تحية للكاتب الفلسطيني محمد علي طه
الحائز على وسام الاستحقاق
شاكر فريد حسن
قبل فترة وجيزة تسلم الكاتب الفلسطيني محمد علي طه ، ابن قرية ميعار المهجرة ، والمقيم في كابول الجليلية ، وسام الاستحقاق والتميز من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وذلك تكريماً وتقديراً لجهوده العظيمة في مجالات الابداع المختلفة ، ونشاطه السياسي والوطني ، ومواقفه الوطنية والسياسية الجذرية ، ونضاله في سبيل حرية واستقلال شعبنا الفلسطيني .وتميز رواياته وقصصه في التعبير عن الهم الفلسطيني والقضية الوطنية وارتباط الفلسطيني بارضه والتصاقه بها وتمسكه بهويته الوطنية
.وهو اول وسام يمنحه محمود عباس منذ توليه منصبه كرئيس دولة فلسطين ـ وكما قال ابو علي :" ان هذا الوسام هو بمثابة تكريم للثقافة الوطنية الفلسطينية في الداخل والخارج ، هذه الثقافة التي كانت وما زالت تقف في طليعة الفرقة الاولى في معارك الصمود والبقاء ومقاومة التهجير ، والكفاح من اجل الحرية والديمقراطية والكرامة الوطنية .
ومحمد علي طه يستحق هذا الوسام لمساهمته الكبيرة الهامة في خدمة ثقافتنا وادبنا الفلسطيني . فهو علم من اعلام القصة والرواية الفلسطينية ، وله حضوربارز على الساحة الثقافية الفلسطينية المعاصرة ، وفي مشهدنا الادبي الراهن . افنى عمره وكرس قلمه من اجل انارة شعلة فلسطين الادبية والثقافية ، وينتمي الى النسق الكتابي الفلسطيني الابداعي الملتزم والثقافة الشعبية الديمقراطية المنحازة، قلباً وقالباً ، شكلاً ومضموناً ، للفقراء والمسحوقين والمهمشين على الارض ، مترجماً بكتابته الاصيلة الجميلة ، والعفوية الشفافة ، التي تتوفر فيها كل الخصائص والعناصر الفنية الابداعية ، معنى الثقافة المبدعة ، مصوراً فلسطين بانسانها، وناسها، وترابها، وينابيعها ،ووديانها، وجبالها، وسهولها، ونباتاتها ،واشجارها ،وبساتينها، وحواكيرها، وطيورها ،ومخيماتها ،وقراها المهجرة، وصمودها ،وآفاقها .
ويتوزع نتاج محمد علي طه ونشاطه على عدد من حقول وفنون الكتابة الابداعية الجمالية ، فهو يكتب القصة والرواية والسيرة الذاتية والخاطرة والمقالة السياسية والادبية ، ويكتب القصص للاطفال . وقد صدر له في هذه المجالات العديد من الاعمال والمؤلفات القصصية والروائية للكبار والصغار . كما عمل في الصحافة الحزبية مشرفاً على ملحق "الاتحاد" الثقافي ، وترأس تحرير مجلة "الجديد" الادبية ـ الثقافية ، التي توقفت عن الصدور ، وشكلت حاضنة ووعاءً لجميع الاقلام الادبية الملتزمة الواعية وللثقافة الوطنية والشعبية والانسانية والديمقراطية .
وقد اغنى هويتنا الثقافية،وساهم في رسم ملامح ادبنا ، وأمدّ ثقافتنا الوطنية بالكثير من عناصر الحيوية والجدارة مما جعله يتبوأ مكانة رفيعة ومرموقة في تاريخنا الابداعي الفلسطيني الكفاحي.
فألف تحية لابي علي ، ومبروك وسام الاستحقاق والتميز من دولة فلسطين ، مع تمنياتنا له بالعمر المديد والحياة العريضة الواسعة ، ليبق يرفد الحياة الثقافية والادبية الفلسطينية باعماله المطعمة برائحة الزعتر الجليلي، والبرتقال اليافاوي، والزيتون الراماوي .