إلى الدكتور الأسير عدنان أبو تبانة كل أحبابك حواليك
إلى الدكتور الأسير عدنان أبو تبانة
كل أحبابك حواليك
فؤاد الخفش
بمشهد لا أستطيع وصفه إلا بالمؤثر والرائع أمَّ بيت عرس الأخ الأسير الدكتور عدنان أبو تبانة جموع من الأصدقاء والأحباب من كل أرجاء الوطن يشاركون حبيبهم الغائب فرحة زفاف نجلية "أنس" و"محمد".
قبل اعتقال الأخ الدكتور عدنان أبو تبانة وخلال توزيعه بطاقات الدعوة والاتصال على الأحباب داعيهم لمشاركته فرحه بزفاف نجليه عبر تغريدة له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي أن في قلبه حزنا كبيرا لغياب أحد أبنائه (عزالدين ) في سجون الاحتلال.
مازحته قبل اعتقاله وقلت له قادمين لمشاركتك عرسنا الكبير وفرحك ونخشى نحن (أهل الشمال) من طعامك (الدسم) وجرى حديث طيب شارك في عدد كبير من الأخوة عبر موقع التواصل الاجتماعي وقال لي لن تكتمل الفرحة الا برؤية جميع الأحباب، وعقدنا العزم على الذهاب.
قبل أيام قليلة من موعد الزفاف باغت الاحتلال الدكتور عدنان واختطفه من بين أفراد أسرته محاولا قتل الفرحة وتأجيل العرس واغتيال البسمة، لملم الدكتور حاجاته وتوكل على الله وأوصى بنيه بضرورة أن يتم العرس في الوقت المحدد وأن لا يؤجل.
مضى في طريقة وهو الذي جرّب السجن والاعتقال مرارًا. وفي خطواته خطوة تقترب من ولده الأسير عز الدين وخطوة تبعده عن أولادها وأحبابه ومدينته التي يحب. سار ودموع من خلفه تذرف حزنا عليه، وقلبه يتلوع ألما لعدم قدرته مشاركة أولاده فرحهم واستقبال أحبابه الذين سيحضرون العرس ويشاركونه الفرح.
قاسية هي الدنيا تحت ظل الاحتلال ومؤلمة هي أفعال هذا المحتل. فهم يتعمدون قتل الفرحة والبسمة وتغيب ركن المنزل عن مناسباته السعيدة. مضى متوكلًا على ربه مستودعًا أهل بيته لله موقنا أن هناك من سيقف في هذا الفرح وأن الرجال من كل حدب وصوب سيؤمون هذا العرس وهو ما كان حقًا.
توجهنا بعد عقد النية، متوكلين على الله من أقصى شمال فلسطين في سيارة المهندس الوزير وصفي قبها ومع الإعلامي الحبيب نواف العامر إلى الخليل لنشارك في عرس ابني الأخ عدنان وهناك كانت الفرحة والحزن، فما إن دخلنا المكان فإذا بصورة الأسير الدكتور عدنان تزين المكان فوقع في قلبي حزن شديد وألم كبير الرجل غائب بجسده، وصورته تزين المكان وكأن أنفاسه بيننا.
استقبلنا بحفاوة كبيرة وشممت في رائحة أولاده نفس أبيهم الطيب وحسن ملقاه وكرم فهو صاحب الواجب والتقطنا الصور وكم كنا نتمنى أن يكون بيننا هذا الرجل لتكتمل الفرحة ، وهل من فرحة كاملة في ظل احتلال ؟؟
للدكتور عدنان في قلوب رفاق أسره وأبناء مدينته وجموع الضفة المحتلة مكانة كبيرة اكتسبها بحسن معاملته ودماثة خلقة وطيب ملقاه ومشاركته مناسبات الجميع وحضورة الدائم في كل حدث ومناسبة.
وفي هذا العرس كان كل أحباب الدكتور عدنان حاضرين يهنئون ويقفون مكان أخيهم يقولون لأولاد الأسير هذا أفضل ما سيورثه لكم أبوكم سمعة طيبة ومحبة كبيرة وتقدير لا حدود له.
للغائب الحبيب للأسير المعتقل الإداري الدكتور عدنان أبو تبانة لم تكن حاضرا بجسدك ولكن روحك كانت محلقة وأنفاسك الطيّبة لم تغب، وفي العرس الذي لم تحضره علمتَ مكانتك في قلوب إخوانك فهو رأس المال والزاد الحقيقي.
لك أستاذنا نقول كان عرسكم جميل رائع لم ينقصه إلا وجودك ولقد استذكرت تلك الأنشوده التي ينشد فيها الحادي ويقول (كل أحبابك حواليك ) فلقد كان الجميع حاضرًا جسدًا وروحًا إلا أنت فقط كانت روحك وأنفاسك حاضرة وجسدك هناك مقيدا في السلاسل والحديد.