شخصية الزعيم رجب طيب أردوغان في الشعر الإسلامي المعاصر

(1954- معاصر)

clip_image002_56b36.jpg

تمهيد :

يعتقد بعض المؤرخين أو كثير منهم أن هناك مبالغة في تقدير دور الفرد في تغيير حركة التاريخ، فينظرون إلى التغيير على أنه نتاج حركة المجتمع أو الشعب، ثم يترأس هذا التغيير فرد قد ينسب إليه (ظلماً) النجاح كله .

ونحن لا نريد هضم حقوق الشعب، ولكن هناك أفراد قليلون استطاعوا تحريك الطاقات الكامنة في داخل كل إنسان، فيحدث التغيير .

فالفرد الموهوب يحول السلبية إلى إيجابية، ويحرض على البذل والتضحية، ويرسم للناس الطريق، ويضع لهم الأهداف .

وحفل التاريخ الإسلامي برجال غيروا من مسار التاريخ منهم على سبيل المثال لا الحصر : عمر بن عبد العزيز، وهارون الرشيد، وألب أرسلان، وصلاح الدين الأيوبي، ويوسف بن تاشفين، ونور الدين الشهيد، وسيف الدين قطز، ومحمد الفاتح .

وأردوجان في واقع الأمر شخصية مثيرة للغاية، فقد رفع الكثيرون درجة التزامه بالدين حتى جعلوه رمزاً دينياً صريحاً، واتهمه البعض بالعلمانية والكفر البواح، وأحبه البعض لوطنيته وغيرته على أمته في حين اتهمه الآخرون بالعمالة للغرب وللصهاينة، فما هي حقيقة الرجل؟؟ وما هي منجزاته ؟؟

نتحدث هنا عن قصة زعيم إسلامي استطاع أن يحقق إنجازات عظيمة في بلد العلمانية والحكم العسكري، وحيث أنه من العسير  أن يستطيع شاب نشأ في بيئة فقيرة أن يخترق المجال المحروس لسدنة النظام الجمهوري العلماني المعادي لكل النزوعات السياسية الدينية في تركيا.

قصة  رجب طيب أردوغان فيها من الدروس والعبر الشيء الكثير، فهي تقربنا من شخصية جريئة ومقدامة ومن شخصية تدرجت في العمل السياسي والنضال الوطني في وقت مبكر من حياتها، ولهذا فهي تبرز لنا قصة مسار سياسي حافل لشخصية فذة مثل "رجب طيب أردوغان".

لكن أهم ما تضمنته هذه السيرة غير الذاتية، هو تقديم نموذج يحتذى به من طرف كل النخب الشابة، حيث يبرز مدى صموده في مبادئه ولو كلفه ذلك السجن، وقدرته على ابتكار الحلول والاستراتيجيات الذكية للتواصل الخلاق مع الجماهير الشعبية. تبين هذه القصة سيرة شخص استطاع تحقيق نجاح باهر في العمل السياسي، إذ تدرج من مسؤول على العمل الشبابي/ الطلابي في حزب السلامة الوطني إلى رئيس للوزراء في أعرق دولة تجمع بين سحر الغرب وجمالية الشرق.

نهدف من هذه الدراسة تقديم سيرة زعيم سياسي تدرج في العمل النضالي منذ صغر سنه، إلى أن أصبح رئيس وزراء لدولة عريقة، لكن الأهم من ذلك، هو أن الكتاب يقدم رسالة قوية ذات حمولات عميقة، مفادها: كيف يمكن للنموذج الإسلامي المنفتح والمرن أن يضمن تأييد الجماهير، وأن يتسلل لقلوب الناس قبل أصواتهم، وأن يقدم الدليل على مدى قدرة الفكر الحضاري على الإبداع والتطوير والتجديد، وبشكل خاص على إمكانية  إرجاع الثقة والأمل في نفوس الشعب.

ونقدم في هذه الدراسة وثيقة علمية وسياسية هامة نقرأ فيها، ليس سيرة زعيم، بل حقبة تاريخية للدولة التركية، ومخاضها الطويل في سبيل إقرار أعراف ديمقراطية ناضجة.

ربما لا تخفى أهمية الكتاب في سياقنا السيوسوتاريخي الذي تجتازه البلدان العربية، خصوصاً بعد ما سمي "بالربيع الديمقراطي" ودخولها مرحلة بناء الدولة، مع كل ما تتطلبه المرحلة من يقظة والتقاط ذكي لمختلف التجارب والأحداث والمواقف، قصد الاستفادة منها، وتوجيهها في خدمة مشروع الدولة المعاصرة.

لا نبالغ إذا قلنا إن تتبع مسيرة هذا الزعيم التاريخي، الذي بصم بمداد من ذهب مرحلة فارقة في تاريخ تركيا المعاصر، يبين كيف أن الزعماء يستطيعون أن يصنعوا التاريخ، وأن يغيروا من مساراته، فمرحلة حزب العدالة والتنمية، بقيادة، أردوغان، تميزت بعدة إنجازات تاريخية عديدة، نذكر من بينها، ما قدمه للاقتصاد الوطني الذي استطاع أن يستعيد عافيته في ظل فترة وجيزة، وأن يحقق لتركيا تقدما في مؤشرات التنمية الاقتصادية. ولكن الأهم والأعظم في اعتقادنا، هو ترسيخ القيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، بما تعنيه من تعزيز كرامة المواطن وضمان حريته وسعادته.

جاء رئيس الوزراء التركي وزعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان من رحم المؤسسة الدينية في تركيا، فهو خريج مدرسة دينية، كما أنه بدأ العمل السياسي من خلال التيار الإسلامي الذي قاده نجم الدين أربكان، لكنه يحاول منذ فوزه بالحكومة في عام 2002 التأكيد على أنه لا يمثل حزبا دينيا، لكنه يريد بناء دولة ديمقراطية تفصل بين الدين والدولة كما في أوروبا ولا تسيطر فيها الدولة على الدين كما هو حال العلمانية التركية.

وسط الفقراء نشأ.. وبالإيمان نجح:

ما خطر ببال أحد من أهالي حي قاسم باشا الفقير بمدينة استانبول أن يصبح أحد أبنائه رئيساً لبلدية المدينة، فضلاً عن أن يكون رئيسًا لأكبر حزب سياسي بتركيا؛ لذا فقد سهر أهالي الحي حتى الصباح يوم انتصار أردوغان.

ولخص أحد هؤلاء البسطاء فرحتهم قائلاً : "نحن نفتخر بأردوغان؛ فإننا نعتقد أن أحدًا بعد اليوم لن يجرؤ على السخرية منا أو إهمالنا…".

أحمد أردوغان : clip_image004_3f855.png

ولد طيب في 26 فبراير 1954 لوالد فقير هو أحمد أردوغان يعمل في خفر السواحل محافظة "رِيزه" المطلة على البحر الأسود في شمال تركيا، وما لبث الأب أن هاجر لاستانبول في الأربعينيات من القرن الماضي؛ بحثاً عن فرص أوسع للرزق، فراح يعمل في خفر السواحل، لتأمين مستقبل أفضل لأطفاله الخمسة .

ثم بقي يعمل في خراطة الحديد حتى بعد تولي ولده رئاسة الجمهورية عام 2014م، وعمره /88/ سنة، وكان يقول : العمل عبادة .

clip_image006_e5f57.png تنزيل أردوغان :

وأما والدته فهي السيدة الفاضلة تنزيل أردوغان من أصل جورجي، كانت تعيش في شقتها في حي قاسم باشا الشعبي في استانبول، إذ رفضت الانتقال من منزلها حتى بعد تولي ولدها رئاسة الوزراء، أجريت لها عملية المرارة، فتوفيت في مشفى في استانبول يوم الجمعة 7 أكتوبر عام 2011م عن عمر ناهز /82/ سنة، فألغى أردوغان زيارته لمدينة بورصة الغربية ولمخيم اللاجئين السوريين في هاتاي على الحدود السورية، وشيعت جنازتها يوم السبت، وبكى أردوغان أثناء تشييع الجنازة، وأبكى العالم معه، فقد كان شديد التعلق بأمه . 

أمضى طفولته المبكرة في ريزة على البحر الأسود، ثم عاد مرة أخرى إلى اسطنبول وعمرهُ 13 عاماً.

 لم تمنعه هذه النشأة المتواضعة أن يعتز بنفسه.. فقد ذكر في مناظرة تلفزيونية مع ((دنيز بايكال)) رئيس الحزب الجمهوري ما نصه: "لم يكن أمامي غير بيع البطيخ والسميط في مرحلتي الابتدائية والإعدادية؛ كي أستطيع معاونة والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي؛ فقد كان والدي فقيرًا".

وليس أدل على عدم تنكره لماضيه من أنه لم يغيّر مسكنه –رغم بساطته- بعد وصوله لمنصب عمدة المدينة الذي اعترف الجميع –حتى مناوئيه- بأن وجهها قد تغير تماماً، بفضل رفضه الصارم للفساد المستشري في الحقل السياسي التركي؛ ففي تقليد متبع مع رؤساء البلديات التركية عُرضت عليه ملايين الدولارات كعمولة من الشركات الغربية التي اتفق معها على مشروعات للمدينة؛ فما كان منه إلا أن طلب خصم هذه العمولة من أصل المبلغ والعقد.

و"طيب" يصرح عن ذلك: "سألوني عن السبب في النجاح في تخليص البلدية من ديونها، فقلت: لدينا سلاح أنتم لا تعرفونه.. إنه الإيمان.. لدينا الأخلاق الإسلامية وأسوة رسول الإنسانية عليه الصلاة و السلام".

ما يمكن استخلاصه في هذه المرحلة، هو أن الزعيم "رجب طيب أردوغان"، بالإضافة إلى  تكوينه العلمي والمعرفي وقدرته على التأثير والخطابة، فإنه كان يحمل في طياته الإنسان المتخلق بأخلاق القرآن وبسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فعلاقته بالشعب علاقة جد قوية، لدرجة أنك تنسى أنه رئيس أكبر حزب في تركيا، وأنه زعيم كاريزمي في القرن الواحد والعشرين، حمل شعار "خدمة الشعب طاعة للحق". ورغم أنه شعار يرفعه الكثير من السياسيين، فإن أردوغان مارسه عملياً، والكتاب يتحدث عن عدة مواقف تجسد فيها هذا الشعار، أو لنقل المبدأ. ولهذا يمكن القول أن سلوكيات وتصرفات "أردوغان" تجاه متطلبات الشعب واحتياجاته تنطلق لديه من مبدأ الصدق والإخلاص، وهي الصفات التي جعلته زعيماً كاريزميا حقيقياً، وحققت له التوافق والانسجام مع شعبه.

في فترة السبعينيات من القرن الماضي، عرف فكر أردوغان تحولاً نوعياً، إذ أنه لم ينجر مع  الصراعات التي نشبت بين اليمين واليسار، بل إنه وجيله استطاعوا العمل في دائرة المدافعة الثقافية والقيمية، والتي كانت مدخلاً لإقناع العديد من الفئات الشابة في ذلك الحين، بقيمة الانتماء لقيم وحضارة الأمة التركية، وهكذا تم تشكيل وعي سياسي جديد. والذي استمده من المشروع الحضاري الإسلامي، فقد تربى جيله على مفاهيم إسلامية تمتح من التراث الإخواني الحركي التغييري، مثل كتب "سيد قطب" وحسن البنا" وأبو الأعلى المودودي، وغيرهم، وقد شكلت هذه الثقافة حصناً منع كل انزلاق نحو التورط في صدامات ومعارك مع التيارات اليمينية واليسارية والقومية.

دراسته ومراحل تعليمه :

 درس رجب طيب أردوغان في مرحلة التعليم الابتدائي في مدرسة حيه الشعبي مع أبناء حارته، ويحكى أن مدرس التربية الدينية سأل الطلاب عمن يستطيع أداء الصلاة في الفصل ليتسنى للطلاب أن يتعلموا منه، رفع رجب يده، ولما قام ناوله المدرس صحيفة ليصلي عليها، فما كان من رجب إلا أن رفض أن يصلي عليها لما فيها من صور لنساء سافرات . ! ..

دهش المعلم، وأطلق عليه لقب ” الشيخ رجب ،، ومن ثم شارك لاحقاً في حلقات الشيخ أسعد جوشقون شيخ الطريقة النقشبندية في استانبول .

يمكن القول أن نشأة "رجب طيب أردوغان" تميزت بكونها نشأة غير عادية، حيث برزت معالم النبوغ في سن مبكرة من حياته، حيث أنه في ذات مرة قام بإنجاز عروض شعرية متميزة في المدرسة الابتدائية، وما كان من مديرها إلا أن يستدعي أباه "أحمد أردوغان" لكي يوصيه بابنه خيراً.

وفي المرحلة الثانوية التحق بمدرسة (أيوب) للأئمة والخطباء الدينية والتي تسمى مدارس ( إمام خطيب )، وتعلم هناك الفقه والعقيدة والتجويد، فتهذّب أسلوبه في الكلام والتفكير أكثر فأكثر. تدرج " رجب طيب" في مساره التعليمي، من خريج لمدرسة الأئمة والخطباء، وقد كانت هذه المدرسة عاملاً حاسماً في صقل شخصية هذا الزعيم، حيث تملك خبرة في المحاورة والقناع والتخاطب مع الجماهير.

اهتم في هذه المرحلة بقضايا الوطن التركي، فنشط في مختلف فروع الاتحاد الوطني لطلبة تركيا .

 أمضى حياته خارج المدرسة يبيع البطيخ أو كيك السمسم الذي يسميه الأتراك السمسم، حتى يسد رمقه ورمق عائلته الفقيرة . 

وبعدها توجه للدراسة إلى كلية التجارة والاقتصاد بجامعة (مرمرة) باستانبول؛ ليتخرج منها بدبلوم جامعي سنة 1981.واستمر نشاطه السياسي حيث أصبح رئيساً لفرع الشباب التابع لحزب السلامة الوطني الإسلامي وقد تميز بشخصية قوية ومؤثرة جعلته متفرداً بين أقرانه، وكان يتطرق لمعاناة الشعب التركي .

هواياته :

بالرغم من اهتماماته المبكرة بالسياسة إلا أن كرة القدم كانت تجري في دمه أيضاً، يكفي بأن أقول أنه أمضى 10 سنوات لاعباً في عدة أندية .

ولعه بكرة القدم لم يمنعه من المشاركة القوية في العمل السياسي، حيث تولى رئاسة جناح الشباب بحزب السلامة الوطني، وهو لا زال في سن 22 من عمره، وقد تدرج في المسؤولية الحزبية، ورغم حداثة سنه، فقد أثبت قدرته على تحمل المسؤوليات الكبيرة، وأيضاً قدرته على التأثير في الجماهير والحشود، وتمكنه من حشد مجموعة من الطاقات الشابة من حوله. 

فصل من الجيش من أجل شاربه :

بعد التحاقه بالجيش أمره أحد الضباط حلق شاربه؛ لأن الشارب يعتبر ضد القوانين الكمالية، فلما رفض كان قرار فصله طبيعياً .

زواجه من المناضلة أمينة جول بيران:

clip_image007_2ed71.jpg

هي زوجة رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان

نشأتها :

ولدت السيدة الأولى أمينة أردوغان في 21 فبراير سنة 1955 في اسكودار في اسطنبول من عائلة تنحدر من أصول عرقية عربية من مدينة سعرد، وتسمى بالتركية سيرت. هي الابنة الخامسة للسيد جمال والسيدة كولبران.

دراستها ومراحل تعليمها :

تخرجت من الثانوية المهنية باسطنبول، والتحقت بمدرسة مدحت باشا المسائية للفنون الا أنها لم تكمل دراستها، ولم تتخرج منها.

زواجها :

 يقول الكاتب التركي (جالموق) في كتابه الذي ألفه عن أردوغان : بدأت قصة زواجه من رؤيا رأتها أمينة المناضلة الإسلامية في حزب السلامة الوطني، رأت فارس أحلامها يقف خطيباً أمام الناس – وهي لم تره بعد – وبعد يوم واحد ذهبت بصحبة الكاتبة الإسلامية الأخرى شعلة يوكسلشلنر إلى اجتماع حزب السلامة وإذا

بها ترى الرجل الذي رأته في منامها .. رأت أرودغان، فتعرفت عليه،.. وتزوجوا بعد ذلك، .. 

واستمرت الحياة بينهما حتى وصوله لسدة الحكم مشكلين ثنائياً إسلامياً جميلاً .. وكان زواجها من رجب طيب أردوغان في 4 فبراير سنة 1978 على الرغم من كونه من عائلة فقيرة وأصول جورجية .

وأنجبت منه أربعة هم :

1-نجم الدين بلال : ولد في 4 يوليو عام 1979م وهو الابن الأكبر للسيد أردوغان . .سُمي ” نجم الدين ” على اسم أستاذه (نجم الدين أربكان) من فرط إعجابه واحترامه لأستاذه .

2- أحمد براق: وهو الولد الثاني للسيد أردوغان .

3- سمية: شاركت مع أختها إسراء السوريين في معرض العصر الذهبي . وإحدى بناته تدرس في أمريكا لعدم السماح لها بالدراسة في الجامعة بسبب حجابها

4- وإسراء: تزوجت في تموز عام 2004م بحضور عدد من القادة .

تعتنق السيدة أمينة أردوغان الإسلام كديانة لها وكذلك زوجها وأبنائها.

اضّطّرت السّيّدة أمينة أردوغان إلى ابتعاث بناتها ؛ للدراسة في الخارج في جامعات أمريكية بسبب منع الحجاب في المدارس التركية قبل تولي زوجها السّيّد رجب طيّب أردوغان منصب رئاسة الوزراء.

نشاطاتها :

أطلقت أمينة أردوغان بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية حملة كبيرة على الصعيد الوطني من أجل التصدي لمشكلة منع البنات من التعليم والتي كانت جرحا داميا في بعض مناطق تركيا. وتم جلب عشرات آلاف البنات إلى المدارس بفضل هذه الحملة التي تحققت تحت شعار " هيا بنات إلى المدرسة".

وتواصل أمينة أردوغان اليوم في هذا المنوال ببذل جهود من أجل مزيد الاستنارة بالتعليم وفتح آفاق مستقبلية على حد تعبيرها، وذلك تحت شعار " الأمهات والبنات كلنا في المدرسة".

وتحاول أردوغان من خلال هذه الحملة التي سماها شخصيا إيجاد حل لمشكلة الأمهات الأميات اللواتي لم يسعفهن الحظ في تعلم القراءة والكتابة.

لفتت السيدة أردوغان الانتباه إلى ضرورة نشر الوعي الاجتماعي ومكافحة فعالة إزاء ظاهرة الإدمان وقامت بدعم جميع الحملات المتعلقة بمكافحة المخدرات.

كما أن لأمينة أردوغان إسهامات كبيرة في تحقيق التي نالت اهتماما بالغا وتأييدا جماهيريا في تركيا.

تدعم أمينة أردوغان كافة الجهود لتمكين المرأة من لعب دور فعال في عالم الأعمال ولإعداد مؤتمرات دولية تحت عنوان " المرأة في عالم الأعمال "، وذلك بالتعاون مع زوجات قادة دول المنطقة.

 واحتضنت السيدة أردوغان في عام 2006 قمة بمدينة إسطنبول وجهت من خلالها نداء ليس إلى نساء تركيا فحسب بل إلى نساء العالم برمته حيث قالت : " إن لدي قناعة بأن الدور الرئيسي في بناء المجتمعات ورفع قيمنا المشتركة يقع على عاتق المرأة.

ويجب على المرأة أن تكون رائدة في الحفاظ على القيم الإنسانية من اندثارها في جميع الأماكن والأعمال ".

 وإلى جانب جهود أمينة أردوغان في ضم المرأة إلى عالم الأعمال فإن جهودها لضم المرأة إلى الحياة السياسي لم تكن في الإطار الحزبي فقط بل كانت لها أصداؤها لدى الرأي العام التركي.

وقفت أمينة أردوغان بشدة ضد انتهاكات حقوق الإنسان، ولم تسكت عن الوضع المأسوي في غزة فعقدت اجتماع في مدينة اسطنبول التركية بحضور كلا من الملكة رانيا العبد الله قرينة العاهل الأردنيّ عبد الله الثاني بن الحسين، و أسماء الأخرس قرينة الرئيس السوري بشار الاسد، والسّيّدة وفاء سليمان قرينة الرئيس اللبناني السابق ميشيل سليمان، إضافة إلى عائشة القذافي ابنة الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي

"آمل ان يكون اجتماعنا هذا أداة ضغط ضدّ إسرائيل كي توقف هجماتها فورا على غزة". كما وتحدثت عن "الدراما اللاإنسانية" في غزة، وحثّت المجتمع الدولي على وضع نهاية لما أسمته بـ "معاناة النساء والأطفال" في فلسطين. هذا وقد اجتمع كلّ المشاركات قبيل الاجتماع بممثّلي منظمات المساعدات الإنسانية العاملة في غزة. وقد كانت دائمة الاهتمام بأهل غزة وأطفالها. وكانت بذلك مترجمة لمشاعر ملايين الأمهات اللواتي يتألمن في جميع أرجاء العالم بهذا الوضع المأساوي حيث أثارت هذه المشكلة على الصعيد العالمي، كما أنها كانت سببا في إطلاق حملة كبيرة للمساعدات الإنسانية.

عبرت أمينة أردوغان في مناسبات عديدة عن رأيها بأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أمر مهم لالتحاق تركيا بركب الحضارات المتقدمة وجعل الشعب يعيش في بلد ينعم بكافة الإمكانات الحديثة مشيرة إلى أن المرأة التركية تدعم هذه المرحلة بروحها التجديدي والتحديثي وستناضل بتضحياتها في طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كما فعلت ذلك في التاريخ.

وقامت أمينة أردوغان يومي 29 و30 أبريل 2010 بزيارة إلى بروكسيل رفقة 200 امرأة تركية شهيرة في عالم الأعمال والفنون والموضة والعلوم والأدب تحت شعار " المرأة التركية في مرحلة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".

وكانت هذه الزيارة تعكس بوضوح مدى اهتمام ودعم أمينة أردوغان بعضوية تركيا حيث أكدت في البرلمان الأوروبي خلال الزيارة على الإسهامات التي ستقوم بها المرأة التركية في مرحلة العضوية وداخل اللوبي النسائي الأوروبي.

كما شاركت السيدة أردوغان في ندوة انعقدت في بروكسيل حول اللوبي النسائي التركي- الأوروبي واجتمعت بعد ذلك في قاعة بالاس فيلاغاي مع نساء الجالية التركية ببروكسيل.

التحاقه بالسياسة :

أنشأ نجم الدين أربكان حزب النظام الوطني عام 1970 وضم إليه النواب الإسلاميين في البرلمان، واعتبر الحزب في بيانه التأسيسي أن الأمة التركية هي امتداد للفاتحين الذين قهروا الجيوش الصليبية قبل ألف سنة .

ولاقى الحزب قبولاً من التجار، ولم يحتمل الجيش هذه التطورات فقام انقلاب عسكري في 12 آذار عام 1970م، وتمّ إغلاق حزب النظام الوطني .

لم ييأس أربكان بعد /17/ شهراً من إغلاق حزب النظام الوطني ليؤسس حزباً جديداً باسم (السلامة الوطني) في 11 أكتوبر 1972م ولكن بزعامة (سليمان عارف أمره )، وجرت الانتخابات عام 1973م، وحُلَّ الحزب على /48/ مقعداً في البرلمان ، فأعلن سليمان عارف تخليه للزعامة لصديقه أربكان .

واغتنم أربكان فرصة الخلاف بين حزب الشعب والعدالة، فتحالف مع العدالة ليشكل معه الوزارة بسبع حقائب وزارية هي الداخلية والعدل والتجارة والصناعة في الحكومة الائتلافية عام 1974م وتقلد أربكان منصب نائب رئيس الوزراء .

فاستطاع أن يصوت لصالح حق الشعب الفلسطيني في الحرية واعتبار الصهيونية حركة عنصرية، واعترف بمنظمة التحرير ممثل شرعي للشعب الفلسطيني .

واستقالت الحكومة بعد تسعة أشهر نتيجة الضغط العلماني .

قام حزب السلامة بمهرجان في مدينة قونية بعنوان تحرير القدس وحضره مئة ألف تركي وعلته الشعارات الإسلامية فانقلب الجيش على السلطة في 12 سبتمبر 1980م، وحظرت جميع الأحزاب .

بدأ السيد رجب طيب أردوغان في اهتمامه بالسياسة منذ العام 1969، وهو ذو 15 عاماً، إلا أن بدايته الفعلية كانت من خلال قيادته الجناح الشبابي المحلي لحزب ’’ السلامة ،،أو’’ الخلاص الوطني ” الذي أسسه نجم الدين أربكان عام 1972م،، لكن مع الانقلاب العسكري الذي حصل في عام 1980م، وقاده كنعان ايفرين حيث تم إلغاء جميع الأحزاب في تركيا .

وبعد عودة الحياة الحزبية عام 1983م، انضم (رجب طيب أردوغان) إلى حزب الرفاه عام 1984 كرئيس لفرع الحزب الجديد ببلدة بايوغلو مسقط رأسه، وهي إحدى البلدات الفقيرة في الجزء الأوربي في اسطنبول، وما لبث أن سطع نجمه في الحزب حتى أصبح رئيس فرع الحزب في اسطنبول عام 1985 وبعدها بعام فقط أصبح عضواً في  اللجنة المركزية في الحزب . 

وظل عضواً في حزبي الرفاه، ثم الفضيلة اللذين شكلهما أربكان إثر موجات الحظر التي كانت تطال أحزابه، وفي عام 1985 أصبح أردوغان رئيساً لفرع حزب الرفاه الوطني في إسطنبول، فأدار فرع الحزب بكفاءة منقطعة النظير، ووسع قاعدة الحزب بشكل ملحوظ خاصة بين قطاع الشباب والنساء مما شكل دفعة شعبية هائلة للحزب في أنحاء اسطنبول

وفي عام 1989 نجح أردوغان في تحقيق نصر كبير بفوزه بمقعد رئاسة حي بيوجلو التابع لمدينة اسطنبول  .

وحصل بعض التزوير ورفع الأمر إلى رئاسة البلدية حيث قال له أردوغان : (( لا يمكنك أن تصدر قراراتك وأنت مخمور))، وقد كلفه هذا القول السجن لمدة أسبوع كامل، وتسلم رئاسة البلدية ليقوم بحملة واسعة للنهوض بهذا الحي الصغير فيما يعد نموذجاً تسعى كافة البلديات في تركيا للاحتذاء به .

أصبح أردوغان أحد أشهر قيادات حزب الرفاه، ومن ثم قام الحزب بترشيحه لعضوية البرلمان التركي في عام 1991م إلا أنه لم يستطع الفوز بالمقعد، ولكن هذا الاخفاق لم يثنيه عن مسيرته الإصلاحية .

وبحلول عام 1994م رشح حزب الرفاه أردوغان إلى منصب عمدة اسطنبول، واستطاع أن يفوز في هذه الانتخابات خاصةً مع حصول حزب الرفاه في هذه الانتخابات على عدد كبير من المقاعد.

منجزات رئيس بلدية اسطنبول 1994 :

تسلم أردوغان مدينة إسلامبول وهي مهملة بقيت معظم أحيائها كما هي منذ عهد الخلافة العثمانية، ونتيجة الهجرة المتتالية اتسعت المناطق العشوائية، فالصرف الصحي متهالك وانقطاع متكرر للماء والكهرباء، وأكوام القمامة في الطرقات .

 فاز رجب طيب أرودغان برئاسة بلدية اسطنبول عام 1994، وعمل على تطوير البنية التحتية للمدينة، وإنشاء السدود، ومعامل تحلية المياه لتوفير مياه شرب صحية لأبناء المدينة.

 وكذلك قام بتطوير أنظمة المواصلات بالمدينة من خلال أنشطة شبكة مواصلات قومية، وقام بتنظيف الخليج الذهبي (مكب نفايات سابقاً)، وأصبح معلماً سياحياً كبيراً وبهذه الطريقة استطاع (أردوغان) تحويل مدينة اسطنبول إلي معلم سياحي كبير، لا يمكن أن نصف ما قام به إلا بأنه انتشل بلدية اسطنبول من ديونها التي بلغت ملياري دولار إلى أرباح واستثمارات وبنمو بلغ 7%، بفضل عبقريته، ويده النظيفة، وبقربه من الناس لاسيما العمال، ورفع أجورهم ورعايتهم صحياً واجتماعياً. خلال فترة رئاسته بلدية اسطنبول حقق أردوغان إنجازات للمدينة، الأمر الذي أكسبه شعبية كبيرة في عموم تركيا، لكن هذه الشعبية لم تشفع له حينما خضع لإجراءات قضائية من قبل محكمة أمن الدولة في عام 1998 انتهت بسجنه بتهمة التحريض على الكراهية الدينية ومنعه من العمل في وظائف حكومية، ومنها طبعاً الترشيح للانتخابات العامة.

