بكائيات على زوجتي الحبيبة 5
أثوابك ، يا هُدْبةُ ، تغفو في قلب الدولاب
إنْ أفتحْه تصحُ ، تهتف بعتاب :
" طالت وحشتنا ، خبِرْ ذاتَ الأهداب ! "
فأفر من الغرفة ما عندي رَجْعُ جواب
***
كئيب هو الصبح إذ لا أراكِ كئيب هو الليل دون سناكِ
***
قد كنتِ تخافين رحيلي
يا هدبة قبلك .
قدر مكتوب ، يا حبي
أن ترحل هدبة قبلي .
***
غبتِ مِ الدنيا ، ولكنْ لم تغيبي من فؤادي
كيف أسلوكِ وقلبي لم يزل يبكي ، ينادي :
" يا هديبا ، صرتُ طيرا هائما في كل واد (ي )
يسأل الآفاق عنكِ ، عن حبيب في فؤادي "
***
يا قلب ، ابكِ هدبهْ ذات الخصال العذبهْ
النور في ابتسامها يزيل كل كربهْ
***
سلامُ الله في الصبح عليك يا ندى الصبح
سلام الله في الظهر عليك ، نسمةَ الظهر
سلام الله في العصر عليك ، روضةَ الزهر
سلام الله في الغَسَقِ عليك ، نجمةَ الغسقِ
***
وكنتِ ، هُديبا ، شروق صباح وكنتِ ، هديبا ، صفاء مساء
فما عاد في عيشتي من شروق وما عاد في عيشتي من صفاء
***
وافترقنا ، يا هديبا
سرتِ في درب تناءى
بك في غاب الزوال ،
وأنا الآن وحيد
ليس لي غير الخيال .
أستعيد الأمس ذكرى ،
آهِ ! ما نفع الخيال ؟!
***
مشيتُ ، العصرَ ، في دربٍ به سرنا معا يوما
وهولُ الحرب متقد يحوِم حولنا حوما
فهب الدرب يسألني : " لماذا لا أرى نجما ؟! "
" سرى يوما على متني بهياً ، زاهياً ، حلما "
فقلت له : " لقد رحلتْ هديبا واغتدت عدما "
فقال الدرب : " لا تأتِ وحيداً لا تَهِجْ ألما ! "
لقد أحببتُ خطوتها ورتَلها فمي نغما "
***
حلم تهاوى بعد حلو وصالِ يا هُدْبُ لو تدرين بعدك حالي !
قلبٌ تَكسَر من أساه تكسُراً من يجمع الكِسرات جمع وصالِ ؟!
وسوم: العدد 985