرادفا للمتن، وكذلك هي العناوين الفرعيّة، عناوين القصائد، وما يسبقها من تقديم نثريّ ، يجعلك تُسحر بالنّص وتشتاق إلى معانقة كلّ حرف فيه قبل أن تقرأه ، وهو بالتالي يُلقي بِحُزم من الأضواء الكاشفة تميط اللّثام عن بعض مشفّرات النّصوص وغوامضها.

وتحت العنوان ضبط الشاعر عنوان آخر فرعيّا نصّه ( شعر والله أعلم ) وهو عنوان مستفز ومثير ، لاسيما لمن قرأ شعر الأمير من قبل وعرف شاعريّته الفذّة ، فيتساءل في نفسه " هل يشّك فعلا الأمير إن كان ما بين دفّتي هذا السّفر العظيم هو شعر أم لا..؟ أم في هذا العنوان الفرعي رسالة مشفّرة أخرى تحتاج إلى قراءة متمعنة..؟ "

" شعر والله أعلم .."

إنّ من يقرأ هذا الطوفان الكاسح مما يسوّد على بياض الصّفحات وزرقة الفضاءات ممن يركبون موجة الشعر الحرّ ؛ فإنّه سيقف بلا شك حائرا مترددا، ويشكّ الشاعرُ نفسه - بعد رؤيته لذلك الهذيان – إن كان ما يكتبه شعرا حقّا .. أم هو يغرّد وحيدا فريدا في عالم أسطوري لا صلة له بهذا الواقع المصطنع المزيّف .. !!

ومن عناوين ديوان ( وعيناها.. ) وعتباتها الجميلة .. نسوق هذه النماذج الحيّة:

( ثمّ إنّ والدتي تكره قصائدي / خطوات ( كيدكنّ لعظيم ) في التسلّل إلى القصيدة / أحوال مغامرة تجاوزت ربع القصيدة / سؤال خطير حول قبيلة بني عذرة / اعترافات طفلة تغرق في شبر ماء.. ).

في مثل قصيدة (سؤال خطير حول قبيلة بني عذرة ) التي يقدّم لها بعتبة نصيّة مدهشة ، وقصيدة  (جرح عثمان ) وغيرها، فمن ثمّة جاءت القصائد محفوفة بزهور من الجمال الإبداعي الأخّاذ ، فلم تكن مجرّد نصوص يتيمة لا يعرف مشرقها من مغربها.. 

حوى ديوان ( وعيناها .. ) ستا وعشرين جوهرة دريّة الضياء، لا تكاد تفرق جوهرة عن أختها في الضياء، ست وثلاثون قصيدة كأنّها ست وثلاثون تاريخا في ( الحبّ )، الدّيوان في 184 صفحة طبع في ( مطبعة البدر السّاطع للطّباعة والنّشر ) عام 2013 م ، وأرّخ الشاعر لكلّ قصائده بشكل دقيق ، ما يمكن من وضعها في سياقها الزمني إذا احتاج الدّارس إلى ذلك ، وإذا نظرنا في تلك التواريخ نجد قصائد الدّيوان امتدّت ما عامي 2012 م و2013 م في فترة فعليّة لا تتجاوز ستة أشهر، كتب فيها في حقيقة الأمر من أجمل القصائد الكعبيّة، وهو بهذا لا يقدّم لقارئ الشعر جودة نوعيّة في الشعر وحسب، بل يقدّم له أيضا زخما في النتاج الشعري بنسق إبداعي يكاد يكون واحدا في جلّ قصائده..   

وفي مقدّمة الديوان يكشف لنا الشاعر أشياء كثيرة عن هويّة هذا الذي جنّن الغِيد، وأطاح بقلوب محبّي الشعر فوقعت في إسار قصائده ، ولا عجب ! فهو نفسه وقع أسيرا في مملكة الشعر وعالمه الأثيري السّاحر:

" هو الشعر ما زال يكسر قامتي منذ أن شببت.. وفي كلّ منعطف من عقود عمري كنت أحاول أن أختفي عن أنظاره.. لكنّه كان يفاجئني بوجهه في وجهي في المنعطف التّالي "