لم يستطع تمالك نفسه حين خرج من مبنى رئاسة البلدية عام 1999م إثر الحكم بحبسه لمدة سنة، فوجد فتى في الرابعة عشرة يركض إليه على كرسي متحرك؛ ليقول له: "إلى أين رئيسنا؟.. لمن تتركنا ؟!"، يقول أردوغان: "فرّت الدموع من عيني، ولم يكن بوسعي غير التماسك أمام الصبي، وطمأنته، ثم قبّلته".

ولم يكتف أردوغان بالاهتمام بمشكلة المياه، بل انكب على إبراز التراث التاريخي لمدينة اسطنبول، حيث خصص اعتمادات مهمة لإعادة إحياء كل المعالم التاريخية التي تزخر بها المدينة، وقد كان هذا الاستثمار قراراً استراتيجيا، لأنه سيمكن بلدية اسطنبول من عوائد سياحية وتنموية كبيرة جداً، فاسطنبول تعد الآن واحدة من المدن الساحرة في العالم.

ربما يطرح السؤال كيف حقق أردوغان هذه الانجازات في ظل فترة وجيزة من توليه المسؤولية؟ ليس هناك مجال لمعجزات أو حظ تاريخي ما، بل إن الأمر توقف على طبيعة الشخصية التي يتمتع بها هذا الزعيم، الذي رفع من جاهزية موظفيه إلى أقصى درجاتها، وتتبعه للأعمال بدقة متناهية، وتوظيفه لخبراء أكفاء في مجال تدبير الأزمات، إذ أن كل إشكالية تطرأ أثناء العمل إلا ويتدخل الرئيس ليحلها بكل حرفية ومهنية. فمثلاً عندما تعثر مشروع إنجاز "الميترو" فإنه توجه لعين المكان ليتابع سير الأشغال، وطلب التوضيحات، وقد وجد السبب هو وجود تخوف من الشركة من عدم أخذها مستحقاتها في الآجال المحددة، وهذا ما دفع أردوغان إلى طمأنة المسؤولين بانهم فور انتهائهم من الأشغال ستكون المستحقات جاهزة.

يستخلص مما سبق أن الأعمال الضخمة التي أنجزت في بلدية اسطنبول برئاسة أردوغان، لم تكن لترى النور لولا النهج الديمقراطي الذي تحلى به الرئيس وأيضاً تمتعه بالنزاهة الأخلاقية والخبرة العملية المسنودة بالمعرفة العلمية، ولكن أهم معطى ساهم في هذا النجاح، هو الثقة التي يحظى بها من طرف السكان، إذ شكلت عنصر دعم للمشروعات الإصلاحية التي باشرها الرئيس رجب طيب أردوغان.

لم تكن هذه الانجازات لتمر هكذا، فقد تحركت الآلة التسلطية للدولة، لتسقط رئاسة البلدية عن رجب طيب أردوغان، وذلك تنفيذاً لقرار ديوان المحاكمات، وهو قرار  جاء نتيجة خوف النظام من انتشار سمعة أردوغان، وقد كان يعرف أن هذا القرار سياسي بامتياز حيث يقول أردوغان"  "أن منافسينا وأصحاب المصالح والقوى الذين يعرفون أنفسهم جيداً لا بد وأنهم قد فطنوا إلى أنهم لن يستطيعوا أن يتخطونا داخل صناديق الانتخابات، وأنهم لن يتمكنوا كذلك من قتل مستقبلنا، لذا سلكوا مسلكاً على هذا النحو. وأصحاب المصالح هؤلاء للأسف الشديد لم يروا غضاضة من أن يجعلوا القانون الذي هو حاجتنا جميعا آلة لأفكارهم المصلحية ورغباتهم الدنيئة".

إلا أن مجريات الأحداث كشفت هذه المؤامرة، وبدأت تمهد لمرحلة جديدة لهذا الزعيم، وهي مرحلة تولي رئاسة الحكومة ..

لم يتخلف أردوغان يومًا عن واجب العزاء لأي تركي يفقد عزيزاً، ويدعوه للجنازة، مثلما لبى الكثير من دعوات الشباب له بالمشاركة في مباريات كرة القدم.

اقترب "طيب" من الناس.. ربما يكون هذا هو السر في أنْ منحه الناس حبًّا جارفاً لم تعرفه تركيا منذ سنين طويلة فيما يتعلق برجال السياسة والحكم.

رجب طيب أردوغان في السجن :

للنجاح أعداء، وللجرأة ضريبة، وبدأ الخصوم يزرعون الشوك في طريقه، حتى رفع ضده المدعي العام دعوى تقول: (( بأنه أجــج التفرقة الدينية في تركيا، وقامت الدعوى بعد إلقائه شعراً في خطاب جماهيري

من ديوان الشاعر التركي الإسلامي محمد عاكف الأبيات هي :

مساجدنا ثكناتنا

قبابنا خوذاتنا

مآذننا حرابنا

والمصلون جنودنا

هذا الجيش المقدس يحرس ديننا 

فأصدرت المحكمة بسجنه 4 أشهر . 

وفي اليوم الحزين توافدت الحشود إلى بيته المتواضع من أجل توديعه وأداء صلاة الجمعة معه في مسجد الفاتح، وبعد الصلاة توجه إلى السجن برفقة 500 سيارة من الأنصار ! .. وفي تلك الأثناء، وهو يهم بدخول السجن خطب خطبته الشهيرة التي حق لها أن تخلد:   

ألتفت إلى الجماهير قائلاً :  ” وداعاً أيها الأحباب تهاني القلبية لأهالي اسطنبول وللشعب التركي وللعالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك، سأقضي وقتي خلال هذه الشهور في دراسة المشاريع التي توصل بلدي إلى أعوام الألفية الثالثة والتي ستكون إن شاء الله أعواماً جميلة، سأعمل بجد داخل السجن، وأنتم اعملوا خارج السجن كل ما تستطيعونه، ابذلوا جهودكم لتكونوا معماريين جيدين وأطباء جيدين وحقوقيين متميزين، أنا ذاهب لتأدية واجبي، واذهبوا أنتم أيضاً لتأدية واجبكم، أستودعكم الله، وأرجو أن تسامحوني، وتدعوا لي بالصبر والثبات كما أرجو أن لا يصدر منكم أي احتجاج أمام مراكز الأحزاب الأخرى، وأن تمروا عليها بوقار وهدوء وبدل أصوات الاحتجاج وصيحات الاستنكار المعبرة عن ألمكم أظهروا رغبتكم في صناديق الاقتراع القادمة .

أيضاً في تلك الأثناء كانت (كوسوفا) تعاني، وبطبيعة الحال لم يكن لينسى ذلك (رجب) الذي كان قلبه ينبض بروح الإسلام على الدوام، فقال ” أتمنى لهم العودة إلى مساكنهم مطمئنين في جو من السلام، وأن يقضوا عيدهم في سلام، كما أتمنى للطيارين الأتراك الشباب الذين يشاركون في القصف ضد الظلم الصربي أن يعودوا سالمين إلى وطنهم ..

وقد زاره في السجن /33 / ألف زائر خلال أربعة أشهر، واسترجع في فترة السجن أسلوب الرفاه وطريقه أستاذه أربكان الصدامي، فقرر أمراً نفذه بعد خروجه من السجن .

حزب الفضيلة :

حلَ حزب الرفاه فوضع أربكان مشروعاً لتأسيس حزب بخلف الرفاه وبعدما منع أربكان مع العمل السياسي أعلن رجائي قوطان تأسيس حزب الفضيلة في ديسمبر عام 1998م .

وبعد انتخابات البرلمان التي أجريت في نيسان 1999م فاز الفضيلة بـــــــــ / 115 / مقعداً ، وتمّ التجديد لقوطان في انتخابات الحزب عام 2000م بعدما نال الأغلبية بمجموع / 632 / صوتاً في مقابل 521 صوتاً نالها منافسه الشاب عبد الله جول صديق أردوغان ورفيق دربه .

وبعد دخول الأخت مروة قاوقجي إلى البرلمان محجبة اعترض عبد الله غول، وخشي من الصدام مع الجيش مرة أخرى، وطالب بمراجعة سياسة الحزب وضرورة التهدئة .

وكانت النتيجة منع أربكان من العمل السياسي مدى الحياة بتهمة التحريض على الكراهية، ثم قررت المحكمة الدستورية في يونيو 2001م حل حزب الفضيلة بتهمة تهديد النظام العلماني وبأنه استمرار لحزب الرفاه .

تأسيس حزب العدالة والتنمية :

بعد خروجه من السجن بأشهر قليلة قامت المحكمة الدستورية عام 1999بحل حزب ((الفضيلة)) الذي قام بديلاً عن حزب ((الرفاه))، فانقسم الحزب إلى قسمين :

- قسم المحافظين: أسس حزب السعادة، وراح (نجم الدين أربكان) يقوده، ويشرف عليه، وكان أبرز قادته : رجائي قوطان، ونعمان كورتولمش  .

- وقسم الشباب المجددين بقيادة رجب طيب أردوغان، وعبد الله غول، وأسسوا حزب التنمية والعدالة عام 2001 ، وكالعادة أثار نشوء حزب العدالة لغطاً في الأوساط الإسلامية واتهمه البعض بالعمالة للأمريكان في حين رأى فيه البعض دليل صحة وتجديد في الخطاب الإسلامي .

وسادت الفوضى السياسية في تركيا بين (1999- 2002م ) وجمع الائتلاف الحاكم بين خليط غير متجانس من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار .

وتوالت الفضائح وتفشى الفساد فضلاً عن وضع اقتصادي يداني الإفلاس وهرب أصحاب رؤوس الأموال بغية النجاة بأموالهم من هذا المناخ الفاسد مما أدى إلى انهيار البورصة التركية وحدثت أزمة طاحنة في فبراير 2001م .

وزادت البطالة على نسبة 20 بالمئة .وتفاقمت الديون وزادت الفائدة الربوية في البنوك .ورفعت الرسوم الجمركية بعد دخول تركيا الاتحاد الجمركي الأوربي عام 1996م .وانتشر الإسراف والتبذير الحكومي ، وصار الانفاق العسكري باهظاً .

وكانت قضية الحجاب تقلق نصف نساء تركيا ، أما المشكلة الكردية فوصلت من العنف حداً لا يطاق .

خاض الحزب الانتخابات التشريعية عام 2002 ، وفاز بـ 363 نائباً مشكلاً بذلك أغلبية ساحقة ومحيلاً أحزاباً عريقة إلى المعاش . !

لم يستطع ( أردوغان ) ترأس حكومته بسبب تبعات سجنه، وقام بتلك المهمة صديقه عبد الله جول الذي قام بالمهمة خير قيام، تمكن في مارس من تولي رئاسة الحكومة بعد إسقاط الحكم عنه . وابتدأت المسيرة المضيئة .

قدواته:

اتخذ رجب طيب أردوغان من الرسول- صلى الله عليه وسلم –قدوة له في حياته، ثم تأثر بأسلوب والده السيد أحمد أردوغان، وكان معجباً بمجموعة من السياسيين،  والشعراء ..

يؤكد "طيب" أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أسوته الأولى، لكن ذلك لا يمنع أنه تأثر أيضاً بالزعيم "نجم الدين أربكان" الذي منحه الثقة، وأعطاه الفرصة ليصل لمنصب رئيس فرع حزب الرفاه، وهو في الخامسة والثلاثين، ثم رئيس بلدية استانبول أكبر بلدية عامة بتركيا عام 1995م.

كما أن تعليمه الديني وتديّن والده لعبا دوراً بارزًا في ملامح شخصيته.

وممن تأثر بكتاباتهم الشاعران المسلمان محمد عاكف توفي 1936م، ونجيب فاضل توفي 1985م، الذي عاصره، وتلقى منه العديد من الدروس في الشعر والأدب ..

وعلاقته وثيقة بالأديب المسلم "نجيب فاضل"؛ فقد عاصره، وتلقى عنه دروسًا كثيرة في الشعر والأدب. وقد درج (أردوغان) على الذهاب لمقبرة فاضل في ذكراه السنوية، وفى جمع غفير من أهالي استانبول للترحم على روحه.

قلبه وقالبه مؤثران :

حماسي جداً وعاطفي جداً.. يمكن أن يكون هذا باختصار هو "طيب"؛ فالعلاقات الاجتماعية الدافئة من أهم ملامح شخصيته؛ فهو أول شخصية سياسية يرعى المعوقين في ظل تجاهل حكومي واسع لهم، ويخصص لهم امتيازات كثيرة مثل تخصيص حافلات، وتوزيع مقاعد متحركة، بل أصبح أول رئيس حزب يرشح عضواً معوقًا في الانتخابات، وهو الكفيف "لقمان آيوا" ليصبح أول معوق يدخل البرلمان في تاريخ تركيا.

ولا يستنكف أن يعترف بما لديه من قصور علمي لعدم توفر الفرصة له للتخصص العلمي أو إجادة لغات أخرى غير التركية؛ لذلك فقد شكل فريق عمل ضخمًا من أساتذة الجامعات والمتخصصين في شتى المجالات للتعاون معه في تنفيذ برامج حزبي الرفاه والفضيلة أثناء توليه منصب عمدة استانبول.

يميزه احترام الكبار وأصحاب التخصص؛ فهو لا يتردد في تقبيل أيدي أهل الفضل عليه، ومن ذلك أنه أصر أن يصافح ضيوفه فردًا فردًا خلال "مؤتمر الفكر الإسلامي العالمي" الذي تبنته بلدية استانبول عام 1996م؛ مما أكسبه احترام العديد من الشخصيات الإسلامية الثقيلة.

ويرى البعض أن صفاته الجسدية (قامته الطويلة، وجسمه الفارع، وصوته الجهوري) تلعب دوراً هاماً في جذب الناس إليه، كما أنه ليس متحدثًا بارعًا فحسب لكنه مصغٍ جيد كذلك.

شخصيته الشجاعة دفعته لتعيين مجموعة كبيرة من المحجبات داخل رئاسة البلدية، مثلما أعطى الفرصة للطرف الآخر دون خوف من النقد الإعلامي، مثلما لم يتردد في هدم منازل وفيلات لكبار الشخصيات، من بينهم فيلا الرئيس الراحل (تورجوت أوزال)؛ لأنها بُنيت مخالفة للقانون.

لم يتردد في إرسال بناته لأمريكا لإكمال تعليمهن، بعد أن أغلقت الأبواب أمامهن داخل تركيا بسبب ارتداء الحجاب، ولم يلتفت للحملة الإعلامية الشرسة التي تعقبته أثناء ذهابه للحج أو العمرة مع زوجته المحجبة؛ حيث راحت تستهزئ به بإطلاق تعبير "الحاج الرئيس".

ماذا سيفعل الطيب ؟

هل سيستطيع أن يمشي على "السلك"؟ ففي بلد مثل تركيا لا بد أن يكون السياسي قادراً على ذلك؛ فطيب رئيس الحزب ذو الخلفية الإسلامية الواضحة يجتهد أن يؤكد علمانية حزبه.. فهل يصدقه أحد؟!

-ولا شك أن تصريحاته الأولى بعد الفوز جاءت لتؤكد هويته؛ فقد أعلن بوضوح أنه ضد ضرب العراق، كما أعلن عن اعتزامه إلغاء الحظر على المحجبات..    

-يكفي ما حصل أخيراً بموقفه من العدوان على غزة ومن كل السلوك الإسرائيلي الإجرامي في غزة. تخطى "الطيب" كل الحواجز، وانتصر لأقدس وأشرف قضية عرفها العالم في القرن العشرين وحتى اليوم.

وقد مرّ قادة عروبيون وإسلاميون، ومرّت جنازات شهداء عظام في تاريخ هذه الأمة لكن أحداً لم يكن يتوقع أن يخرج من بلاد، كانت حتى الأمس القريب دمية بيد الغرب وإسرائيل مثل تركيا، "بطل" سيخلّد التاريخ اسمه بأحرف من نور، بطل اسمه (رجب طيب أردوغان).

لم تثنِ هذه القضية أردوغان عن الاستمرار في مشواره السياسي بل نبهته هذه القضية إلى كون الاستمرار في هذا الأمر قد يعرضه للحرمان للأبد من السير في الطريق السياسي كما حدث لأستاذه نجم الدين أربكان، فاغتنم فرصة حظر حزب الفضيلة لينشق مع عدد من الأعضاء منهم عبد الله غول وتأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001م.

منذ البداية أراد أردوغان أن يدفع عن نفسه أي شبهة باستمرار الصلة الأيديولوجية مع أربكان وتياره الإسلامي الذي أغضب المؤسسات العلمانية مرات عدة، فأعلن أن العدالة والتنمية سيحافظ على أسس النظام الجمهوري، ولن يدخل في مماحكات مع القوات المسلحة التركية، وقال "سنتبع سياسة واضحة ونشطة من أجل الوصول إلى الهدف الذي رسمه أتاتورك لإقامة المجتمع المتحضر والمعاصر في إطار القيم الإسلامية التي يؤمن بها 99% من مواطني تركيا.

رئيسًاً للوزراء  2003 :

خاض حزب العدالة والتنمية الانتخابات التشريعية عام 2002، وحصل على 363 نائباً مشكلاً بذلك أغلبية ساحقة.

لم يستطع ((أردوغان)) من ترأس حكومته بسبب تبعات سجنه، وقام بتلك المهمة عبد الله غول.

تمكن في مارس عام 2003 من تولي رئاسة الحكومة بعد إسقاط الحكم عنه .

بعد توليه رئاسة الوزراء، عمل على الاستقرار والأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي في تركيا، وتصالح مع الأرمن بعد عداء تاريخي، وكذلك فعل مع اليونان، وفتح جسوراً بينه وبين أذربيجان وبقية الجمهوريات السوفيتية السابقة، وأرسى تعاونا مع العراق وسوريا، وفتح الحدود مع عدد من الدول العربية، ورفع تأشيرة الدخول، وفتح أبواباً اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية مع عدد من البلدان العالمية، وأصبحت مدينة اسطنبول العاصمة الثقافية الأوروبية عام 2009م أعاد لمدن وقرى الأكراد أسماءها الكردية بعدما كان ذلك محظوراً، وسمح رسمياً بالخطبة باللغة الكردية .

وكان على رأس اهتمامات حزب العدالة والتنمية :

1-تحسين الوضع الاقتصادي :

فقامت الحكومة بتوزيع الكتب على طلاب المدارس مجاناً، وتخصيص مساعدات للطلاب المحتاجين .

توزيع مليون ونصف مليون طن من الفحم سنوياً دون مقابل للفقراء في المناطق الباردة .

بناء 280 ألف شقة سكنية للعائلات الفقيرة بأقساط سهلة ميسرة .

2-عقد هدنة سياسية مع كافة عناصر المجتمع التركي وقواه السياسية .

3-تحييد العامل الخارجي عن طريق بث رسائل تطمينية للمجتمع الدولي وخاصة أمريكا وأوربا .

4- إعادة النظر في ملف العلاقات التركية مع دولة إسرائيل .

وحتى مع عدم اتهام أردوغان مباشرة بالرجعية فإن الرئيس التركي السابق أحمد نجدت سيزر -وهو من أشد المدافعين عن العلمانية- اتهم حكومة أردوغان بمحاولة أسلمة كوادر الدولة العلمانية قائلاً: إن التهديد الأصولي بلغ حداً مقلقاً، الأمر الذي رد عليه أردوغان بحدة قائلاً إن "من حق المؤمنين في هذا البلد أن يمارسوا السياسة".

انتخابات عام 2007م :

تمكن حزب العدالة من تحقيق فوز ساحق في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 22 يوليو 2007م إذ حصل على 47 بالمئة من الأصوات ، في ضوء مشاركة شعبية عالية بلغت 85 بالمئة .كان الانتصار حاسماً حتى مناطق الأكراد وقدم الحزب عبد الله غول لرئاسة الجمهورية في نهاية آب 2007م .أي بعد الانتخابات البرلمانية بشهر واحد .

وفي شهر أكتوبر 2008م تم القبض على منظمة تسمى (أرجنكون ) وتحويلها إلى المحاكمة وهذه المنظمة كانت بمثابة الحكومة الخفية في تركيا حيث ظلت تتربص بالحياة السياسية لأكثر من نصف قرن، وكانت وراء الانقلابات العسكرية والتصفيات والاغتيالات مروراً بزرع المتفجرات وإطلاق المظاهرات .

وحولت المحكمة بتوجيه من أردوغان (مجموعة دوجان ) الإعلامية الضخمة إلى التحقيق والمساءلة واتهمت بالتهرب من الضرائب .

وزار عبد الله غول دار عبادة علوي لأول مرة في التاريخ، جاء ذلك مع تحسن ملحوظ مع حكومة بشار الأسد العلوي .

السياسة الخارجية :

أردوغان وحرب غزة  2009 :

كان موقف أردوغان موقفًا "حازمًا" ضد خرق إسرائيل للمعاهدات الدولية وقتلها للمدنيين أثناء الهجوم الإسرائيلي على غزة، فقد قام بجولة في الشرق الأوسط تحدث فيها إلى قادة الدول بشأن تلك القضية، وكان تفاعله واضحاً مما أقلق إسرائيل ووضع تركيا في موضع النقد أمام إسرائيل، وقال رجب طيب أردوغان "إني متعاطف مع أهل غزة .

مؤتمر دافوس 2009 :

في 29 من يناير 2009م غادر أردوغان منصة مؤتمر دافوس احتجاجًا على عدم إعطائه الوقت الكافي للرد على الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بشأن الحرب على غزة . بعد أن دافع الرئيس الإسرائيلي عن إسرائيل وموضوع صواريخ القسام التي تطلق على المستوطنات، وتساءل بصوت مرتفع، وهو يشير بإصبعه عما كان أردوغان سيفعله لو أن الصواريخ أُطلقت على اسطنبول كل ليلة, وقال أيضاً "إسرائيل لا تريد إطلاق النار على أحد لكن حماس لم تترك لنا خياراً .

ردّ أردوغان على أقوال بيريس بعنف، وقال: إنك أكبر مني سناً، ولكن لا يحق لك أن تتحدث بهذه اللهجة والصوت العالي الذي يثبت أنك مذنب.

وتابع: إن الجيش الإسرائيلي يقتل الأطفال في شواطئ غزة، ورؤساء وزرائكم قالوا لي إنهم يكونون سعداء جداً عندما يدخلون غزة على متن دبابتهم .ولم يترك مدير الجلسة الفرصة لأردوغان حتى يكمل رده على بيريز، فانسحب رئيس الوزراء التركي بعد أن خاطب المشرفين على الجلسة قائلاً "شكراً لن أعود إلى دافوس بعد هذا، أنتم لا تتركونني أتكلم، وسمحتم للرئيس بيريز بالحديث مدة 25 دقيقة، وتحدثت نصف هذه المدة فحسب", وأضاف أردوغان في المؤتمر الذي عقد بعد الجلسة إنه تحدث 12 دقيقة خلال المنتدى كما تحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بدوره 12 دقيقة، غير أن بيريز تحدث 25 دقيقة، ولما طلب التعقيب عليه منعه مدير الجلسة .

احتشد الآلاف ليلاً لاستقبال ((رجب طيب أردوغان)) بعد ساعات من مغادرة مؤتمر دافوس حاملين الأعلام التركية والفلسطينية، ولوّحوا بلافتات كتب عليها "مرحباً بعودة المنتصر في دافوس" و" أهلاً وسهلاً بزعيم العالم .

وعلقت (حماس) على الحادث بالقول "على الحكام العرب أن يقتدوا به".

أردوغان وجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام :

منحته السعودية جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام (لعام 2010م/ 1430هـ )، وقال عبد الله العثيمين الأمين العام للجائزة إن لجنة الاختيار لجائزة خدمة الإسلام التي يرأسها في ذلك الوقت ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز اختارت (أردوغان )؛ لقيامه بجهود بنّاءة في المناصب السياسية والإدارية التي تولاَّها، "ومن تلك المناصب أنه كان عمدة مدينة إسطنبول حيث حقَّق إنجازات رائدة في تطويرها.

وبعد أن تولَّى رئاسة وزراء وطنه تركيا أصبح رجل دولة يشار بالبنان إلى نجاحاته الكبيرة ومواقفة العظيمة؛ وطنياً وإسلامياً وعالمياً".

-وقد تم منحه شهادة دكتوراه فخرية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة في مجال خدمة الإسلام بتاريخ 23/3/ 1431هـ.كما منحته جامعة حلب شهادة الدكتوراه الفخرية عام 2009م .

أردوغان وجائزة القذافي لحقوق الإنسان :

تسلم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان جائزة القذافي لحقوق الإنسان يوم الاثنين في 29 نوفمبر عام 2010م .

خلال الحفل الذي تنظمه مؤسسة القذافي العالمية لحقوق الإنسان بمسرح فندق المهاري بطرابلس - ليبيا.

 وبدأت مراسم الحفل بكلمة عضو المكتب التنفيذي ورئيس لجنة الترشيحات للجائزة الدكتور أحمد الشريف، تليها كلمة رئيس اللجنة الشعبية الدولية لجائزة القذافي، ليتم بعدها تسليم الجائزة والتي تشمل قراءة براءة الجائزة باللغة العربية والإنجليزية والتركية .

يذكر أن أردوغان زار ليبيا للمشاركة في القمة الأفريقية الأوروبية .

الثالثة بصفته “ضيف شرف” بدعوة رسمية من معمر القذافي .

تعرض لنقد شديد لتقبله الجائزة، ورفض قول المنتقدين الذين طالبوه بالتنازل عنها .

مذبحة درسيم :

في 23 نوفمبر 2011 قدم أردوغان خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية في أنقرة اعتذاراً تاريخياً باسم دولة تركيا حول الأحداث المأساوية التي وقعت بين سنوات (1936- 1939) في منطقة درسيم، التي ارتكبتها الحكومة التركية آنذاك ممثلة بالحزب الجمهوري بحق الأكراد العلويين في نهاية الثلاثينات من القرن الماضي.

 وقوبل هذا الاعتذار بترحيب شديد من قبل رئاسة إقليم كوردستان والتي رحبت بتصريحات أردوغان، وقالت: إن هذا التصريح يدفع بعملية الانفتاح الديمقراطي في تركيا إلى مرحلة أكثر تقدماً .

سياسة أردوغان :

بدا أن أردوغان حاول إمساك العصا من الوسط مقدماً شكلاً جديداً من الوسطية التي ستكون سبباً في فوز حزبه بالأغلبية في انتخابات عام 2002 الأمر الذي جعله يشكل الحكومة منفرداً برئاسة عبد الله غل بدلاً من أردوغان الذي كان لايزال خاضعاً للمنع القانوني .

قدم أردوغان شكلاً جديداً من الوسطية، وتحاشى استفزاز العلمانيين لكن ذلك لم يمنع الرئيس التركي من اتهامه بمحاولة أسلمة كوادر الدولة)) ."

بعد شهور تم تعديل الدستور للسماح بتولي زعيم الحزب (أردوغان) منصب رئاسة الوزارة الذي حاول خلال ولايته التأكيد على نهجه الوسطي، فكان يصرح بأن حزبه "ليس حزباً دينياً بل حزباً أوروبياً محافظاً " كما أنه دأب على انتقاد ما قال إنه (استغلال الدين وتوظيفه في السياسة)، وأكد أنه لا ينوي الدخول في مواجهة مع العلمانيين المتشددين وحتى استفزازهم .

في الوقت ذاته ألقى أردوغان بثقله باتجاه قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي، لم يكن ذلك فقط لإقناع العلمانيين أنه ليس نسخة من أربكان، لكنه أدرك أيضاً أن مثل هذه العضوية ستضع تركيا في فلك الديمقراطية الأوروبية التي ترفض أي دور للعسكر وتمنح الناس حرية التدين أو عدمه وهما أمران يمثلان ضربة قوية لجوهر النظام العلماني التركي الذي يمنح الجيش صلاحيات واسعة، ويسيطر على التدين وأشكاله

وعلى الرغم من أن أردوغان تحاشى أي استفزاز للقوى العلمانية -حتى أنه أرسل ابنته المحجبة إلى أميركا لتدرس هناك بسبب رفض الجامعات التركية قبول طالبات محجبات- فإن ذلك لم يحل دون حديث العلمانيين عن وجود (خطر رجعي) قال قائد الجيش التركي إنه "وصل إلى مستويات قلقة)) .".

وحتى مع عدم اتهام أردوغان مباشرة بالرجعية فإن الرئيس التركي السابق أحمد نجدت سيزر -وهو من أشد المدافعين عن العلمانية- اتهم حكومة أردوغان بمحاولة أسلمة كوادر الدولة العلمانية قائلاً : إن التهديد الأصولي بلغ حداً مقلقاً، الأمر الذي رد عليه أردوغان بحدة قائلاً إن "من حق المؤمنين في هذا البلد أن يمارسوا السياسة)) .

ثناء العلماء وقادة الأمم عليه :

وقد شهد له خصومه قبل أعدائه بنزاهته وأمانته ورفضه الصارم لكل المغريات المادية من الشركات الغربية التي كانت تأتيه على شكل عمولات كحال سابقيه.

