عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: ( سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: (إنَّ أفضل الإيمان الحبُّ في الله والبغض في الله ) ، و قال عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه: ( عليْك بإخوان الصّدق فعش في أكنافِهم؛ فإنَّهم زَين في الرخاء وعدَّة في البلاء) .
ذكّرني الأخ الفاضل / خالد بن إبراهيم نيازي ، بأيامنا الجميلة في ديرالزور منذ أكثر من أريعين سنة ، والأخ خالد ــ أبو صهيب هو نجل المربي الكبير الأستاذ إبراهيم نيازي ـــ يرحمه الله ـــ والأخ إبراهيم رجل يُشار إليه بالبنان ـــ كإخوانه الكرام ـــ بالأخلاق الفاضلة ، والمزايا الحميدة ، والوفاء وتبعاته التي تسمو بروح الأخ في عالم زمان الناس ، فللأخ أبي صهيب ولكل أخ كريم أهدي هذه الأبيات :
اللهُ ألَّفَ بينَهـم فاستَبْشَروا = والخيــرُ عندَ اللهِ ويحك يُذْخَرُ
وعلى هُـداهُ وقد تسامى سعيُهم = درجـوا وللقيمِ الأثيرةِ شمَّروا
هي نشأةٌ في اللهِ ربَّانيةٌ = مـا شابَهـا ريبٌ ولا تتعثَّرُ
فإذا سألتَ : ففتيةٌ قـد آمنوا = باللهِ في دنياهُـمُ واستبصروا
في اللهِ تجمعُهم وشائجُ حُبِّــه = ولدينِـه عاشوا ولـم يتأخروا
نِعمَ التآخي والتناصح بينهم = وهي المودةُ فضلُهـا لا يُنكَرُ
آخـى نَبِيُّ اللهِ في دينِ الهُـدى = مابين أصحابٍ لـه مـا أدبروا
فتعاونوا وتآلفوا وتناصروا = وبمثلِهـا أعداؤُهـم لـم يظفروا
كـم ضمَّدوا جرحًـا وكم جبروا لمن = لاقى العنا قلبًـا ولم يتأخروا
تمضي الليالي والمزايا لـم تزل = للفتيةِ الأبرارِ عنهم تُخبرُ
دلَّتْ على طيبِ النفوسِ فِعالُهم = وسِواهُـمُ بالغيِّ هـاهم أبحـروا
وَلَكَمْ تواصوا والوصيةُ شأنُهـا = عـالٍ وفيها للنصيحةِ محـورُ
وإذا الشدائدُ أقبلتْ برياحها = هبُّـ,ا وفي وجـهِ النوازلِ كبَّـروا
يتبادرون إلى الفضائلِ إنَّهم = لـم يسأموا ، فبهم يطيبُ المظهرُ
هي ذكرياتُ الأمسِ ما ماتت ولم = تـمـحُ المآثـرَ في الحياةِ الأعصرُ
أيامُنا كانت ومازالت على = عهـدِ الإخـاءِ : لـه البقا والمفخَرُ
ذَكَّرْتَنِيْهَـا ـــ يا أخي ـــ وهي التي = عن مهجةِ الأحبابِ ليستْ تُبْتَرُ
هي في ضمائرِنا تعيشُ وتزدهي = رغـم الخطوبِ ، وبالفلاحِ تُبَشِّرُ
فلك الثناءُ (أبا صهيبٍ) فالإخا = باقٍ ، وجذعُ ثباتـه لايُكسَرُ
(ياخالد إبراهيم) يجمعُنا الذي = يهدي القلوبَ فبالهدايةِ تُعْمَرُ
تُطوَى اللقاءاتُ الرخيصةُ إنَّها = ليست بما شاءَ الإلـهُ تُجَدَّرُ
أمَّـا أُخوَّتُنا ففي دينِ الذي = منه السكينةُ حيثُ طابَ العنصرُ
حفظَ الإلهُ العهدَ ماطال المدى = وخطابُ سِفرِ الصِّدقِ ليس يُزَوَّرُ
فضلُ الأُخوَّةِ : مجدُه باقٍ ولن = ينفضَّ عنه بهـاؤُه والعنبرُ
ومكارمُ الأخلاقِ صورتُه التي = يهفو إليها الباحثُ المستبصرُ
عشنا بها مُتَمَثِّلينَ سُمُوَّها = وبهـا اعتصمنا لانحيدُ وندبِرُ
قد ألَّفَ ألرحمنُ بين قلوبِنا = والسِّرُّ في هذا التآلفِ مـزهرُ
قـلْ : ربَّنا اغفرْ لنا زلاَّتِنا = ولإخـوةٍ غابوا وما هـم غيَّروا
مازلتُ أذكرُهم وأذكرُ مجدَهم = وزمانَ عشرتِنا وفيه أُسَطِّرُ
(والدَّيْرُ ) تشكو بعدهم إذ غادروا = وعلى الفراقِ فؤادُها يتفطرُ
لكنْ إذا شاءَ الرحيمُ أجابَها = ومَن ارتضى هذا فذاك الموسرُ