الأخ المربي عادل كنعان في ذمة الله
توفي رجل الرعيل الأول لدعوة الحق
مات مؤسس دار الأرقم في حلب
انتقل إلى لقاء ربه مدير ثانوية الغزالي الخاصة
مات رجل المعسكرات في الحركة الإسلامية
توفي زميل عبد القادر السبسبي رحمه الله
مات فقيد العلم والدعوة الأخ الكبير الأستاذ المربي المجاهد عادل كنعان
قالوا عن رجال عظماء كبار في ميادين متعددة : يموت بموته خلق كثير ( موت مادي أو معنوي )
والراحل العزيز عادل كنعان له ذكريات ضخمة في ميادين العمل الإسلامي :
فهو صاحب المعسكرات التربوية .
أذكر أنه أقام رحمه الله معسكرا تربويا في مدينة الباب في أرض تقابل
موتور الزرقا المشهور على طريق الجبول هذا المعسكر حوى عشرة خيام ، هناك مدرب رياضي ، وهناك محاضر ثقافي ، وهناك فقيه يدرس تعاليم الإسلام
أقام رحمه الله معسكرا في عين التل بحلب فكان مهرجانا رياضيا وثقافيا وفنيا
أقام رحمه الله حفلا إسلاميا قام به فنان الدعوة ظريف الصباغ ودعي له أهالي الباب فحضره الآلاف واستمتعوا بتمثيل هادف لم يشهد البلد مثلها ، وأنا شاهد على عصره رحمه الله .
أقام رحمه المولى في مدينة بزاعة معسكرا خاصا لأطباء يدرسون في جامعة استانبول في بستان حوى محاضرات أدبية وثقافية ودينية وتدريبات رياضية زحفا أو جريا ، والإسلام دين القوة ، والمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير
حضر رحمه الله معسكرا تربويا في اللاذقية عند مصب النهر الشمالي عند البحر دام ثلاثة أيام حاضر فيه الشيخ عبد الله علوان رحمه الله وحضره الأميري والسباعي رحمها المولى
وكان من عادة الحركة الإسلامية في عيد الأضحى إقامة معسكرا تربويا في حمص وحماة واللاذقية ، وكان شباب الحركة الإسلامية يلبسون ثياب الفتوة ويدربون تدريبا عسكريا
حضرت مرة كضيف معسكرا عين التل ، ولم أحضر إلا بأخذ توجيه من قاضي حلب المرحوم عبد الوهاب الألتونجي رحمه الله
سهرنا سهرة ممتعة وحضرنا تمثيلية رائعة من الفنان ظريف صباغ نمنا ساعة وإذا بصافرات الإنذار تصدح فقمنا وتقدمنا قائد رياضي أركضنا مايقارب ال ٥ كم ، وطلعت علينا الشمس ونحن عند جبال حلب الغربية
رحم الله عادل كنعان فهو أبو الرحلات والمعسكرات والتدريب الرياضي والتعويد على خشوة العيش
قمت بمزحة مع صديق في الخيمة عاقبني عليها المرحوم عادل كنعان بالزحف على التراب لمسافة ٢ كم دون توقف لأن على رأس الزاحف قائد مراقب للمتابعة والاستمرار
ماأحلاها ليال على ضوء القمر والأخوة الشباب يمارسون الأنشطة ، والطعام نواشف ، لافاكهة ولا تنعم ،خبز وماء وقطعة بندورة .
كان رحمه الله قائدا منضبطا أوامره عسكرية وتعاليمه رجولية
كان مربيا وإداريا حازما درسٰت عنده في ثانوية الغزالي الأهلية البكالوريا ، كان في الصف طالب مشاغب شكوته للمدير الحازم الأستاذ عادل أتى به وأعطاه كامل قسطه المالي وقال له أنت لم تعد طالبا في هذه المدرسة ، ورفض كل رجاء واعتذار ، مدرس الدين عنده مقدس وأي خدش لكرامته خدش لكرامة مايمثله
ثانوية الغزالي كانت في ساحة الملح بحلب كانت نموذجا للمدارس المثالية تعليما وانضباطا سبقت المدارس الرسمية
رحم الله فقيدنا العظيم الذي عاش مغتربا بعيدا عن وطنه ولكنه خدم دولة قطر بكل إخلاص فقد كان مفتشا للمعارف فيها
ولد في حلب وتوفي في قطر ( وما تدري نفس بأي أرض تموت )
أبناء الفقيد ، أبناء الحركة الإسلامية في بقاع الأرض أعظم الله أجركم
وأبعث من هنا من تركيا لأسرة الفقيد وأولاده ولرفيق دربه الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ مجد مكي أحر التعازي
ولا حول ولا قوة إلا بالله
حيا الله أخانا الفقيد عادل كنعان وإلى جنة الخلد إن شاء الله وسنكون بعون الله إخوانا على سرر متقابلين
والله أكبر ولله الحمد عليها نحيا وعليها نموت
زميل وصديق وأخ سيلحق بك قريبا ، أنتم السابقون ونحن اللاحقون
اللهم إرحمنا إذا يئس الطبيب وبكى علينا الحبيب
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وسوم: العدد 766