بعد توليه مقاليد البلدية خطب في الجموع، وكان مما قال :

 ” لا يمكن أبداً أن تكونَ علمانياً ومسلماً في آنٍ واحد. إنهم دائما يحذرون ويقولون إن العلمانية في خطر.. وأنا أقول: نعم إنها في خطر. إذا أرادتْ هذه الأمة معاداة العلمانية فلن يستطيع أحدٌ منعها. إن أمة الإسلام تنتظر بزوغ الأمة التركية الإسلامية.. وذاك سيتحقق! إن التمردَ ضد العلمانية سيبدأ”

وأثنى عليه الأستاذ عصام العطار فقال : إن دول الكفر تقف اليوم مجتمعة ضد أردوغان .

أردوغان يصلح ما أفسده العلمانيون :

بعد توليه رئاسة الحكومة .. مدّ يد السلام، ونشر الحب في كل اتجاه، تصالح مع الأرمن بعد عداء تاريخي، وكذلك فعل مع أذربيجان، وأرسى تعاوناً مع العراق وسوريا .. ، ولم ينسَ أبناء شعبه من الأكراد، فأعاد لمدنهم وقراهم أسمائها الكردية بعدما كان ذلك محظوراً !، وسمح رسمياً بالخطبة باللغة الكردية، وافتتح تلفزيون رسمي ناطق بالكردية ! .. كل هذا وأكثر .

طريق أردوغان :

إذن ما دامت هذه الساحة مغلقة أمام أردوغان ورفاقه وحزبه، للعمل من أجل الإسلام فأي ساحة بقيت أمامه؟

بقيت أمامه ساحات عمل واسعة جداً..

العمل من أجل الملايين من المسلمين الذين يعانون من الفقر والجهل والمرض في تركيا.. العمل من أجل تقوية تركيا سياسياً واقتصادياً وعلمياً وتكنولوجياً وصناعياً.. العمل من أجل زيادة الثقل السياسي لتركيا في العالم، وهو كسب كبير لجميع المسلمين في العالم الإسلامي..

العمل على رفع العوائق الموجودة حالياً أمام التعليم الديني وأمام الحريات الشخصية للمسلمين في بلده..

العمل على إنهاء هيمنة العسكر على السياسة، وإنهاء عهد الانقلابات العسكرية التي أخرت البلد عقوداً عديدة ومنعت انطلاقه وتقدمه.. ترسيخ الديمقراطية في تركيا وحقوق الإنسان.. إلخ.

وهل هذه أهداف صغيرة أو هينة؟ أليست هي أهدافاً إسلامية يجب العمل على تحقيقها حتى وإن لم تكن هناك "يافطة" أو شعار إسلامي عليها؟

هذا هو باختصار ما يسعى أردوغان ورفاقه لتحقيقه.

وقد نجحوا في تحقيق نسبة لا بأس بها من هذه الأهداف، ولا يزال الطريق أمامهم طويلاً، فقد نجحوا في:

1-تخفيض نسبة التضخم من 37% إلى 9% تقريباً..

2-تخفيض نسبة الفائدة الحقيقية من 65% إلى 15% تقريباً. ولا تزال هذه النسبة مرتفعة، ولكنها ستنخفض أكثر؛ فالحكومات السابقة التي كانت مضطرة للاقتراض من البنوك ومن الأغنياء وكانت تدفع لهم تلك النسبة السابقة العالية من الفائدة؛ أي أن ثروة البلد كانت تصب في جيوب قلة قليلة من الأغنياء. والآن تذهب ثروة البلد لتحقيق المشاريع العمرانية والصحية والتعليمية.

3-كانت الليرة التركية قد فقدت قيمتها فقام بحذف ستة أصفار من الليرة التركية التي أصبحت الآن قريبة من الدولار الأمريكي (الدولار الأمريكي يعادل حالياً ليرة ونصف الليرة تركية) بينما فشلت جميع الحكومات السابقة في تحقيق هذه الخطوة الجبارة التي ادعت جميع الأحزاب الأخرى وجميع الصحف المساندة لها بأن حزب العدالة لن ينجح في تحقيقها، ولكنه نجح.

4-قام العديد من السياسيين ومن رجال الأعمال بنهب البنوك الرسمية الحكومية بما يزيد على 46 مليار دولار هرب معظمها للخارج. فجاء أردوغان ووضع يد الدولة على أملاك هؤلاء وعلى بيوتهم ومصانعهم ويخوتهم وسياراتهم الفارهة وقدمهم للمحاكمة، فخلص البلد من معظم اللصوص. ولا تزال عمليات التطهير جارية.

5-قام بتوزيع 1,5 مليون طن من الفحم سنوياً مجاناً على للعائلات الفقيرة، ولا سيما في المناطق الباردة، حيث كانت هذه العوائل تقضي الشتاء دون تدفئة كافية، وقد استفاد من هذه المعونة 4ملايين شخص سنوياً. ولا تزال هذه المساعدات المجانية مستمرة.

6-قام ببناء 280 ألف شقة خصصها للعوائل الفقيرة بأقساط سهلة وميسرة وهي أقل من الإيجار الشهري. ولا تدفع هذه العوائل التقسيط إلا بعد انتقالها للشقة. وأمد التقسيط يتراوح بين 15/ 20 سنة، وقد تم توزيع 140ألفاً منها، والباقي في مرحلة البناء. وخطة الحكومة هي رفع هذا العدد إلى 500 ألف شقة.

7-قام بتنفيذ مشاريع عمرانية جبارة لا يمكن تعدادها، منها تنفيذ 6500 كم من الطرق، بينما كان مجموع الطرق المنفذة منذ قيام الجمهورية حتى الآن 4500 كم فقط..

8-نفذ 65% من الطريق الاستراتيجي المهم على طول شريط البحر الأسود، بينما لم تستطع الحكومات السابقة منذ 12 سنة سوى تنفيذ 35% منه فقط.

9-كان متوسط دخل الفرد التركي عند مجيء الحزب إلى السلطة 2500دولار تقريباً، ارتفع نتيجة التحسن الاقتصادي إلى 5500 دولار تقريباً، أي إلى أكثر من الضعف.

10-زادت الصادرات التركية من 36مليار دولار عند تسلمه الحكم إلى 95ملياراً.

11-نجح عام 2005م في إقناع دول الاتحاد الأوروبي ببدء المفاوضات مع تركيا للانضمام إلى الاتحاد. ويعد هذا كسباً كبيراً لتركيا..

12-قام بخطوات كبيرة وجبارة في ميدان الصحة والتعليم؛ إذ فتح أبواب جميع المستشفيات أمام جماهير الشعب حتى المستشفيات الخاصة حيث يقوم المريض بدفع نسبة قليلة من الأجرة وتتولى الحكومة دفع الباقي. كما أنشأ 39 جامعة جديدة.

أي أن هذا الحزب المتهم بالرجعية كان أكثر تقدمية وعصرية وأكثر التصاقاً بالشعب وبمصالحه الحيوية من جميع الأحزاب الأخرى اليمينية منها واليسارية.

13-قام بتحجيم هيمنة العسكر على سياسة تركيا، وكانت هذه الهيمنة تتضح في دور العسكر في اللجنة العليا للأمن القومي التي كان العسكر يشكلون نصفها الأهم، والمدنيون من الوزراء نصفها الآخر.

14-سعى لتصفية وتنقية الأجواء السياسية مع جميع جيرانه، ولا سيما مع الدول العربية. كما قوى علاقاته مع الجمهوريات التركية في آسيا الوسطى، وزاد من نشاطه في المؤتمر الإسلامي. وهذا موضوع طويل لا نملك هنا التفصيل حوله.

هذه خطوط عامة من الخدمات التي أنجزها أردوغان وحزبه. وهي كما هو واضح خدمات لم يقم بها أي حزب آخر لا في تركيا ولا أي حكومة في أي بلد عربي.

لكن ما الخطط المستقبلية لتلك الحكومة بعد الفوز الكبير الذي حققه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة؟!

أعتقد أن أهم ما يسعى أردوغان لتحقيقه في هذه الدورة الجديدة ما يلي:

1-الاستمرار في تقوية الاقتصاد التركي ورفع مستوى رفاهية الشعب التركي، أي سيسعى إلى تخفيض أكثر لنسبة التضخم ونسبة الفائدة، وإلى زيادة الدخل القومي التركي. فقد صرح بأن هدفه هو رفع حصة الفرد في تركيا من الدخل القومي إلى عشرة آلاف دولار سنوياً بعد خمس سنوات. وسيسعى إلى زيادة الصادرات ومحاربة البطالة وتقليلها.. إلخ.

2-وضع دستور جديد للبلد يرفع به العديد من المواد الظالمة التي تشكل أغلالاً له وللجماهير، ويحل بذلك مثلاً عقدة ومشكلة حظر الحجاب في الجامعات ومشاكل أخرى.

لماذا فاز أردوغان :

حقق حزب العدالة والتنمية فوزاً كاسحاً في الانتخابات البلدية عام 2014م ، فكتب الأخ ( علي أبو عون ) مقالة رائعة بين فيها ( لماذا فاز أردوغان) :

فاز أردوغان لأنه تعامل بروح الإسلام وجوهره، لا باختزال البعض له في اللحية والجلباب وتطبيق أحكام الشريعة مهما كلف الأمر من ثمن.

فاز أردوغان لأنه لم يستمع لفتاوى الأصنام الموجودة حول الكعبة، ولم يُرْهن عقله لمن حبسوا عقولهم في ظواهر النصوص، وجَهِلوا مقاصدها، وأرهنوا أنفسهم لديوان الملك أو الرئيس.

فاز أردوغان لأنه لم يحمل شعار " الإسلام هو الحل " طالما أن فئات المجتمع تختلف في أيدولوجياتها ومعتقداتها، وانطلق فيما يجتمع الكل على حُلْم تحقيقه: بناء الإنسان وبناء الدولة.

فاز أردوغان لأنه أخذ بالأسباب، ونحت في الصخر، وفق رؤية مدروسة، ومنهجٍ مُحْكَم، ولم يعتمد على الدعاء والصلاة في المحراب، وتقوى أصحاب المناصب وورعهم وزهدهم فقط، فتقوى الإنسان لنفسه، وقوته وقدرته وفطنته للناس.

فاز أردوغان لأنه لم ينتظر صلاح دين جديد يحيي أمته من سباتها، ولم ينتظر أن تتدخل السنن الكونية لسحق المتآمرين، أو تتدخل الطبيعة بزلازلها وبراكينها بمشيئة الله نصرة الصالحين.

فاز أردوغان لأنه جاء من الطبقة الكادحة التي عاشت المعاناة كما باقي أبناء شعبه، فعرف أن طريق الخلاص لا يكون بتكوين الثروات على حساب الفقراء والوطن.

فاز أردوغان لأنه انطلق إلى نهضة الإنسان، أيّاً كان دينه وانتماؤه، ولم يحصر الخدمة للملتزمين دون غيرهم، عرف أن الدين في خدمته للجميع، كي يأتوا إليه مقتنعين لا منقادين.

فاز أردوغان لأنه وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، كَبُر سنُّه صغر سنه، وضع الكفاءةَ المعيارَ الأساس في تعيين الأشخاص، لأن المراحل الانتقالية الحساسة في حياة الشعوب يُقاس نجاحُها بما حققت من إنجاز، لا بما حفظت لأشخاص اعتبارهم وتاريخهم.

فاز أردوغان؛ لأنه تعامل بحسم مع كافة القضايا والملفات والمؤامرات التي تمس أمن بلده واستقراره، ولم يجعل عقول الناس رهينة لأصحاب الأفكار الهدامة، والإشاعات الكاذبة، والقصص الخرافية المختلَقة، ولم يتعامل مع من خانوا البلد بالدبلوماسية الزائفة.

فاز أردوغان؛ لأنه منح أبناء شعبه حرية مطلقةً في الأفكار والمعتقدات والآراء، وترك الأمر لميدان العمل والنهضة والإنجاز كي يقتنع الناس بما يطرح.

فاز أردوغان؛ لأنه عمل على كافة المحاور، على ما يوافق معتقداته وما يخالفها، قدم لكل فريق ما يقتنعون به، وما تهوى إليه أفئدتهم، لأن ترك العمل في ميدانٍ ما بحجة الاصطدام مع الأفكار يفسح المجال للغير للعبث بأفكارِ أتباعِ هذا الفريق، وتغْيِيب عقلِه.

فاز أردوغان؛ لأنه لم يقل هذا حرام لا تفعلوه، وهذا إثم فاجتنبوه، وإنما هذا الإسلام بروحه إن أحببتموه فانتخبوه .

فهل من معتبر.

أردوغان رئيساً :

نجح أردوغان بيده الطاهرة، وذكائه الفطري، ووجهته الإسلامية، وإخلاصه لبلاده، أن ينتزع شرعيته من الشعب لتصير أقوي من  تحكم عسكري امتد لما يقرب من القرن

وها هو وللمرة الثانية يتصدر المشهد ليس في تركيا وحدها وإنما في العالم كله، ها هو ينتصر علي كل المتآمرين، ويرد حكام الإمارات مخذولين  بفضائحهم الغير أخلاقية

ها هو أردوغان ينتصر بالقوة الشعبية التي استطاع أن ينسيها ما كاد أن يصير هوية لتركيا وهي العلمانية المذمومة بادعاءاتها الكاذبة .

وفي خطاب الفوز قال أردوغان :

 أقدم شكري لكل من دعا لتركية في فلسطين ومصر والبلقان، وبخاصةٍ الشعب السوري .

1- بدأ بشكر فلسطين ومصر وسورية وكل الشعوب التي لهجت ألسنتها بالدعاء لتركية....

2- ذكــَّر بأنه كان قد تعهد بترك رئاسة الحزب لو خسر حزبه المركز الاول، وتساءل: هل سيستقيل رؤساء أحزاب المعارضة؟ لا. بل سيعتبرون انفسهم قد فازوا.

3- لن نسلم الوطن الذي عجن ترابه بدماء الشهداء لبنسلفانية (في إشارة لفتح الله كولن)، وأذرعها الخائنة في تركية.

4- قبل الانتخابات هرب إلى خارج تركية منهم من هرب، وهناك من سيهرب غداً. لكنهم سيدفعون الثمن، ثمن تهديدهم للأمن القومي لتركية.

5- كنتُ قد شبهتهم بالحشاشين، الذي يعرف هؤلاء يترحم على الحشاشين.

6- رسالة الانتخابات الأبرز اليوم: الشعب يقول بشكل واضح أن السبيل الوحيد لتغيير أي حكومة منتخبة ديمقراطياً هي الانتخابات.

7- صندوق الانتخابات لا يظهر فقط من فاز، ولكن يظهر أيضاً من خسر. اليوم سياسة اللا أخلاق خسرت، سياسة الكاسيتات والتنصت خسرت، سياسة توسل الانقلاب على الحكومة خسرت.

8- الشعب اليوم دفن الأيدي التي امتدت إلى مستقبله في صندوق الانتخابات.

9- نحن كحزب العدالة والتنمية سنجلس بعد الانتخابات رغم الفوز ونناقش: لم لم نحصل على %55 أو %60؟؟ هل ستفعل الشيء نفسه المعارضة التركية؟

10- تركيا بحاجة اليوم إلى معارضة جديدة.

11- حان وقت تطهير مؤسسات الدولة ممن تغلغلوا فيها بطريقة أو بأخرى، ولكن بالقانون.

12- من فاز اليوم هم الـ77 مليون مواطن تركي، من فاز اليوم هي تركية.

13- اليوم هو يوم عرس تركية الجديدة.

14- لم نأت لنكون أسياداً بل خدماً لهذا الشعب.

15- طالما بقيت الروح في هذا البدن، سنبقى نخدم هذا الشعب في أي مسؤولية يضعها على أعناقنا.

مواقفه من إسرائيل:

العلاقة بين تركيا وإسرائيل مستمرة في التدهور منذ تولي أردوغان رئاسة الحكومة التركية ، فمثلاً إلغاء مناورات “ نسور الأناضول ” التي كان مقرراً إقامتها مع إسرائيل و إقامة المناورة مع سوريا ! ، التي علق عليها أردوغان : ” بأن قرار الإلغاء احتراماً لمشاعر شعبه !

أيضاً ما حصل من ملاسنة في دافوس بينه وبين شمعون بيريز بسبب حرب غزة ، خرج بعدها من القاعة محتجاً بعد أن ألقى كلمة حق في وجه ” قاتل الأطفال ” ، دم أردوغان المسلم يغلي حتى في صقيع دافوس ! ، واستقبله في المطار عند عودته آلاف الأتراك بالورود والتصفيق والدعوات !

قال رئيس الوزراء التركي : إنه يجب سحب عضوية إسرائيل من الأمم المتحدة نتيجة تجاهلها المستمر للمطالب الدولية بوقف هجومها على غزة، وذلك عام 2009م .

وقال أيضاً "أناشد العالم أجمع لا تغلقوا أعينكم أمام هذه الوحشية، ولا تكونوا متفرجين على هذه المذبحة لأن من سيظل صامتاً سيصبح طرفاً في هذا العار".

وبعد حادثة سفينة مرمرة أجبر إسرائيل على الاعتذار وتعويض العائلات، ثم اشترط أردوغان فك الحصار عن غزة ..

إن الصهاينة والأمريكان وحلفاءهم في كل مكان وعملاءهم في دول العالمين العربي والإسلامي  يتوعدون أردوغان!

يتوعدونه بعقوبات سياسية واقتصادية تجعله عبرة لمن لا يعتبر

عبرة لكل من يتجرأ على الوقوف في وجه الطغيان والظلم

عبرة لكل من يصدع بكلمة حق، ويقف موقف الرجال في عالم أشباه الرجال

فماذا نحن فاعلون؟

يا من امتشقتم لواء النصرة

يا من آمنتم بقدرتكم على التغيير

يا من رفعتم لواء المقاطعة في وجه كل منتج صهيوني أو أمريكي أو معادي

نقول لكم اليوم

ابحثوا عن البديل التركي

تركيا اليوم تهدد بالمقاطعة سياحياً وتجارياً، ويلوّح لها

•  بخسارة عائدات سياحة من 650 ألف صهيوني سنويا

•  وبخسارة علاقة تبادل تجاري مع العدو وصلت إلى 3 مليارات دولار!!

ونحن نقول لقد وجدت تركيا تاريخها وطريقها ومستقبلها في أحضان أمتها الدافئة

فلتكن وجهتنا هذا العام وفي كل عام إلى "إستانبول"

ولتكن منتجاتنا المفضلة ومشترياتنا "تركية"

ولنترجم معاً دعمنا وفخرنا وشكرنا لتركيا أردوغان

باعتماد البديل التركي.. "المنتج التركي" في كل ما نحتاجه

نغيظ عدونا.. ونحاصر كيانه المسخ.. وننصر قضيتنا.. ونوحد أمتنا..

 ونخطو معاً خطوة جديدة على طريق التحرير والعودة إلى بيت المقدس وأكنافه المبارك .

ما ينتظره الشعب الكردي في تركيا من أردوغان :

كتب الأستاذ (( إبراهيم درويش)) متحدثاً عن مطالب أكراد تركيا من أردوغان :

(( منذ إلغاء السلطنة العثمانية رسمياً عام 1923 والتقسيم الذي فرض على كردستان بين أربعة كيانات حديثة، وكان القسم الأكبر من نصيب تركيا الكمالية الحديثة، والشعب الكردي يخوض ـ بما أوتي من قوة ـ معركة الوجود والدفاع عن الذات والهوية، في مواجهة دعوات عنصرية تذويبية إلحاقية إلغائية.

وكان على هذا الشعب البسيط أن يدفع في مواجهة الكمالية الطورانية ملايين من الضحايا طوال تسعة عقود، فضلاً عن تدمير مئات القرى وتهجير ملايين أخرى إلى غربي الأناضول، وتدهور الاقتصاد التركي وتخلف قطاع التنمية في عموم تركيا، كل ذلك من أجل بناء دولة تركية حديثة منسجمة، لا وجود فيها لغير العنصر التركي! وماذا كانت النتيجة؟ النتيجة ببساطة أن الشعب الكردي ـ الذي يعدّ أقدم من الشعب التركي في هذه المنطقة ـ لم يتحول إلى أتراك كما أريد له، ولم ينس أنه ذو خصائص متميزة عن الشعوب الأخرى التركية والعربية والفارسية وغيرها، وأن له حق الحياة كباقي الشعوب.

ولتكريس الإلحاق والإذابة للشعب الكردي أكثر في البوتقة التركية فقد أصدر الانقلابيون الأتراك عام 1980 عدداً من القرارات، منها:

•    منع استخدام اللغة الكردية في مؤسسات الدولة.

•    تغيير أسماء القرى والبلدات الكردية.

•    الإجبار على التسمي بأسماء تركية.

•    حل الأحزاب ذات التوجه الكردي.

السجن مدة لا تقل عن 5 سنوات لمن ينتهك هذه القوانين.

وكتطبيق عمليّ لهذه القرارات فقد سُجِنَ في مارس 1981 شرف الدين ألصي، الوزير في حكومة بولند أجاويد ثلاث سنوات، لأنه أعلن عن انتمائه الكردي. كما تمت المتابعة القضائية للمغني التركي ذي الأصول الكردية إبراهيم تاتليسس عندما غنّى بكلمات كردية في حفل غنائي بباريس سنة 1988 .

استمرار هذه الحرب العبثية:

كردّ فعل كردي على هذه القرارات وأخواتها فقد قام حزب العمال الكردستاني، الذي استقطب أعداداً كبيرة من الشباب الكردي في تركيا والدول المجاورة، بشن حرب عصابات ضد القوات والمصالح التركية، أوقعت حتى الآن نحو أربعين ألف قتيل وأضعاف هذا الرقم من الجرحى والمشردين، كما تسببت هذه الحرب بتدمير أعداد كبيرة من القرى الكردية، وتوقف عجلة التنمية ـ التي كانت شبه معدومة في الأصل ـ في المناطق الكردية، وأنفقت المؤسسة العسكرية عشرات المليارات من الدولارات على المجهود الحربي العبثي، الشعب التركي بأمسّ الحاجة إلى كل قرش منها، ولكنّ شيئاً من الأهداف لم يتحقق؛ فلا الشعب الكردي انتهى وتنازل عن حقوقه، ولا الحركة المسلحة انتهت وعاش الناس في سلام، حتى بعد اعتقال زعيم الحركة عبدالله أوجلان، ولا النزيف في الاقتصاد التركي توقّف!

والسؤال هو: إلى متى هذه الحرب التي تحفر أخاديد في العلاقات الأخوية بين الشعبين المسلمين الكردي والتركي، يصعب مع مرور الزمن ردمها وتجسيرها، إن بقيت الأمور هكذا ولم تفكر المؤسسات التركية الحاكمة بحل منطقي عقلاني يقوم على أساس الاعتراف بالحقوق السياسية والثقافية وغيرها للشعب الكردي في تركيا؟ هل الحل في اجتياح كردستان العراق، تحت ادّعاء ملاحقة حزب العمال الكردستاني هناك؟ كم من الاجتياحات قد تمّ خلال السنوات السابقة، لا سيّما خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، فماذا كانت النتيجة؟ لا شيء. إذن على العقلاء البحث عن حلول أخرى أكثر منطقية وأوفر في التكاليف المادية والبشرية، وأدعى إلى الإبقاء على ما تبقى من علاقات الأخوة بين الكرد والترك.

الأمل الأخير في حزب العدالة والتنمية:

 ما زلنا على قناعاتنا في أن الأمل في حل المعضلة الكردية في الشرق الأوسط معقود على الأحزاب والحركات الإسلامية، التي تراعي حق الأخوة الإسلامية، وتحسب حساب الوقوف بين يدي الله تعالى يوم العَرض الأكبر، بعدما فشلت كل المحاولات والحركات اليسارية والقومية ـ التي تنطلق من مصالحها الآنية الدنيوية ـ في إيجاد حل يرضي هذا الشعب الذي وقع ضحية مؤامرات دولية وإقليمية في ظل غياب الإسلام المخلّص. فهل أملنا في محلّه؟ وهل سيكون أصحاب التوجّه الإسلامي عند حُسن ظنّ إخوانهم الكرد المضطهَدين؟

 الدلائل الأولية حتى الآن تشير إلى أنهم الأفضل حتى الآن؛ فخلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بداية مايو/ أيار 2006 للمناطق الكردية في تركيا، تحدّث أردوغان في ديار بكر عن الكرد في تركيا ومعاناتهم، ووعد أن تعمل حكومته على إصلاح ما اعتبرها أخطاء الماضي، في إشارة منه إلى السياسة القسرية لإدماج الكرد في النسيج الاجتماعي والسياسي التركي التي استمرت أكثر من ثمانين سنة. وهذه أول مرة يعترف فيها مسؤول تركي بوجود شعب كردي في تركيا، منذ عهد كمال أتاتورك، الذي عدّ الكرد "أتراك الجبال"، ولتحقيق هذه الكذبة الكبرى كانت هذه الأنهار من الدماء والدموع والأموال تجري طوال هذه العقود دونما نتيجة!!

 والآن، وبعد أن اكتسح حزب العدالة والتنمية ـ ذو الجذور الإسلامية ـ الساحة السياسية التركية، وحقق فوزاً ساحقاً على خصومه المتربّصين، ولا ننس الأصوات الكردية التي رجحت كفته، هل ستشهد القضية الكردية هناك انفراجاً؟ وهل صار بالإمكان طيّ صفحة أخرى في تاريخ العلاقات الكردية ـ التركية الأخوية غطت الدماء والمظالم والأحزان والقهر والتذويب والإلحاق والإلغاء كل ملامحها الجميلة؟

إننا ندرك تماماً أن السيد أردوغان وحزبه لا يمتلكان عصا سحرية لحل المشكلات التركية المزمنة والشائكة، ولا الحرية المطلقة في التصرف، في ظل هيمنة المؤسسة التركية، التي تعدّ نفسَها الحارس الأمين لميراث أتاتورك العلماني والطوراني، ونعي أيضاً أن سيره في الأجواء التركية المشحونة والمتوجّسة يشبه سير الماشي في حقول ألغام...، ولكننا ندرك ونعي أيضاً أن ثقة المواطن التركي في الإصلاحات التي بدأها حزب العدالة والتنمية خلال الدورة الانتخابية الماضية قد شدّت من عزيمة هذا الحزب، وجعلت من السياسة التي ينتهجها على الصعيدين الداخلي والخارجي موضع رضا وقبول لدى أوسع قطاع من الشعب التركي بملايينه السبعين. الأمر الذي ضاعف من شرعية هذا الحزب وقوته وصوابية رؤاه و معالجاته... لذلك كله نرى أن الوقت قد حان لأن يلتفت السيد أردوغان وحزبه إلى القضية الكردية في تركيا، ويثبت لإخوان العقيدة والتاريخ والمصير هناك أن ثمة عدالة لقضية شعب يكافح لنيل حقوقه التي وهبها الله إياه، وأن ثمة تنمية لمناطقهم بعد عقود من الإهمال والنسيان.

 والتهديدات التركية باجتياح كردستان العراق:

أما التهديدات العسكرية التركية باجتياح كردستان العراق، بذريعة ملاحقة حزب العمال الكردستاني التركي هناك فنظنّ أن الآثار الكارثية لمثل هذا الاجتياح، على الجانبين الكردي والتركي، ستجعل أيّ عاقل يعدّ إلى المليون قبل أن يفكر بمثل هذا الاجتياح، ذلك أن الاجتياح ليس هدفاً بحدّ ذاته، فقد حصلت اجتياحات سابقة ـ كما ذكرنا ـ ولم تسفر عن شيء، والحل الوحيد يكمن في الاعتراف بالحقوق السياسية والثقافية للكرد في تركيا، والتقدم بخطوات عملية على طريق التراجع عن سياسة التتريك، ورفع الغبن القومي عن الشعب الكردي في تركيا.

 إن الشعب الكردي، كغيره من شعوب العالم، يريد أن يعيش في سلام وأمان ورخاء، ولا يحب الحروب وسفك الدماء لذاتها، فعلينا أن نعي هذا ونستثمره. وما أجمل ما قاله خليفة أوج آلان ( باهوزر آردال القائد العام للجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني التركي) لمراسل قناة الجزيرة(أحمد الزاويتي) قبل نحو عام من الآن، قال: " نحن أعلنا في فترة السنوات الست الماضية، ومن جانب واحد عن وقف القتال، وأخرجنا قواتنا المسلحة إلى خارج الأراضي التركية، واخترنا الشكل الديمقراطي كأساس لحل مشكلتنا، كل هذا لم يكن تكتيكاً، بل تقارباً جدّياً من قبلنا، وفرصة جدية لحل المشكلة الكردية، ومن أجل أن لا تتحول مشكلتنا إلى عقدة مستعصية على الحل بين شعوب المنطقة، وأن لا تكون هناك مواجهات بين هذه الشعوب، هذا مشروع استراتيجي بالنسبة لنا".

 هل قرأ هذا الكلام دعاة الحروب والاجتياحات؟ ماذا يريدون أكثر من هذا؟ أيّ حكمة في ركوب حدّ السيف؟

 وإذا كنا نستبعد أن يثوب تجار الحروب إلى رشدهم، فإن الأمل معقود على السيد رجب طيب أردوغان وحزبه، الذي يستطيع التحرك بشرعية اكتسبها عبر صناديق الاقتراع، ليحلّ مشكلة مستعصية طال أمدها وكثرت ذيولها.