في مقدّمة ديوانه هذا أبان الشاعر عن نفسه وعن منهجه الشعريّ وعن أسلوبه النّثريّ أيضا، الذي ذكّرني بمقدّمة نزّار قبّاني لأحد دواوينه، وكذلك بمقدّمة أحمد شوقي لديوانه، إذ كشف عن قلم النّاثر الفصيح البليغ لمن لا يعرف ( الأمير ) ناثرا ، فهو صاحب قلم دفّاق وأسلوب راقٍ جدّا ورائق.. وهو الكاتب المدهش في كتابته للقصّة والرّواية بشكل يبهر فعلا، ويبزّ أكثر كتّاب القصّة والرواية شهرةً ، وإن لم يطرْ اسمه روائيّا فلأمر دبّر بليل، ممن تمكّنوا من ناصية الإعلام الثقافي في عالمنا العربي.. لكنّ الحرف البهيّ يفرض نفسه ويَسْطَعُ نوره ولو بعد حين، وقد يأتي أوان الكتابة عن قلم الناثر عند ( الأمير ) فنرى شيئا عجبا ، فكأنّما هو ذلك الخطّاط الذي يخطّ أبهى الحروف بكلتا يديه، سواء أكان  كتب بيمناه أم بسط اليسار لتتفنّن في رسم الحروف.. !

معظم قصائد الدّيوان تطوّف حول المحور الغزلي في أسمى حالاته وأطهرها، بأسلوب مشوّق، وتدفّق من المعاني الغنيّة بالفضائل والقيم الإنسانيّة العاليّة، وبطبيعة الحال في قالبها الكعبيّ الذي لا تخطئه عين القارئ أبدا ، وهذه القصائد كلّها تجعل للشعر المقام الأرفع ويحتلّ الشاعر منها ذروة التاج الملكي في قلب المرأة المفتونة بهما ( الشعر والشاعر )، ونجد في ذلك قصائد صريحة خالصة لقضيّة الشعر وفروسيّة الشاعر الذي هزّ قلوب الغيد، وعبث بمشاعرهنّ حتى ما يكدن يكتمن ذلك..

ومن تلك القصائد التي تجلى فيها هذا الموضوع بشكل كبير قصيدة { خطوات ( كيدكنّ لعظيم ) في التّسلل إلى القصيدة }.. والعنوان فيه تناص واضح مع القرآن الكريم في قوله تعالى: "إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ " يوسف آية 28.

والقصيدة تروي قصّة امرأة تدخل صفحة شاعر على موقعه الإلكتروني أو الفايس بوك، فتقوم بمناورات حذرة ومحكمة التدبير، للتوصل إلى التواصل مع الشاعر ، الذي هو مشغول للغاية ولا يجد فرصة للدردشات الطويلة التي تهدر وقته، وتبدأ مناورتها بمجرّد إعجاب أو إشارة أو تعليق ، ثم:

" أنا من غواة الحرف

أغرق حين أقرأ شعركم

في نصف شبر من قصيد .. "

ثمّ تُناور قائلة:

" إن كان عندك بعض وقت

سوف أسأل – إن سمحت –

دقيقتين..

ولن أزيد

وعليك تنبيهي

إذا أحسست أنّي

قد تجاوزت الحدود ..."

وتتمّ محاولة الاستدراج شيئا فشيئا إلى أن تقول:

" يقال عنك ..؟

وهل هناك أميرة بالفعل ؟

أقصد:

هل أكيد ؟ ..." إلى أن تنتهي إلى غرضها الذي تخطط له فتقول في براءة ( ماكرة ):

" إن سمحت

أريد رقمك ..

وليكن طلبي الوحيد

فلربّما أحتاجه يوما

لفهم قصيدة

أو للسؤال عن الذي استعصى على فهمي..

ومنكم نستفيد .."

قصيدة من المدهشات.. أسلوب حواري ( يشبه المونلوج ) لأنّ الشاعر في هذه القصيدة لم ينبس ببنت شفة، وذلك كيدهنّ .. وإنّ كيدهنّ عظيم.. والقصيدة أعظم وأروع.. جمال ساحر ومعان رائعة في سلاسة وانسيابيّة ؛ لا يمكن أن ينفكّ عنها القارئ حتّى ينهيها، فإذا فعل وجد نفسه قد رجع يرتلها عودا على بدء..

