وإلى أسرة الأب فادي حداد ورعيته في قطنة
الأب فادي حداد
إلى الأسرة الوطنية الواحدة والأشقاء المسيحيين أجمع
وإلى بطريركية أنطاكية للروم الأرثوذكس
أحر مشاعر المواساة والعزاء..
بمزيد من الأسى والحزن تلقينا نبأ العثور على جثمان الأب الفاضل المناضل فادي حداد كاهن كنيسة ( مار الياس ) للروم الأرثوذكس من قطنة في ريف دمشق ، الذي اغتالته يد الإثم بعد إقدامه الشجاع على محاولة الانخراط في المعادلة الوطنية بأفقها الرسالي السامي الذي يوزع المحبة والإخاء في كل اتجاه ..
إن إدانة الفعل الجريمة مهما تكن الجهة المريبة التي أقدمت عليها لا يجوز أن ينفصل عن سياق مشروع الكراهية الذي عمل البعض على تكريسه في حياة السوريين على مدى عقود . مشروع الكراهية والتفتيت الذي ما يزال أصحابه يصرون على زج الأخوة المسيحيين في معركتهم الوحشية لاستثمار ذلك محليا ودوليا ؛ فإلى أي مدى ستخدمهم التضحية بالأب الإنسان فادي حداد في تحقيق الهدف الشرير الذي ينشدون ؟!
إن شعورنا بالقلق لا حدود له أمام هذه السياسات التي تستهتر بكل القيم الروحية والإنسانية النبيلة التي قامت عليها المسيحية والإسلام.
إن اغتيال الأب فادي حداد الجريمة التي نستنكر في هذا المقام هو جزء من مسلسل الجرائم الذي نشهده على كل الأرض السورية في العدوان على بنيان الله في خلقه جميعا وفي أشخاص القائمين على عباده بالحب والإخاء ؛ فلم يكن الأب فادي حداد رجل الدين الأول ولن يكون الأخير . وفي العدوان على ما عمره الإنسان لله في المساجد والكنائس التي ما تزال تنال منها يد الشيطان ..
ندعو القائمين على مشروع الشر في سورية أن ينزاحوا عن طريق الشعب السوري ليبني حاضره ومستقبله في أجواء الحرية والإخاء ..
ومرة أخرى ندين الجريمة المنكرة ومرتكبها . وندعو السوريين جميعا أن يكونوا أكبر من أن يستزلهم شيطان الفرقة والكراهية. وليعلموا أن وحدة أسرتنا الوطنية هي حصننا ودرعنا وهي نقطة انطلاقنا لصناعة غدنا الرحب الجميل ..
وبمزيد من الشعور بالأسى والحزن والأسف نتقدم بأحر مشاعر المواساة والعزاء إلى الأسرة الوطنية الواحدة فالمصاب بالأب فادي هو جزء من المصاب الوطني العام ..
وإلى بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس . وإلى سائر الأشقاء المسيحيين في سورية ..
وإلى أسرة الأب فادي حداد أهله وذويه ومحبيه ورعيته في بلدة قطنة أجمعين ..
لندن : 15 / ذو الحجة 1433 – 30 / 10 / 2012
زهير سالم : مدير مركز الشرق العربي ..