 إن أنظار الكرد في كل مكان تتجه الآن صوب حزب العدالة والتنمية الذي فاز في الانتخابات في تركيا، ليرى ما ستسفر عنه الأيام القادمة، وبعد مرور أكثر من عام على زيارة أردوغان لديار بكر ووعوده " بأن تعمل حكومته على إصلاح ما اعتبرها أخطاء الماضي"، لتصبح العلاقات بين الكرد والترك مثالاً يحتذى في المنطقة كلها، حقناً للدماء الإسلامية الزكية التي تراق، وترسيخاً لمعاني الأخوة الإسلامية وقيمها بين شعبين مهمين من شعوب الشرق الأوسط. فهل ترانا نحلم أم نطلب المستحيل؟

أردوغان والربيع العربي :

وقف أردوغان مع مطالب الشعوب العربية في الحرية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية ، فوقف مع مطالب الشعوب في تونس وأرسل وزير الخارجية أحمد داود أوغلو لتونس بعد انتصار الثورة بشهر، وزار مصر قبل انتصار الثورة وبعدها، ووقف مع الحكومة المنتخبة في مصر، ونصح الإخوان بالتدرج، وبعد الانقلاب العسكري ندد باعتقال الرئيس محمد مرسي، وطالب بالإفراج عنه، وطرد السفير المصري، وصرح أنه لن يعيده إلا بعد عودة الحرية لجميع المعتقلين في مصر .

وفي اليمن كانت تركيا جزءاً من التحالف لدعم الحكومة الشرعية ضد انقلاب الحوثي .

ولولا موقف تركيا وقطر من الثورة الليبية لاحتلت ليبيا من الغرب بسبب الاطماع في نفط ليبيا وخيراتها .

أما بالنسبة للثورة في سورية فيقول الأستاذ (( ياسر الزعاترة)) :

((لم يتدخل أردوغان في المسألة السورية بسهولة، فقد تردد كثيرا قبل أن يتخذ موقفه الحاسم لصالح الثورة، فقد جاء الربيع العربي، وتبعا له الثورة السورية بينما كانت العلاقات السورية التركية في أحسن أحوالها منذ عقود طويلة في ظل سياسة «صفر مشاكل» التي ابتدعها وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو، وتطورت العلاقة التجارية والسياسية على نحو لافت، بينما تدفق الناس على جانبي الحدود بشكل استثنائي، وبقدر كبير من الرضا والفرح.

عندما اندلعت الثورة السورية تردد أردوغان كثيراً في حسم موقفه، ليس فقط لاعتبارات تتعلق بالعلاقات التجارية الواسعة بين الطرفين، ومعها العلاقة السياسية الحميمة، بل أيضاً لأن حسابات الداخل التركي كانت حاضرة أيضاً.

في تركيا ثمة حضور لافت للطائفة العلوية يختلف الناس حول نسبتها من مجموع السكان، وهي في معظمها تميل إلى المعارضة أكثر من الحزب الحاكم ذي الجذور الإسلامية، فيما لا يؤيد الجيش تدخلاً عسكرياً في الشأن السوري.

في الشهور الأولى حاولت تركيا الدخول على خط الأزمة واستثمار العلاقة الخاصة مع بشار الأسد على أمل إيجاد حل سياسي من خلال إصلاح سياسي يقنع الشارع السوري مع وقف للعنف ضد المحتجين، وكانت الوعود تنهال من دمشق على الدبلوماسيين الأتراك، لكنها ما تلبث أن تطحن تحت جنازير الدبابات التي تجوب الشوارع وتقتل الناس، في وقت لم تكن هناك أية مظاهر عسكرية في الثورة.

يوما إثر آخر بدأ الموقف التركي يندد بالمجازر، وأخذ يبتعد عن حليفه السابق، وصولا إلى حسم الموقف. ولا شك أن حضور الشارع العربي والإسلامي في القضية كان كبيرا، إذ توالت المناشدات من القوى السياسية العربية لأردوغان باتخاذ موقف حيال ما يجري.

 ولما كان الرجل قد حاز مكانة كبيرة بين المسلمين خلال المرحلة السابقة بسبب جملة من المواقف حيال القضية الفلسطينية، فلم يشأ أن يضيعها، لاسيَّما أنه لمس إصرارا من الشعب السوري على الانتصار.

 مع ضرورة الإشارة هنا إلى أن سياسة العدالة والتنمية قد ذهبت خلال السنوات الماضية نحو تعزيز علاقاتها العربية والإسلامية بعد يأسها من الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي.

اليوم، وفي حين لا يجد كثير من قادة المعارضة السورية حرجاً في الإشادة بالموقف التركي، فإن كثيرين في الشارع السوري والعربي والإسلامي، وبينهم سياسيون وكتاب لا يتوقفون عن هجاء الموقف التركي الذي لا يرقى إلى مستوى طموحهم فيما خصَّ نصرة الشعب السوري الذي يتعرض لمجازر يومية، لاسيَّما بعد أن تحولت الثورة إلى صراع مسلح مع جيش النظام وشبيحته.

والحال الذي لا ينكره سوى العقلاء هو أن تركيا تقدم الكثير للثورة السورية؛ لا أعني فقط استيعاب بعض اللاجئين، بل استيعاب نشطاء الثورة والكثير من فعالياتها مع دعم لوجستي واضح، إلى جانب السماح بتدفق المقاتلين المؤيدين، وكذلك المال والسلاح.

كل ذلك لا يبدو كافيا بنظر البعض، وهو ربما لا يكفي بالفعل لمنح الثورة فرصة الحسم السريع، وإن أمكن الحديث بكل بساطة عن انتصار حتمي في نهاية المطاف، لكن ذلك لا يأتي لأن أردوغان لا يريد لبشار الأسد أن يسقط، بل لأنه يخشى من تجاوز ذلك لما تحتمله موازين القوى الداخلية والخارجية.

في الداخل لا يبدو أردوغان قادرا على تجاهل حقيقة أن ما يقرب من نصف سكانه ضد التدخل العسكري في سوريا، فضلا عن وجود العلويين المؤيدين لبشار الأسد لأسباب طائفية، كما لا يمكنه تجاهل المشكلة الكردية التي يحركها النظام السوري عبر دعم حزب العمال الكردستاني، فضلا عن موقف العسكر الذي لا يمكن تجاهله أيضا، والذي يرفض مزيدا من الخوض في المسألة السورية.

الذي لا يقل أهمية عن ذلك كله هو ما يتعلق بالموقف الأميركي والغربي الذي يرفض رفع مستوى التسليح والدعم للثورة السوري، بدعوى الخوف من وقوع الأسلحة بيد متطرفين، رغم أن ذلك إنما يتم بسبب المطالب الإسرائيلية المعنية بإطالة الصراع لتدمير سوريا وشغلها بنفسها لعقود.

لذلك كله لا يمكن القول إن ما يقدمه حزب العدالة والتنمية يعد قليلا إذا ما أخذت العوامل الداخلية والخارجية بنظر الاعتبار، لكن ذلك كله لا يبرر أبداً الإبقاء على الوضع القائم، إذ لابد من تنسيق تركي مع داعمي الثورة العرب من أجل تمرد مشترك على الشروط الأميركية، وصولاً إلى دعم أكبر وتسليح أقوى يمنح الثوار فرصة الحسم السريع قبل أن يدمر بشار الأسد البلد برمته.

وكتب عنه :

رجب طيب أردوغان: قصة زعيم – صدر عام 2012م .

قصة أروجان – د. راغب السرجاني – دار الكتب المصرية عام 2012م .

clip_image009_9d025.jpg

شخصية الزعيم رجب طيب أردوغان في الشعر الإسلامي المعاصر

لم يكن (رجب طيب أردوغان)، رئيس الوزراء التركي، يعلم، وهو يتحدث لـ «الجزيرة» أنه يوجه طعنة إلى قلوب كل العرب مع كل كلمة يُطلقها بحماسٍ شديد.. ولكنه كان يُدرك ـ قطعاً ـ أنه يُلقن درساً قاسياً وموجعاً لكل الحكام العرب، ملوكاً ورؤساء.. الطعنة نفذت في قلوبنا، لأننا أيقنا أن حُكامنا لم يفعلوا ولم يقولوا «واحد في المليون» مما قاله (أردوغان)، رغم أنهم أصحاب القضية، وأصحاب العار والخزي لما يحدث في غزة الشهيدة.

الرجل كان واضحاً وحاسماً، وهو يشن هجوماً عنيفاً ومؤثراً ضد الكيان الصهيوني.. قال بالحرف ما لم يجرؤ أحد من "زعماء الأمة العربية" على النطق به: "(إسـرائيل) هي المسـؤولـة عن وصول الوضع إلى ما هو عليـه الآن، لأنها الطرف الذى لم يلتزم بالتهدئـة، لم تفك الحصار عن شـعب أعزل، ورفضت عرضاً تركياً للوسـاطـة مع "حماس" في الأيام الأخيرة قبل المجزرة التي ترتكبها حالياً في غزة".

وأفاض (أردوغان) في هجومه: "(إسرائيل) لم تحترم كلمتها معنا"..

ثم وجه حديثه إلى الحُكام العرب ليكتمل الدرس القاسي: "أرفض الاتهامات الرسـميـة العربيـة التي تُحمّل حركـة المقاومـة الإسـلاميـة "حماس" مسـؤوليـة التصعيد الراهن في قطاع غزة.. فاتهام "حماس" غير مقبول، ولا يجوز.. لأن "حماس" التزمت بالتهدئـة من أجل رفع الحصار ووقف الاعتداءات، ولكن (إسـرائيل) اسـتمرت في فرض الحصار.. فكيف نُطالب "حماس" بالصمت تجاه هذا الحصار، رغم أن (إسـرائيل) هي التي اسـتفزتها بسـياسـة التجويع، ودفعتها لإعلان إنهاء التهدئـة، خاصـة وأن حكومـة "حماس" كانت تحت ضغوط كبيرة، لأنها مطالبـة بتلبيـة مطالب الشـعب الفلسـطيني الذي انتخبها!!؟؟"

هل فهم أحد من حُكامنا هذا الدرس؟!.. دعونا نفهم.. وربما يفهمون معنا..

إلهي :

هذه القصيدة ألقتها فتاة تركية من طلبة مدرسة (إيشكودرا) أمام القائد أردوغان خلال افتتاح مسجد كاليه اتشي في العاصمة الألبانية تيرانا ..والتي جعلت الرئيس التركي يبكي تأثراً :

إلهي

أصواتنا بحتْ

فلا تترك مساجدنا من دون آذان

إلهي

مآذننا من دون محيا

فلا تترك سماءنا من دون نور

إلهي

لا تترك وطناً جبلته على الإسلام

من دون مسلمين

إلهي

أعطنا قوة

كي لا تبقى ميادين الجهاد بلا فرسان

إلهي

لا تترك الجموع التي تنتظر بطلاً

من دون أبطال

إلهي

لا تمتنا

وعلّمنا كيف نقاوم العدا

إلهي ....

قائدنا أردوغان :

كتب الشاعر أحمد الكندري قصيدة في مديح أردوغان يقول فيها :

حكايتنا سنرويها إلى الأوطان

قباب الحق خوذتنا

ومسجدنا معسكرنا

وحق الله يحفظه

جنود الحق والإيمان

فلا ظلم سيقهرنا

ولا غدر سيضعفنا

فقلعتنا سيحميها

جموع الشعب في الميدان

وقائدنا لنهضتنا

هنا يُدعى بأردوغان

أشرقت علينا مثل الشمس :

لست أنا فقط فالعالم كله يحبه، فهو قائد العالم، لم يأت رئيس وزراء مثله، فهو فتح تركيا على العالم وطورها، كنا إلى اسطنبول في حوالي 16 ساعة، أما الآن فنذهب إليها في 8 ساعات، وهو مازال في بداية الطريق :

أشرقت علينا مثل الشمس

ووهبتنا جميعاً الحب

حماك الله يا سيدي يا رئيس الوزراء

أنت على رأس المفاوضات

وأنت في سن يؤهلك لفعل أي شيء

أحلامك هي أحلامنا

يا سيدي يا رئيس الوزراء

اعترف بك الجميع أنك قائد العالم

أتاك الجميع وعاهدوك على التحالف

يا سيدي يا رئيس الوزراء

نريدك في كل انتخابات

أصواتنا كلها لك

فلسانك عذب الكلام

يا سيدي يا رئيس الوزراء

لن تضيع جهودك هباء

أدامك  الله علينا وعلى الأمة والوزراء

يا سيدي يا رئيس الوزراء – المصدر : يني شفق .

انتصار حزب العدالة والتنمية في تركيا :

قال الشيخ حامد العلي هذه الأبيات بتاريخ 1/9/2007م  لما سمع بانتصار حزب العدالة الذي رفع الحظر عن الحجاب في تركيا حين صارت رئاسة تركية للحزب :

أبلغت مجد السامق الممدود       كالكوكب الوضاح يوم العيد

في نصرك الوهاج بعد تحجب        بخمار عفة شرعنا المحمود ِ

إن الحجابَ قرين ربات الحجى     والشاهدات شهادة التوحيد

ترنو إلى عزّ العفاف كأنها            ترنو لعزّ في السماء مجيدِ

أهدى لها القرآن ثوب طهارة        وسراج هدي بالرشاد فريد ِ

سعد الحجاب وطهره بحرائرٍ         وسعدنَ هنَّ بشرعة المعبود ِ

لله وجهك في الحجاب كأنه           طهرٌ يشعُّ بنوره المشهود ِ

حرسته أخلاق بأبهى حلّة ٍ           لله من طهرٍ ومن تسديد ِ

لقد سعدت المرأة التركية بالحجاب بعد سنوات طويلة من المنع والتضييق، فغدا وجه المسلمة أحلى في ظل الحجاب، و يا لسعادة الأتراك بعد رجوعهم لأصالة الدين :

ما أسعد الأتراك بعد رجوعهم         كالخير عاد لورده المورود ِ

يا فرحة الترك الكرام بفخرهم         بالدنيا بعد تنكّر وجحود ِ

ما أجمل الإسلام، يصنع مجده      صرحاً يشع بروعة التجديد ِ

إلى دولة رجب طيب أردوغان :

كتب الشاعر د.حسن الربابعة المدرس في قسم اللغة العربية، جامعة مؤتة، قصيدة أهداها إلى أردوغان يقول في صيغة الإهداء :

( هذه القصيدة مهداة إلى دولة السيد رجب طيِّب أردوغان، رئيس وزراء الجمهورية التركية العريقة, تقديراً لمواقفه الشجاعة، ومناصرته الحق ،الذي يدور معه حيث دار، خاصة الحقوق الإسلامية، شأنه في نادي" دافوس" في شهر كانون الثاني 2009م، بحضور شمعون بيريس رئيس الكيان الإسرائيلي، والدكتور عمرو موسى، أمين الجامعة العربية، وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة )

ألا مَـنْ مـبْـلغٌ "رجبا " ســــــــــــــلامي       وتـقديري  "المطيَّبَ " واحترامي

بـأنَّ  "الأردوغـان "جـــــــــريء حقٍّ        عـــــــــــــريـقُ  في الرُّجولةِ، من كرام

بـقـيّـتُـــــــــــــهُ "حـمـيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــديٌّ"ولـيٌّ                  أبـى  تـأجــــــيـرَ حــــــــــاخام الرُّغام

وردَّ  لـوفـدِ "حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــايـيـم "جواباً           عـلى  رُغم الدُّيون ،أنا المحامي

لأرضُ الـقدسِ في الإسلام وقفٌ          مـحــــــــــــــــــــــــــــرَّمـةٌ عـلـى الهود اللئام

وجـاهـدَ عن رُواقِ القدسِ ترْكٌ         عَـلَـوا شـهداءَ في أرض الشآم

سـلامٌ أيـهـا الـشــــــــــــــــــــــــهـداء منا                        مـقـــــــــــــــــــــــــــــــــامـكـمُ هـنـا خيرُ المقام

يهدي الشاعر سلامه لأردوغان البطل الشجاع، الكريم سليل السلاطين العظام، الذين رفضوا بيع أرض فلسطين، وقال لهم السلطان عبد الحميد : إني لا أملك أرض فلسطين لأنها أرض وقف إسلامي :

شـهِـدْنـا فيكَ يا رجبٌ خصـــــــالا   حِجابُ الزَّوجِ، من أحلى وسامِ 

وفـسـتــــــــــــــــــــــــانُ العروسِ لَخيرُ لبُسٍ        فـمـثّـل عُـرسَــــــــــــــــــــــها خيــــــــــــــــــــــــــــــرُ الأنام

تُـقـبِّـلُ  فـي تـأدُّبِــــــــــــــــــــــــــها يديكم                   لَـنِـعـــــــــــــــــــــــــــم  مـقـبَّلا ؛ أدبُ الــــــــــــتزام

لقد ظهرت زوجته مستورة محجبة، في دولة علمانية، وابنتها العروس في حشمة مثلها ، قبلت أيدي والديها على تأدب منها كما هو مبين في صور شاهدة من الانترنت.

شيمون بيريس يعتذر للسيد أردوغان:

لقد بقي (أردوغان) مصراً على اعتذار بيريس له فجاء الاعتذار (يوم29/1/2009م) ليدل على خوف اليهود من بطش الأتراك :

بَـعَـثـتَ الحقَّ لألاءً بـ"دافس"        و"بـيـريسُ  ""تدافَّشَ" في الكلام

أبـاحَ دمـاءَ غـزةَ، بـاشـتهاء           وفـســـــــــــــــــــــفـور يـخـرَّقُ لـلعـــــــــــــــــــــظام

وَثـبْـتَ  بـوجههِ عُثمانَ حُنق          فـأخـنـس  مثلَ شيطانِ الظَّلام

وجـرّمْـتَ  المصفِّق عن ضلال           فـآب  لـرُشـدهٍ ، بـين الزِّحام

وأذكـرتَ الـيـهودَ بفضل تركٍ       حـمَـوا أشتاتَ "جيتو "من حُسام

ولـن يـجـد الـيهودُ بكلِّ دين                       يـشـــــــــــــــــــــــــابـهُ عـدلَهُ ، مسكَ الختام

وموقف أردوغان في مؤتمر ( دافس) يوم ردّ على بيريس، وكذبه أمام العالم، وفضح جرائم جيشه وحكومته، حين استخدموا السلاح الفوسفوري ضد شعب أعزل محاصر منذ سنوات، والأعجب من ذلك أن بيريس اعتذر لأردوغان، ويوجه الشاعر التحية للرئيس المسلم عبد الله غول، فيقول :

وتـقـديـري  لـعـبد الله "غل"               رئـيـسٌ حـازمٌ ، ولـه سلامي

مؤتمر دافوس :

وكتب الشاعر الإسلامي حامد العلي هذه القصيدة بتاريخ 8/2/2009م لما رأى ردّ أردوغان على بيريز الخبيث ومغادرته مؤتمر دافوس بعدما تبجح بيريز بجرائمه وأخذ يدافع عن مجازر الصهاينة في غزة :

لقد سمعوا مـــــــــــــــــن الترك اليقينا        رســــــــــــــــــــــــــــــالة مفهم قولاً مبينا

وقالوا الحقَّ في (دافوس) جهراً        وأسكت عربنا صمتاً مهينا

وأصبح (أردوغان) بلا مـــــــــــــــــــراءٍ         يفــــــــــــــــــــــــــــوق عروبة المتعربينا

ما أروع ذلك اليوم الذي تكلم فيه (أردوغان)، ودافع عن فلسطين وأهلها، وبين للعالم أنهم شعبٌ مظلوم مقهور، كان يفوق عروبة عمرو موسى وحكام العرب الذين صمتوا ولم يؤازروا أردوغان في موقفه، وكان رده القوي على بيريز شجاعة ليست غريبة على الشعب التركي المسلم :

رأى ( البيريز) يفخر بانتفاخٍ          بقتــــــل المســــــــــــــــــلمين المؤمنينا

وكان يقول مـــــــــن سفهٍ كلاماً           ويظــــــهرُ حقــــــد أنجاس دفينا

فألقى الأردغان عـــــــــــــــــــليه رداً           فأغضى، والخبيث بدا مهينا

وقال مقدّمُ الأتراك : فاخسأ          فكم من ظلمكم ذقنا سنينا

وأنتم تقتلون الناس ظـــــــــــــــــــلماً           وأنتم تزعمـــــــــــــــــــــــون المصلحينا

وأنتم تقتلون الطفل طــــــــــحناً            وأنتم أكــــــــــــــــــــــــــذبُ المتكذبينا

بعد أن بين أردوغان جرائم الصهاينة ضد الأطفال، وطموح رئيس الوزراء في دخول غزة على ظهر الدبابة، ثم نهض، وترك الجلسة بكل شموخ وكبرياء :

وقام يمرّ في عــــــــــــــــــــــــــجلٍ ويرقى          ويتركُ مجمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع المتهوكينا

وأمر العرب أصبح في اضطرابٍ       من الذلّ الذي أمسى خدينا

بقوا في مجمع الإذلال صــــــــمتاً           فشــــــــــــــــــــــــاهتْ أوجه المتدللينا

وكلُّ الشأن عندهم خــــــــــــــلافٌ           ســـــــــــــــــــــــوى ذلّ به متوحدونا

فيا أهل العروبة مـــــــــــــــــــــــــــــن نزارٍ           ومـــــــــــــــــــــــن مضرٍ أرى متوثبينا

ويحث العرب على الوحدة والجهاد، ليأخذوا دورهم القيادي الرائد لكل الأمم :

على الإسلام متــــــــــــــحدين كونوا             وعودوا للجــــــهاد موحدينا

وقودوا الفـــــــــــــــــــــــــــــرس والأتراك كلّ             أخـــــــــــــــــــاء فـــــــيه متفقين دينا

جميعاً لا يفرقهم لســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانٌ              ولا عــــــــــــــــــرقٌ له يتعصبونا

إلى ( الصهيون) منتصرين سيروا              لنضرمَ أسَّ دولتها أتونا

لنتركهم ذوي ذلٍّ صـــــــــــــــــــــــــــــــــــــغاراً             ونرفع عن فلسطين الأنينا

وأؤكد للعالم أنه لا عودة لسيادة العرب إلا بالإسلام، ولا عودة لسلطان المسلمين مادام اليهود يهيمنون على مقدرات الشعوب، وينصّبون حكاماً على المسلمين هم كالدمى بين أيديهم .

إلى أردوغان وأمّة الإيمان :

وكتب الشاعر الجزائري (عبد الله ضرَّاب ) قصيدة يبشر فيها الشعب التركي بالفوز والتمكين، فيقول :

أَبْـشِـرْ أَخَاَ التُرْكِ قَدْ لاَحَ السَّناَ بِدَمِي      الـرُّوحُ دَبَّتْ، وَرَبَّ الناَّسِ فِي شِيَمِي

أبـشـرْ  فـقـائـدُكَ المِغـــــــــــــــــــــــــــــــوارُ حَرَّكَها             إذ قـــامَ يَـزْأَرُ لـلـمـــــــــــــــــــــــــــــــــــظـلومِ وَالقِيَمِ

أبـشـرْ فإنَّ صَدَى صَدْعِ الرَّئيسِ بَداَ         كـالـرُّوحِ في رِمَمِ الأخلاقِ في الأمَمِ

أحْـيـا  بِـزَأرَتِـهِ عَـهْـــــــــــــــــــــــــــدَ الإبَاء كَمَا              أحْـيَـا  ابْنُ مريمَ طيْرَ الطِّينِ والرِّمَمِ

أبـشرْ ففي غَضبةِ الفَحْلِ الجَسُورِ سَناَ           قـد يُـتلفُ الصَّوْلَةَ الرَّعْناءَ في العُتَمِ

فالشاعر يبشر الأتراك بظهور فجر الحرية، والإسلام، والعدالة، لقد أكرم الله تركيا المعاصرة بقائد رباني يدافع عن المظلومين، ويخاطب (أردوغان )، فيقول :

يـا أردقـانُ أيــــــــــــــــــــــــــــا مِـغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوارَ أمَّـتـناَ          أعـمـلتَ  حدَّ الإباءِ الحُرِّ في الصَّنمِ

اصْدَعْ، ودَمْدِمْ، صُروحُ الزُّورِ واهيةٌ      فَـصَـولَـةُ الغَرْبِ قَدْ آلتْ إلى العَدَمِ

ابـعـثْ  بِـغَـضْبَةِ أهلِ الحــــــــــــــــــــــــــــــــــقِّ أمَّتنا        اصْـعَـدْ، وأَصْعِدْ بني الأخلاق للقِمَمِ

شَـيِّـدْ  على صفحات الدَّهرِ مَكرُمة             بـالـحـقِّ تـرفـعُـها والعـــــــــــــــــــــــــــــــلمِ والقلمِ

ويحثه الشاعر على تشييد المكرمات، وصناعة المجد، ويدعوه لتوحيد الناس، وأن يكون مغنطيساً لأهل الهدى :

وحِّدْ  رجالَ الإبا في الأرض واسْمُ بهمْ             ارفـعْ  مـكـارِمَـنـا من هوَّةِ التُّهَمِ

جـدِّدْ صُـــــــــــــــــــــــــــــروحًـا لِـعـزٍّ كان يكلؤُنا             داوِ  الـعـروبـةَ مـن ذلٍّ ومن سَقَمِ

كـن فـيـه قُطْبًا ومَغنطْ بالهــــــــــــــــــدى أمماً              فـقـــــــــد  تـعـزُّ وفـي الإسلام تنتظِمِ

كـن  فـيه بحراً وأترعْ بالرؤى شُــــــــــــــــــــــعُباً           لـعـلَّ  مُـعـــــــوجَّ عصــــــرِ الظُّلمِ يستقِمِ

كـن فـيه شمساً وحرِّرْ بالشُّـــــــــــعاعِ حِمَى          قـد دسَّـهَا الغربُ في الأحقاد والنِّقَمِ

حـرِّرْ ، ونوِّرْ ، وطهِّرْ ، تلك دعوتنا              بـهـا  نـطـيـرُ إلى الآفــــــــــــاقِ والنُّجُمِ

سـدِّدْ ، ووحِّـدْ ، وعَـلِّ الشأنَ ثانيةً                شــــــــــأنـا بـنـيـناهُ بالإسلام في القِدَمِ

ويطلب من رجب رطيب أردوغان أن يقذف بالحق على باطل الغرب، فإذا هو زاهق :

يـا أردقـانُ لِـتـقذفْ بالهدى خَبَلا          يُـذكـيـه  غـربٌ يهدُّ السِّلمَ كالورَمِ

والله لـو صـدعـتْ بـالـحقِّ أمَّتنا            مـن قـبـلُ، مـا نالها سهمٌ من الألمِ

والله لـو بَـعـثـت بـالدِّين وحدتَها            مـا  طـالـهـا ظالمٌ بالبطشِ والنَّهَمِ

والله  مـادسَّـهـا فـي الـذلّ عانيةً         سـوى سمومُ الهوى في الحُكْمِ والنُّظُمِ

مـالـت إلـى الغربِ فانهدَّتْ معالمُها      صـارت بـرُكنِ الحقودِ النَّذلِ تعتصِمِ

ضـلَّـتْ فهانتْ ومن خبثٍ له قُسِمتْ      إلـى شـعـوبٍ بـه تشقى وتختصِمِ

صـارتْ  لـديـه لُـقـيـماتٍ مُهيأةً             لِـلـبَـلْـعِ  فـانظر إليها كيف تُلتَهَمِ

لقد سيطرَ الغرب على أمة الإسلام يوم مزّق وحدتها، وجعلها شعوباً وقبائل تتقاتل فيما بينها، ويكيد بعضها لبعض، فتذهب ريحها، وضاعت هيبتها :

يـا  أردقـانُ يُـحـيِّيكَ الوجودُ على           صَـدْعٍ بِـحـقٍّ لـدى غـدَّارة الذِّمَمِ

لـقـد  تـألـقتَ يوم الجمْعِ مُنتصراً           لـلـواهـنـيـنَ  بـغرْبٍ ســـــــــــــــــــــاقطٍ نَهِمِ

فـاصـعـدْ  على قمَّةِ التَّقديرِ مُغتبطاً        كـن نـجـمَ عــــــــالَـمِنا بالحقِّ والكرَمِ

داومْ عـلـى الحقِّ ، أدمنْ عزَّ نشْوتِه       نـوِّرْ  عـقـولَ الورى بالفَهمِ والحِكَمِ

إنَّـا نُـجـلُّ، ونـهـوى فـحــــــــــــــــلَ أمَّتنا       إنَّـا  إلـى الـحقِّ لا للشخص نحتكِمِ

لقد نال أردوغان الأعجاب والاحترام من العالم كله، وسحر الناس بخاطبته وبيانه، ويطلب منه الشاعر أن يستمر بطريق الحق، فالحق أولى بالاتباع من الأشخاص، ويخاطب الشاعر الأمة، فيقول :

يـا  أمَّـةَ الـحقِّ قومي للهدى وخُذي        زِمــــــــام سـيـر الـدُّنـا من أمَّةِ الظُّلَمِ

لا  تـتـركـي نـزوةَ الإفسادِ تُغـــــــــــــــــــــرقها        فـي  الـوهْـمِ والـهَمِّ والآثامِ والسَّقمِ

نـجِّـي الأنام ، فعرقُ المفسدين طغى       قـد سـمَّـم الـخلقَ بالآفاتِ والوَهَمِ

قـد روَّضَ الغرْبَ ، ها قد باتَ يركبُه       إلـى  الـتَّـغطرسِ والإفســـــــادِ والجَرَمِ

يـا أمَّـة الـحــــــــــــــــــــــــقِّ تخليصُ الأنام بما        أولاكِ  ربُّـكِ مـــــــــن نـورٍ فـلا تنَمي

لـقـد  قَـدَحْـتِ شـــــــــــــــــراراتِ العلومِ به     ثـمَّ انسحبتِ ووجه الأرض يَضْطرِمِ

عـودي  لِـتُطْفِي ، سليلُ القِرْدِ يُلهبُها       جـنـسٌ سـفـيـهٌ حقودٌ سافلُ الهِمَمِ

أليس من العار أن يعربد الصهاينة، وهم أجبن أمة، وأحرص الناس على حياة، وراحوا يتفننون بإيذاء المسلمين والأبرياء :

صـهـيـونُ  يُزري بخلقِ الله مُتَّخِـــــــــــــــــــــــــــــــذاً     مـن طـفْـرَةِ الـعلمِ أسبابا إلى النَّقَمِ

في  الفتْكِ ظُلماً وفي الإفساد قد برعُوا    لـكـن  أهـالوا صروحَ العدلِ والقِيَمِ

تـفـنَّـنُوا في الأذى والإثم فانحدَرُوا       أدنـى من الوحشِ في الغابات والبُهَمِ

حـضـارةُ  الغربِ ويْحَ المؤمنينَ بها        زورٌ وظــــــــــــــــــلـمٌ وإثـمٌ في الهوى العَرِمِ

حـضـارةُ  الرُّومِ داءٌ في الوجودِ بما        آذتْ وأخْـنـتْ، وقــــــــد آلـت لتَرْتَطِمِ

فـلا  أبـامـا ولا جـنٌّ يُـقــــــــــــــــــــــــوِّمُـها       تـوقَّـفَ  النَّبضُ، مَيْتُ القلبِ لا يَقُمِ

سـمُّ  الـصَّـهـايـنةِ الأنذالِ دمَّرها          أوهـى مـعـــــــــــــــالِـمَها ، آلت إلى الرَّدَمِ

فـشُـؤْمُـهُـمْ  بَيِّنٌ في خِزْي واقِعها          يـبـدُو عـلـى جَبهاتِ القومِ كالوَشَمِ

يـا  أردقـانُ لـقـد قـامتْ لوقفتكم         كـلُّ  الـبصائرِ في عُرْبِ وفي عَــــــجَمِ

لقد شرّف أردوغان بتلك الوقفة في وجه الغطرسة الصهيونية العالم والأمم المحبة للسلام، وفعل ما عجز عنه حكام العرب وملوكهم فحظي بالحب والاحترام لشجاعته وقوله الحق دون أن يخشى في الله لومة لائم .

