الى الراحل الدكتور سعيد عياد
على خُبزِ طابونِكَ هَمى سحابُ السَّماءِ، لأنَّكَ غيمةٌ من توأَمِ المطر. والمسافةُ ما بينكَ وبينَ الشَّمسِ، أَقصرُ من ابتِسامةٍ تبوح بينَ شفتيكَ.كنتَ تمشي في ذاتِكَ على خُطا وطنٍ تُضيئُهُ روحُكَ، وروحُكَ لا تحمِلُ إلَّا ندىً يحمِلُ عناوينَكَ في حدائِقِ الابداعِ.
كانَ حُلمُكَ في غَدِكَ يلتَحِفُ عباءَةَ الصَّباحِ،فكيفَ غِيابُكَ لا يوجِعُ غداً كانَ ينتظِرُكَ على شواطئِ الشَّمسِ؟!
اذا جفَّ دمعُ الفراقِ سيبقى حضوروكَ وجدانيَّةً وطنيَّةً، أَقرأُ فيها شُموخَ مواقِفٍ تَدُلُّ الاخرينَ الى أيقونةِ نخيلكَ، ولونِ نِضالكَ الذي لا يتنازلُ عن أَبجديَّةِ النهارِ.
في غِيابِكَ تَجفُّ ورودُ الروحِ، فتشتعلُ الأشواقُ بدلالاتِ حضورِكَ، فلا تستبيحُ الورودَ سوى ندى ابداعِكَ!
وكلما لامست المشاعِرُ أَيقونَةً ثقافيةً تُبحِرُ في ذاتِكَ، استيقظَ فينا بئرُ الوطنِ.
الوقتُ يسرِقُكَ منَّا ولا يدري أنَّ جفافَ الروحِ يُبَلِّلُهُ في غيابِكَ ندى سحابِكَ!
أبقيتَ قنديلَكَ يشتَعِلُ بِضيائِهِ، وكأَنَّكَ تُسابِقُ اللَّحظةَ في لحظتِكَ الأخيرةِ، ناعفاً فراشاتِهِ حولَ خيمةِ كلِماتِكَ، فتُضيءُ عتمةَ المكانِ، فيكتُبُكَ الزمانُ أَبجديةً ثقافيَّةً تلوحُ بابداعِها.
حينَ تمضي على نخيلِ الرحيلِ، تَتأَلَّقُ فيكَ جماليَّاتٌ خَبَّأَتَها في جِرارِ جَدِّكَ، فالى أَينَ يأَخُذُنا غِيابُكَ، وجماليَّاتُكَ تتأَلَّقُ في حديقةِ الأدبِ، كحبَّاتِ مطرٍ يركُضُ اليها جفافُ المرحلةِ؟؟!
لديكَ ما يكفي من نقشِ ابداعِكَ فوقَ جذوعِ الاشجارِ، وعلى برتُقالِ حيفا، فكلُّ شجرةٍ تورِقُ تحمِلُ اسمَكِ، وكلُّ بُرتُقالةٍ تنهضُ تحضنُ اسمَكَ، فكيفَ يأخُذُكَ الغيابُ وأَنتَ لُغةُ الحُضورِ في عيونِ الأرضِ؟؟!
وسوم: العدد 950