25/9/2018
ولا تدري النفوسُ بأيِّ أرضِ = غداً ستموتُ في طولٍ وعرضِ
نفوسٌ الخلقِ للمولى عرايا = يؤدي النَّاسُ ما أخذوا كقرضِ
حياتُكَ يا ابنَ آدمِ محضُ وهمٍ = تمرُّ بهذه الدنيا كومضِ
فإمَّا يطلبنَّ الله عبداً = فلا تأخيرَ في زمنٍ لقبضِ
ولا تقديمَ فالمولى حسيبٌ = ويرصدُ أمرنا في كلِّ نبضِ
ولكنَّ الفراقَ يذيبُ قلباً = فتهمي العينُ تَسكاباً كفيضِ
وقد رحلَ الغداةَ عميدُ قومٍ = وإنَّ العينَ لم تهنأْ بغُمْضِ
أبا اسماعيل قد أدَّيتَ فرضاً = جهادَ الظالمينَ، وأيَّ فرضِ؟
بلغتَ بذلكم أعلى سنامٍ = وبتَّ تذودُ عن أرضٍ وعرضِ
فبوركَ جهدُكم خمسينَ عاماً = وهذا العمرُ مثلُ البرقِ يمضي
ثمانينَ التُّقى بُلِّغْتَ فضلاً = تَنَقَّلُ بينَ إنعامٍ وخفضِ
فما ألهاكَ في ذاكم غَرُورٌ = وإمَّا مسَّت البأساءُ تغضي
إلى أنْ ذقتَ في أمسٍ مَنوناً = وكلُّ النَّاسِ للمولى سيُفضي
فياربَّاهُ أدخلْهُ جناناً = بعفوٍ منك إذ يجري كفيضِ
وحُطَّ الذنبَ تكرمةً وفضلاً = فليس سواكَ عن ذنبٍ سيغضي