رجب طيب أردوغان :

حظيت شخصية رجب طيب بإجماع التيار الإسلامي، فها هو الشاعر المغربي (محمد فريد الرياحي) يمجد تلك التجربة الفريدة في تركيا، حيث بدا رجب طيب جبلاً شامخاً، يسمو برتبته على جميع الرؤساء والملوك، اقتحم الوغى، غير هياب ولا وجلٍ، فيقول :

شامخاً    بالهدى      أنت   يا   رجب

تعتلي       رتبة       دونها       رتب

أنت  أنت  الذي     والمدى    حـَرَب

قمت  من صولة        أمرها    غضب

فاقـتحمت الوغى      والوغى     لهب

قلت   لا  ثم  لا     أنت   يا   رجب

قلتها     بالهدى      نعمت   الخطب

كلمة     فيضها     بالندى     يهب

يا    لها    كلمة     منك      تـُرتقـَب

قد  سمت  روعة      فهي     تـُنتخـَب

شامخا    والرؤي       منك     والغلب

أنت في المرتقى         أنت   يا   رجب

أردوغانُ العَرَب :

وبعد وصول الرئيس محمد مرسي إلى منصب الرئاسة في مصر، خشي التيار العلماني ومن ورائه من النجاحات التي تنتظر مرسي، فخافوا من ( أرودغان العرب)، فكتب الشاعر رأفت عبيد أبو سلمى مادحاً :

زُفوا   البشائرَ   للنخبْ         مُرْسِي الرئيسُ المُنتخَبْ

هو     للبلادِ    أمانها            طوْقُ  النجاةِ  المُرتقبْ

هو  في  السياسةِ ليْثها           أبدى  لنا  فيها العَجبْ

مُرْسِي  الإمامُ  إذا  تلا           مُرْسِي المفوَّهُ إن خطبْ

جافى المضاجعَ والكرَى            يخشى اللظى والمُنقلب

فانفضْ يَدَيْكَ مِن الألى          معَهُ   يُسيئونَ   الأدبْ

هو  أردوغانُ  ولن ترى        إلاهُ   في  دُنيا  العَرَبْ

المعاني أردوغانية، والنظم عربي :

نظم الشاعر السوري (يحيى بشير حاج يحيى) معاني الأبيات التي كان يرددها أردوغان، وسجن من أجلها، وهي :

مآذنُنا  وقد  طالت  رِماح          وخوذاتُ القِبابِ لنا سلاحُ !!

وتكبيرُ المساجدِ وهو يعلو           نفيرُ  موحِّدٍ   فيه  الفلاحُ !!

وعِزّتُنا  بدين  الله صخـرٌ              تعالى لا تُزعزِعُه  الرياحُ !؟

إن أردوغان فخور بقيم الإسلام ومقدسات المسلمين فهو شديد الاحترام لرسالة المسجد، وعقيدته راسخة لا تزعزعها الرياح العاتية .

قصيدة التسونامي الأردوغاني :

كتب الشاعر الداعية الكويتي حامد العلي قصيدة تحت عنوان ( التسونامي الأردوغاني )، نشرت بتاريخ 4/6/ 2013م .أشاد فيها بأصوله الإسلامية العريقة، فقال :

قم يا سليل المجدِ مجد الحوّم ِ          بين السماء على جباه الأنجم ِ

قمْ يا سليل المجد من عرق الأولى      حكموا الدّنا بالنيرات وبالدم ِ

قم أردغان الصانعين حضارةً        سادت على الدنيا بأكرم معلم ِ

فالشاعر يناشد الزعيم (رجب طيب أردوغان) بأن ينهض بقومه ليعيد أمجاد الأجداد الذين بلغوا ذروة الحضارة، وقمة المجد والعلياء، وسادوا الدنيا، وسيطروا على نصف المعمورة، ويحثه على نجدة إخوانه في الشام، فيقول :

فالشام في بحر الدماء وما لها         إلا بني عثمـــــــان بعد الراحم ِ

رأس الطغاة يعيثُ في أركانها        سكينه في صدر شعبٍ مسلم ِ

وبنو العروبة في سبات أو هم ُ        متواطئون مع الخبيث المجرم ِ

لا بدَّ للشام الأبية من ذرا           وذراها أنت مداوياً كالبلسم

لقد عاث المجرم السفاح خراباً ودماراً بأرض الشام، وتواطئ الشرق والغرب على خذلان هذا الشعب وثورته، وليس لها إلا سيوف بني عثمان وجيش الترك الباسل، ويحرضه على نصرة إخوانه في سورية، فيقول :

قمْ حرّك الجيش العرمرم نحوها      واصرخ بجند لا تهابُ تقدّمي

لولا جنود الترك غابر عهدها       ذهبتْ حضارتنا كغنم مقسم ِ

لولا خلافتكم وسيف جهادكم              بيد الخليفة في عرين

لمحى من التاريخ كل فخارها             أعداؤنا وتكالبوا للمغنم

سرْ يا جبين العز جدّد عزّنا         ليس الأسود عن النداء بنوم ِ

جدّد جدوداً للعدالة سيفهم   واهدم بأرض الشام صرح َ الظالم ِ

ضيف الكنانة :

جادت قريحة الشاعر حامد العلي بـأربعة أبيات بمناسبة صلاة أردوغان ومرسي الجمعة بالجامع الأزهر، وكان الخطيب هو فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي :

خلوا الزغاريد في تنغيم بشراها          في مصر تطلق بالتغريد أقواها

فقائد الترك ضيف في كنانتنا           وقـــــــــــــائد النيل بالإسلام أرساها

وشيخ مصر على الأعواد يخطبهم       في أزهر النور يدعـــــــــــــــو ربه الله

يا رب سدّد بهذا الدين أمتنا             حتى ترقى من العلياء أعلاها

تحية لأردوغان :

كتب الشاعر الإسلامي الشيخ حامد العلي ( الكويت ) قصيدة بمناسبة زيارة أردوغان لمصر بعد طرده لسفير الكيان الصهيوني، وهجوم المصريين على سفارة الصهاينة، فقال :

مرحى فمصر تنار والإسلام ُ            وبمصر حيّ وجهك الإكرامُ

الأرضُ حيتْ ، والمآثرُ فوقها             والنيلُ ، والآثارُ ، والأهرامُ

مصرُ الإباء ، وشعبها ، أحرارها            أبناؤها ، وبناتها ، والهامُ

هامٌ لأحرار أقاموا عزّها                       بالثورة الغرّاء يا مقدامُ

حيّوا قدومك هاتفين لمجدنا                   مجد عليه النيرات قيامُ

يا أردغان حللتَ أهلاً قائداً          أنتَ السنام ، وللشعوب إمامُ

أقدمت مصر ؟ فيا هناء لشعبها            فلترفع الرايات والأعلامُ

لقد قدم أردوغان إلى أرض مصر، ومعه أمجاد الخلافة الإسلامية، وحضارة خضعت لها الأمم والأقوام، وهاب بطشها الفرس والرومان، وها هي الأمة تحنُّ إلى الخلافة من جديد :

يا بن الذين من الخلافة صرحهم         في الأرض ذلّ لعدله الظلاّمُ

دين النصارى ، والمجوس، وقمهم        والقسّ، والصلبان، والحاخامُ

يا بن الذين تهيبت من ملكهم           الروس ، والرومان ، والأيامُ

الكاتبين على النجوم مفاخراً              هديت بنور ضيائها الأقوامُ

ويطلب من أردوغان أن يعلنها خلافة إسلامية على منهاج النبوة، فعليه أن يجدد مسيرة الأجداد :

يا أردغان إلى الخلافة أمتي          حنّتْ ، وداعبَ خلدها الأحلامُ

جدّد جدودك أردغان فإننا          جند لكم ، وسيوفكم ، وسهامُ

الوحدة الإسلامية :

ويشيد الشاعر بروابط الأخوة والوحدة التي تربط العرب بالأتراك، هذه الوحدة التي تآمر عليها اليهود ومزقوا شملها :

فالعربُ إخوتكم وفرق بيننا            مكرُ الصليب مع اليهود وئامُ

واليوم دين الله يجمع بيننا                 عزّ لنا ، وموحد ، وعصامُ

هيا نعيد جهادنا ونردّه                 جذعاً ، ليرجع بعده الإسلام ُ

فمتى يحمل هذا البطل الراية، ويتقدم الصفوف ليعيد الجهاد في أنصع صورة، ويرجع أمجاد الجدود .

قافلة الحرية :

كتب الشيخ حامد العلي – حفظه الله – قصيدة في 31/5/2010م حيّا فيها الأتراك الذين تحدّوا الحصار على غزة، وقادوا أسطول الحرية، فلنستمع إلى الشاعر، وهو يقول :

انثر عليها الملابا              نثراً يبلُّ الرحابا

واملأ عبابا رعاها              دراً وتبراً مذابا

وانشد قصائد حتى           تميس ذهاباً إيابا

فغزّة صارت بعرسٍ           عروساً تجرُّ الثيابا

والبحر يرقص فيه           والدور مات طرابا

وزغردتْ هضبات          تيهاً أصاب الهضابا

يطلب الشاعر في مطلع هذه الأنشودة أن ينثر الناس العطر على تلك القافلة ، ويغني أعذب ألحان الجهاد لتميس تلك السفينة ذهاباً وإياباً، ويصور فرحة أهل غزة وأعراسهم بقدوم أسطول الحرية الذي حمل لهم الأمل والفرج ، فيقول مشيداً ببطولة الأتراك وشجاعتهم :

فالترك جاؤوا بسفنٍ    كادتْ تطول السحابا

جاؤوا لكسر حصارٍ        تهوي إليه انصبابا

والناس ترنو إليهم              تعجباً وارتقابا

والقدس صار ضياءً        والقدس عاد شبابا

جاء السفين بغيثٍ          وانهلّ منه عجابا

وسالت دموع الفرح من عيون الشاعر ابتهاجاً بهذا العمل الإنساني النبيل :

الله أكـــــــــــــــــــــــــــــبر إني     جرتْ دموعي انسكابا

والترك أضحى يغني         لها القصيد وطابا

لها مديحي فشعري       يهدي إليها احتسابا

إن تلقهم تلقَ شعباً       شهماً أذلَّ الصعابا

والمجد يزهــــــــــــــــو عليه        فاقـــــــــــــــــــــرأه فيه كتابا

نداء الجهاد :

ولكن فرحة شاعرنا لم تتم حيث أقدم الصهاينة على قتل أبطال الحرية على متن الأسطول واعتقال بعضهم، وحجز السفينة، لقد هزّت مجزرة قافلة الحرية وجدان الشاعر الإسلامي حامد العلي، فكتب قصيدة تحت عنوان ( نداء الجهاد ) نشرها بتاريخ 12 / 6 / 2010م ، يقول فيها :

أمضوا إليهم غضابا               فالسيفُ حلَّ وطابا

والحرب أضحتْ تنادي           قالت : أريد الحسابا

الله أكبر نــــــــــــــــادتْ                 جهادنا ، والقضابا

فاليوم يوم جـــــــــــــــهاد ٍ                     به نجزّ الرقابا

فامضوا أسودا أسودا              حتى تسيلوا الشبابا

إلى الجهاد تداعوا                    صرح يعزّ الجنابا

فالقدس يرنو إليكم               أبدى الشجا والعتابا

يطلب الشاعر حامد العلي من المجاهدين أن يمتشقوا السيوف البتارة، ويعلنوا الحرب على اليهود، ليجزوا رؤوسهم العفنة، فالقدس ينتظر نصرتهم :

أريد حرباً ضروساً            ماذا أصاب الشبابا ؟

فأقبلت بهداها                  تهدي إليه انصبابا

إن تلقتهم تلقَ أسداً            ناراً تذيب الصعابا

حياتهم في يديهم            للقدس تهدي احتسابا

من عاش لله يعلو              حتى ينال السحابا

صلاة أردوغان في الأزهر :

جادت قريحة الداعية الشيخ حامد العلي بهذه الأبيات في تاريخ 14/11/2012م بمناسبة صلاة أردوغان ومرسي الجمعة بالجامع الأزهر والخطيب الشيخ القرضاوي :

خلوا الزغاريد في تنغيم بشراها      في مصر تطلق بالتغريد أقواها

فقائد الترك ضيف في كنانتنا         وقائد النيل بالإسلام أرساها

وشيخ مصر على الأعواد يخطبهم      في أزهر النور يدعو ربه الله

يا ربّ سدّد بهذا الدين أمتنا         حتى ترقى من العلياء أعلاها

أسطول الحرية : أمواج الغضب

وكتب الشاعر الإسلامي المعاصر ( محمد أمين أبو بكر) من سورية، يبين فيها موقفه من مجزرة أسطول الحرية، حيث يقول :

إلى أبطال أسطول الحرية الذين سطروا بدمائهم أروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء .

مـا لـلـبـحـار يُغشِّي موجها الغضبُ      فـي حــــــــلـكـة الليل والآفاق تضطرب

كـم مـركـبٍ حـمـل الأحـلام باسمة       إلـى ذرا الـمـجـد في الأسحار يُرتقَبُ

ألـقَـوا شـراع المنى في اليمِّ وارتحلوا          بـيـن الأعـاصير والأمواجُ تصطخب

يـســـــــــــــــــــــــــــابـق الـريـحَ والآمـالُ تـتبعه         تـحـت الـصـواعق والأهوالُ تنسكب

الـحـب عــــــــــــــــــــــدتـه والـبـذل سـلـعته           وأكـرم الـخـلـق هـم أبـناؤه النجب

رهـط الأشـاوس مـا أثـنى عزائمهم           ذاك الـحـصـارُ بـبـحرٍ مَوْجُهُ لهَبُ

فضح جريمة الصهاينة :

وعند الفجر هجم الصهاينة على أسطول الحرية، وعاثوا فساداً في حمى السفينة، واعتقلوا وقتلوا، هذه الجريمة النكراء هيجت مشاعر الأمم ضد الصهاينة :

عـنـد الـصـلاة صلاة الفجر أمطرهم        نـارَ الـجـرائـم غـدراً جحفلٌ خرِبُ

صـب الـبـلاء عـلـيهم في صــــــــــــــــــــــلاتهِمُ      صـبـاً لـكل صنوف الموت يصطحب

عـاث الـذئـاب فـساداً في حمى سفنٍ       يـغـتـالها القصف والترويع والصخب

الـبـحـر زمـجـر فجراً مـــــــــــــن جرائمهم       فـاسـتـصرخت أمتي في أفقها السحب

هـا هــــــــــــــــــــــــم أفـاعـي نـتـنـــــــــياهو يؤزهمُ          كـيـد الـشـيـاطين والإجرام والكذب

حـب الـجــــــــــــــــــــريـمة يجري في عروقهم        مـجـرى الـدمـاء ومـنهم تنبع النّوب

كـم يـتـموا من رضيع في حمى وطنهـم         مـن دمـاء بـنيه الدهر كم شربوا

وليست هذه أول ولا آخر جريمة ترتكبها إسرائيل، فكم من رضيع قد يتموه، وسل فلسطين تخبرك فيها أنهار الدماء، لقد قتلوا الشيخ الكبير، والنساء، والأطفال، كما قتلوا الأمل في عيون الشباب ..واعتدوا على أزهار فلسطين الجميلة :

سـل فـي فـلـسطين أنهار الدماء دجى      عـلـى الـسـفـوح أمام الخلق تنتحب

تـبـكـي  فـجـائـعَـهـا دوماً مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــآذنُنا              بـيـن الـعـوالـمِ والـمحرابُ والقُبَبُ

صَبُّوا الرصاص على الأزهار في صلف  ضـجـت  لـه أنـجـمُ الآفاقِ والشُهُبُ

فـاهـتـزت  الأرض وارتجت جوانبها       واسـتـفـحـلـت حولها الآلام والكرب

والـخـافـقـان على أطرافها اضطربا            لـمـا تـزلـزلـت الأجـبال والهضب

أزاهـر  الـسـلـم فـي أيامنا احترقت        مـن  غـدرهـم وغـذاء الطفل يستلب

وكـل  نـبـتـة حـب مـن مـكائدهم        فـي كـل سـانـحة في الكون تُغْتَصَبُ

هـذي فـلـسطين جرح القلب في وطن      أقَـضَّ  مـضـجـعـه التقتيل والحَرَبُ

لا  بـد مـن جـعـلـهـا للمعتدي جدثاً                تـروي حـكـايـتـه الأغـوار والنقب

لقد وحّد هذا الحادث الجلل الأمة حيث امتزج الدم العربي بالدم التركي فوق أسطول الحرية :

أسـطـول حـريـة حـمـراء وحَّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــدنا          فـي  الـتضحيات وآساد الحمى غضبوا

مـا هـيـج الشعرَ عبر الدهر من حدثٍ        كـمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا يـهـيـجـه فـي أمتي الغضبُ

ويربط الشاعر بين ماضي تركيا المجيد بحاضرها السعيد، فها هو السلطان محمد الفاتح، يقود سفينة الحرية التي كان رجب طيب أردوغان ربانها وملاحها :

مـحـمـد الـفـاتـح الـمـقدام قاد به               يـا  قـــــــــــــــــــــــــــــومُ بـارجـــــــــــــــــــــــةً ربَّـانُـهـا رَجَبُ

سـفـيـنـة  الله أجـراهـا بـقـــــــــــــــــــــــدرته              فـي  الـعـاصـفات وهذا الكون يلتهب

لقد عجز الشعر عن تصوير سيرة أسطول الحرية، حيث فرحت به البلدان، وغنت له دمشق وحلب ...:

أسـطـول  حـريـة حمراء قد عجزت           عـن سـرد سـيـرته الأشعار والخطب

غـنَّـت  دمـشـق له يا صاح في فرح          وزغـردت  حـولـه فـي بـهجة حلب

الله  أكـبـر كـم فـي ركـبـه بــــــــــــــــطلٌ            فـي كـل نـائـبـة تـعــــــــــــــــلو به الرتب

طَـودٌ  تـعـانـقـه الأمـواج شــــــــــــــــــــــامخةً             رايـاتـه فـــــــوق هـام الـنـجم تنتصب

أبـطـالـه  الأسـد فـي الـهيجاء إنَّهم             أمٌّ لــكــل بـطــــــــــــــولات الـدنـا وَأَبُ

لقد كان على ظهر تلك السفينة ثلة من الأبطال الصناديد، فيهم العربي والتركي، ويشيد بالأمجاد التي سطرها أحفاد العثمانيين ، فيقول :

الـعـربُ  والـتـرُّكُ فـي تاريخ أمتنا           أســـــــــــــــــــــدٌ أُبـاةٌ إلـى إسـلامـنـا انـتسبوا

يـداهُ عـيـنـاهُ إن نـابـتــــــــــــــــــــــــــه نـائـبةٌ         بـيـن  الأنـام هُـمُ والـســـــــــــمر والقضب

صـحـائـف الـعـز والأمجاد سطرها         أحـفـاد  عـثـمـان كم هم للعلا سبب

لقد كان العثمانيون أبطالاً في الحروب، قلعوا الأعداء من جذورهم، وصنعوا المعجزات ودامت إمبراطوريتهم خمسة قرون، جثا خلالها الأعادي أمام سلطانهم :

كـم  مـزقـوا الـجحفل الهدار واقتلعوا          جــــــــــــذور  كـل عــــــــــــــــــــــــــــدو أيـنـمـا وثـبوا

أبـطـالـهـم شـيدوا في الكون معجزة        تـاريـخ أمـجـادهـا ضاقت به الكتب

جــثــا  الأعـادي أذلاءً أمـــــــــــــــــــــــــــامَـهُـمُ              يـوم الـكـريـهـة لـم تحمــــــــــــــــلهم الركب

نـور تـألَّـق فـي الأكـوان مــــــــــــا صنعوا                وقـمـة  الـفـخـر في العلياء ما كتبوا

ويتوجه الشاعر بالمديح إلى الزعيم رجب طيب أردوغان الذي سطّر المفاخر وأجبر الصهاينة على الركوع حيث طرد السفير الإسرائيلي واستدعى سفير تركيا في فلسطين المحتلة ، مما جعل اليهود يقومون بالاعتذار ودفع الفدية والتعويض على أهالي الشهداء :

سـطـرت يـا أردغِـانُ الـيوم مفخرةً      يـا قـلَّـمـا شـهـدت أمـثالها الحقب

فـهـل يـودع كـهـف الـنومِ في شمم                 بـيـن الـخـلائـق في أيامنا العربُ؟!

اللؤلؤ والمرجان بانتصار بني عثمان :

وكتب الشيخ حامد العلي قصيدة أخرى بمناسبة فوز حزب العدالة بالبلديات عام 2014م مما يضمن له الفوز بالبرلمان :

فرح الزمان ، وحلّت الأفراحُ          وجلت عن الترك الكرام جراح

سقط الألى كادوا بتركيا الأذى        هــــــــــــــــــزموا بذل في البلاد وناحوا

خلفان ، والدحلان ، غولن والتي       تُدعى قناة حبيتر ، أشبــــــــــــــــــاحُ

لجموا كمن حاضت فلطخ ثوبها          بين الرجـــــــــــــــــــــــال فعـــــــارها لوّاحُ

يا سوء طلعتهم ، وقبح فعالهم           جنـــــــــــــد لهم بالمخزيات جماحُ

لقد تآمر على المجاهد حفنة من أراذل العرب، خلفان، ودحلان، وأذناب الشيطان، وأغدقت الأموال لإفشال أردوغان في مشروعه الإصلاحي، ولقد خابوا وخسروا، وجاءت نتيجة الانتخابات مخيبة لآمالهم، فضاعت أموالهم سدى، ويشيد الشاعر بإصلاحات أردوغان ذات المضمون الإسلامي المستنير، حيث قاد رجب طيب سفينة الإيمان التي سارت لا تبالي بالرياح، فكان أردوغان نعم القائد لحلّ المعضلات، جعل القرآن مصباحاً يستنير بهديه، واقتبس من حضارة الإسلام الإشعاع الروحي :

وجـــــــــرت سفينة أردغان ببحرها            وشرعها الإسلام والإصلاح ُ

ربـــــــــــانها في الترك خير رجـــــــــــــــالها              أعـــــــــــــــــــــوانه للمضلات رماح ُ

يجرون بالرشد الأمـــــــــــــور جميعها               والدين بين عيونهم مصباحُ

بحضارة كانت تشـــــــــــــــــــعُّ بنورها             فتضيء من إشعاعها الأرواحُ

عاد الزمان بها لسابق عهدها               فيرى بأفق قدومه الإصباحُ

يا ترك سيروا شامخين إلى العلا              إن الحيــــــــــــــــاة عقيدةٌ وكفاحُ

الإشادة بالفوز الساحق في الانتخابات البلدية :

وكتب الأستاذ الشاعر محمد جميل جانودي قصيدة تحدث فيها عن فوز حزب العدالة والتنمية في تركية بالانتخابات البلدية التي جرت في آذار 1435ه / الموافق 2014م ، وبين فيها مكر الأعداء وخيبتهم ، فنظم هذه القصيدة التي نشرت يوم الأحد 29 جمادى الآخر 1435ه / الموافق 30 آذار 2014م :

يوم ٌ أطلّ عــــــــــــــــــــــــــــليك يا تركيا           والزهر أضحى في رباكِ نديّا

لا بل أطلَّ على الدنا فأضاءها          وغــــــــــــــــدوت فيها كوكباً دُريَّا

وبلابل الأناضول يسمع شدوها          متشوق من قبلُ كان خفيّا

فتطير في طول البلاد وعرضـــــــــــــها        جذلى وترقى في السماء رقيّا

كتبت على صفحات أجنحةٍ لها           آياتُ نصرٍ سطّرته جليّا

لقد ابتهجت الأكوان بهذا النصر حتى الطيور غردت فرحاً بفوز العدالة، وازهر الربيع، واكتست الأرض حلة سندسية خضراء، وتزينت بأثواب النصر القشيبة :

هفل الربيع على مدائنك التي          لشذاهُ تاقتْ بكرةً وعشيّا

كانا ربيعين اللذين تعانقا            متعاهدين على البقاء سويّا

فربيعُ نصرٍ (للعدالة) مزهرٌ                وربيعُ دنيانا بدا ورديّا

هذا يسرُّ الناظرين بلوحةٍ               ألوانها تبدي الوجود بهيّا

وأخوه يورقُ ثم يثمرُ أمةً               كلُّ امرئٍ فيها غدا مهديّا

لقد تزامن ربيع نصر العدالة بقدوم فصل الربيع، فازدادت الدنيا حسناً وجمالاً :

كلُّ امرئٍ فيها يفاخرُ قائلاً            أنا من بلاد النور من تركيا

والناسُ تغدو أو تروحُ ولا ترى           فيهم فقيراً مُعدماً وشقيّا

يوم علتْ فيه البلادُ مكانة ً            وغدا مقامُ الصالحين عليّا

تصوير خيبة الفاسدين :

لقد انطفأت نيران الفساد، وتمرّغت سمعة المفسدين في التراب، وخففت تلك الأصوات النشاز، وما النصر إلا من عند الله :

يومٌ خبتْ نارُ الفساد ِوأطفئتْ        وهوى مقامُ المفسدين دنيّا

والبيناتُ أتتْ كشمس ٍ في الضحى  لكنَّ بعضَ الناس كان عميّا

لم تبق فيك مدينة أو قرية ٌ                إلا وكانتْ معلماً مأتيا

هبّت عواصفُ شانئيكَ بليلة ٍ          والحقدُ منهم قد بدا مرئيّا

نفثتْ صدورهمُ دخاناً خانقاً           حجبتْ به مكراً لهم مخفيّا

واستنفرتْ ما قدّم الشيطان من              أدواته زوراً أتوا وفريّا

أبواقه ، أقلامه ، ورجاله                 ونساؤه كانوا له سخريّا

كم حاولوا إطفاء شمس ظهيرة ٍ       ما كان من إغوائهم محظيّا

عبثاً وعادوا خائبين لأن من            أغراهم في ذاك كان غبيّا

ونسوا بأن الله مبطلُ مكرهم              فغدا هباءً محبطاً ورديّا

قائد المسيرة :

لقد عمّ النور البلاد، وأصبح العيش هانئاً، وكل ذلك جاء بسبب سهر قائد المسيرة رجب طيب أردوغان على راحة المواطنين الذين بادلوه حباً بحبّ :

والنورُ عمَّ على البلاد بأسرها          والعيشُ أصبح هانئاً ورخيّا

قادَ المسيرة َ فارسٌ لم ينهزم             قد كان عند مليكه مرضيّا

رجبٌ وإخوانٌ له من حوله         هجروا الكرى حتى غدا منسيّا

بذلوا وجادوا بالنفيس وما غلا       وعطاؤهم في الله كان سخيّا

نــــــورٌ أضــــــاء لِــتُــــــرْكيَّـــــا مسيـــــــرتَــــــــــها :

وكتب الشاعر جميل جانودي قصيدة أخرى نشرها يوم الاثنين 15/شوال/1435 الموافق 11/آب/ 2014يقول فيها :

فيض من النور فـــي باكـــورة السحَـــر****قَد شع بالبشر مهْــــديّـًا إلـــى البشــرِ

يسري مـــــع الفجــــر بالآمــــال يحملُهــا****والنّفـسُ في بهجةٍ تسمو مع الخبرِ

نــــــورٌ أضــــــاء لِــتُــــــرْكيَّـــــا مسيــــــرتَــــها****  من بعـدٍ لـــيلٍ شكا منْ غَيبـةِ القمـرِ

عُرسٌ أقـــــيـــْم عــــلى أحضـــان رابِــيـــــةٍ****  أو بطن وادٍ وفي بـــدْوٍ وفي حضـر

عُـــرسٌ أقيم وفيــــه الرّوضُ ذو عبــــقٍ****فيه الورود زهَـــــــت كالمخـمَل النّضـرِ

عـــرسٌ تربّـــــــــــــع فوق العرش صاحبُهُ****  وكان يَعـــــلوه أعْــــــمى فاقِـد البصـــر

أنّـــــى يُوجـَّـــــــــــه لا جــــــدوى لِوِجْـــــهَتِـــهِ****  يُلقـــــيـــه قــائــده في أْعمـــــقِ الْحفـــــرِ

عُــــــــرسٌ يفـــــــوح بعطـــــرٍ كان مبعثَـــهُ****  أنفاسُ طيبـــــةَ تُحيــي كل منْـــــكــــدرِ

لقد عمت الأعراس ربوع تركيا نتيجة فوز العدالة واستشر الناس خيراً، فارتفع الآذان في المساجد، وزال الهمّ عن الناس، ...

