قصيرة جدا قصة علاء الدين

رمزية حكاية الفانوس السحري أو خاتم علاء الدين...

في كل الروايات الشعبية لحكاية الفانوس السحري أو خاتم علاء الدين ، الفانوس الذي يشعل ، أو الخاتم الذي يفرك ، فيحضر الجني أو المارد محقق الأماني والرغبات .. في كل هذه الروايات يكون الفانوس أو الخاتم ( لُقىً ) في مكان مهمل أو مهجور ، أو في قلب التراب ، يعثر عليه ( علاء الدين ) وهو غالبا اسم البطل عن طريق الصدفة ، ويكتشف طريقة استعماله عن طريقها أيضا ..

إن التفسير الرمزي لهذه الروايات جميعا أن كثيرا من الناس تكون بين أيديهم أزرار الإنجاز ، أزرار تحقيق الرغبات والآمال والأحلام ، وأنهم يقفون أمامها حائرين بائرين ، لا يدركون أسرارها ، ولا يعرفون كيف يوظفونها ..

في حكاية معاصرة أن أحد الحكام العرب اهدى إليه الطليان سيارة في ثلاثينات القرن العشرين فأسرج عليها أربعة من الخيول يجرونها وكأنها عربة رومانية مريحة وفخمة ..

أضحك الله أسنانكم ، وجميل في عصر الألم أن أنتزع ابتسامتكم ، ولكنني أطلب من كل من يقرأ حكايتي أن يلتفت حوله لعل بين يديه الفانوس السحري ولا يحتاج إلى أكثر من عود ثقاب ، أو خاتم علاء الدين ويمكنه أن يلج عالم الانجاز بدلكة بسيطة ، أو لعله يركب سيارة حديثة لا يحتاج إلى أكثر من ضربة مارش حتى يقطع على متنها الطريق الطويل الذي ما زال يظلع عليه ..

فقط جربوا كما كان يجرب علاء الدين في حكايات قبل النوم ، ولعلهم بالفعل يستيقظون ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 719