والقصيدة الثانية هي التي بعنوان { أحوال مغامرة تجاوزت رُبعَ قصيدة }، وهي ما يصحّ أن نُطلق عليه مجازا ( قنبلة مدويّة )، إذ يُفرغ فيها الشاعر كلّ مكنونات الإعجاب والانبهار بشعره، إلى درجة أنه يجعل تجاوز رُبعَ قصيدة من غادة ( غِرّة ) يذهب بعقلها ويطيش بفؤادها.. حرام عليها أن تتجاوز ربع قصيدة ، وإنّها إن فعلت لا تتحمّل، يقول الأمير على لسانها:

" لكنّ هذا لا يشبه غيره * * هو مثل مسّ الجنّ.. مثل الساحر

لا يترك الأنثى تلملم قلبها * * بين التّردّد والقرار الحائر

أنا قد سمعت صبيّة في حيّنا * * توصي البنات بشعر هذا الجائر

وتقول: يُقرأ في القصيدة ربعها * * ما زاد فهو كرمية لمقامر

وتقول: ممنوع لكلّ رقيقة * * ولمن تذوب بكلمة ولقاصر..."

وتغامر وتقرأ أكثر من الرّبع بل قرأتها كلّها فكانت النتيجة:

" ذنبي بأنّي قد قرأت قصيدةً * * وقرأتها بتمامها للآخر[4]

تقرأ ولا تريد أن تتوقّف ، تترنّم بها وتشدو ولا تريد أن تسكت، ما أرى الشاعر ( الأمير ) إلا أنّه نهج في الشعر نهجا جماهيرا محبوبا يتلقّفه كلّ النّاس بلهفة وشغف ويفهمن معانيه بكلّ سهولة ويسر، لقد كان قدوته في ذلك نزار قبّاني الذي يقال أنّه جعل من الشعر خبز الجماهير اليومي، و كلا الشاعرين يخرج من حياة النّاس المألوفة خلقا آخر ، وبعثا جديدا يقرأه كلّ النّاس ويتذوّقونه ويفهمون معانيه العظيمة.. ولكنّه لا يتأتى لأيّ كان من الشعراء، حتّى وإن ظنّوا ذلك ، ووهموا بأنّهم قادرين عليه ..إنّه شيء من السّحر الحلال أشربته روح (الأمير ) ، فصاغه لنا في أحلى عبارة وأجمل لفظة، قطوف من الفنّ العالي دانية ، ولذّة للسامعين من المعاني قريبة..

" الشاعر المغرور يجعلني

لساعات

أشكّل طينتي في ذوقه

ومزاجه

هذا سلوك للإماء

وقفت تؤنّب نفسها أترى ستذهب ؟

أم تغيب ؟

ثمّ احتمت بعيونها

في حفنة الكفّين

وانهمر البكاء  " 

وفي هذه القصائد وغيرها يجعل الشاعر من نفسه مطلوبا لا طالبا[6]، وفي مثلها فلتَسِلِ الدّموع ولتسكب العبرات ؛ قصيدة ( خديجة ) حبيبة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم أوّل امرأة تلقّت الوحي عنه وآمنت به وصدّقته، قصيدة تتركك تذوب من الشوق ، يقول في مطلعها عازفا أحلى لحن:

عطر النّبيّ حبيب قلبك في إزارك *  * والطّفلة ( الزّهراء ) ترقد في يسارك

ودموع أحمد لم تزل مذعورة   *  * من يوم ( اقرأ )، لا تجفّ على خمارك

ذاك ( المسكين ) الذي أحببته  *  * ألقى الرّحال ويُتْمَ عمر في جوارك

المتعب القرشيّ أسند ظهره   * * من دون كلّ السيّدات إلى جدارك

في قلبك المكيّ يطلب غفوة  *  * عزّ النّصير وقد ( تشرّست ) المعارك 

ما هذا المدد الإلهي ؟ ! كأنّ روح القدس معه كما كان مع حسّان شاعر الرسول صلّى الله عليه وسلّم ، كلمات كأنّها الغيم النّدي يلامس الأرض الممحلة بوابل منهمر، شيء يشبه التحليق في الأفق الأعلى، ويدسّ كلمات النّور – ريّانة – في القلب..

عطر النّبيّ حبيب قلبك في إزارك *  * والطّفلة ( الزّهراء ) ترقد في يسارك

تخيّلوا معي.. عطر محمّد أجمل وأبهى وأصفى إنسان في الكون، في إزار أجمل وأبهى وأصفى امرأة في الأرض، لؤلؤة خبأتها السّماء برهة من الزمن في طوايا الأرض، وحملت بين يديها لؤلؤة أخرى زاهرة، هي ( الزهراء ) حبيبة أبيها وأمّه .. أي امرأة يصف هذا الشاعر شفيف  القلب بتلك الكلمات المعتصرَات من الفؤاد، من أيّ قاموس جاء بها وصفّها كهذا بكلّ بساطة ، لتنتفض حيّة ريّانة تسبي القلوب وتأسر الأفئدة ..