فيه المــــــآذنُ غَـــــنّـــتْ خـــير أُغْــــنيـــــةٍ****لَــم تشدُ مُـــمْســكةً بالنّــاي والـــــوتــَـــــرِ

بل كان حَـــــبلٌ من الرحمن لُحمتَهــــــا****أمّـــا سُــــــــداهـــا فآيــــاتٌ مِــــــن الزُّمـــرِ

"الله أكـــــبر" دوّتْ فـــــــي مــــرابعِــــــهـــــا****فعَـــزّ ذو وبـــرٍ في الأرض أو مـــدَرِ

يا حــامِـــلَ الهـــمّ ألْـــــــقِ الهمّ وارمِ بــــهِ****ما زلـــــتَ تحمــــلُهُ ردْحــــًا من العُمُــــرِ

لمّــا هــَـــوتْ خيْــــــمـــةُ الإســــلام باكيــــةً****وذلّ من بعدِهـــا الآســادُ من مُضـرِ

والصِّيْدُ في الأرضِ لا مأوى يضمُّـهُـمُ****ما بـين مُعتقَــلٍ فـــــيها ومُحْـــتَــضــــرِ

شـــعــوبُــــنـــا ابــــْتُــــلِيَـتْ بفَـــــــاسِقٍ خَـــرِقٍ****في عــقْلــهِ خَـــــــبَــــلٌ للحـــــلْمِ مُفتــــــقِرِ

أو جـــاهِــــلٍ حَمِقٍ، في حُكمـــــــهِ نــزِقٌ****إن لم يكن أصــلُه مــن منبِـــتٍ قــذِرِ

في كفّـــــــــــهِ خِنـــــجَـــــرٌ بالسّـــمّ طعّـــمَــه****في جــوفِــــه حــمَــمٌ بالحقـــدِ مُستَـعِـــرِ

آن الأوانُ لِــــــكَـــــي نَـــْنسى مآســــــــيـَـهُ ****قــــد دكّ "طيِّـــبُـنا" معــــاقـــــلَ الخطـــرِ

أصنـــــامُهــــا سقطتْ في قعــر مزبــــلةٍ****  فأصبَــــحت عِبـــرًا لكـــــــل معْـــــتَــــبــــِــرِ

ويبشر السلطان بأن حفيده أردوغان قد سار على درب الفاروق، وراح ينشر العدل:

عبدَ الحميدِ ألا فانْـــظر بعين رضًـــى****هـــذا حفيــــدُك يُحْـــيي ســــيْــرة العُمَــــرِ

وقَـــــــــــرّ عيــــنـــًا بمَـــــــا أهــــدى لأمتنـــا****  مقتبِــــسًا هـــديَــه مِـــــن غُـــــرر السّـــوَرِ

مُحــــمَّــدٌ، إن غـدا في فتـــحــــه بطلًا****  لمّـــا بــهِ بشّــــرتْ أعَـاظِــمُ السّـــيَـــرِ

أردوغان مفتاح النهضة :

وبقيت تركيا تتيه في عمى الجاهلية تصحو أحياناً، وتنام أكثر الأوقات حتى جاء أردوغان وحزبه ، فكانت بيديه مفاتيح النهضة والعدالة والعمران :

فَـــــــإنّ في رجَــــــــبٍ وجُـــــــلِّ إخــــوتِـــــهِ****   مفْـــــتــَــــاحَ نهضتنـــــا لكلّ ذي نَــظـــــرِ

وإنّ في قـــلبــــِهِ نـــورًا يســــــــيـــــــــرُ بــــهِ****    فجـــرًا وعصـــرًا وفيــــه لـــــذَةُ السّحَــــــــرِ

ما كانَ في صـــدرهِ حـــقدٌ عـــلى أحـدٍ***مـــدّتْ يـــــداهُ لِـــمَــــــن وافــــاه بـالــــنّــــذُرِ

لَــــــــم يَــــبْـــــــقَ ذو عَـــوزٍ إلا وأكْـــرمــــه****   فارتــاح من سأمٍ يُضنيــه أو ضجــــرِ

وهَـــبّ مُـــــــــنْــــــتَــــصـــرًا لمــن بــــهِ ألـــــمٌ****   من أجـــلِه، واقفًا، قـد بات في سهـــرِ

آواهُ يُسْـــــعِـــــفُــــــهُ والأمْــــــــنَ يمْـــنَحــــُـــهُ****   باللّطــف يحمـــلُه في المسلَـكِ الـــوعِـرِ

والشّـــــــامُ مهجتُه ومِــــصــــــرُ هاجسُــهُ****   وغَـــــزّة عِــــــــنده فِــــــــي مقلـــة البصــــــرِ

قـــــد عـــاد شَـــانِــــئُـه بالــذُّلِّ مُـــتَّشِحـــــًا****    وبـــاءَ في خيـــبَةٍ، وصـــار في خــــوَرِ

فاز أردوغان :

وكتب الشاعر  عز الدين سلامة يهنئ حزب العدالة والتمية التركي بفوزه المريح في الانتخابات البلدية التي جرت في آذار عام 2014م :

فاز الأردُوغانْ

وَنِعِمَّ أميرٌ للمؤمنينْ

رَجَبٌ طَيِّبٌ سلطانْ

أبيضُ الكفِّ مقدامٌ

ليسَ ذا خَوَرٍ في الوغى

كاللاهينَ في الفسقِ والسيقان

إنه أمير المؤمنين رجب طيب أردوغان، الطاهر الثياب، الشجاع المقدام، الذي لا تعرف عزيمته الخور والكسل، فهو لا يشبه الحكام الذين يركضون وراء الشهوات الرخيصة، والفسق والمجون :

فازَ الأردوغان

قاهِرُ الحاقدينَ ومَن رَهَنوا

أو من باعوا شَرَفاً وَضَميراً وارتَهَنوا

للغربِ يسوقُ خِطاماً للرأسِ

وَيَهزُّ لهم إسفيناً في الإسِّ

من أجلِ كراسٍ أو تيجانْ

لقد جاء فوز أردوغان بالانتخابات رغم حقد العملاء والمأجورين وأذناب الغرب، الذين ضحوا بكرامتهم من التيجان المزيفة، ويوجه نصيحة إلى عباد السيسي، الذين خانوا عهدهم مع الرئيس المنتخب :

فاز الأردوغان

فلتعتبروا يا عُبّاد السيسي

يا من خنتم سلطاناً بالأمسِ

فخلعتم شهماً ورعاً

أسَدُ النيلِ المُرسي

ولعقتم أحذية تٌرمى

من أقدامِ الخَرفانْ

لقد فرح أهل فلسطين بفوز القائد أردوغان، وابتهج المحرومون في غزة، ويأمل الشاعر بفرحة حلب الشهباء، ودمشق الفيحاء بهذا الفوز :

فاز الأردوغان

ففرحنا في القدس

والمظلومين بغزَّةَ قد فَرِحُوا

مثل الأَتراكِ بأنوارِ الشَمسِ

فَلْتَفرحْ شَهباءٌ والفَيْحا بالعُرسِ

ولتخرس أبواق الشيطان

لقد كان هذا الفوز الساحق حجراً ألقمه أردوغان لأبواق الشيطان، وأفراخ المحافل الماسونية .

الرئيس رجب طيب أردوغان : clip_image011_b1e8a.jpg

حظيت شخصية الزعيم رجب طيب أردوغان بحظ وافر من اهتمام الشعراء الإسلاميين سواء عندما كان رئيساً للوزراء، وحين صار رئيساً للجمهورية ، حيث

جرت الانتخابات الرئاسية لأول مرة بشكل مباشر من الشعب التركي، وذلك في 10 آب 2014م وترشح لها ثلاثة أشخاص هم : رجب طيب أردوغان، وأكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وثالث كردي هو  صلاح الدين تمرتاش، حيث فاز أردوغان فوزاً ساحقاً ومن الجولة الأولى .

وكالعادة هزّ هذا الانتصار مشاعر الأدباء والشعراء الإسلاميين، فها هو الشاعر محمد الخليلي يكتب قصيدة تحت عنوان : الطيب رجب أردوغان : فخامة رئيس الجمهورية التركية ) حيث يقول :

أطيرُ دون جناح نحو تركيا         فقد غدا الســـــعد والأحلام ورديا

أشدو لغزّة أم أحدو لتركيا ؟      أكاد مـــــــــــــــن فرح أضحى حماسيا

يا من فدى غزة والعرب تنكرها     أصبحتَ رمزاً لما قد عزّ قدسيا

أنت الزعيم بما قدّمت من قيم     (بيريز) من دهشٍ قد صارَ جنيا

عبد الحميد تعالَ اليوم شاطرنا      أفراح مـــــــــــن جددوا أمجــــاد تركيا

حفيدك البرّ (أردوغان) في سبقٍ     مع النجــوم ينادي للعلا : هيا

فالشاعر يطير فرحاً بهذا النصر الذي هو نصر لغزة بل لكل العرب والمسلمين، لقد فدى أردوغان غزة يوم تنكر لها أبناء جلدتنا ، ولكن حفيد السلطان عبد الحميد أعاد للأمة وجهها المشرق، ويصور روعة النصر وعظمته فيقول :

شوّال أدبر فنحن اليوم في رجبٍ     أسعــــــــــــــــدنا النصـــــــــــــر إنسيّاً وجنيــــــــا

فطيب بالوفا قد ضاف أمتنا       لا ينكر الفضــــــــل إلا مـــــــن بغى غيّا

أزفها بشــــــــــــــــــــرى لكلّ أمتنـــــــــــــــــا     فالأرض من طربٍ تطوي المدى طيّا

وللشاعر محمد الخليلي قصيدة أخرى تحت عنوان ( صبيحة فوز أردوغان) يقول فيها :

الخبر والأفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراح والأنغـــــــــــــــــــــــــامُ والظــــــــفر

صباحٌ وجهه طــــــــــــــــــــــــــــلقٌ يضاهي طلعة القمر

صباحُ الترك ممـــــــــــــــــــــــزوجٌ بما قد نال مــــــــن وطر

صبـــــــاح لم يزل ألقاً برغم الوجـــــــــــــــــــــــد والكدر

فغزة بالدما غرقتْ بسيف العرب مــــــــــــن غدر

وفي شام الهدى هـــــــــــرج وقد أضحى بلا ستر

فأنعـــــــــــــــــــــــــــــم ربنا فضـــــــــــــــــلاً علينا اليوم بالنظر

ويأتي على رأس هؤلاء الشعراء الذين أشادوا الرئيس أردوغان شاعر الثورة أنس الدغيم الذي صاحب الانتخابات البرلمانية عام 2015م لحظة بلحظة، فراح يسوغ موقفه من أردوغان بأنه يأتي نصرة للدين الذي جمعه بأردوغان فهو موقف يقوم على المبدأ، وليس من أجل المصالح الدنيوية الزائلة:

رأينا فيك للإسلام عزاً           ولولا ذاك ما كان الدعاء

وضمن شعره ، واقتبس من كلمات أردوغان بعض المعاني : 

نحن أقوى بالله والإيمان           لا بثلثي مقاعد البرلمان 

وكان الشاعر أنس الدغيم مرابطاً أثناء الانتخابات وفرز الأصوات ينقل لنا أخبارها بالتفصيل فحين فرز ربع الأصوات، وظهرت بشائر النصر قال : 

قد تم فرز الربع من أصواتهم        والفوز للإسلام أصبح ظاهرا 

وكان مؤشر الأصوات يعلو، وينخفض ، وكأنه يتلاعب بأعصاب العاشقين :

ما بين نسبة صندوق وصاحبه       يغير الله من حال إلى حال 

ولكن شاعرنا يعلق أمله بالله لا بالصندوق:

علقت أمالي ببابك ضارعا          إذ علقوا الآمال بالصندوق

وقال مؤكداً على المبدأ قبل المصالح والانتخابات والنتائج :

والله ما الصندوق أكبر همنا            لكن أكبر همنا الإسلام

وقال مخاطباً الزعيم أردوغان طالباً منه شكر الله على هذه النعم  :

حمداً لمن أعطاك سؤلك يا رجب    هذا عطاء الله فاسجد واقترب 

فسجد أردوغان شكراً لله ، وسجد شاكراً كلُّ المحبين ....

وراح الشاعر يرد على خفافيش العصر في دبي الذين قالوا إن أردوغان كان يبيع العصير في شوارع تركيا، فكتب أنس الدغيم يقول :

شكراً لبياع العصير ومن سقى            أمماً بكف يمينه وشعوبا

بالسلم والإيمان أسس عالما            حراً ويشعل آخرون حروبا

يا أردوغان الخير يا مطراً من الإيمان         يغسل بالجلال ذنوبا 

إن ضاقت الدنيا بمثلك سيداً        فلقد سكنت لواحظا وقلوبا 

وخلص الشاعر إلى مديح أردوغان ، ولكنه ليس بمديح شعراء البلاط بل هو مديح القادة المسلمين وتشجيعهم على الثبات على المبادئ وإلا فما عسى أنس الدغيم أن يستفيد مادياً من أردوغان : 

تقبل الله هذا الوجه يا رجب               يا طيباً يرتجيه الترك والعرب 

لو أن كل حروفي أصبحت ذهبا    لأرخص الحرف في معناك والذهب 

والله نرجو لأن يرعاك يا جبلاً           هو المرجى فنعم الركن والسبب 

وقال الشاعر مهنئاً حزب العدالة الذي يعتبر نصره نصراً للمسلمين في شتى الأصقاع : 

حزب العدالة إن نصرك نصرنا        والحر يفرح حين حر يفرح 

إنا على آهـــاتنا وجــــــــــــــــــــــــــــراحنا         إنا وإن كنا نبـــــــــــــاد ونذبح

لنسرُّ للشــــــرفاء حين رؤوسهم          لا تنحني وعدوهم يترنح

أعلام وأقزام :

كتب الشاعر أنس دغيم يقول بعد إسقاط الطائرة الروسية :

أردوغان :

حذار فلستُ بشاراً !! لتمشي       على أرضي وتصعد في سمائي

بوتين :

أن من روسيا العظمى فحاذرْ         مساسي فالفضاء هنا فضائي

أردوغان :

أنا من أمة الإسلام ربي                  معي والدين منبع كبريائي

بوتين :

أنا النووي والفيتو ويكفي             وهذي الأرض ملك الأقوياء

أردوغان :

لعمرك لا يكون الملك ملكاً             يقــــــومُ على لحوم الأبرياء

وإن غــــــــــــــــــــداً لناظره قريبٌ               ويسقطُ كلّ باغٍ بالحذاء ِ

صقر الإسلام :

وهاجت مشاعر الحماس في قلب الشاعر مصطفى الزايد فكتب قصيدة يمجد فيها بطولة الطيار التركي الذي أسقط الطائرة الروسية في 24  نوفمبر عام 2015م يقول فيها :

أسقط فمثلك يسقــــــــــــط الغدارا           والقاصفين بشامنا الأحرارا

لو كان يعلم أن سهـــــــــمك كامل         في الجو يرقب زلة مــــــا طارا

أسقط عقاعق في سمانا استنسرت         إذ لم تحد من أرضنا إنكارا

مــــــــــرت مصفرة فـــــــــــــــــــويق ديارنا             فكأنما كانت تجوب قفارا

حتى إذا مسّت حمـــــــــــاك أريتها            أن القـــــــــــــفار به تصير ديارا

علمتها أن الذلة لن ترى      في أرض حرٍّ للعبور مسارا

ويخاطب رجب طيب أردوغان، فيقول :

كبرْ فديتك – أردوغان – فأمتي    ولادة لا تعـــــــــــــــــدم الأحرارا

بستان عزَّ من غــــــــــــــــــــراس محمدٍ     أشــــــــــــجاره لا توقف الإثمارا

واضرب فسيفك راع لينياً ومن  شحنوا السلاح وأرهب الطيارا

تهنئة شامية

وكتب الشاعر الإسلامي يحيى بشير حاج يحيى قصيدة يهنئ فيها الأمة الإسلامية بمناسبة فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التركية التي جرت في 1/ 11/ 2015 ويرد على الخائفين:

سالت ما سبب العــــــــــــــويل         قالوا : لقد فاز الاصيل !! 

وسينتهي دور الدخـــــــــــــــــــيل         ونكون في البـــــــــــلد البديل 

هل يرتجى خير بمـــــــــــــــــــــــــــــــن           ساوى القبيح مع الجميل

فأجبت : ضاعف حزنهم               يا رب بالهم الطويل ؟

وقال في قصيدة أخرى جاءت تحت عنوان تهنئة شامية : 

هنيئاً لإخواننا المسلمين           بفـــــــــوز العدالة والعادلين 

فنعم الجوار لنا في الشام          ونعــــــم الإخاء به نستعين 

فنحن على سنة المصطفى         ينير دنانا الكتاب المبين 

سيخزى المجوس وأشياعهم     وبوتين راس الطغاة اللعين ؟ !

فصبراً فليس سوى جولة           يذل الإله بها المجرمين ! 

أردوغان لايرضى الهوان :

وجه الشاعر الإسلامي يحيى بشير حاج يحيى تحية إلى رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا عام 2009م يقول فيها :

لأنك طيبٌ يا أردوغان              فلا ترضى لقومك أن يهانوا

ولم ترض السكوت عن المآسي   كما سكتَ الخوالف واستكانوا

فلا عُدمت – أخا الإسلام – فيكم       حمية مسلم والعنفوان

صرختَ بوجه من سفكوا دمانا          بغزة فاستطير لها الجبانُ

ونال المرجفين ومن تولوا                  هوانٌ ليس يعرفه هوان ُ

فكم من غضبة للحق تعلو            وقد خرس المراهن والرهان

فللأتراك منا كل ودٍّ                       وألف تحية لك أردغان – نفثات شامية .

إن فوز العدالة جاء تتويجاً لمراجعة الأخطاء خلال خمسة أشهر ..عملت فيها ماكينة الحزب على تلافي الأخطاء ...والتواصل مع المستقلين ..وجاءت نتيجة تراجع شعبية الأحزاب العلمانية

الشعب الجمهوري - 1

الحركة القومية - 5 .

الشعوب الديمقراطية - أكثر من 1 بالمئة .

ويتوقع المراقبون أن يكون هذا الفوز يمتد أثره إلى أكثر من عشر سنوات قادمة إن أحسن حزب العدالة العمل ، ولم يركن للأحلام .

فوز العدالة :

وكتب الشاعر الشيخ الداعية الكويتي  حامد عبد الله العلي قصيدة بتاريخ 1/ 11/ 2015 مهنئاً الشعب التركي والأمة الإسلامية بفوز العدالة :

يا ذات حسن بالبرية جائر         يرمي القلوب بسهم رمش فاتر

غطي فديتك حسن وجهك إنه       بالروح يجرح كالصريم الباتر 

شدي نقابك فالخدود مصيبة         والثغر بلوى في فؤاد الناظر 

الحان صوتك كالكمان بنغمة        تجني على لب التقي الصابر 

كم من قتيل بالجميلة قد قضى        لا ثار في دمه بسيف ثائر 

كلا ولادية ولا نصف ولا              ربع يساق إلى وريث عاثر 

وبعد هذه المقدمة الغزلية يعرج إلى غرض القصيدة الأساسي ألا وهو التهنئة بفوز حزب العدالة والتنمية فيقول :

دع ما تقول من التغزل يا فتى      وامدح نتيجة فوز حزب ماهر 

حزب العدالة والنزاهة فوزه              فوز لكل مكافح ومغامر 

يبغي حياة للشعوب كريمة           في ظل حكم بالعدالة سائر 

ويمدح أردوغان الذي قاد شعبه نحو المجد والمعالي فكان بحق مجدداً في السياسة وأعاد إلى الذاكرة مجد بني عثمان وأسطولهم الذي كان يشق البحار :

إني رأيتك أردغان أخـــــــــــــذتهم          نحو المعالي حاصدا لمفاخر 

انت المجدد بالسياسة عهد من          ســـــــــــــاروا بتركيا لمجد زاهر 

لما علت فوق النجوم بعزها            عز الخلافة بالهلال الظافر 

اسطولها شق البحار مهيمنا            حتى تحكم بالمحيط الزاخر 

تلك الحقيقة ليس ينكرها سوى         متعصب ومعاند ومكابر 

قد خطها التاريخ ذرا فاخرا             في عسجد مترصع بجواهر 

إنا نهنئ أردوغان وحـــــــــــــــــــــــزبه          والكف للرب العظيم القادر 

ندعو لهم وقــــــــــــــــــــــلوبنا بتضرع        ان يكملوا خط النجاح الباهر 

إذ في نجاحهم خلاص شعوبنا        مـــــــن عهد ذل في نظام فاجر 

إنا نهنئ أردغان وحــــــــــــــــــــــــــــــــــزبه           بأكفـــــــــــــــنا ويراعنا وحناجر 

أطفالنا ونســــــــــــــــاؤنا وشيوخنا            حتى الرضيع بلفــــــــظه المتعثر

لله أكبر فاز التركُ  :

 وكتب الشاعر ((عبدالله بارجاء)) قصيدة تقاذفتها صفحات التواصل الاجتماعي يقول فيها :

الله أكبر فاز التركُ بالرَّجَبِ           رغم العدا من بني صهيون من عربي

سيوفُ ( علمانَ ) كلَّتْ من مقارعةٍ      للدين في أنفُسِ الشبان والشيَبِ

روح الخلافة في الأتراك حاضرة        إن غاب عثمانُ .. أردوغانُ لم يغبِ

بنى من العدل صرحاً لا يطاوله        في الجو نسر ولا عالٍ من السُّحبِ 

أعاد في الذهن لاسطنبول فاتحَها           يهدُّ أسوار كفر الملحد الذَّنبِ

أحيا به الله آمال الشعوب وقد           أماتها القهر والإذلال من حِقبِ

ما خاض معركة الصندوق طيبُها         إلا تلفَّتَ أهل الأرض عن كثَبِ

فيُرغَمُ التُّربَ أنفُ الحاقدين على           إسلامنا وبنو الإسلام في طرَبِ

فهو يؤكد على أن يهود العرب وقفوا مع التيار المتصهين العلماني ضد أردوغان ولكنه مرغم أنوفهم في التراب فهو حامل راية الخلافة بعد العثمانيين يسعى جاهداً لإقامة العدل فالسيد رجب يذكر الأمة ببطولات محمد الفاتح أحيا الله به الأمل واكتسبت شباب الإسلام الثقة بأنفسهم فراح يغنون فرحاً بفوز الطيب أردوغان .

فوز العدالة والتنمية :

قال الشاعر عبد الرحمن العشماوي بمناسبة فوز حزب الحرية والتنمية في تركيا:..

في تركيا شدت الأمجاد مئْزرها

                               وأيّنعت ثمرات الرّوض وازدهرا

ما زال للفاتح المغوار في دمها

                           نهرٌ أعاد إليها الخصبَ حين جرى

وما يزال أبو أيّوب شاهدنا 

                               أمام أسوارها لا يكذب الخَبرا

حكايةٌ بدَأَ التَّاريخُ يكتُبها

                              في دفتر المجد والإقدامِ مُفْتخرا

إنِّي أرى في سماء الحقِّ ألويةً

                            تعيدُ من ذكريات المجد ما اندثرا

روحٌ تعود إلى ما كان من ألقٍ

                             وهمَّةٍ وإبــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءٍ يدفع الخطرا

يا أردوغان تحيانا معطرةً

                           أمَّا الدُّعاءُ فَمَا اسْتَخْفَى ولا فَتَرا 

لقد أعاد فوز حزب العدالة سيرة السلف الصالح أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه الذي دفن عند أسوار إسلامبول ..واستنشق الناس ذكريات المجد العطرة التي فاحت من محمد الفاتح ..فرفرفت رايات النصر خفاقة عالية، ويوجه التحية إلى أردوغان في نهاية قصيدته، ويدعو له بلا فتور ...

أردوغان رجلاً :

وكتب الشاعر أبو الفضل شمسي باشا قصيدة جميلة يقول في مطلعها :

حننت  إلى  لقائك  من  زمان           فكنت  العقد  في  جيد الغواني

وكنت  الروح  تشفي كل صب             وإسمك في العلا يا (آردوغان )

صدقت  القول  في البنيان لما             شرعتَ   بهمةٍ  حجبت  لساني

مدَدت   اليد   للأعداء   طهراً          لتُسكت  في  فعالك  كل جاني

شربت   المجد   إيماناً   وخلداً             فكان  النصر  من طيب اللبان

فالشاعر يتمنى لقاء أردوغان الذي يشتاق لرؤيته المحبون لأن اسمه كتب في سجلات المجد الخالدة لقد صدق أردوغان القول والوعد ..وتسلح بالعزيمة والإرادة القوية فكان النصر حليفه ...

رسمت    معالم   البنيان   لما            وجدت   شعوب   أمتنا  تعاني

حملت  الجرح في الإنسان نبلاً           فكنت  البرء  في  شط  الأمان

فغارت   كل   أضرحة  المنايا          فكنت   ملاذ   أمتنا   الُمَصانِ

حملت   براعم   الإيمان  دهراً             وثوبُ الصدق يغزلُ في الجنان

بنيت    بعزة    وبكل    فخر           مدائن   من   ربيع   الأرجوان

لقد أعلى أردوغان البنيان، وكان بلسماً لجراح الأمة، وحمل براعم الإيمان حتى أزهرت، وأثمرت فكانت ربيعاً للحياة :

ويسألني  العديد  وكيف  دانت        جموع   الروم   وانهارت  مبان

فقلت  وماسحاً  في العين دمعاً       كحبات     الزمرد     أوجمان

سل   التاريخ   والأمجاد   عنا        وكل  الناس قالت ( آردوغان )

ربحت   الحب   إيماناً  وطهراً         بدك  حصون  كسرى من زمان

فكنت   البلسم  الشافي  لغربٍ      كذاك  الشرق  يسمو في حنان

وهذي   باقة   الأشعار  تروي     عطاشاً  من  بحور  (الأوفران)

لقد مسحت الشاعر من عيونه دموع الفرح وأجاب المتسائلين كيف انهزم الروم وكسرى أمام جبروت الإيمان ..لقد أحب جميع الناس أردوغان الذي جاء بالبلسم الشافي لأمم الشرق والغرب .

