قصّة " الأحفادُ الطّيّبوُن" وحقوق الأجداد
أدب الأطفال شكل من أشكال التّعبير الفنيّ بالكلمة، قد يأتي قصص أو قصائد أو حكايات أو ما شابه ليُحقق رسالته الجماليّة، ويُنمّي في الأطفال الإحساس بالجمال وتذوّقه. هذا الأدب يُعتبر وسيطًا تربويًا يفتح للأطفال بابًا واسعًا من المعرفة، ويزيد من المواهب الابداعيّة، وكذلك تجسيد حلم الطفولة وتحويلها إلى قيم أخلاقيّة عالية.
أمّا قلم الأديب المقدسيّ "جميل المسلحوت" فلم يبخل على الفتيان والفتيات من مؤلّفاته العديدة والهادفة، والتي ترمز جميعها إلى دروس وعِبر ترويّة وتعليميّة، ناهيك أنّها تتأصّل داخل الذّاكرة، وتبقى متوارثة عبر الأجيال ومن الآباء إلى الأبناء. إنَّ الرّغبة لدى المؤلِّف في الكتابة للصّغار لها وازع شخصيّ ونفسيّ تسكن قلبه وهواجسه، ويعيش أوج العاطفة الإنسانيّة المفطور بها. إنّها غريزة جميلة وعطِرة يتمتّع بها كاتبنا جميل السلحوت، فكانت له الكتابات المُثيرة والمُشوّقة التي تتحدّث في عمق وأصول التوجيه والتّربيّة، وذلك من خلال خبرته وباعه الطّويل في الحياة وشغف حبّه لالصّغار.
"الأحفادُ الطّيْبوُن" قصّة للأطفال من منشورات جمعيّة الزّيزفونة عام 2016 وتقع في 24 صفحة وتتخلّلها صور ملوّنة مُعبّرة عن أحداث القصّة. إنّها قصّة تتعلّق بتلك العلاقة التربويّة القائمة على إحترام الوالدين، وكذلك خدمة ومحبّة الجدّيْن والتّواصل معهما بالدّقائق والسّاعات؛ لاسعادهما ونيل رضاهما، والسّماع لحكاياتهما المُسلّية والمفيدة. الكاتب "السلحوت" أظهر بشكل مباشر بعضًا من الحِكم والأمثال التي لن ينساها الطفل، خاصة وأنَّ أفكاره ومخيّلته ما زالت خصبة.
يبقى الدّين هو المعاملة، سواء بين الكبار أو بين الصّغار، أو بين الكبير والصّغير أيضا، وعليه كان لا بدّ من أن يدعم قصّته ببعض من التّناص الدّينيّ، فكانت هناك الآيات القرآنيّة والأمثال المناسبة موجودة، وقد إتّسمت القصّة باللغة الفصحى البسيطة جدًا والمفهومة للصّغار. بإعتقادي أنَّ هناك شريحة من الكبار فاتتهم قصص الطّفولة، فلا ضَيْر من قراءتها دون إستخفاف، فهناك معانٍ قد نفهمها جيّدا بعد خوض تجارب الحياة.
وسوم: العدد 656