وقفة مع اللغة(2) ...

هل كلمة "مناورة" عربية؟

جاء في قرار لجنة الألفاظ التابعة لمجمع اللغة العربية بالقاهرة أن لفظ (مناورة) يشيع في لغة الجيش وغيره مثل قولهم: " قام الجنود بمناورة حربية"، ومثل ما يتردد في لغة السياسة من قولهم: "هذه مناورة سياسية". وقد يُعْتَرض على اللفظ واستعماله المعاصر بعدم وروده بالمعنى العسكري أو السياسي في معجمات العربية.

ودرست اللجنة هذا، ثم انتهت إلى إجازة استعمال لفظ (المناورة)، بدلالته الحربية والسياسية على أحد وجهين:

الأول: أن اللفظ منقول من الكلمة الفرنسية Manoevre، أو من الكلمة الإنكليزية Maneuver. وقد أشار المعجم الوسيط في طبعته الثانية إلى أنه معرّب.

الثاني: أن للمناورة معنى آخر هو الدهاء، فهي من مادة (نور) التي تحمل معنى الخداع والحيلة. ومعلوم أن وزن المفاعلة شائع في العربية مثل: المداورة، والمراوغة، والمشاورة، والمحاورة".

وجرت مناقشات حادة أسفرت عن انقسام في الرأي حول ترجيح أحد الوجهين اللذين استندت إليهما اللجنة. وكان من أهم التعليقات إشارة الدكتور محمد أحمد سليمان إلى أن الكلمة، وهي معربة عن الفرنسية، ذات معنى حقيقي هو (العمل اليدوي) ثم انتقل هذا المعنى مجازاً إلى المعنى العسكري ثم السياسي. وانتهى النقاش بموافقة المؤتمرين على تقرير اللجنة، تاركين ترجيح أحد الوجهين إلى جهد علمي مستقل.

أخطاء لغوية

-يقولون: عَرِفَ الشيء بكسر الراء، والصواب عَرَفَ الشيء بفتح الراء.

- يقولون: أصغى الحضور للخطاب، والصواب أصغى الحضور إلى الخطاب؛ لأن أصغى إليه: مال بسمعه نحوه . والآية 113 من سورة الأنعام تقول: (ولتصغي إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة) أي ولتميل. - يقولون : ينبغي عليه أن يفعل كذا ، والصواب ينبغي له ؛ قال تعالى: (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر) سورة يس آية 40، وقوله: (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) سورة يس آية 69. - يقولون: اعتذر منه ، والصواب: اعتذر إليه ، قال تعالى: (قالوا معذرة إلى ربكم). سورة الأعراف آية 146. - يقال: أعتذر عن عدم حضوري الحفل ، إذ تستخدم كلمة (عدم) بكثرة بسبب الجهل بالكلمة المضادة المعبرة عن المراد ، ومثله: أعتذر عن عدم معرفتي بالخبر ، والصواب: أعتذر عن غيابي عن الحفل ، وأعتذر عن جهلي بالخبر . - يقولون: لا يخفى عن العاقل، والصواب: لا يخفى على العاقل؛ لأن الفعل (يخفى) يتعدى بحرف الجر (على) ، وهذا ما ورد في القرآن الكريم: (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء) سورة آل عمران آية 5 . - يقولون: لا زالت السماءُ تمطرُ ، والصواب: ما زالت السماءُ تمطرُ ؛ لأن ما زال من أفعال الاستمرار الماضية التي تُنفى ب (ما) ، ودليله قوله تعالى: (فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدًا خامدين) سورة الأنبياء آية 15، أما (لا) فينفى بها فعل الاستمرار إذا كان مضارعاً ، كقوله تعالى: (ولا تزالُ تطلعُ على خائنةٍ منهم) سورة المائدة آية 13.