أردوغان ..العابد الزاهد :

وكتب الشاعر الإسلامي مصطفى الزايد (منبج ) قصيدة يثني فيها على أخلاق أردوغان وعبادته وتواضعه وزهده، فيقول :

لمثــــــــــــــــلك يا رجب الطيبون        دعاهم بجوف الليالي يكونْ

سمـــــــوتَ بهمــــــــــــــــــــــة حرٍّ أبيٍّ          لأمتــــــــه في الورى أن تهونْ

فصنتَ الأمـــــــــــــــــانة في عزّة        إذا انتهب الدولَ الحاكمونْ

وأنهضت شعبك من كبوةٍ          رمــــــــــاهم بحفرتها الملحدون

فأصبحتَ في الشرق نجمَ السرى     تمدّ رضاها إليك العيونْ

إلى البطل الصِّنديد القائد رجب طيب أوردغان ... أيَّده الله:

وكتب الشاعر الإسلامي السوري (شريف قاسم) قصيدة نشرها في رابطة أدباء الشام 31 كانون1 / 2015م ،  يقول فيها :

بـــوتـــيــنُ هــــــــدَّدَ أُمَّــــــــةَ الإســــــــلامِ         فـــأثــارَ مـــا فــي الــنَّــفـسِ مـــــن آلامِ

وعـوى ، وذيـلُ الـليلِ يطوي سِحنةً      قــــــــد ألــحــفــتْـهـا غــــبـــرةُ الإرغـــــــامِ

في وجهِكَ المشؤومِ صفرةُ مجرمٍ          تــغـشـاهُ مــــن وَجَــــلٍ يــــدُ الأوهـــامِ

لقد هددت بوتين، وطلب مئة يوم ليخمد الثورة الإسلامية في سورية ففشل، وهدد الأجواء التركية، فرد عليه أردوغان البطل العزيز الماجد بصفعة أفقدته توازنه، فراح بعد مدة يعلن انسحاب قواته من سورية :

هــــــدَّدْتَ يــابــوتـيـن لـــكـــنْ هــاهــنــا        فـــي أُمَّــتـي مـــن فـــارسٍ و هُــمـامِ

إذْ أنَّـــه الألـــقُ الــوضـيءُ وقـــد بـــدا        فـــي فــجـرِ أهـــلِ الــعـزمِ والإقـــدامِ

مــن أوردغــان الـمـجدِ جــاءت صـفعةٌ  ردَّت غــــــــرورَ الأرعــــــــنِ الــمــتـعـامـي

ولـــــوتْ فــحـيـحَ شــــرورِه، فـتـلـفَّـتتْ       عـــيــنــاهُ فـــاجــأهــا طــــويـــلُ مَـــــــلامِ

مـــــن أُوردغـــــان الــعــزِّ يــانـكـراتُ يــــا  أوبــــاشُ : عـــادَ كَــحَـدِّ ذا الـصَّـمـصامِ

مــــاعــــادَ يـــعـــبــأُ جــــنـــدُه بــعُــتُــوِّكـم       وبـــكـــيــدِ بــهــرجِــكــم ، وبــــالإعــــلامِ

فَـلْـيُـنْـكَـأ الـــجــرحُ الــقــديـمُ ، فــإنَّــمـا       تـــضـــمـــيــدُه مـــــــــــازالَ بـــــالإســـــلامِ

وبعد هذا المديح لأردوغان المجد والعز يعود ليتهكم بالروس وقائدهم اللعين بوتين فيقول :

بـــــارتْ تـجـارتُـكُـم فــمــا مــــن فــكــرةٍ      جــئــتُــم بـــهـــا زورا لـــهــدمِ الـــسَّــامِ

بُـــؤتُــم بـــســوءِ خـــســارةٍ مــذمــومـةٍ       وعــقـولُ أهـــلِ الــزَّيـغِ رهـــنُ  عـقـامِ

تـاهـتْ نُـهـاكم فـي ضـلالِ غـرورِكم    وعـطـاؤُهـا قـــد جــفَّ فــي الأقــلامِ

لـــــــم يــــبـــقَ يــا بــوتـيـنُ إلا مـــا لـــدى    حـــدَّادِكـــم  مــــــن صــنــعــةِ الإجـــــرامِ

وإذا الرؤوسُ تصحَّرَتْ فيها النُّهى        فـــالـــشَّــرُّ لَــــــــمَّ بـــقـــيَّــةَ الأفــــهــــامِ

لا تـمـلـكون ســـوى الـرعـونـةِ مـذهـبًا     والــــقــــولُ بــالــتَّــهـديـدِ  والإرغـــــــامِ

لــكــنَّــه الأمــــــرُ الأخـــيـــرُ إذا قـــضـــى   ربُّ الــسَّــمـاءِ فــلــيـس مــــن إحــجــامِ

أنـــــتــــم فـــراعـــنـــةٌ صــــغــــارٌ سُــــــــذَّجٌ      لــــم تــقــرؤوا عــــن مــصـرعِ الأصــنـامِ

ويذكر الشاعر أولئك الفراعنة الصغار من أمثال بوتين والخامنئي بعظمة الإسلام ومصادر قوته فيقول :

اللهُ أكـــــبــــرُ ، والــعــقــيــدةُ عـــنـــدنــا      أقــوى مــن الـصَّـاروخِ هــذا الـدَّامي

والـكونُ يـسجدُ لـلذي  خـلقَ الـورى    لا لـــلــطــغــاةِ وصـــانـــعـــي الآثـــــــــامِ

جـئـتُم عـلـى الإســلامِ مــن غـاباتكم   مـــثـــلَ الـــوحـــوشِ بــغــيـرِ أيِّ لِـــجــامِ

جـــئـــتُــم بــــغــــاةً غــــادريــــن بـــخــسَّــةٍ         ودنـــــــاءةٍ فــــــي الـــلـــؤمِ والإيــــــلامِ

لـكـنْ هـنـا فـاعـلمْ : رحــى قَـدَرٍ أتـى     دارتْ بـــــعــــزَّةِ أُمَّـــــتــــي و زمــــامــــي

وبــلــهــفـةٍ لــــلَّـــهِ فـــــــاضَ حــنــيـنُـهـا        بــــالـــشَّـــوقِ لـــلــجــنَّــاتِ والأنـــــســــامِ

بــعــنــا أيــا بــوتـيـن لــــــم نُـــرْجِــئْ لـــــه       عــــقــــدًا ، ولــــيــــس مــــــــن تـــمـــتــامِ

فـغـرورُك الـمـأفونُ قــادَك والـهوى     وفـــســـادُ رأيِــــــك ضــــــاقَ بـــالإجـــرامِ

أنــتــم بــنــو الإلــحــادِ  مــــا ألـفـيْـتُـكم   إلا بِــــشِــــدْقِ الــــذِّئــــبِ والـــضـــرغــامِ

أهــل الـدسائسِ والـمخازي شـأنُكم  شــأنُ الأفـاعي الـسُّودِ فـي الآكـامِ

أمَّــــــــا حــضــارتُــكـم فَــــنُـــذْرُ مــــكـــارهٍ     لــــمـــصـــائـــبٍ ونــــــــــــوازلٍ ورِجــــــــــــامِ

أضـرمْـتُـمـوهـا فـــــي الــبـريَّـةِ نــقـمـةً        قــتــلــتْ مــعــانــي رحـــمـــةٍ و وئــــــامِ

والروس يكذبون في ادعاء السلام ومحاربة الإرهاب :

فــالــسِّــلــمُ يــابــوتـيـنَـهـم أكــــذوبــــةٌ       مُـــزِجــتْ حـواشـيـهـا بــــلا اســتـذمـامِ

فــتــثــنَّــتْ الأرزاءُ فـــــــي أحــشــائِــهـا        مـــشـــحــونــةً لـــلـــفــتــكِ بـــــالأقـــــوامِ

خـسِـئـتْ حـضـارتُـكم ، وبــانَ عَـوارُهـــــــــا   ولــــقــــد نَــعَــتْــهــا جــــفـــوةُ الأيَّـــــــامِ

مـــلـــعـــونـــةً مــــأفــــونــــةً مـــبـــثـــوثــةً             بــــــيــــــن الــــــــــــدَّمِ الــــــفـــــوَّارِ والآلامِ

ذاقــــتْ مــرارتَـهـا الــنـسـاءُ وذاقَــهـا         أطــــفــــالُ أمَّـــتِــنــا بـــــــأرضِ الــــشَّـــامِ

طـيـرانُكم ( يـابُـوتُ )، مـقـذوفاتُكم  خــــلـــفَ الـــبــحــارِ أتـــــــتْ بــحــقــدٍ دامِ

وكــأنَّـكـم جــئـتُـم إلــــى الــدنـيـا بــمــا     فــــي جــيــبِ إبــلـيـسٍ مــــن الإجــــرامِ

أمَّـــــــا أيـــاديــكــم فــــعـــجَّ هــجــيــرُهـا        بــــالـــنَّـــارِ بـــالـــغــمــرات  بـــالأســـقـــامِ

أخـلاقُـكم عـبـثٌ إذا مـا انـهالَ فـي      بــــلــــدٍ بــــأيــــدي طـــغـــمــةٍ و لــــئــــامِ

ذهـبـتْ مـروءتُـكم ، وولَّــى أُنـسُـكم       مـــثـــل الــبــهـائـمِ فـــــي زريـــبــةِ ذامِ

لــن أغـبـطَ الـسُّـفهاءَ مـهـما أُتـرفوا          فـحـيـاتُهم تـمـضـي لــسـوءِ مـقـامِ

فهم أهل حقد وإجرام وحضارتهم إلى بوار لأنها تقتل الأبرياء، وتعتدي على الأطفال والنساء فهم جنود إبليس جاؤوا بالويل والثبور وفظائع الأمور، فالروس لا مروءة لهم وطغمة من اللئام حشروا أنفسهم في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل ثم يتابع الشاعر فيقول  :

مـهـما مـلـكتم مــن يــدٍ طـولـى بـما    فـــــــارَ الـــحــديــدُ بـــبــأسِــه الــــهـــدَّامِ

لــــن تــقــدروا قــتــلَ الـيـقـينِ بـقـلـبِنا     باللهِ ذي الــجــبــروتِ فــــــي الأيــــــامِ

كــم مــن شـقـيٍّ قـبـلكم أرغـى هـنا   بـــيـــنَ الــشــعــوبِ مـــهـــدِّدًا بِــحِــمـامِ

إذ عــــــاثَ  مـنـتـفـشًـا بــبــهـرجِ غـــيِّــه   فــرمـاهُ ســهـمُ الـغـيـبِ تــحـتَ رِجــامِ

بــوتـيـنُ لـــن تــقـوى عــلـى إسـلامِـنـا    وغــــــدًا تُــغَــيِّـبُـكَ الأكــــــفُ دوامـــــي

أخـــــزاكَ ربُّ الـعـالـمـيـن فـــلــم تـــجــد   مـــــن نـــاصــرٍ فــــي مــجـمـعِ الأقــــزامِ

والـيـومَ يــا مــأروضُ نـرسلُ سـهمَنا     يــردي الـسَّـفيهَ الـنَّـذلَ وابـنَ طـغامِ

وإلــيـكَ أرسـلـنـاهُ لـــم يـخـطئْ فـقـد       أغــــنـــى تـــوجُّــهَــهَ شــــديـــدُ زِمـــــــامِ

قــد جـاءَ لـلطاغوتِ قـبلك مـا انـثنى   ورمـــــى خـــديــنَ الــكــفـرِ والأصـــنــامِ

وانـــقـــضَّ نـــحــو مــعــربـدٍ مـسـتـهـتـرٍ      وإلـــــــى فــــــؤادِ الــحــاقــدِ الــحــاخــامِ

هــــــو قــــــوَّةُ جـــبَّـــارةٌ مــــــارابَ مَــــــن     مَـلَـكَ امـتـشاقَ الـسَّهمَ مـن إحـجامِ

ويفتخر الشاعر بقوة الإيمان الذي هو أقوى من القنابل العنقودية والنابالم، ويؤكد لطاغية الروس أن الدم سوف ينتصر على السيف فيقول :

اللهُ أكـــــــبــــــرُ إنـــــــهــــــا أنــــفـــاسُـــنـــا       أعــتـى مــن الـمـقذوف والـصَّـمصامِ

اللهُ أكــــــــبـــــــرُ إنَّــــــــهـــــــا آلامُــــــــنـــــــا         أســــمــــعـــتَ يــــا ســــفَّـــاحُ بـــــــــــالآلامِ

إذْ أُوقـــــدتْ كـالـجـمـرِ فــــي أحـنـائِـنـا   والــيــومَ تـنـتـفضُ الــجُـذَى كـسِـمـامِ

فــلــقــد صــبــرنــا يــا طــغــاةُ وشـــدَّنـــا        حُــــسْــــنُ الــيــقــيــنِ بـــربِّــنــا الــــعـــلاَّمِ

هـيـهـات نـنـسى ظـلـمكم وعُـتُـوَّكم     وفـــضـــاضـــةَ الإفــــرنــــجِ والأعــــجــــامِ

هـاجـمـتُـمـونا حــاقــديـن فــوجـهُـكـم     وجـــــهُ الــشَّــقـا ، ومــنــفِّـذُ الإعـــــدامِ

جـئـتـم وقـــد كــفـرَ الأنــامُ بـسـعيِكم     مــافــيـه مــــن خــيــرٍ هــفــا و ســــلامِ

أيـــامُــكــم ســـــــودٌ يـــكــشِّــرُ لــيــلُــهـا          ونــــهــــارُهـــا مــــــاكـــــان بـــالـــبـــسَّــامِ

مُـلِـئتْ فـجـاجُ الأرضِ مـن  أضـغانكم  بــــالــــكُــــرهِ بــــالإجــــبــــارِ بــــالإقــــحـــامِ

ولــــقـــد أَمَــــتُّـــم مــا عــلــى آفــاقِــهــا     حُـــلــوَ الــطــيـوفِ وأعـــــذبَ الأحــــلامِ

أَوَتـــدعــون الــسِّــلـمَ بــئــسـت كِــذْبــةٌ    يــحــكـي مــرارتَــهـا احـــمــرارُ حُــســامِ

وهذه المحن وهذا الابتلاء لن يزول عن أمتنا ما لم تلجأ إلى الله، وتتهجد في الأسحار، وتتوب من الذنوب، وتعيد سنة الرسول الغراء، وتتسلح بعقيدة التوحيد :

هـيـهات تـنـكفئُ الـمـخازي سـاقها      بــــيــــن الـــخـــلائــق  بــــائــــعُ الآثــــــــامِ

هـيـهاتَ إنْ لــم نُـحْـيِها مــن غـضـبةٍ       لـــــــلــــــهِ لا لــــلــــزيــــفِ والأوهــــــــــــامِ

لـــنـــعــيــدَ أيَّــــــــــامَ الـــنَّـــبـــيِّ جـــلـــيَّـــةً           بـــالـــسُّـــنَّــةِ الــــــغـــــراءِ ، بـــــالإقـــــدامِ

بــقــيـامِ لـــيــلٍ مـــــعْ صـــيــامِ نـــهــارِه          فــالــخـيـرُ فـــــي الـــقــوَّامِ والـــصَّــوَّامِ

بـحـقـائقِ الـتـوحـيدِ خـلَّـدهـا الـهـدى    فــي مـحـكم الـتـنزيلِ  فـي الأعـوامِ

بـمـآثـرِ الـتـقـوى الــتـي هـــي مـخـرجٌ     لـلـصَّـالحين مـــن الأســـى الـمـترامي

ثم يوجه التحية إلى البطل أردوغان الذي كان كلامه كالسلسبيل العذب يروي شباب الإسلام العطاش، ويطلب منه أن يجعل هواه تبعاً لله ولشريعة السماء وسوف يمده الله بالقوة فعليه ألا ينتبه إلى نبح الكلاب، فما يضرُّ السحاب نبحُ الكلاب :

حـــــيَّــــاكَ ربُّـــــــــك أوردغـــــــــانٌ إنَّــــهــــا   قــــــــد حــــنَّـــت الأحــــنـــاءُ بــــعـــدَ أُوامِ

لـلـسَّـلسبيلِ الــعَـذْبِ  يــجـري دافـقًـا   يــسـقـي صــــدورَ شـبـابِـنـا الــمـقـدامِ

واجـعـلْ هــواكَ لـربِّـك الأعـلـى عـلى     بـــــــدءِ الــمــســيـرِ مـــعــطَّــرًا وخـــتـــامِ

وإذا ذكــــرتَ الــمـجـدَ فــاذكــرْ أهــلَــه   بـــصــحــائــفِ الأفـــــــــذاذِ والأعـــــــــلامِ

لايـــرهـــبــنَّــكَ نـــــبـــــحُ طـــــاغـــــوتٍ ولا    هـــــــذا الــجــحـيـمُ يـــفـــورُ بـــالإضـــرامِ

فالملكُ والملكوتُ في أيدي الذي       أعــطــى هــدايـتَـه أُولــــي الأفــهـامِ

لـم يـعطِها لـلمجرمين ، ولـم يـهبْ       أنـــوارَهـــا فـــــي الــعــيـشِ لـــلأقــزامِ

وليعلم القاصي والداني أن الطواغيت هم حثالة البشر ..وأنت إمامهم فرعون وهامان وقارون ..كيف أهلكهم الله ، فرتعت فيهم الديدان، أو خسف الله بهم الأرض، ونكّل بهم، وأغرقهم ، فصاروا عبرة للأجيال :

واعــــلـــمْ بــــــأنَّ الــمـجـرمـيـن حــثــالــةٌ        مـــهـــمـــا تــــــــراءَوا بــيــنــنــا بــــدعــــامِ

مـــن قـبـلـهم فـرعـون أو هـامـان أو       قـــــــــارون أو مَـــــــــن لاذَ بـــــالأهــــرامِ

أكـلـتْـهُمُ الــديـدانُ مـــا أبــقـتْ لـهـم        إلا بـــــقـــــايــــا لـــــعـــــنــــةٍ وعـــــــظــــــامِ

أما المسلمون فهم فسطاط الإيمان المنصور بإذن الله على فسطاط الكفر كما جاء في الآثار، فنتيجة المعركة محسومة لصالح المؤمنين :

إنــــا لــنـحـن مَـــن اصـطـفـاهم ربُّــهـم    فـــي آخـــر الــزمـنِ  الـثَّـقيلِ الـدَّامـي

لــــــنـــــردَّ لـــلــطــاغــيــن صَـــاعَـــيْــنــا ولا    نـــخــشــى خـــؤونًـــا بـــيـــعَ كــالأغــنــامِ

فَــلْـنُـحْـسِـن الــبــيــعَ الــكــريــمَ لــجــنَّــةٍ       لـــــــلــــــه بـــــــــــــالأرواحِ والأجــــــســــــامِ

هـــــذا اخــتــبـارٌ قــبــلَ مـلـحـمـةٍ بــــدتْ    شـــاراتُـــهــا مــــشــــدودةَ الإحــــكــــامِ

بـالـهـولِ تـمـتـزجُ الــرؤى ويـصـوغُها      أهـــــــلُ الــــضَّـــلالِ بــــزائـــغِ الأقــــــلامِ

لــــن يـرهـبـونـا ، فـالـمـلاحـمُ أهـلُـهـا       أهـــــــلٌ لــــكـــلِّ بــطــولــةٍ و ذِمــــــامِ

مـــــاردَّنــــا و اللهِ ســـــيــــلُ حـــمـــاقـــةٍ        مـــــــن مــــجـــرمٍ أشــــداقُـــه كَـــلُــهــامِ

ويطلب من أردوغان الثبات على الحق لأن دعوتنا سوف تعود، والنصر لنا مهما طال الزمان :

فـــاثــبــتْ فــــــإنَّ اللهَ نـــاصـــرُ جـــنـــدِه      ومــبــيـدُ جـــيــشِ ســفــاهـةٍ و لـــئــامِ

ريـــعـــانُ دعــوتِــنــا الــكـريـمـةِ  عـــائــدٌ   رغــــــم اعــتــكــار الــكــيــدِ  والإجـــــرامِ

والــخــيــرُ عــــــادَ فـــعــودةٌ مــحــمـودةٌ      لــــتـــعـــودَ ريًّــــــــــا أرضُـــــنــــا بـــــســــلامِ

يــرعــاك ربُّ الــعـرشِ رغـــم أنـوفـهِـم     يـــــــا أُرودغــــــان الــفــتــحِ والإلـــهـــامِ

clip_image013_5d73b.jpg

أصداء اﻻنقلاب الفاشل في الشعر الإسلامي المعاصر :

في 15 تموز عام 2016م حدث ذلك الزلزال في تركيا، وكانت له هزات ارتدادية في كل مكان حيث قامت حركة نظام الخدمة التي يرأسها فتح الله غولن بحركة انقلاب عسكري، وكانت نسبة الفشل صفراً، وقاد الانقلاب المستشار القانوني لرئيس الأركان، وحلقت الطائرات لتقصف الفندق الذي ينزل فيه الرئيس أردوغان ولتقصف البرلمان، ولكن الله رد كيدهم في نحورهم وأنجى عبده أردوغان فقد غادر قبل دقائق، وحفظه نصرة للمظلومين ولأن صنائع المعروف تقي من مصارع السوء وسهرنا في الساحات تلك الليلة حتى صلاة الفجر وعندما قُبض على رموز الخيانة انزاح الهم عن الصدور المؤمنة، وعلا البكاء، وصدحت المآذن، وعلا التكبير، وصلينا الفجر في جماعة، وشكرنا الله على خيبة الفاسدين والعملاء، وبقيت تركيا أكثر من عشرين يوماً في مسيرات واحتفالات وبهجة غامرة عمت الجميع الأحزاب المعارضة والمؤيدة للحكومة والرجال والنساء والأطفال، وشملت الفرحة العرب والترك والكرد والحمد لله على ما أنعم .

هم الأتراك :

كتب الشاعر المغربي (محمد فريد الرياحي) قصيدة يشيد فيها بالشعب التركي:

هـم الأتـراك مذ كانوا     عـثـامين لـهـم شـان

مـغـاويـر إذا نــودوا ..    إلـى الـهيجا وفرسان

مـحاميد وقـد سـادوا .    لـهـم بـالـفتح بـلـدان

لـهم بـالعروة الوثقى .      سـلـيـمان وعـثـمـان

وسـادات مـن السادا ..  ت لـلأوطـان أركــان

بـني عـثمان أنـتم بال ... هـدى والـحق إخوان

وأنتم في ظلال الحق ...  لــلإخــوان أعـــوان

سعيتم للوغى والكف ... رُ طـغـيان وعــدوان

وقـلتم بـالهدى نـحن ..  لـهـا والـحرب نـيران

لقد انطلق الفتح العثماني باسم الله وعلى بركة الله فدك حصون الروم وقلاعهم وأزال دولتهم من الوجود :

بـاسم الله هـذا الفت ..      ح إلــهـام وفــرقـان

فـهل للروم بعد الفت .    ح أعـــلام وصـلـبان؟

وهـل للروم بعد الفت ..  ح أمــجـاد وتـيـجان؟

هـو الـفتح الذي أملا ..   ه إســـلام وإيــمـان

هـو الـفتح الـذي جلا .. ه حـين الـبأس إيـقان

ويشيد بحضارة الأتراك التي اشتهرت العمران وقوة السلطان حيث حملوا راية القرآن إلى العالمين وحافظوا على هيبة الإسلام لعدة قرون :

ولـلأتراك مـا شـاؤوا ...     ولــلأتـراك سـلـطان

ولـلأتراك مـا شـادوا ..       ولــلأتـراك عــمـران

بـأيـديهم مـن الإقـدا ...    م أســيـاف وقــرآن

وفـيهم من جلال العد ..  ل بـالـميزان مـيـزان

هـم الأتراك، حين البأ س،ما دانوا وما هانوا

مـيـامين وقــد دانـوا   بـدين الـحق مذ كانوا

ليلة الانقلاب الفاشل في تركيا :

وكتب (محمود الدغيم) قصيدة يقول فيها :

الـنـصر جـلـجل إشـراقـاً و إيـمـانا ...        وعــاد نـصـر بـنـي عـثـمان إعـلانا

يــا دولــة الـتـرك يــا آمــال أمـتنا ...         ويـرجـع الـديـن و الإسـلام مـيزانا

لا شــرك لا كـفر لا حـاخام يـحكمنا ...   ولا لـقـيـطاً لإسـرائـيـل قــد دانــا

وعندما كان العرب والترك متحدين كانوا سادة الدنيا، وحموا فلسطين من السقوط بيد اليهود :

لـلعرب و الـترك في الإسلام جامعةٌ ...  عـاشت عـلى الـدهر آبـاداً و أزمـانا

كـانـوا بـهـا سـادة الـدنيا و قـادتها ...       أجـــل و عـاشـوا أحـبـاءً و إخـوانـا

حـموا فـلسطين مـــــــــــــــــن شـرٍ يـراد بـها .. ومــــــــــــــــــا تـرامى بـأرض الـعرب أوطـانا

و كــان كــل ضـعيفٍ فـي حـمايتهم ...إن خـاف مـكراً و صـار المكر عدوانا

يـخف حـالاً إلـى اسـطنبول يـسألها ...  بــل يـستغيث مـــــــــــن الأتـراك سـلطانا

ويمدح أردوغان، ويعتبر حكمه امتداداً للخلافة العثمانية، فيقول :

والآن عــادت إلــى عـثـمان دولـتـه ...     و أرودغـــان غــدا لـلـناس بـرهـانا

وإذ بــأعــداء تــركـيـا و قـفـزتـها ...             الـــى الــريـادة تـصـنيعاً وبـنـيانا

خـافـوا شـفـاء مـريضٍ عـاد مـنتبهاً  جـسماً صـحيحاً حصيف العقل يقظانا

قــد قــرروا أن يـعـيدوها مـحطمةً ...    و يـصـبح الـفقر و الإفـلاس عـنوانا

لـكـن ربــي هــو الـقـهار , غـالبهم ...  و نـاصـر الـديـن و الإسـلام مـولانا

ويشكو الشاعر إلى الله كثرة المحن والمصائب والجراح التي أثخنت جسد الأمة :

ربــاه أدعــوك مــن قـلبٍ أضـرَ بـه ...    مـشـاهد مـوحـشاتٌ تـحـدث الآنــا

فـالـشام كــل صـباحٍ لـيس يـوقفها ...     شـــيءٌ و تـنـهل كـالإرزيـز هـتـانا

و في العراق على أيدي الروافض ما    يـسـوح بـالعقل كـالمخمور سـكرانا

والـمـسـلمون بـبـورما راح يـأكـلهم ...   وحــوش بــوذا و نـسـرٌ خـرَ غـرثانا

أن يـرجـع الـيـوم لـلأتـراك فـاتحهم ...      وجـيـشـه يـمـلأ الآفــاق سـلـطانا

انقلاب تركيا الفاشل:

وكتب (محمود الدغيم ) قصيدة أخرى أشاد فيها بالشعب التركي الذي دك الانقلاب وظهرت من ذلك الشعب المسالم الخوارق فهذا شاب يقف أمام الدبابة بصدره العاري فلما رأى الجنود ماضين مسرعين انبطح تحت الدبابة فنجاه الله وهؤلاء النسوة والشيوخ يصعدون على السائق ليوجعوه ضرباً، وبعض الجنود رفض أن يقصف أهله ويقتل شعبه حتى إن الطيار الذي قصف البرلمان صرح للمحكمة إنه لايجرؤ على رؤية وجه إنسان تركي فهو خجل من رؤية الأتراك لأنه سعى لقتله وعجبت للطيارين السوريين وشبيحة النظام كيف لم يستحوا على أنفسهم وهم يقتلون الشعب منذ ست سنوات ، وجاء في مطلع قصيدة الدغيم :

أرأيت كيف الشعب دك الإنقلاب  بعزيمة كالنسر يخفق و العقاب

وأتى بمن خرجوا على حكامه    للسجن كالخرفان في أرض الذئاب

هذا هو النصر العظيم لدولةٍ      عاشت على التاريخ عالية الجناب

حكامه من أل عثمان الكرام        والنصر رايتهم ترفرف والغلاب

بسطوا نفوذهم على كل البلاد براً و بحراً في الجبال و في الشعاب

هو أرودغان سليلهم ونجيبهم        والقائد المقدام حالفه الصواب

قاد البلاد إلى المكارم و العلا         والعز والمجد المؤثل كالشهاب

وخصومه دخلوا الجحور من الونى   والذل يكسوهم كبالية الثياب

هو شعبنا التركي في إقدامِهِ :

أما الشاعر الشاب (رأفت عبيد أبو سلمى) ، فكتب يقول :

في شدة من بأسهم وجلاد       ردوا على الإجرام والإفسادِ

هو شعبُنا التركي في إقدامه        أســـــــــــــدً يؤدّبُ أمّة الأوغادِ

في الليل هبّوا كالنسور فأوقفوا   غدر الجبان وقد دُعوا لجهادِ

عزماتهم تاه الزمانُ بمــــــــــــــــا بها       من قوةٍ فيها الروا للصادي

لما دعى البطلُ الأبيّ رجالهُ        لم يركنوا في الليل للإخلادٍ

صبروا هنالك صامدين أئمةً       للناس في صبر بلا إجهادِ

غلبوا عدوّ الله لا لم يرهبوا       بثباتهم غدرَ الجبان العادي

بصدورهم وقفوا بوجه كلابهِ         وكلابُهُ قد جُهّزوا بعتادِ

الله أكبرُ في القلوب عظيمةً   خرجتْ تواجهُ خائناً و تعادي

هو شعبنا التركي حطّمَ قيدَهُ   وأبى الألى وضعوهُ في الأصفادِ

شهْد الكرامة ذاقــــــــــــــــهُ بحلاوةٍ    حتى ترفّعَ عـــــــــــــن هوىً برقادِ

يكسوا بنور الحق وجه حياتهِ    فإذا حٍمــــــــــــــــــاهُ اليومَ للقُصّــــــــادِ

ويخاطب رجب طيب أردوغان، الذي يصفه بالعبودية لله وبسيد العظماء، فيقول :

يا" طيّباً" لله درّكَ ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــيّدي     عبدَ الإلهِ وسيّدَ الأسيادٍ

أخزى الإلهُ عدوّ شعبٍكَ فارتدى   ثوبَ المهانةٍ وانتهى كرمادِ

وكُسيتَ من حُلَلِ الكرامةِ حُلّةً    قَيْدَ العيون لها يتوقُ الغادي

ونثرتَ خيرَكَ في البلاد زرعتَهُ    فجنيتَ منه اليومَ خيرَ حصادِ

وقفَ الأباةُ الماجدون أعزةً     هم من ورائكَ غيْظُ كلّ فسادِ

لقد جنى أردوغان ثمرة ما زرعت يداه، لقد قدم الخير لشعبه، فحماه الله من كيد الظالمين، وأدخل محبته إلى قلوب الناس :

وحماك رَبّ الكون جلّ جــــــــــــــــــــــلالُهُ     مــــــــــن شرّ شرزمةٍ و شرّ عبادِ

والعدلُ حصنُ الحاكمين فإن طغوا  لا حصن يُؤوي طغمة الأوغادِ

رباهُ فاحفظ للكرامة أهلها          وارددْ إلى حصن الإباء بلادي

فوق شراع الزمن: يا أرودغانُ!:

وكتب الشاعر الإسلامي الكبير د. عبد الرحمن العشماوي قصيدة طويلة نظمها في الرياض ١٤٣٧/١٠/١٣يقول فيها :

في ليلةٍ، كلُّ شيءٍ كان مُختلفا       فقد رأى الشعبُ فيها غيرَ ما أَلِفا

ماذا جرى؟ طائراتٌ في السماءِ لها        أزيزُها، ووجوهٌ تُظهِرُ الصّلَفا؟

وفي الشوارع آلاتٌ يحرّكها                حقدٌ بأثوابِ سوءِ النيّةِ الْتحفا

والناسُ في غفلةٍ عمّا يُحاكُ لهم         كلٌ على حالِه في شُغله انصرفا

هذا يسامر أصحاباً وذلك في          سوقٍ وذلك من بعد العناءِ غفا

ماذا جرى أيها الليلُ البَهيمُ ومن        أخفى هِلالك عنّا مابه خسفا؟

مَن غوّرَ الأنجُمَ الزهراءَ فيكَ ومَن    مشى على قدمِ الإرجافِ وانحرفا؟

أما يُحسُّ بما في قلبِ أمّتنا             من اللظى ومن الجرحِ الذي نَزفا

لقد كان موقف الأتراك أفضل من جميع الدول في الثورة السورية، حيث نصح أردوغان للرئيس السوري بالإسراع في الإصلاحات، فتعجرف في الرد، ثم استقبل النازحين، واعتبرهم ضيوف أردوغان، وساهم في توحيد المعارضة (المجلس الوطني) والائتلاف الوطني وهيئة الأركان :

أما يُشاهد أرضَ الشامِ نازفةً           وكلّ وجهِ عميلٍ فوقها انكشفا

والنازحون ألم يُبصرْ جموعَهُمُ          في تركيا ، ولهم وجهُ الكريمِ صفا

ما بالُها تركيا مَن شقّ مِعطفَها       مَن امتطى الليلَ فيها خائناً وجَفا

من الذي أيّها الليلُ البهيمُ سرى     كالصِّلِّ فيك، إلى أحبابنا زحَفا؟

نعوذ بالله من أصواتِ خَشْخَشةٍ       أَثارها ، ومن السّمِّ الذي قذَفا

ماذا جرى أيُّها الليلُ البَهيمُ؟ ولم         يَحِرْ جواباً ، ولكنْ قلبُه وَجَفا

هنا تواردت الأخبارُ ناطقةً           بما أثار الأسى في قلبِ من عَرَفا

هذا انقلابٌ جرى في الجيشِ قام   به في تركيا غادرٌ من حقده اغترفا

أهكذا؟ والأعادي حولَ أمتِنا    وعاصفُ الفِتَنِ الكبرى بها عصَفا؟!

