ليلة في حب أحمد فؤاد نجم ومجدي الجابري

ذاك كان عنواناً لندوة استضافها صالون عبد الناصر هلال الثقافي مساء الجمعة 13 مايو 2016م  بمقره بحدائق الأهرام بالجيزة.

أدار الصالون د. عزوز علي إسماعيل، وشارك فيه بالكلمات والمداخلات الكاتبة صفاء عبد المنعم، والأستاذ يسري حسان، ود. حافظ المغربي، والأستاذ طاهر البنداري، والشاعر عبد الستار سليم.

وكانت فقرات الطرب من نصيب الموسيقار علي إسماعيل والفنانة عزة بلبع والمطربة داليا عبد الوهاب والموسيقار ناجي نجيب.

وفي ترحيبه بالضيوف وتقديمه لموضوع ندوة الصالون قال د. عبد الناصر هلال: تتنوع اتجاهات شعر العامية المصريه من خلال تجارب الاستقرار الجمالي الذي تجسده عبر نصف قرن مضى تجارب فؤاد حداد وصلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم والأبنودي، وسيد حجاب الذي حاول خلخلة اليقين الجمالي مروراً بتجربة السبعينيات التى انطلق خلالها ماجد يوسف، ثم الثمانينيات من القرن الماضي وقد تبلورت فيها تجارب مجدي الجابري، ومحمود الحلواني، ومسعود شومان، ويسري حسان، ومصطفى الجارحي، وغيرهم.

ومن أجل ذلك، رأى الصالون أن يقدم ملامح الحركة الشعرية العامية عند هؤلاء الشعراء، وتحديداً تجربة الاستقرار واليقين عند أحمد فؤاد نجم، وتجربة الظن والتساؤل عند مجدي الجابري ومن حسن الطالع أن تتوافق دورة الصالون مع ذكرى وفاتهما رحمها الله.

وقالت الكاتبة الأستاذة صفاء عبد المنعم زوجة الشاعر الراحل مجدي الجابري: لو أن هناك عملاً عظيماً عملته في حياتي فهو الزواج من مجدي الجابري.

وأقول عظيماً مدركة قيمة وقامة مجدي الجابري من ناحية، ولأن زواجنا أنتج جوهرتين غاليتين هما هميس ومي من ناحية أخرى.

وعندما قرأت رواية (خفة الكائن) وكان بطلها قد عاش عشر سنوات مع زوجته جاءني شعور خفي أنني سأعيش مع زوجي مجدي الجابري عشر سنوات، وبالفعل تحقق ذلك.

وعقب الوفاة كتبت (عشر سنوات من الحب لا تكفي)، وكان الجابري مشهوراً بذقنه وشنطته، وكنت أدخل معه في سباق القراءة وأنا دودة قراءة مثله، وأيضاً أدخل معه في سباق الإنتاج الأدبي، فإذا أصدر ديواناً أصدر قصة، وكان شرطي عليه حين طلب الزواج مني أن أظل أقرأ وأكتب وأنشر.

في عام 1990 أصدر أول ديوان له بعنوان (أغسطس)، وأنا أصدرت مجموعة قصص عنوانها (تلك القاهرة تغريني بسيقانها العارية) وساعدنا على إصدارهما الصديق عبد العزيز جمال الدين، وقد أقمنا ندوات كثيرة لمناقشة هذين العملين.

تزوجنا في أكتوبر عام 1988 وتوفي مجدي الجابري يوم 23 مايو 1999م وما تزال فكرة الخلود تؤرقني رغم مرور سبعة عشر عاماً على وفاته!

أيكون الخلود بالكلمة الصادقة، أم بالموقف المشرف، أم بإنتاج الذرية؟

كان الجابري يعمل بالهيئة العامة لقصور الثقافة ولقد طرقت أبواباً كثيرة كي أطبع له أعماله الكاملة لكن الرد الذي سمعته هو: الجابري مات.. شاغلة نفسك ليه؟

وأشكر صديقي الجميلي صاحب دار (وعد) الذي أصدر للجابري أعماله الكاملة.

