أبو علي شاهين وزيارة هنية التقديرية!
أبو علي شاهين وزيارة هنية التقديرية!
شاكر فريد حسن
حين نتحدث عن "أبو علي شاهين" فنحن نتحدث عن واحد من أعمدة فلسطين النضالية وقيادات الثورة الفلسطينية البارزين ، ومن مناضلي الحركة الوطنية الفلسطينية ورموز حركة "فتح" التاريخية ، باعثة الأمل والهوية الوطنية الفلسطينية بعمقها العربي الاسلامي وطابعها الايديولوجي الثوري التقدمي الديمقراطي التحرري. انه قيادي فتحاوي عريق، ومن مؤسسي الشبيبة الفتحاوية المحررة من المعتقلات والسجون الاحتلالية ، وأحد قيادات الانتفاضة الفلسطينية الاولى . وقد أشغل عضواً في المجلس الثوري السابق ووزير التموين في عهد الرئيس الشهيد ياسر عرفات .
عرفنا أبو شاهين بفكره الثوري الثاقب ورؤيته السياسية الواضحة وقناعاته الذاتية ،التي عبرّ عنها في مقالاته ومداخلاته وكتاباته السياسية المنشورة في ادبيات الثورة ، وتميز بعناده وصلابته ومواقفه الثورية الجذرية ، التي لا تعرف المساومة والمداهنة .
ومنذ أيام يرقد أبو علي شاهين على سرير احد مستشفيات قطاع غزة ، بعد ان ألمت به وعكة صحية ناتجة عن معاناته من مرض مزمن . وفي الوقت، الذي يلاقي فيه هذا المناضل الكبير والعنيد الفذ ، الجحود والجفاء والنكران من قيادات وزعامات وعناصر "فتح" ،الذين لم يكلفوا انفسهم رفع سماعة الهاتف او الخلوي للاطمئنان على سلامته ، وهو الذي وهب روحه وعقله وفكره وقلمه وسلاحه لحركة "فتح"، وضحى بالغالي والنفيس من اجل حرية شعبنا واستقلاله الوطني ، في ذلك الزمن الثوري الصعب تحت البنادق، وفي الخنادق ، وليس في المكاتب المكيفة والقصور الفخمة والفنادق الفاخرة خمس نجوم بلوس مثلما هو الحال بعد اوسلو . في هذا الوقت تاتي زيارة الأخ اسماعيل هنية (أبو العبد) رئيس وزراء حكومة حماس في غزة لأبي علي شاهين في المستشفى للاطمئنان على صحته . وهي مبادرة ولفتة انسانية عظيمة ذات اهمية بالغة ، تستحق الثناء والتقدير .
وبلا شك انها زيارة انسانية وأخلاقية بالدرجة الاولى ، وتحمل في طياتها الكثير من الدلائل والمعاني الانسانية القيمية ، وبعضاً من قيم الاصالة والنبل والوفاء التي كانت سائدة في مجتمعنا الفلسطيني في ماضي الزمان . وقد جاءت لتؤكد ان العلاقات والروابط الانسانية الفلسطينية فوق الخصومات والخلافات السياسية والعقيدية . وكم كان ابو علي شاهين صادقاً حين قال :" أن وجع الانقسام أقسى من وجع جسدي ".
اننا ننظر بعين الاحترام والتقدير لهذه الزيارة الانسانية المؤثرة ، التي حملت في ثناياها بعضاً من واجب ولمسات الوفاء لهذا المناضل العريق الشامخ والصلب، الذي افنى شبابه وعمره وحياته في صفوف الثورة الفلسطينية مقاتلاً ومناضلاً ومنافحاً في سبيل الحرية والشمس والفرح .
وبعد، ابو علي شاهين صاحب التاريخ النضالي الحافل بالعطاء والكتابة والعمل الثوري والتضحيات الجسام، يستحق منا كل المودة والتقدير والأوسمة والنياشين لما قدمه للوطن والثورة والانتفاضة المجيدة ،ولفتح وابنائها ، وللحركة الاسيرة المناضلة . فله الحب ودفء القلب ودمع العين ، ودعواتنا له بموفور الصحة والعافية ، ليرى الحلم الذي قاتل دفاعاً عنه، بالكلمة والقلم والنضال والسلاح.