قبلة الفرح والسياسة
إبراهيم جوهر- القدس
يوم (آية) بامتياز جميل هذا الاثنين .
هي (آية) ذاتها التي قالت وهي تمسك بيدي : " بابا دير بالك يوجد درجة ..."، فدرت بالي !
( كانت بصحبتي حين زرت عيادة العيون والدكتور ( سليم بشارة ) . القطرة التي تكبّر بؤبؤ العين لا تتيح مجالا للرؤية ؛ البؤبؤ متسع وأشعة الشمس تحيل الرؤية غباشا . كانت ابنة ست سنوات وقتها ...حينها وثّقت الحادثة والحوار المبتور بيننا في مجلة " الميلاد " التي كانت تصدر في رام الله وتحارب الفساد بكل أشكاله وشخوصه بجرأة لم يعتدها شارع الصحافة عندنا . المجلة التي أوقفت بوشايات واحتجاجات فاسدة من فاسدين ماتت ، والفساد استمر .)
وهي التي كتبت أمس :" منذ صغري كنت أدري ماذا أريد ، وسأكون ..." وكانت تردد دائما كاتبة على الحائط والدفاتر وهوامش الكتب : سأكون يوما ما أريد ...
صباح غرد فيه بلبل ، وهدلت حمامة ، وأعدّت القهوة السادة المهيّلة ، ووضعت الترتيبات النهائية للحفل (ثلاثي الأبعاد ) ؛ تخرج أية ويوم ميلادها ، وتخرج رئاس
( حين زرته وهو في الصف الثاني الأساسي ...استفزه بعض زملائه من رفقاء الصف قائلين : " أبوك شايب !! شيب كثير في شعره ! " ، رد حينها بتفاخر : كل شعرة في رأس أبي بكتاب ....! " . بالغ حينها ، والمبالغة أحيانا موقف .
اليوم ( رئاس ) دخل على ( خط ) الأدب ، فهو ذو قلم مؤثر ، وزوايا التقاط ذكية .
... النعناع لا يحتمل طويلا ، فالسواد يلاحق لونه الجميل ، لذا أرجئ فرمه إلى هذا الصباح . نعناع ، وهيل ، وقهوة ، وتغريد ، وهديل ، فاليوم (عيد) والعيد فرح ، والفرح حركة ، ورؤية الدنيا بمنظار جميل ...
ليت المنظار يدوم ، لماذا يغادرنا الفرح سريعا ؟ يزورنا مذكّرا بوجوده ثم يغادرنا سريعا !!
ما الوسيلة لديمومة الفرح ؟!
ظهر اليوم شاهدت مقابلة ذات قيمة مع ( غازي حمد ) المعروف بجرأته وأصالة طروحاته . قال ما أعجبني : (الانقسام حالة عار ، و
القدس قبلتنا السياسية . )
قبلة هي . كانت دينية ، واليوم سياسية .