نظرة في كتاب: صحيح خطب الرسول صلى الله عليه وسلم
(هذا الكتاب مِنْ جمع وتحقيق إبراهيم أبو شادي، طبع الطبع الأولى في دار الغد الجديد بالقاهرة، سنة ١٤٢٩هـ - ٢٠٠٨م، ويقع في (١٨٤) صفحة، وقد قرأته، وكتبتُ هذه الملحوظات، راجياً أن تكون مُعرِّفةً بالكتاب، مفيدةً له وللقرّاء).
• لم أر المؤلِّفَ صحَّحَ أو ضعَّفَ بنفسه، بل يعتمدُ على مَنْ سبقَ، وقد قال في مقدمته ص٥:
"هذا كتاب "صحيح خطب الرسول صلى الله عليه وسلم" التزمتُ فيه صحة الأحاديث التي وردتْ فيه، مستعيناً بأقوال علماء الحديث في القديم والحديث، وعلى رأسهم العلامة محمد ناصر الدين الألباني، والعلامة شعيب الأرنؤوط".
• قال ص٦: "هذا الكتاب هو أولُ كتابٍ جامعٍ لخطب الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة، ولم أُسبقْ إليه إلا ما كتبه الشيخُ محمد خليل الخطيب".
أقول: قد سُبِقَ[1]، إلا أنْ يقصد أنه لم يُسبقْ في اشتراط الصحة، لكن يضعفُ هذا أنه استثنى كتابَ الشيخ الخطيب، وهو لم يشترط الصحة، فيكون القصد عدم السبق في التأليف في الخطب عموماً.
• نَقدَ كتابَ الشيخ محمد خليل الخطيب نقداً شديداً (انظر ص٦ - ١٧)، وفيه تهـكمٌ غير مقبول.
• ختمَ المؤلِّفُ مقدمته بهذا الدعاء:
"اللهم تقبل مني هذا العمل، واجعله وكلَّ مؤلفاتي، وخطبي، ودروسي، في ميزان حسناتي يوم القيامة...".
وأنا أرى الاكتفاء بقولنا: "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم".
• قدَّمَ المؤلِّفُ لكتابهِ بفصلٍ عن آداب الخطبة والخطيب (ص١٩-٢٩) فيه (٢٣) فقرة.
ومن الممكن الاستغناء عن هذا الفصل.
• وصفَ المؤلِّفُ في هذا الفصل الشيخَ الألبانيَّ بقوله ص٢٣: "مُجدِّد القرن العشرين". وهذا قرنٌ ميلادي، لا معنى لذكرهِ هنا.
• رتبَ المؤلِّفُ كتابَهُ على الموضوعات، فبدأ بـ "العقيدة وأشراط الساعة"، وانتهى بـ "خطب عامة".
وجلُّ ما ذكرَ هنا كان عن أشراط الساعة، لا سيما خروج الدجال، وقد نقلَ فيه عن الألباني من ص٣٧ إلى ص٥٢.
وأرى أنَّ أشراطَ الساعة موضوعها آخر الكتاب.
• رقَّمَ المؤلِّفُ الأحاديثَ فبلغتْ (٣٣٥) حديثاً. وهذا مع المكرر.
ومن الخطب المُكررة -وإن اختلف الصحابي- الخطبة المرقمة بـ (٧٨)، و(١٣١).
• قال ص٣١ عن حديثٍ يرويه الحَكَمُ في الدجال: "يشهدُ لمعظمهِ أحاديث أخرى، وما ليس له شاهدٌ حذفتُهُ من نصِّ الحديث".
وفي هذا التصرُّف نظرٌ، وكان حسبه التنبيه على ما لا شاهدَ له عنده.
• في الكتاب أخطاء مطبعية كثيرة، وقد تحولتْ الألفُ المقصورةُ إلى ياء كثيراً.
وفي ص٣٥: فتعالى. والصواب: فتعال.
وفي ص٤٦ (في الحاشية ١١): بعد أن يكن. والصواب: بعد أَنْ لم يكن.
وفي ص٥٢ س٢: فلا يسمعه أحل. والصواب: أحد.
وهذه أمثلة لا غير.
• في الكتاب أحاديث لا تُعَدُّ خطباً.
ومِنْ ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الموت وهو جالس عند قبر. (ص٥٦-٦٠).