خديجة تحمل عطرين من الجنّة، عطر النّبي وعطر الزّهراء.. وشاعر من ( عين أزال ) يعطّر شعره بذكرها ، كأنّه يسبّح ربّه ويناجيه بحبّها .. !!

ثمّ ما هذه الصورة الأخّاذة ؟ :

ودموع أحمد لم تزل مذعورة   *  * من يوم ( اقرأ )، لا تجفّ على خمارك

دموع أحمد عطر أحمد شذى أحمد .. يمتزج بخمار مَن حَيّاها ربّها بالسّلام ، من فوق سبع سموات وبعث السّلام مع مَلَك الوحي جبريل.. !

ثمّ يواصل الشاعر نسج خيوط هذه القصيدة المذهّبة في لوعة نفسٍ ورجفة فؤاد، واصفا وفاة خديجة رضي الله عنها وأرضاها:

وتركته في ليلة موتية  *  * كم كان ينظر نحو وجهك في احتضارك

ودّعته بعيون كحل راحل * *  ما قلت شيئا.. كان صمتك من حوارك

ما قال شيئا، كان ينظر باكيا  *  * لعيونك الملأى بحزنك وانكسارك

وكأنّه قد قال أدري جيّدا * * لا لست محتاجا لشرحك واعتذارك ..

هنا ينبغي أن تَهْمِلَ العيون .. ينبغي لها أن تَهْمِلَ بل وتسحّ سحّا ملوّعا للمنظر المتخيّل المفتت للكبد .. أيّ الحبيبين نبكيه أكثر، الزوجة ( أمّ المؤمنين ) المحتضرة التي في عينيها دهشة الفراق وأساها، أم النبيّ اليتيم الذي يفقد للمرّة الثانية أمّه الحانية ..؟

وتمضي القصيدة في ذكر خديجة على هذا النّسق الفريد من الجمال والصّفاء .. لله درّه من شاعر فاتن حقّ له الفخر بشعره ورفع شأنه في السّماء عاليا .. !

درّة الدّيوان:

ولعلّ درّة الديوان وفريدة العقد فيه ؛ قصيدته التي أزهرت عبقة بعنوان ( ما في حدا )، وهي في مدح النّبي صلّى الله عليه وسلّم تعبّر عن أشواق الشاعر ولواعجه، وقد دخل مدينة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وهو يحلم بلقائه ولقاء صحبه الكرام ، وكأنّه نسيَ نفسه ونسي زمنه وطمع في اللّقاء لا شكّ، ولكنّه يفاجأ بصبيّة خَفِرَة حييّة تصعقُ فؤادَه بقولها:

" ما في حدا "..

العنوان باللهجة الشاميّة[8]لها ، وكلّ قصيدة كتبها كأنّما هي أوّلُ قصيدة يكتبها في مدح الحبيب ، بدءا بقصيدة ( قدر حبّه ) الأولى والثانية وقصيدة ( زهرة القرشي ) ومرورا بـــ ( الغيمة العاشقة ) و ( ما في حدا)، كلّ واحدة بنكهة مختلفة ومذاق ( يُطيِّر العقل ) بتعبير الأمير..  

ولو تتبّعنا كلّ قصائد الدّيوان بحثا عن مكامن الجمال، والإبداع الفريد فيها، لأتينا عليها  جميعا نحلّلها ونقلّب في صفحات معانيها الباهرة قصيدة قصيدة، فلا نذر واحدة منها، إلا ووقفنا أمامها وقفة تطول وتطول، ولكنّ  ذلك يحوجنا إلى تأليف كتاب آخر قد يوازي الدّيوان في عدد صفحاته.. ! ولكن ضربُ المثال يغني عن التقصّي والتفصيل.

في ظلال البناء الفنّي:

1-            الأسلوب القصصي الحواري

من الخصائص الفنيّة التي اعتمدها الشاعر في معظم ديوانه، وفي كثير من قصائده الأخرى الأسلوب القصصي الحواري، ففي معظم قصائد الدّيوان قصّة أو موقف قصصي، يتخلّله حوار ساخن غالبا، لأنّه يعالج الجوهر العاطفي لدى بني البشر، الأنشودة الأبديّة التي لا يزال الإنسان يرددها منذ فتح عينيه على نصفه الثاني في ظلال الجنان.. إنّه ( الحبّ ) هذا الجوهر المكنون الذي تسّفل به ناس فجعلوا منه بهيميّة مقيتة، وارتفع به آخرون فدنو من الملأ الأعلى في إخبات العابدين..

