استراحة مقاتل في بيت الكورد في النمسا

بدل رفو المزوري

بقلم:ادم بافي بيكس

 بيت الكورد في فيننا

استضاف بيت الكورد في فيينا الاديب و الشاعر والمترجم والرحالة الكوردي بدل رفو في احتفالية امتزج فيها الشعر والترجمة والرحلات وتوقيع كتاب الشهد والثلج (انتلوجيا لشعراء كوردستان تضم 28 شاعرا وشاعرة) مساء 8\12\2013.قاعة جميلة في المنطقة الثالثة في فيينا اكتظت بجمهور جميل متنوع وابتدأت الامسية بتقديم الضيف الى الجمهور من قبل عضو البيت اكرم حسو والفنانة التشكيلية جيهان محمد علي كعضوة في الهيئة الإدارية ، بعد كلمة قيمة من الاثنين وترحيبهم الحار بهم.

بدل رفو ..الاديب والكاتب الذي تملا كتاباته مواقع الانترنت و صفحاتها حول الادب الكوردي والعالمي والرحلات من نوع اخر وانتمائه الى الانسانية وعدم جعل ادبه الانساني جسرا لمصالحه الشخصية وبشهادة الكثير من الادباء والفنانين والجمهور الحاضر رجل صديق الجميع ومتواضع ولكنه في نفس الوقت ثقته بنفسه كبيرة ولا يرى بان هناك من هو اكبر منه ولا من هو اصغر منه ولهذا له مكانة في قلوب الناس.

تطرق الضيف الى دور المكان والزمان والكلمة في الابداع الانساني والى دور الاديب في مسيرة شعبه وناسه وقال ليس من المعقول ان يكتب الشاعر عن اوجاع شعبه وهو يقبع في قلعته وبرجه وليس له اختلاط بالشارع وقال للاسف ليس لدينا الاديب الموثر على الشارع فالاديب والشاعر هو ملك شعبه.واما عن الترجمة فتطرق حول كتبه واخر كتاب له الشهد والثلج عن دار الثقافة والنشر الكوردي في بغداد وقرأ مقتطفات شعرية من الكتاب.

ولكن من قال ان الصقر يحيا بدون الطيران ؟ توافد عشاق الكلمة لينهلوا من نبع غزير لا ينضب بدأ الحفل بتقديم الضيف من خلال لمحة موجزة عن حياته و عن حلّه وترحاله فشكر بدوره الحضور ولكنه رفض المكوث طويلاً على الارض فهو الصقر فما كان منه إلا ان حلق عالياً في فضاءات الشعر و الكلمة الهادفة المفعمة بالأحاسيس و المشاعر ، مصطحباً معه الحضور في رحلة ستبقى للذكرى ، رحلة لا تشبه أية رحلة ، مرة باتجاه الشرق و مرة باتجاه الغرب وربما الشمال او الجنوب فالخيار للربان و الركاب قد تعهدو طوعاً بالرضوخ لقرار قائد الرحلة ، احياناً نكون بالمغرب و فجأة نجد أنفسنا بالهند ، تارة نكون بكلمات عن العشق فتخلد القلوب الى نوم لذيذ بطعم النبيذ الروحي سكارى بمُدام الحب ،نغوص في احلام الفتى بدل رفو ذو العشرة أعوام وهو يلهو في قرية الشيخ حسن مسقط رأسه ، و فجأة نصحو على آهات وطنٍ اسمه كوردستان تنساب حروف اسمه على لسان الضيف كلحنٍ لأغنية سرمدية ، ذلك الوطن المجزأ المقطع الأوصال حمله ذلك الفتى في حقيبة ظهره و راح يجول به في أصقاع المعمورة ليُسمع الكون صرخة طفلٍ تيتم على يد جلاد ، لينقش على تراب تلك البلدان بأحرف من نور اسم ابن بار لوطن جبار. مكلل بالغار(كوردستان)و بعد تلك الرحلة الممتعة عاد بنا الربان و هو يبتسم ابتسامة ملاك ابيض بلون الشيب في وجهه قائلاً ها قد عدنا الى بيت الكورد فهل من أسئلة ؟ فما كان من الحضور المتلهف للمزيد إلا ان اطلق سيلاً من الأسئلة ليجيب عليها شاعرنا بكل حب سعادة ،وفي الختام و تقديراً لحضوره الكريم بادر بيت الكورد بتقديم هدية رمزية زينت بالأحمر و الأخضر و الأصفر بشمسٍ متوهجة فتقبلها وملامح السعادة تغمر وجهه فشكر الحضور جميعا بعد ان صفق له بحرارة .

نشرت صور الامسية التكريمية والشعرية على مواقع الاتصال الاجتماعي وانهالت الكلمات والاعجابات بصورة لم اكن اصدقها نظرا لمكانة بدل رفو بين ناسه وشعبه وقد علق العدد الكبير من الادباء والفنانين المعروفين على الامسية ومنهم:درباس مصطفى،محفوظ مايي،عمر حماد هلال،هشام عبدالكريم،نزار محمد سعيد ،دينا سليم،شيرزاد نائف،عيسى بوتاني،سعيد وه لات،جيهان محمد وكثيرون.واخيرا كتب بدل رفو تغريدة في الفيسبوك قال فيها:

شكراً فيننا..شكراً البيت الكوردي في فيننا..شكرا لكم على تكريمكم

شكراً لجمهور رائع انار ليل فيننا بحضورة الجميل ونقاشاته القيمة..شكراً للشهد والثلج ودار الثقافة والنشر الكوردية في بغداد

شكراً للشعر الانساني الجميل وهو يعانق ليالي فيننا الباردة ..كل حب وشكر لبيت الكورد في فيننا على تكريمهم القيم لي

الادب الانساني سيجتاز اللاسوار والبلدان ويعشش في قلوب المحبين وعشاق الانسانية ومحبتي لكم جميعا.

وبيت الكورد يردد كلمته شكرا بدل رفو لانك انرت دروب الثقافة الكوردية في المهجر من دون زيف وخداع وموائد شرب فشكرا لك.

بيت الكورد في فيننا

و انا كأحد القائمين على صفحة بيت الكورد لعدة سنوات و لم أحبذ الظهور يوماً و لكن لكون هذا التقرير سيبقى ذكرى جميلة على قلبي فإنني أختمه بتوقيعي.

Adam Bavê Bêkes