جنازةُ الشيخ الجليل والداعيةُ المُلهم الشيخ فتحي الصافي رحمه الله
في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : مَرّوا بجنازةٍ فأثنوا عليها خيراً فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : ( وجبَتْ ) ثمَّ مرّوا بأخرى فأثنوا عليها شرّاً فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم : ( وجبَتْ ) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما وجبَتْ ؟ قال : ( هذا أثْنَيْتُمْ عليه خيراً فوجَبَتْ له الجنّة ، وهذا أثْنَيْتُمْ عليه شرّاً فوجَبَتْ له النار ؛ أنتم شهداءُ اللهِ في الأرض .مُتّفقٌ عليه
أقول : هذه ليست قصيدةُ رثاءٍ للشيخ فتحي رحمه الله فالشيخ يستحق قصيدةً تليقُ بمقامه ( وإن كان رحمه الله من الذين لا ينتظرون الثناء )ولكن هذه الأبيات هي لقطةٌ من مشهد جنازته أسعفني بها البيان وأنا أذرفُ دمعةَ حزنٍ وغبطةٍ على هذا الشيخ الجليل
بقلوبهم ، في لحظةِ الإنصافِ
حَمَلوكَ رغمَ تزاحم الأكتافِ
كلٌّ له في الحُزنِ قِصّتُه التي
جاءت به ليقولَ أنّك صافي
قدّمْتَ ما قدّمْتَ من خيرٍ بدا
يومَ الوداع ولم يكُنْ بالخافي
هي لحظةٌ فيها الثناءُ وثيقةٌ
ممهورةٌ بشهادة الآلاف …
يا شيخَنا واللطفُ فيك سَجِيّةٌ
جعَلَتْكَ في حمل الرسالةِ وافي
حتى بموتك كنت خيرَ مودِّعِ
يصفُ الوفاةَ بأجمل الأوصاف
ويودّعُ الدنيا ببسمة واثقٍ
بخفيّ لُطفِ الواسعِ الألطافِ
لله درّك ، قد شرُفتَ محاسناً
فاهنأ بصحبة سيد الأشراف
وعدٌ من الرحمٰن جلَّ جلالُه
فهو الكريم العدل وهو الكافي
وسوم: العدد 823