وهذا الأسلوب يحيل على تجربة الشاعر الروائيّة والتي لم تحظ – في نظري – بالعناية الكافية من قبل النّقاد والدّارسين، رغم ما توفّر فيها من سمات الإبداع القويّ والألق الفنّي الباهر ، فللأمير روايات ( المجنون / الإرهابي / غريب / خيول الشوق / ...) وقد ألقيت عليها نظرة فاحصة فوجدتها على جانب كبير من الجودة والإتقان ، ولكنّ معظم النّقاد في أرضنا كثيرا ما يعمهون .. أو يُضَلَّلون .. !!

فالشاعر يكتب بخلفيّة الروائي/ القاص ، ومن ثمّ جاءت معلّقته المعجزة ( حيزيّة )[10] من أبدع ما يقول شاعر:

لا تمسحي عينيك في منديله *  * قد يهمس المنديل للأجفان

فيجنّ في ذكراه كحلّ دائم   * * وتذوب في منديله العينان

ترى كيف يهمس المنديل للأجفان..؟ وترى كيف تذوب العينان في منديله ..؟ أليس هذا شيئا مذهلا ، يبثّ في القلب الدّهشة والافتتان ..؟

الصورة الثالثة:

في قصيدته ( لو لم أكن شاعرا ) صورة مزلزلة حقّا، لا يمكن لمن يراها قراءة أو سماعا أن يمرّ عليها مرور الكرام، فإن فعل فهو من اللّئام، صورة تحبس لها أنفاسك وتقف فيها مرتلا زمنا غير يسير، يقول فيها الأمير:

أنا لم أطالب

مرّة أن تحلفي

أو أن تحطّ ( حمامة الحنّاء )

فوق المصحف..."

شيء رهيب حقّا ! يشبّه الشاعر كفّ المرأة المخضّبة بالحنّاء بحمامة الحنّاء، أي وصف بديع هذا ..؟ هل من يقرأ هذا الكلام يقف جامدا حقّا ، ألن يرقص له قلبه طربا..؟

الصورة الرّابعة:    

يقول في قصيدة ( حوار متوتّر بين قلبي والشاعر فيّ ) متحدّثا عن قلب المحبّ:

" القلب مهما نام

في عطر الصّبايا

أو تقلّب

لا يلام "[12]:

"  فقفي قليلا في النّساء .. تبسّمي *  * وامشي إلي كغيمة.. لا تسرعي

فإذا بلغت العرش.. ألقي زهرة  *  * فوق الحرير وبسملي وتربّعي "

ألفاظه كأنّها ألفاظ بستاني متخصص في جني الورود وَوَضْعها في المحلّ الذي يليق بها من القلوب.. ! أو هو جوهري يتقن اختيار أنواع الزّبرجد والعقيق والعقيان..

الصّورة السّابعة:

 في قصيدته ( اعتراف ) وهي آخر قصيدة في الدّيوان يقول في آخر بيت أيضا، ليضع بصمة الختام الجميلة في ديوانه الرّائع هذا:

ولو يجوز بشرع الله، ناوية * * أبخّر الشعرَ بــ ( الجاوي ) من الحسد

بالله عليكم هل رأيتم شعرا يبخّر بـــ ( الجاوي ) من الحسد ..؟ وكأنّه شعر يخشى عليه العين كما يخشى على امرأة حسناء فاتنة.. !  

الصّور الشعريّة في ديوان ( وعيناها .. ) تزحم أبياته في كلّ فاصلة من فواصلها، وتجمّل معانيه حتى كأنّها صور تشكيليّة مُرْبِكَة فاتنة، والصور الفنيّة فيه تنقسم إلى قسمين:

الصور المعنويّة وهي أكثر الصور فيه. وهي ما دلّت على معنى مجرّد قائم في ذهن الشاعر لا يُدْرَك بالحوّاس الخمسة، وإنمّا يدرك بالفكر والإحساس. والصّور الماديّة هي ما كان منها تشبيها أو كناية أو غيرها مما يجسّد الصورة المعنويّة ويعطي لها بعدا مرئيّا أو مسموعا، فزيد ذلك في جمال التعبير وإشراقه..