وألقت الكاتبة صفاء عبد المنعم قصيدة أغسطس لمجدي الجابري وفيها يقول:

ع الصخره اللى هناك ف أغسطس

وشى المحفور

دمى الفوار

أطرافى بتسقط

والملح

ملامح بتغادر كفى / يمام

وتحل الريح من أسرى

تفر الغنوه / الكرباج

من شباك متوارب ع الشط المغروز ف اكتافى

أتوارب

جسمى مقفول على سرب يمام بيسبح للنور المطفى

ولع عود كبريت

حاسب

نفسك عرانى

ورمانى تحت الشلال

يا ستار

الشارع هايص

وكأن القلب نهار

أمال

لما ضمتنى

عشش على أول موجه يمام

النار

تحت مخدتى

ف لسانى

شبك دراعاتك بحر هناك

ع الصخره هدومى

بتهيج اتنين عشاق

بيقربو من بعض

بيتلامسو لأول مره

فرت زغروطه من شباك مقفول

حاسب

الموج غطاك

دمى

أطرافى بتسقط

وبيوت ع الشط هناك بتاكلها

الريح

النار

اكتافى سلخها الليل البحر تقيل

جميل

إنك حطيتى كل الأسرار فى خزاين

مفتاحها

النار

الملح

البنت بتلعن ف عطورى

وبتدخل شق ف بيت مهجور

البيت

الشارع

الناحيه التانيه

بص

طابور من رمل بيعلن

اسمع

ع الصخره اللى هناك ف أغسطس

النور المطفى بيجدل ف ضفايرك

لأ بيشق هدومى ويدخل بينى وبينك

كدابه

احنا اتنين مش واحد

لأ واحد

والدم دليل البحر الهايج

ملح بيشهق ع الصخره هناك

ويمام بيروح على قبة بطنى يسبح

اسبح

القلب / سلاح الكف المتاكل م الملح

الملح

صحيح

البنت بتخرج حبلى من الشق

والصخره / وشى المحفور / أطرافى

النور المطفى

يمام

بيكن ما بين الشطين

ويموت

وغنّى الموسيقار الفنان عليّ إسماعيل مقطوعة صلاح جاهين (عطشان يا صبايا دلوني على السبيل) ونصها:

عطشان يا صبايا ... دلوني على السبيل

في قلبي ولعة قايدة ... من كتر السكسبييل

شكل الصبايا يهبل ... فى لبس المناطيل

رحت لحكيم يداوي ... نار القلب العليل

فتح الكتاب و قال لي ... عندك عقدة خليل

و خليل ده كان عجلاتى ... في درب المهابيل

اللي قال الكلام ده ... أستاذ عالم جليل

إسمه فرويد ولازم ... نعمل لك تحاليل

يا بهية وخبريني ... ع اللي قتل القتيل

قتلوه السود عيونك ... ولا الهم التقيل

و أحكم يا قاضى المحاكم ... بالعدل و الدليل

قال: اللي جيبه فاضي ... ممنوع يعشق جميل

كما غنّى مقطوعة (صباح الخير على الورد اللي فتّح في جناين مصر) لأحمد فؤاد نجم، ونصها:

صباح الخير علي الورد اللى فتح فى جناين مصر

صباح العندليب يشــــدي بألحان السبوع يا مصر

صــبـاح الداية واللفة ورش الملح فى الزفة

صباح يطلع بأعلامنا من القلعة لباب النصر

وغنّت الفنانة عزة بلبع أغنية (بقرة حاحا) لأحمد فؤاد نجم، ونصها:

ناح النواح و النواحة

على بقرة حاحا النطاحة

و البقرة حلوب .. تحلب قنطار

لكن مسلوب .. من أهل الدار

و الدار بصحاب .. و حداشر باب

غير السراديب .. و بحور الديب

و غيلان الدار .. واقفين بنهار

و ف يوم معلوم ... عملوها الروم

زقوا الترباس ... هِربوا الحراس

دخلوا الخواجات .. شفطوا اللبنات

و البقرة تنادي .. و تقول يا ولادي

و ولاد الشوم ... رايحين ف النوم

البقرة انقهرت .. م القهر انصهرت

وقعت بالبير .. سألوا النواطير :

طب وقعت ليه ..؟

وقعت م الخوف

و الخوف يجي ليه .. ؟

من عدم الشوف

و قعت م الجوع و م الراحة

البقرة السمرا النطاحة

ناحت مواويل النواحة

على حاحة و على بقرة حاحا

وألقى الفنان عليّ إسماعيل أغنية (شباك النبي على باب الله) ونصها:

شباك النبي على باب الله

ومافيش اجنبي على باب الله

يا صبية الصبي على باب الله

هاودي وقربي وشربات اشربي

ونلم الشامي على المغربي

شباك النبي على باب الله

على باب الجنة يا طعم التوت

انا ممكن احب لحد م أموت

وأزرعلك جوا البحر بيوت

وأخلي سنين الصعب تفوت

انا اشيل الشقا وانتي تطبطبي

واتعبلك وانتي بلاش تتعبي

شباك النبي على باب الله

وسوم: العدد 668