ومن ذلك حديث النعمان بن بشير: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يسوّي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح، حتى رأى أنا عقلنا عنه. ثم خرجَ يوماً فقامَ حتى كاد يكبِّرُ فرأى رجلاً بادياً صدره من الصفِّ فقال: عبادَ الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن اللهُ بين وجوهكم. (ص٧٧). وهذا توجيهٌ وليس بخطبة.
وانظر الحديثَ المرقم بـ (267).
• شرحَ المؤلِّفُ مفرداتٍ غريبةً في الأحاديث، وبقي أنْ يشرحَ المعنى العام.
• كان يَحْسنُ جمعُ أجزاء الخطبة الواحدة في مكانٍ واحد، أو التنبيهُ على ذلك.
• في الكتاب حاجةٌ ماسةٌ إلى استكمالِ علاماتِ الترقيمِ.
• وكذلك إلى ضبطِ الألفاظِ ضبطاً يساعِدُ القارئ.
• بعضُ الجمل الواردة قد تثيرُ إشكالاً كما في الخطبة (٢٣٠):
"قال: قلتُ [ولم يذكر القائل]: "هذا ابن عمك معاوية يأمرُنا أنْ نأكلَ أموالنا بيننا بالباطل، ونهريقَ دماءَنا". فهذا يحتاج إلى توضيح.
• أوردَ المؤلِّفُ ص١٦٢ آخرَ خطبةٍ خطبها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
وكان يحسنُ أن تكون هذه خاتمةَ الخطب في آخرِ الكتاب.
• لم يضع المؤلِّفُ قائمةً لمصادره في آخر الكتاب، ولم تَظهرْ الطبعات المعتمدة.
• لم يُميِّز المؤلفُ بين الخطبِ المكيةِ والخطبِ المدنية، وكان يمكن الإشارةُ إلى ذلك بأرقام الحديث، جمعاً بينها وبين الطريقة التي مشى عليها - وهي الترتيبُ على الموضوعات -.
• لم يتوقفْ عند تواريخ الخطب. نظرة في كتاب: صحيح خطب الرسول صلى الله عليه وسلم
#دعبدالحكيم_الأنيس
تاريخ الإضافة: 17/9/2016 ميلادي - 14/12/1437 هجري
زيارة: 317
نظرة في كتاب
"صحيح خطب الرسول صلى الله عليه وسلم"
(هذا الكتاب مِنْ جمع وتحقيق إبراهيم أبو شادي، طبع الطبع الأولى في دار الغد الجديد بالقاهرة، سنة ١٤٢٩هـ - ٢٠٠٨م، ويقع في (١٨٤) صفحة، وقد قرأته، وكتبتُ هذه الملحوظات، راجياً أن تكون مُعرِّفةً بالكتاب، مفيدةً له وللقرّاء).
• لم أر المؤلِّفَ صحَّحَ أو ضعَّفَ بنفسه، بل يعتمدُ على مَنْ سبقَ، وقد قال في مقدمته ص٥:
"هذا كتاب "صحيح خطب الرسول صلى الله عليه وسلم" التزمتُ فيه صحة الأحاديث التي وردتْ فيه، مستعيناً بأقوال علماء الحديث في القديم والحديث، وعلى رأسهم العلامة محمد ناصر الدين الألباني، والعلامة شعيب الأرنؤوط".
• قال ص٦: "هذا الكتاب هو أولُ كتابٍ جامعٍ لخطب الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة، ولم أُسبقْ إليه إلا ما كتبه الشيخُ محمد خليل الخطيب".
أقول: قد سُبِقَ[1]، إلا أنْ يقصد أنه لم يُسبقْ في اشتراط الصحة، لكن يضعفُ هذا أنه استثنى كتابَ الشيخ الخطيب، وهو لم يشترط الصحة، فيكون القصد عدم السبق في التأليف في الخطب عموماً.
• نَقدَ كتابَ الشيخ محمد خليل الخطيب نقداً شديداً (انظر ص٦ - ١٧)، وفيه تهـكمٌ غير مقبول.
• ختمَ المؤلِّفُ مقدمته بهذا الدعاء:
"اللهم تقبل مني هذا العمل، واجعله وكلَّ مؤلفاتي، وخطبي، ودروسي، في ميزان حسناتي يوم القيامة...".
وأنا أرى الاكتفاء بقولنا: "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم".
• قدَّمَ المؤلِّفُ لكتابهِ بفصلٍ عن آداب الخطبة والخطيب (ص١٩-٢٩) فيه (٢٣) فقرة.
ومن الممكن الاستغناء عن هذا الفصل.