3 – جماليّة التناصّ:

 وأكثره من القرآن الكريم، ولا يسوقه الشاعر متكلّفا يحشو به النّص حشوا، أو يدخله بين ثناياه فيصير النّص كأنّه خطبةَ وعظ وإرشاد ، وذلك ما عابه النّقاد في كتابات كثير من المبدعين الملتزمين ، وهم محقّون في جانب من جوانب نقدهم، فلا ينبغي الخلط بين الموعظة والنّصح، وبين النّص الأدبي الذي يبعث رسالة طبيعيّة تلقائيّة كالماء ينسرب مع النّسغ إلى جذور النّبات وسيقانه، فيسقيه ويغذّيه  ويخرج منه الزّهر والثمر..

أما عندما يضمّن الأمير شيئا من القرآن وما كان في مضمونه في نصّه الشعريّ أو جزءا من  حديث أو ما هو في معناه فإنّك لا تشعر بشيء نشاز دخل النصّ ، بل تراه لحمة واحدة لا يمكن أن تفرق بعضها عن بعض إلا باختلال النّص واضطرابه، والتناص هنا يضاعف من دلالة المعنى ويذكيه، ويزيد من جماله وجلاله.

ومن أمثلة ذلك التناص الفاتن نذكر بضعة أمثلة:

نبدأ بعنوان إحدى قصائده وهي القصيدة السّادسة كانت بعنوان ( خطوات كيدكنّ لعظيم في التّسلل إلى القصيدة )، والتناص هنا واضح جدّا يستند إلى قوله تعالى:

" فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ " يوسف آية (28).

وقد رأيت أنّ سورة يوسف بآياتها الباهرة كانت محلّا للتناص عند كثير من الشعراء والأدباء والكتّاب ربّما بسبب أنّ سورة يوسف فيها قصّة هي من أحسن القصص في تاريخ الإنسانيّة، بأروع وأجمل وأبدع أسلوب.. !

وحتّى ( الأمير ) نفسه استخدم خاصيّة التناص مع قصّة يوسف في قصيدة أخرى من ديوانه وهي قصيدة ( لو لم أكن شاعرا ) وذلك في قوله:

" يا ( زليخا )

دون نسوان المدينة

في الزّمن اليوسفي ؟ "[14] وفيه إشارة إلى قوله الله تعالى:

" وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ " سورة الشعراء  224        

فشبّه الشاعر غواية النّساء بغواية الشعراء ، وهي غواية كلام بالدّرجة الأولى، ثمّ يتلوها ما يتلوها بعد ذلك من ألم ووجع وآه وشكوى.. وأن يجمّل الشاعر أبياته بمثل هذا الاقتباس التلقائي يزيد شعره قوّة معنى وزيادة جمال وأسر..

وفي خطاب للمرأة المفتونة بشعره يقول لها ناصحا:

" لن تفهمي ( تقويم عام الشعر )

إن لم تخلعي نعليك

في باب الجمل ..."

وهو أيضا فيه استمداد واضح من قوله تعالى:

" فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى " سورة طه آية 12

الثقافة الدّينيّة وروح التدّين:

ويمكن أن نضيف إلى روح التناص مع القرآن الكريم أو الحديث، لغة الروح الدينيّة التي يبديها الشاعر بكلّ جرأة واعتزاز ، ودون شعور بعقدة النّقص أو الخوف من أصابع النّقد التي تشير بالتشنيع على كلّ من يوظّف التّدين بشكل إيجابي في نصّه الإبداعي، ونجد جلّ نصوصه ترصعها تلك الروح وذلك السّمت الدّيني البهيّ، وهذه أمثلة منتقاة من الدّيوان:

-       يُعَنوِنُ إحدى قصائده بكلّ جرأة وفخر ( الأميرة المتحجّة ) ويمتدح حجابها ويجعلها بحجابها الشّرعي من أجمل النّساء ، يقول في تلك القصيدة:

كانت تقول لهنّ لستِ جميلة * * بحجابك الشرعيّ أو بالبرقع

هي في الأخير تغار منك بشدّة * * وهنا، لعلمك.. حاولت دهرا معي.