كم الاستفهامية وكم الخبرية

جاء في قرار مجلس مجمع اللغة العربية في القاهرة عن كم الاستفهامية وكم الخبرية ما يلي: " يرى المجمع الاكتفاء في باب كم (وهي من كنايات العدد) بأنها إذا كانت استفهامية تُميزُ بمفرد منصوب، نحو: كم كتاباً قرأت؟ "، وإذا سُبقت بحرف جر يضاف المميز إليها نحو: بكم قرشٍ اشتريت الكتاب؟، وإذا كانت خبرية (للكثرة) فتمييزها مفرد أو جمع مجرور بالإضافة نحو: كم بطلٍ استشهد في المعركة، وكم أبطالٍ استشهدوا في المعركة!، وقد يسبق تمييزها بحرف جر نحو قوله تعالى (كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئة كثيرة بإذن الله)." وجاء في قرار آخر أنه يجري في الاستعمال حذف تمييز كم استفهامية أو خبرية في مثل قولهم: " كم بقي من الشهر؟ " "وكم نصحت لك". وقد ورد ذلك في الفصيح كقوله تعالى: " قال قائل منه كم لبثتم، قالوا لبثنا يوماً أو بعضَ يوم". ويكون ذلك بتقدير التمييز المحذوف.

الفرق بين ماتع وممتع

لفظ (ماتع) اسم فاعل من الثلاثي (متع)، و(ممتع) جاءت من غير الثلاثي (أمتع). ومنهم من ذهب إلى أن ما جاء على فَعَلتُ وأفْعَلتُ بمعنى واحد، ولكن الأولى التفريق بينهما على الوجه التالي: إذا قيل كتابٌ ماتعٌ أي جيّد محكم فهو وصفٌ له، وإذا قيل كتابٌ ممتعٌ فيكون أمتع القارئ فاستمتع به فهوَ ممتع .

فذلكة لغوية في يوم المرأة العالمي

قرأت في عدد من المواقع على الإنترنت الفذلكة اللغوية التالية:

يقال إن الـلغة العربيـة غدرت بـالمرأة في خمسة مواضـع، وهي: الأول : إذا كان الرجل ما زال على قيد الحياة يقال عنه إنه "حي"، أما إذا كانت المرأة على قيد الحياة، فيقال إنها "حيـّة". الثانـي: إذا أصاب الرجل في قوله وحديثه يقال عنه إنه "مصيب"، أما إذا أصابت المرأة في قولها فيقال إنها "مصيـبة". الثالـث: إذا تولى الرجل منصب القضاء يقال عنه " قاض"، أما إذا تولت المرأة نفس المنصب فيقال إنها " قاضية"، والقاضية هي المصيبة العظمى التي تنزل بالشخص فتقضي عليه. الرابـع: إذا كان للرجل هواية يتسلى بها يقال عنه " هاو"، أما المرأة فيقال عنها "هاوية" (والهاوية هي أحد أسماء جهنم). الخامـس : إذا دخل الرجل البرلمان أو المجلس النيابي يقال عنه "نائب"، أما المرأة فيطلق عليها " نائبة " (والنائبة هي أخت المصيبة..).

في معنى المرء والمرأة والمروءة

ورد في نقش نمارة المؤرخ في سنة 328 ميلادية، وهو كتابة على قبر امرئ القيس بن عمرو ملك الحيرة ما يلي:"تي نفس مر القيس.." أي : "هذه روح امرئ القيس" ما يدل على أن كلمة (امرئ) في اللغة العربية القديمة قد خلت من الهمز. كثر استخدام كلمة (مر) في التلمود للدلالة على شخص مهم وأحيانًا للدلالة على كاتب التلمود نفسه، وهو لفظ يتضمن الاحترام وأحيانًا المحبة، أما في اللغة الآرامية السريانية فإن كلمة (مار) تعني (سيد أو رب)، ومن نفس الجذر جاءت كلمة مار للدلالة على القديسين حيث يقال مار جرجس، مار بطرس؛ ومنه مريم أو ماريم: وهو اسم علم عبري، سرياني، شائع وموجود في العهدين القديم والحديث ويعني "السيدة" أو "سيدتي". وفي اللغة العربية المروءة هي كمال الرجولة والإنسانية ومجمل الصفات المثالية التي يتصف بها السيد من خلق جميل، وأدب رفيع، وحلم وأناة، ورجاحة عقل، ونخوة وشجاعة، وكرم وسخاء...إلخ من الصفات المحمودة التي امتاز بها العربي الأصيل أي المَرْء؛ وامرأة، أو مَرْأة أو مَرَة مشتقة من المروءة بمعنى السيدة الكاملة، وهناك من يلفظ الهمزة واوًا في كلمة مُرُوءَة فتصبح بعد الإدغام مُروّة.

وسوم: العدد 656