• وصفَ المؤلِّفُ في هذا الفصل الشيخَ الألبانيَّ بقوله ص٢٣: "مُجدِّد القرن العشرين". وهذا قرنٌ ميلادي، لا معنى لذكرهِ هنا.
• رتبَ المؤلِّفُ كتابَهُ على الموضوعات، فبدأ بـ "العقيدة وأشراط الساعة"، وانتهى بـ "خطب عامة".
وجلُّ ما ذكرَ هنا كان عن أشراط الساعة، لا سيما خروج الدجال، وقد نقلَ فيه عن الألباني من ص٣٧ إلى ص٥٢.
وأرى أنَّ أشراطَ الساعة موضوعها آخر الكتاب.
• رقَّمَ المؤلِّفُ الأحاديثَ فبلغتْ (٣٣٥) حديثاً. وهذا مع المكرر.
ومن الخطب المُكررة -وإن اختلف الصحابي- الخطبة المرقمة بـ (٧٨)، و(١٣١).
• قال ص٣١ عن حديثٍ يرويه الحَكَمُ في الدجال: "يشهدُ لمعظمهِ أحاديث أخرى، وما ليس له شاهدٌ حذفتُهُ من نصِّ الحديث".
وفي هذا التصرُّف نظرٌ، وكان حسبه التنبيه على ما لا شاهدَ له عنده.
• في الكتاب أخطاء مطبعية كثيرة، وقد تحولتْ الألفُ المقصورةُ إلى ياء كثيراً.
وفي ص٣٥: فتعالى. والصواب: فتعال.
وفي ص٤٦ (في الحاشية ١١): بعد أن يكن. والصواب: بعد أَنْ لم يكن.
وفي ص٥٢ س٢: فلا يسمعه أحل. والصواب: أحد.
وهذه أمثلة لا غير.
• في الكتاب أحاديث لا تُعَدُّ خطباً.
ومِنْ ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الموت وهو جالس عند قبر. (ص٥٦-٦٠).
ومن ذلك حديث النعمان بن بشير: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يسوّي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح، حتى رأى أنا عقلنا عنه. ثم خرجَ يوماً فقامَ حتى كاد يكبِّرُ فرأى رجلاً بادياً صدره من الصفِّ فقال: عبادَ الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن اللهُ بين وجوهكم. (ص٧٧). وهذا توجيهٌ وليس بخطبة.
وانظر الحديثَ المرقم بـ (267).
• شرحَ المؤلِّفُ مفرداتٍ غريبةً في الأحاديث، وبقي أنْ يشرحَ المعنى العام.
• كان يَحْسنُ جمعُ أجزاء الخطبة الواحدة في مكانٍ واحد، أو التنبيهُ على ذلك.
• في الكتاب حاجةٌ ماسةٌ إلى استكمالِ علاماتِ الترقيمِ.
• وكذلك إلى ضبطِ الألفاظِ ضبطاً يساعِدُ القارئ.
• بعضُ الجمل الواردة قد تثيرُ إشكالاً كما في الخطبة (٢٣٠):
"قال: قلتُ [ولم يذكر القائل]: "هذا ابن عمك معاوية يأمرُنا أنْ نأكلَ أموالنا بيننا بالباطل، ونهريقَ دماءَنا". فهذا يحتاج إلى توضيح.
• أوردَ المؤلِّفُ ص١٦٢ آخرَ خطبةٍ خطبها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
وكان يحسنُ أن تكون هذه خاتمةَ الخطب في آخرِ الكتاب.
• لم يضع المؤلِّفُ قائمةً لمصادره في آخر الكتاب، ولم تَظهرْ الطبعات المعتمدة.
• لم يُميِّز المؤلفُ بين الخطبِ المكيةِ والخطبِ المدنية، وكان يمكن الإشارةُ إلى ذلك بأرقام الحديث، جمعاً بينها وبين الطريقة التي مشى عليها - وهي الترتيبُ على الموضوعات -.
• لم يتوقفْ عند تواريخ الخطب.
• لم يُصرَّحْ في هذه الخطب بيوم الجمعة إلا يسيراً جداً.
وليت المؤلِّف ميَّزَ بين خطبِ الجمعة وبين خطبِ المناسبات.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/107761/#ixzz4LIY4a6YZ
• لم يُصرَّحْ في هذه الخطب بيوم الجمعة إلا يسيراً جداً.
وليت المؤلِّف ميَّزَ بين خطبِ الجمعة وبين خطبِ المناسبات.
وسوم: العدد 687