بل لا يكتفي الشاعر بدعوة المرأة إلى الفخر بحجابها إنّما يشترط عليها البرقع أيضا ( الذي يظنّه المستغربون دليل تخلّف وقلّة ذوق ) ليزداد جمالها وسناءها، وذلك في القصيدة التي سبقت قصيدة ( الأميرة المتحجّبة ) والتي هي بعنوان ( عينا امرأة سياسيّة ) فيقول:

لا تظهري عينيك .. خافي ربّنا * * وتعبديه بآية الجلباب

ولسوف يبقى كلّ ذلك ناقصا * * لا ينفع الجلباب دون نقاب

والشاعر رغم انغماسه في التغزّل وإبداء أشواقه العاطفيّة فهو لا يخفي روحه الدينيّة الملتزمة ، ولا يرى أنّ الغزل العفيف يتنافى مع الدّين، ولذلك فهو يضع النّقاط على الحروف قائلا من قصيدته التي ذكرنا آنفا بعنوان ( عينا امرأة سياسية ):

أنا يا خطيرة، شاعرٌ متديّن * * منذ الصّبا، تربيّة الكتّاب

الشعر عندي سجدة موزونة * * ألقى بها الرّحمن يوم حسابي

كما يستعمل الشاعر كثيرا لغة الفتوى والمفتين، ومصطلحات علم الحديث بطريقة فذّة، تجعل من البيت الشعري شعلة من النّار المتوقّدة، على طريقة ذلك الشاعر الذي قال:

سل المفتي المكي هل في تزاور * * ونظرة مشتاق الفؤاد جناح

فقال: معاذ الله أن يذهب التقى* * تلاصق أكباد بهنّ جراح

وهو شعر لطيف يُستأنس به في مجال الحديث عن الحبّ والغزل، ونجد هذه الخاصيّة في شعر محمّد جربوعة بشكل لافت ومميّز وقد أفاض فيها الأمير كثيرا وجمّل بها شعره أيّما تجميل.. ! نذكر من ذلك مثلا:

قوله من قصيدة ( أسرار النّساء ):

ذاك الذي أفتى الشيوخ بمنعه * * لضعيفة، أو ذات قلب مرهق. 

القَامُوسُ اللُّغَوِيُّ فِي الدِّيوَان:

لا شكّ أن الأستاذ محمّد جربوعة رجل لغة من الطّراز الأوّل، فهو ليس ممن يُتَصيّد له الزّلات والهَنات اللّغويّة، هذا غير وارد أبدا ، وإن وُجد شيء ( مشكل ) من لغة في ديوانه أو شعره عموما، فهو قَصَدَه وعمد إليه وله فيه وجهة نظر واجتهاد خاص، وما يلفت الانتباه هو قدرته الفائقة على تطويع اللغة حتّى صارت كالعجينة بين يديه يشكّلها، ويرسم بها ما شاء من صور ومعان رائعة دون اللّجوء إلى شيء من التكلّف أو استكراه الألفاظ والتراكيب، وينساب في شعره مثل الشّلال المتحدّر هدّارا مرّة ، وهادئا رائقا مرّة ثانية..

ولغته في ديوانه هذا مشكلّة من عناصر عديدة يمدّ بها فكرته وصوره الفنيّة، ويمكن أن نحصرها في العناصر التّالية:

1        - القاموس اللّفظي المستعمل:

معظم المعجم اللّغوي لشعر( الأمير ) في هذا الدّيوان هي من الألفاظ الشائعة في لغة المدرسة والصّحافة والإعلام وعامة المثقّفين، هذا من حيث المادّة اللغويّة الصرفة ( رغم ما للأمير من باع طويل في اللّغة ) فكان هذا اختياره، وهو في هذا متأثر بالشاعر السوري الكبير نزار قبّاني والشاعر الفلسطيني الشهير محمود درويش، والشاعر نفسه يذكر ذلك ويعتزّ به، يقول في قصيدة ( الطريق إلى اللازورد ):

" وتشعر أنّك في كلّ بيت

إذا قرأتْ لنزار، لدرويش

أو يهمس الشعراء.." وقد صرّح الشاعر بتأثره بنزار ودرويش مرّات عديدة فيما يكتبه على صفحته بالفايس بوك. 

2       – استِخدَامُهُ للدَّارِجِ الفَصِيح:

يَشِيع في ديوان ( وعيناه .. ) استخدام الشّاعر للفصيح مما يستخدم في كلام العامّة سواء، العامي الجزائري أو بعض البلاد العربيّة وهو يقصد إلى تقريب اللّغة من القارئ العادي وإيصال الرّسالة الشعريّة له من أقرب سبيل..

