البلقيني يقرظ ألفية شعبان الآثاري في النحو
من علماء القرن التاسع الأدباء الشعراء: زين الدين شعبان بن محمد بن داود الموصلي الآثاري.
ولد سنة (765)، وتوفي سنة (828هـ).
قال الزركلي في ترجمته: (أديب، له شعر كثير، فيه هجوٌ ومجونٌ. ولد بالموصل، وتنقل في البلدان، وتلقب بالآثاري لإقامته في أماكن الآثار النبوية مدة. واستقرَّ في القاهرة[1]، وبها وفاته.
له أكثر من ثلاثين كتابًا في الأدب والنحو، منها:
(لسان العرب في علوم الأدب - خ) أرجوزة في دار الكتب، في علوم العربية والبلاغة، فرغ من نظمها سنة 809.
و(ألفية) في النحو، سمّاها (كفاية الغلام).
و(أرجوزة) في النحو أيضًا، سمّاها (الحلاوة السكرية - خ).
و(شرح ألفية ابن مالك) ثلاثة أجزاء، لم يتمه.
و(ديوان شعر).
و(العمدة في المختار من تخاميس البُردة - خ) في دار الكتب.
و(وسيلة الملهوف عند أهل المعروف - ط)[2].
♦♦♦
وقد ذكره السخاوي مرارًا، وقال في ترجمته: (وسمّى ألفيته في النحو "كفاية الغلام في إعراب الكلام" قرَّظها له البلقيني)[3].
قلتُ:
ولم يُورد هذا التقريظ، وقد وجدتُهُ في "تذكرة" مخطوطة في مكتبة الإسكندرية، فرأيتُ نشرَه ليُستفاد، وهو هذا:
♦♦♦
قال صاحب "التذكرة":
(كتب الشيخُ جلال الدين البلقيني على ألفية الشيخ زين الدين شعبان الآثاري في النحو تقريضًا:
"الحمد لله.
وقفتُ على هذه (الألفية) التي غلبتْ ألفين، و(الكفايةِ)[4] التي صيّرت اللسان والإعراب إلفين، وأفادتْ من الضبط والجمع ما أزالَ عنها البَيْن، فأعيذُها بالله الواحد مِنْ شرِّ العَين.
لله دَرُّ ناظمها فقد أحسنَ فيها غاية الإحسان، ونظمَها دُرًا فاقت شذور الذهب، وقلائد العقيان.
ولله درر خبرها[5] ما أحلاه ولا تُنكر الحلاوةُ مِنْ شعبان، وقد قال لسانُ حالِ خَبَرها عن حالِ ناظمِها: ليس الخَبَرُ كالعيان.
وقد قال ذلك وكتبه عبدُالرحمن البلقيني حامدًا مصليًا ومُسلِّمًا". انتهى).
♦♦♦
وهذه الألفية طُبعت في دار عالم الكتب ببيروت سنة 1407هـ بتحقيق الأستاذين زهير زاهد وهلال ناجي عن نسخةٍ فريدةٍ ضمن مجموعٍ في مكتبة الأوقاف العامة بالموصل.
وكانت تُحْفَظُ، كما في تراجم غير واحد في "الضوء اللامع".
[1] وعبارة السخاوي في "الضوء اللامع": (ثم رجع إلى دمشق فاستوطنها، وتكرر دخوله منها إلى القاهرة مرة بعد أخرى، فكانت منيته ثاني يوم قدومه وذلك سابع عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين).
[2] الأعلام (3 /163-164).
[3] الضوء اللامع لأهل القرن التاسع برقم (1162).
[4] عنوانه: كفاية الغلام في إعراب الكلام.
[5] كذا، ولست على ثقة من صحة الكلمتين، ولعلهما: ولله دَرُّ خُبْرها.
وسوم: العدد 658