أهكذا؟ ودماءُ المسلمين على      كفّ العدوِّ تُرينا بعضَ ما اقترفا؟

أهكذا؟ وبلاد المسلمين على         بوّابةِ الريحِ والباغي بها انجرفا؟!

خيانةٌ تلك عُظمى لا يُقارفُها        إلا الذي بصفات المجرمِ اتّصفا

ياليلةَ الرُّعبِ والبُشرى قد اجتمعا   في ساعةٍ ، فرأينا التمرَ والحشَفا

قولي لمن غدروا، قولي لمن فرحوا    بالغدرِ من قومنا، هيّا كُلوا علَفا

ركبتم الموجةَ الهَوجاءَ في غلَسٍ        فأغرَقَتْكم ولم تَبلُغْ بكم هدَفا

لاقاكم الشَّعبُ بالتكبيرِ فاحترقتْ أوراقُكم ، واندحرتم حينما هتَفا

هوَ انقلابٌ، نعم ،يا سُوءَ مُنقلَبٍ   لكلِّ مُنقَلِبٍ ، فوقَ الغثاءِ طفا

مَن خانَ أوطانَه لاقى نهايتَه           بؤساً وذُلاً وأدمى قلبَه أسفا

الوحدة الإسلامية :

ويشيد بالوحدة الإسلامية والأخوة التي جمعت العرب والأتراك حول مائدة القرآن :

يا أردغانُ كتابُ اللهِ يجمعُنا           وإنْ تباينَ منا الرأيُ واختلفا

أُخوّةُ الدِّينِ لم تُخطئْ مَواقعَها     من القلوب، فقد نِلْنا بها الشرفا

ويذم من خانوا تلك الإخوة، وسعوا في تخريب البلاد وترويع العباد :

لا سلّم اللهُ مَن خانوا البلادَ ومن هَزُّوا لخدمةِ أعداءِ الهدى الكَتِفا

الحمد لله ردَّ الخائنينَ على          أعقابهم ، وبنا سبحانَه لَطَفا

قصيدة إتحاف الأصحاب في مدح الأتراك وإفشالهم الانقلاب :

وكتب الشيخ الداعية حامد عبد الله العلي قصيدة يقول فيها :

يريد بنو مناحيِّ قصيدا           به غزلٌ وفي قلبي جراحي

غداةَ رأيتُ ذا رمشٍ كحيلٍ  أشدَّ على الفؤاد من السلاحِ

له خدٌ يغار الورد منه           ووجهٌ مثل إشراق الصباحِ

شفاهٌ كالورود تسيح شهدا   تذيبُ القلب ذوْبا بانسياحِ

وشعرٌ كالحرير ، وجيدُ ريم      وقـدُّ الفاتنـات من الملاحِ

فهل يكفي ؟ أجاب القوم زدْنا   كذا منـّي أراد بنو مُناحي

وبعد هذه المقدمة التقليدية يدلج الشاعر إلى الموضوع الأساسي ألا وهو مديح الأتراك، فيقول :

فقلت أزيد في مدحٍ لتركٍ        أجادوا في مواصلة الكفاحِ

وأعدل بالقصيد عن اللواتي    إلى مدح الذين على الفلاحِ

غداةَ الإنقلابُ أراد يقضي    عليهم ، فاستعـدُّوا بالصِّفاحِ

وهبّوا ينقذون صروح مجدٍ           أقامـــوُهُ فكُلِّــلَ بالنجـــاحِ

مضوا في عزْم آسادٍ ولبّوْا       نداء الأردغانِ من الضواحي

فعاد الإنقلابُ بغير شيءٍ        سوى سوء المذلّة بانبطاحِ

أصاب القائمين عليه خزيُّ      وطاحوا بين أنصال الرماحِ

فهو يصور فشل الانقلاب وكيف جنى أصحابه الخزي والعار ولاذوا بالفرار ولكن هيهات لقد كان لهم الشعب بالمرصاد :

وصاحَ بأردغانَ هتافُ شعبٍ    تقدّمْ يا بن مشروعِ الصَّلاحِ

تقدَّم بالصفوفِ صفوفِ شعبٍ  أتى بالروح فوق بطونِ راحِ

وكبـِّر ، فاستحال الجوّ رعبا       على أهل الخيانة ، والقِباحِ

ألا حيّوا بتركيّا رجـالاً            وشعباً ، جلّلوهم بالوشاحِ

وشاحِ الأمجدين فهـم أسودٌ    وأهل المكرمات مع السَّماحِ

وحيّوا أردغانَ زعيم شعبٍ      ولا تُلقوا لأصحاب النباحِ

ولا تُلقوا لهم بالا ، كلابٌ   "بنو جمجمْ" ، ولبْرالُ السِّفاحِ

قوافلُنا تسير ، ولا تبالـي        بنبح الكلبِ ينبحُ بالنواحي

ونمضي للعٌلا نبني صروحا   ونضحكُ ، والعدوُّ على نوَاحِ

وانقشع الضباب :

وكتب الشاعر الإسلامي المعاصر أنس الدغيم قصيدة يقول فيها :

أضأتَ اليومَ و انقشعَ الضّبابُ .... و أُســـــــقِطَ بالحذاءِ الاِنقلابُ

وأخزى اللهُ خوّانـــــــــــاً حـــــــــــــــــــــقيراً ....  ولاذتْ بالإمـــاراتِ الكِلابُ

و قلتَ ( اللهُ أكبرُ ) فـــــاطمأنّتْ .... قلوبُ المؤمنينَ بهــــا و طابوا

لقد شـــاؤوا وشـاءَ اللهُ أُخرى .... فخابَ السّعْيُ و العملاءُ خابوا

و كبّرَ في ذُرى اسْطنبولَ شعبٌ .... فأُخرِسَتِ القرامطةُ الذِّئابُ

فـ ( لا تحزنْ فإنّ اللهَ معْنــــا ) ....     إذا رُفِعَ الدّعاءُ المستجاب

وكتب الشاعر أنس الدغيم قصيدة يقول فيها ممجداً دور (حقان فيدان) رجل المهمات الذي أفشل اﻻنقلاب :

زورةٌ منكَ تُسقِطُ الاِنقلابا .... و تكشُّ الصِّغارَ عنكَ ذُباباُ

قناة العربية :

وفضح أنس الدغيم قنوات العار التي وقفت مع العدو ضد مصالح الأمة، فيقول موجهاً أصابع اﻻتهام إلى (قناة العربية) :

لو كلُّ قذاراتِ الدُّنيـــــــا جُمِعتْ بالقصدِ وبالنّيّةْ

ما زادتْ عن شيءٍ يُدعى زوراً بـ ( قناةِ العربيّةْ)

معامل الدفاع في السفيرة تحت النار:

وبعد يوم واحد جاءت المبشرات حيث حصلت انفجارات ضخمة جداً في معامل الدفاع في السفيرة، واحرقت أربع مروحيات ، فكتب الدغيم مبتهجاً :

فرحنا بنصرِ التُّركِ و اليومَ دُمِّرتْ  معاملُ أعداءِ السّلامِ و دُمِّروا

تطهِّرُ أرجاءَ ( السّفيرةِ ) نارُهــــا     وينتصرُ الإسلامُ واللهُ أكبرُ

إفلاس اﻻنقلابيين:

لقد كشف الانقلاب الفاشل خيبة المجرمين وأسقط ورقة التوت عن عورة نظام الخدمة وحركة فتح الله غولن، فكتب أنس الدغيم مبيناً ذلك :

يا تركيا سهِرتْ لأجلك أمتي     مفؤودةً وتحشرجت أنفاسُها

أسقطتِ أقنعةَ اللئام بعزّة      وفضحتِ شرذمةً بدا إفلاسُها

وإذا سئلت من الأمير ؟ :

كتب الشاعر محمد الشفيع (الجزائر) قصيدة مهداة للرجل التركي الشريف

رجب طيب أردوغان جعل عنوانها : (وإذا سئلت من الأمير؟ ) :

وإذا سئلت من الأمير ~ فأجب رجب

وإذا سئلت من الأمير

من الشجاع من الهصور

من صاحب العزم الكبير

من داس جوزاء السماء

من تاقت العين الكليلة كي تراه

هو طيب الأتراك أصلا

هو خافق متشبع بالعز بالعلياء

هو ذو الفقار

من الخليج إلى المحيط

هو نطفة

مما تبقى من صلاح

هو نخوة

فقد الأعارب طعمها

هربت ولاذت بالفرار

ذهبت لإسطنبول حبا للفخار

حيث الشهامة خصلة

جاءت على جسر الرياح

تمحو مهازل قومنا

قوم الخطابة والصياح

فلك الزمام أيا رجب

وخض الخطوب ولا تهب

وأنل صهاينة العدى

كأساً مريراً من لظى

فبنهجك المقدام كنت الأرشدا

وعلى يديك النصر نوراً قد بدا

أردوغان يستنجد بالشعب ليقفوا معه ضد العسكر الانقلابيين.

بشار الأسد استنجد بكل جيوش العالم ليقفوا معه ضد الشعب

بشار دمر المساجد

أردوغان دعمته المساجد.

لقد كان تفاعل الشعراء الإسلاميين سريعاً ضد اﻻنقلاب الفاشل في تركيا الذي حدث مساء الجمعة 15- 7- 2016 وإليكم بعض تلك القلائد والفرائد ...

هلال أنقرة !!

كتب الشاعر الإسلامي المعاصر من سورية الحبيبة يحيى بشير حاج يحيى يقول:

مثلما الشيطانُ يعوي إذ رأى    راية النصرِ المُبين الظّافره !

هكذا الأعداءُ كانت حالُهم    حينما ولّوْا وخلّوْا أنقره !!

يا بني الأتراك ! فيكم ماجدٌ ووجوهٌ ضحكتْ مُستبشِره !

فاحذروا مِن باطنيٍّ حاقد      قدّم اليوم  الذي قد أخّره

عندما يُرفع الأذان !!

رفع أذان الفجر التركي رجب طيب أردوغان !

ورفع أذان العشاء قبله العربي محمد مرسي !

ورفعه قبلهما من فوق ظهر الكعبة الحبشي بلال !

فترنم الشاعر السوري يحيى بشير حاج يحيى، وطرب لذلك الآذان الخالد وجاد بهذه الأبيات :

رفع الأذان فخرّتِ الأصنامُ         ووجوهُ أعداء الحياة سُخامُ !

اللهُ أكبرُ فوق كل منافقٍ ..!؟        مُتجبّرٍ ، دستورُه الإجرام ُ!؟

يا مسلمون ! حياتُكم بصلاتِكم  فصلاتُكم يزهو بها الإسلامُ !

هدية من سورية :

كتب الشيخ الشاعر المحبوب أحمد تيسير كعيد قصيدة صباح يوم السبت 16/ 7/ 2016:

هدية الشعب السوري إلى الشعب التركي البطل :

الشعبُ صَمّم أنْ يعيشَ كريما   حُرّاً ، عزيزاً ، صامداً ، وعظيما

نزلوا الشوارعَ ينصرون عدالةً     شـــــــــــــــرعيةً ، وحكومةً ، وفهيما

وأعادوا للتاريخِ صورةَ أمةٍ     لا ترضى فيها خـــــــــــــــــــائناً ، ولئيما

تركيةٍ ، عربيةٍ ، كرديةٍ          والجمــــــــــــــــــع يحيا هانئاً ، وسليما

قد عادَ تاجُ العدلِ / عثــــــــــــــمانية / وأعدَّ ربك جنةً ، وجحيما

وكتب د. محمد بن أحمد الفراج  معلناً فرحته بعودة الشرعية وسقوط الانقلاب :

اليوم يومك فافرحي يا أنقرة      وتوشّحي حُلَل البَها يا مرمرة

في عرس إسطنبولَ لما أعلنت       نصراً وعاد إلى المغاني عنترة

متوعّداً أعداءه متوسّطا              أحبابه بين الوجوه المسفرة

ما فرّ في يوم الكريهة مثلما        فرّت حمير عداته من قسوَرة

ويحمد الله الذي خيب العملاء وأذناب اليهود :

الحمد لله الذي أخزاك يا         عبد اليهود ويا وجوها منكرة

ما حالكم إلا كإبليسَ الذي    في الحج يلطم حسرة ما أحقره

خبتم وخاب مراهنٌ متشمّتٌ        الله أظهر للورى ما أضمره

حتى مضى مثلاً وصار مسبّةً    في أمّ قسعم في العوالم مسخرة

أفبعد هذا يا ترى هو عائدٌ          يهذي الهراءَ وعائدٌ للثرثرة

هلاّ بإحسان الفقيه تشبّهوا     بئس الرجال ، ومثلها نعم المرَة

ماذا يؤمّل خائنٌ متصهينٌ          للشعب جرّد مدفعا ومجنزرة

ومُدجّج بالنار أطفأ ناره       لُجَجٌ من الشعب العظيم مكبّرة

الله أكبر أرعبت أصنامهم إذ   جلجلت كالرعد ملءَ الحجنرة

يومٌ أغرُّ كيوم عيد فرحة       وعلى التصهينِ محزنٌ ما أعسره

يا منظرا ما كان أروعَ حينما   ملأوا البطائح كالأسود مزمجرة

وإذا أراد الشعب نيل كرامة   صنع المحال إذَنْ وطوّع عسكره

وفشل الانقلاب أما سفينة الإيمان فهي تمضي، ولا تبالي بالرياح الهوجاء .

هنيئًا أَرْدُغانُ :

وكتب د. عبد الرزاق حسين مهنئاً الرئيس أردوغان الذي كان، وما يزال جديراً بالمكرمات، ويصور مشاعره الفياضة وبهجته العارمة بفشل الانقلاب، فيقول :

هــنــيـئًـا أَيُّـــهــا الـــرَّجــلُ الــكـبـيـرُ    ...      وشــانـئُـكَ الـصَّـغـيـرُ بـــلِ الـحـقـيرُ

هــنـيـئًـا إِنَّ هـــــذا الـــيــومَ عــيــدٌ    ...     بـــــــهِ الأيــــــامُ والــدُّنــيــا سُّــــــــــــــــــــــــــــــرورُ

هــنــيـئًـا أردُغـــــانُ فـــأنــتَ أَهْـــــلٌ    ...      لــنــيْـلِ الــمَـكْـرُمـاتِ بــهــا جــديــرُ

هـنـيـئًـا أَردُغــــانُ فــقــدْ سَــعِـدْنـا    ...    بــهــــــــــــــــــذا الـنَّـصْـرِ لــيـسَ لـــهُ نـظـيـرُ

هُــــمُ الأَعْـــداءُ لــلإسـلامِ خــابـوا    ...    وخـابَ الـسَّعيُ بـلْ ضَلَّ المسيرُ

لـقـافـلـةِ الــهُـدى نـبـحَـتْ كـــلابٌ    ...    عـــلــى أَدْبـــارِهــا أَقْـــعَــتْ تـــــدورُ

وأَذنـــــابٌ لـــهــا رَقَــصَــتْ وَغــنَّــتْ    ...   وأَذْنــــــابُ الـــكــلابِ لـــهــا نَــفــيـرُ

فـــإِنْ مــالـتْ وإِنْ طـالـتْ عـلـيها    ...   مــــنَ الأَقْــــذارِ والــوَضَــرِ الـكـثـيـرُ

إِذا مـــــا مــسَّــكُـمْ قـــــرْحٌ وَجَــــرحٌ    ...    فَـــبـــالأَعْــداءِ قـــــــــــــــــرحُـــهُــمُ مُـــبـــيــرُ

وكانت حرب المجرمين فاشلة لأنه حاربوا الله ورسوله وشريعة الإسلام والحق والعدالة:

هُـــــمُ قـــــدْ حـــاربــوا ربًّــــا وديــنًــا    ...       فـــحــربُــهــمُ بِـــــــــإِذْنِ اللهِ بــــــــورُ

وَمـــا قَـــدْ أَنْـفَـقُـوا فـيـها بـمـالٍ    ...        فَــحَــسْـرَةُ قــلـبِـهِـمْ نــــارٌ ســعـيـرُ

ومـــن أفـواهـهـمْ بـغـضٌ تَـبَـدَّى    ...     وَأَكْـبَـرُ مِـنْـهُ مــا تُـخفي الـصُّدورُ

 هُـــــمُ جَــــرُّوا بِــلَـيْـلِ كُــــلَّ ويْــــلٍ    ...      ورائـــدُهُـــمْ وَحــاديــهِــمْ كَـــفــورُ

بِــأَكــنـافِ الــخــلافـةِ قـــــدْ أَرادوا    ...       بـــهـــا شــــــرًّا فــبـاعُـهُـمُ قــصــيـرُ

 حَــنـاجِـرُنـا بـــهــا بَــلَــغَـتْ قــلــوبٌ    ...    وفــيـهـا الــخـوفُ أمـــواجٌ تَــمـورُ

سَــهِــرْنـا لــيـلَـنـا نَـــدْعــو وَنَـــرْجــو    ...      وَمَـــــنْ غَـــيْــرُ الإلـــــهِ لـــنــا مُــجـيـرُ

سِــهــامَ الــلـيـلِ نُـرسِـلُـها تِـبـاعًـا    ...     أَصـــابَـــتْ مَــقْــتَـلاً نـــزَفَــتْ نُـــحــورُ

فـلا تـأْسَ عـلى مـا كـانَ مِـنهُمْ    ...   فــبـــــــــــــــــعـدَ كــريـهـةٍ يَــبْــدو الــحُـبـورُ

وإِنْ خـــــذَلَ الأَقــــاربُ لا تــبـالـي    ...    فــعــنْــدَ اللهِ تُــحْــتَـسَـبُ الأُجـــــورُ

وَمَـهْـمـا زادَ أَهْـــلُ الــشـرِّ مَــكْـرًا    ...       فــمــكْــرُهُـمُ لـــصــدرِهِــمُ يَــــحـــورُ

أَيَــخْــسَـرُ مَـــــنْ لَـــــهُ تَــقــواهُ دِرْعٌ    ...      وَربُّ الـــكـــوْنِ لِــلْأَتْــقــى نَــصــيــرُ

وكانت العاقبة للمتقين، وكان لسرعة استجابة القائد وتحركه أثر كبير في فشل الانقلاب، فلله درّ تلك المكالمة على السكايب التي طلب فيها النزول إلى الساحات :

كـــفـــاكَ اللهُ شـــرَّهُــمُ فَـــبــاؤُوا    ...         بِـــــذُلٍّ وَالــخَــسـارُ لـــهــمْ مَــصـيـرُ

دَعَوْتَ الشَّعْبَ هاتِفُكَ المنادي    ..  فـفـاضَ الـمـدُّ بَــلْ فـاضَـتْ بُـحـورُ

فَـطـارَ إِلــى الـوَغى شَـعْبٌ أَبـيٌّ    ...       عــــلـــى إِسْـــلامِـــهِ أَبَــــــدًا غَـــيُـــورُ

فَــهــاجَ وَمــــاجَ أَمــواجًــا تــتـالَـتْ    ...      وصـــــارَ الــشــعـبُ بُــركــانًـا يَـــثــورُ

إِلــــى رَبِّ الـسَّـمـا رَفَــعُـوا أَكُــفًّـا    ...        وَبـاعـوا أَنْـفُـسًا فَـغَـلَتْ مُـهـورُ

بِــدَرْبِ الـمـوْتِ سـاروا لـم يُـبالوا    ...    عــلـى نَــصْـرٍ لَــهُـمْ شــاءَ الـقـديرُ

فـنـصرُ اللهِ أشــرقَ فـي وُجـوهٍ     ...          ولَــعْــنَـتُـهُ عـــلـــى قَــــــوْمٍ تَــــــدُورُ

فـنـضَّـرَ أَوْجــهًـا خَـشَـعَتْ وصـلَّـتْ    ...    وَشــاهــتْ أَوْجُــــهٌ وَبــهــا قُــتــورُ

فـــبَــدْرُ ســمـائِـكـمْ لــلَّـيْـلِ جَــلَّــى    ...      وَقَـــــدْحُ زِنـــادِهِــمْ يَــخْـبـو يَــغــورُ

نصر أطلّ :

وكتب الشاعر محمد عبد الكريم النعيمي قصيدة تفاءل فيها بالمستقبل، وفضح جرائم الطغاة في العالم :

نَصرٌ أطلّ مع الشروقِ صَباحا         غَلَبَتْ صُدُورُ الآمِنينَ سِــــــــــــــلاحا

بُشرَى تَزلزلتِ العُروشُ لِوَقْعِها          أفراحُ بَشّارٍ غَــــــــــــــــــــــــــــدَتْ أتراحا

وتَردّدتْ أصداؤُها واستَجلَبَتْ        حتى نَعَتْ في مِصـــــــــــرِنا السّفاحا

وتذوَّق الفُرْسُ الغَداةَ شَماتةً           وَجِــــــــــــــــــــــــــــــــراءُ زايدَ لا تَمَلُّ نُبـــــــــــــاحا

طاشَتْ بأوباما المَكِيدةُ فانزوَى       بُوتِينُ - غيظاً - يَكْرَعُ الأقداحا

ستكونُ تركيّا شَرارةَ نَهضةٍ             شَــــــــــعبيةٍ .. وسَتُطلِقُ الإصلاحا

ونرجو الله أن يحقق أمنية الشاعر، فتصبح تركيا شرارة النهضة في العالم الإسلامي .

وسوم: العدد 672

تركيا

وكتب الشاعر الإسلامي أبو الفضل شمسي باشا قصيدة يمدح فيها (الطيب ) الذي طابت سجاياه ويشيد بدور تركيا موطن الأحرار والشجعان فيقول :

يا وجه سعد  لنا في الشعر نلناه     ويا هناءة من طابت سجاياه

 (تركيا )  موطن الأحرار دُمتِ لنا    على الأكفِ يقيناً قد حملناه

(تركيا ) موطن الشجعان دربكُمُ       ويا براءةَ من فازت مطا ياه

كم هِمتُ في لحظات  العشق توأمة   نفحاتها قد بدت نوراً وليلاه

فيها السعادةُ قد عمتْ سواسية      لا  الفقرُ فَرقهمْ يوماً ولا جاه

 (تركيا ) قد حباها اللهُ مكرمة                ونفحة  من جنانٍ  خصها الله

( تركيا ) أعمالها  قد سَرت كلاً  بواحدة كالطير في السرب إذ رفت جناحاه

( تركيا ) قد زهت نبلاً بوحدتها             وأعــــــطت الخزي درساً قد عرَفناه

ويعبر عن حبه لأردوغان، فيقول :

 و( أردوغان  ) له في القلب منزلة             ودعـــــــــــــــــــوة  لكريم الخُلق نحياه

هذا هو الحبُ والإيمانُ يغـــــــــــــــــــــــمرنا            لنمـــــــــــــــــــــــــلأ الكون ترديداً لمعناه

يا رب حقق من الآمال أحسنَها          واجعل مكاناً لهم يا حُسن روضاه

وأن تجَمِــــــــــــــــــــــــــــــــــعَ  بالنيات أمتنا              يا ويح شعبٍ إذا ساءت نواياه

والشعرُ مدرسة  طابت مغارسُه                 نشدوا  بأغصانه يوماً ونحياه

وأن تعود إلى الأحبابِ الفتهُمْ                  ونأخذ الدرس إنا قد نسيناه

وبعد :

ما أروع سيرة هذا العملاق، وما أعظم منجزاته، لقد كتبتُ هذه الرسالة، ولم أكن قد اطلعت على واقع تركيا الفعلي، ولم أشاهد تلك العطايا على حياة الناس، ولكنني الآن بعد أن صرت ضيفاً على تركيا، يمكنني أن أؤكد أن جميع ما قلته لم يكن من قبيل المبالغة، بل هو جزء بسيط من الواقع المعاش، وما زالت عطايا ( أردوغان) ومنجزاته تترى إلى يومنا هذا، ونحن نطالبه بالمزيد ..ونعد شعبنا بأن نسجل الإيجابيات والسلبيات بكل أمانة لتكون تجربة ( أردوغان) مثالاً يحتذى من قبل أي حاكم عربي يريد الخير لشعبه وأمته ...

فهنيئاً لأردوغان محبة شعبه

وشكراً لأحزاب المعارضة التي وقفت إلى جانب الحق والشرعية فتفوقت على المعارضة المصرية .

وشكراً للشعب التركي الذي برهن أنه جدير بالحرية والعدالة والكرامة .

مراجع الدراسة :

1-رئيس حزب العدالة والتنمية التركي رجب طيب أردوغان – مقالة الأستاذ محمد فاروق الإمام – رابطة أدباء الشام .

2- السيرة الذاتية لرئيس الوزراء التركي (رجب طيب أردوغان )- شيقة وفي غاية الروعة .

3- موقع الشيخ حامد عبد الله العلي ( الكويت) – على شبكة الانترنت.

4- موقع رابطة أدباء الشام – الذي يشرف عليه د . عبد الله الطنطاوي.

5-صفحة الأستاذ أنس الدغيم .

6-صفحة الشاعر يحيى بشير حاج يحيى .

7-رسالة من الأخ الشاعر مصطفى الزايد .

8-مواقع التواصل الاجتماعي .

9-أردوغان الرجل الخارق – عبد الله النفيسي .

10-قصة الزعيم أردوغان – د. راغب السرجاني .

وسوم: العدد 689