ونذكر من ذلك أمثلة ونعلّق عليها:

 " لست نائمة على أذني

في طست العسل .." وفي موضع آخر من الدّيوان:

" ... و( على نيّاتي ).. أشبه النّساكا.." من قصيدة ( عن متهمة تجمع أدلّة الإثبات ).

وعنوان قصيدة من الدّيوان على هذا المنوال وهو ( اعترافات طفلة تغرق في شبر ماء )، وعبارة الغرق في شبر ما أو شبر من قصيد أو شعر ؛ استعملها الشاعر أكثر من مرّة.

وفي قصيدة ( لو لم أكن شاعرا ) يختمها بقوله " قلبي يحدّثني بأنّك متلفي " وفي قصيدة ( ما في حدا ) قوله: " لا يحسّ الجمر إلا .. وأيضا عبارة: " أشبع لي غروري "... "

بالإضافة إلى العبارات العاميّة الفصيحة هناك حشدٌ كبير من الألفاظ العاميّة الصرفة والتي وضعها الشاعر بين قوسين تنبيها لذلك، ولا شكّ أنّ الشاعر أراد أن ينكه شعره بتلك الألفاظ لأنّ لها وقعا خاصا في أذن القارئ والمستمع.. ومن تلك الألفاظ نذكر:

" كتالوجي / يصطفل/ شاطر وشاطرات/ جزدانها / فضفضي/ يحرق حريشه/ خرطت مشطي ".   

لُغَةٌ عَالِيَةٌ:

برغم استخدام الشّاعر لقاموس لفظي معتاد وسهل على المتلقيّ العادي، يفهمه المثقّف البسيط والمتخصص، وعامّة النّاس؛ إلّا أنّه رغم ذلك في الدّيوان عبارات وألفاظ من النّسق العالي الذي يتعالى بثقافة النّاس ومستواهم اللّغوي بلطافة ويسر.. ونقتطف أيضا زهرات عبقات من تلك الألفاظ والعبارات القويّة والمتينة في قاموسه اللغوي الذي أثّث به هذا الدّيوان:

كلمة شزر من قوله:

" وأطلق العين في عينيه في شزر "

وكلمة ( لبُئِيّة ) على شاكلة ( أسديّة ) في قوله:

" بلهجة لبُئِيّة " وهو اشتقاق قليل الاستعمال.

وكذلك كلمة ( فالرّبمات ) وهو اشتقاق من ربّما ليس مألوفا ولا مستعملا..

وجملة جميلة جدّا فيها كلمة الدّعج وهي قوله ( أدعجيّ النّصل )، دلالة على جمال العينين القاتل.واستعماله مرارا لمشتقات لفظ البؤبؤ ( البآبئ ، وبؤبؤ ، هاتيك، السيكتب ، تلملم ، تلجلجت، يرتعي ، مرصّع ، المترع ، المفزع ، السّلون.. ).

وطبعا في استعمال هذا القاموس اللّفظي إثراء لثقافة القارئ والمستمع المحبّ للشعر، المتابع للأمير في عطائه الدّافق، وفيه نوع من الحفاظ على العربيّة في شكلها القويّ الرّصين.. 

جمال المرأة:

في ديوان ( وعيناها .. ) يظهر جمال المرأة جمالا أخّاذا ، محتشما لا يتجاوز ( الكحل ، والحنّاء والعطر ووسوسة الأساور والخلاخيل و " جذبة " الأقراط في قلب الشّاعر، وكأنّي بالشاعر حين ينشد شعره يقف عند حدّ قوله تعالى:

" وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا "[16]

القطفة الثانية:

يا ليتها قالت:

((وبعد الزّهر

يبقى

من براءته العبير ))

[2] - المرجع نفسه ص 6

[4] - الدّيوان ص 106.

[6] - وقد يقول قائل هنا : هذا كلام عاطفي خارج عن إطار الدّراسة والنّقد ، وأقول: لا أحفل بذلك .. أنا أبدي عاطفتي جيّاشة نابضة بالوجد إذا هزّني نصّ أدبي طربا وبثّ القشعريرة اللّذيذة في كامل أوصالي.

[8] - وأنا أقترح على الأمير أن يفرد قصائده التي يمدح فيها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بديوان خاص.

[10]  - الدّيوان ص 65.

[12] - الدّيوان ص 50

[14] - الدّيوان ص 18.

[16] - الدّيوان ص 136

[17] - الدّيوان ص143 

وسوم: العدد 654