في أربعين أبي
رفعت يوسف آغا (1920-2014)
طريف يوسف آغا
ياعَيني بالدَمعِ جـودي
رَحَلَ صاحِبُ القَلبِ الكَبيرِ والجـودِ
فتَرَكَ الأسى عَلى القَلبِ نُدوبـاً
وحَفَرَ الدَمعُ أخاديداً على الخُـدودِ
لَو كانَ للحُزنِ دالِيَةٌ لملأَنـا
مِنهُ السِلالَ، عُنقوداً فَوقَ عُنقـودِ
لانوفي أبي حَقَّهُ ولَو وَضَعنـا على
قَبرِهِ كُلَّ مافي الدُنيا مِنْ ورودِ
سَقا اللهُ أيامَ الطُفولَةِ في بَيتِ أبي
ألا لَيتَكِ أيتُها الأيامُ أنْ تَعـودي
تَرَكناكَ يابيتَنا ورَحلنا إلى الغُربَـةِ
حَفِظتَ عَهدَنا ونحنُ خُنّا كُلَّ العُهـودِ
***
مَضى اليومَ على رَحيلِهِ أربَعـونْ
مافارَقَ الدَمعُ فيها مآقي العُيـونْ
مَعَ كُلِّ قَطرةٍ ذَرَفناها كانَتْ
تَنحَني مَعَها لِذِكراهُ الجُفـونْ
ياتُرابَ القَبرِ رِفقاً بِضَيفٍ
كانَ في حَياتِهِ يُلَقَّبُ بالحَنـونْ
لاتَكُنْ عَلَيهِ قاسِـياً كَما كانَتْ
قاسِـيَةً عَلَيهِ آخِرُ أيامِهِ والسُـنونْ
وماأقساكَ يَوماً يَحمِلُ فيهِ الأبنـاءُ
آبائَهُمْ إلى المقابرِ وبدونِهمْ يَعـودونْ
ولكنْ هوَ طَريقٌ الكُلُّ سـالِكُهُ
كُلُنا على هَذا الطَريقِ ماضـونْ