فِي رِثَاءِ خَدِينِ المَعَالِي
فِي رِثَاءِ خَدِينِ المَعَالِي
المهندس الرّاحل: محمد جلال قزمار " رحمه الله "
علاء سميح الأعرج
عرفت رصاصات المتآمرين على قضية فلسطين إلى ساقه سبيلا لكن الله كتب له حياةً من جديد ،
ثم أعيته سياط التعذيب و زنازين التحقيق فما وهن في سبيل دينه ووطنه ،
ثم اختاره الله إلى جواره في حادث سير عن عمر لم يتجاوز الثانية و العشرين ..
نحسبه من أهل الله والله عز وجل حسيبه
مناسبة الأبيات :
زرته على استحياء ، فوالله إني لأخشى أن أكون قد بدلت من بعده ،
خطر ببالي أن أتلو عليه : وقفت على القبور مسلماً .. للإمام علي ففعلت ،
وليت المقام اتسع لطويل مؤانسة ، يجود عليّ بها ..
وفي صبيحة اليوم التالي نأت بي حافلة عن المكان ..
فاشتعلت في الصدر نار الشوق ،
فأخذت قلمي وكتبت في الحافلة : لامية في رثاء الحبيب ..
ولسنا نكتب و نستذكر الأحباب إلا من باب البر الذي أُمرنا به ،
وإلا من باب إنزال الكرام منازلهم و إرجاع الفضل لأهله ،
و إلا من باب ذكر شيء من الوداد الذي نكنّ ،
و إلا فلسنا هواة أحزان أو آهات ، ولسنا نرى في ائتزار الدموع فضيلةً بل نقدم عليه الصبر و الرضا ،
فالحياة سنتها هكذا : موت وحياة ، لكن من الناس من إن عاش زاد على الحياة و ان مات أعادها إلى نصابها ، ومن الناس من إن حيّ زاد في الحياة و إن ارتحل ترك مكانه فراغاً لا يسده غيره .. ومن القلائل الذين ينطبق عليهم الوصف الثاني كان حبيبنا ..
ثم إني لأسعد أن تكون هذه القصيدة أول ما قد نشرت و إن سبقها مما ليس بمنشور أخوات ويسعدني اليوم أن أعيد نشرها من خلال رابطة أدباء الشام حفظ الله أهلها و رضي عنهم أجمعين ..
مَالِ الذين أحب وَدَّعَ ركبُهم أورثتموني حسرةً لا تنقضي أضحى و قد نأتِ الديارُ مُحَمَّلاً غدتِ الحياة مشقةً من بعدِكم أفلا يكون كذاك إن يك حالَنا أضفى على سَمْتِ الحياةِ لَذَاذَةً طبْعُ الأحبَّةِ أنَّهم إنْ أظعَنُوا فلعلَّ ناطقتي إِذا مَا أنْصَفَتْ ولعلَّ ذاكرَتي إذا مَا طَوَّفّت إن رُمْتَ عِلماً أو ثباتاً أو تقىً أو رُمْتَ صِدْقاً أو يقيناً أو هدىً نِعْمَ المُجاهِدُ و الأبِيُّ المُفتَدَى قدْ سُلَّ كيْ يُرْضي الإله مُنَافِحَاً إنْ غَابَ عَنْ عَيْنِ الشُّهودِ مَضَاؤُه سَامَتْكَ غِرْبَانُ الظَّلامِ أذيّةً قدْ آلمُوا سَاقاً فقلتَ لأُخْتِهَا هُبِّي لمَجدٍ لا يُنالُ لقاعدٍ لا لا يُنال لظالمٍ مُتخاذِلٍ بل للعزيزِ النّفسِ أسرجَ خيله قد سادَ فوقَ النّاسِ في إِقدامه إنا لنشهدُ و الإله شهيدُنا إني لأرجو أن أنال بحبكم عذرا أخيَّ فلم أخن حبي لكم عذراً أخيَّ فما عرفتُ مقامكم إذ كيف مثلي قاعدٌ متكاسلٌ لكنّها أشواقُ مَكْلومٍ أبَى فبحبكم أرجو إلهي رحمةً لا عجبَ إِنْ خَذَلَ المِدادُ مَقامَكُم | ومضى حثيثاً مسرعاً مستعجلاً ؟ وتركتموا قلبي الكليمَ عليلاً بالهَمِّ لمْ أرَ مثلُ قطُّ مثيلاً فالحزنُ قد أَرسى الأساس ثقيلاً فقدُ الأبيِّ الحُرِّ طاب خليلاً فَغدا به معنى الحياةِ جميلاً تَرَكُوا بكلِّ هوىً خَلَوْهُ قتيلاً وَجَدَتْ بفَرْدِكَ أُمَّةً أَو جِيلاً ألْفَتْكَ للصّبرِ الجميل دليلاً أو رُمْتَ للأمرِ الجليل جليلاً فمحمدٌ أفْضى لذاك سَبيلاً نِعْمَ الحُسامُ الحُرُّ طابَ صَلِيلاً عَنْ دِينِه فَمَضَى يَدومُ سَلِيلاً فمَنَارُهُ في القلبِ بَاتَ حَلِيلاً فَسَمَوْتَ عن سَفَهِ الحياةِ جَلِيلاً سبقتكِ أُختكِ للجنانِ رحيلاً بل للمُغامِرِ لا يُراعُ فتيلاً خانَ العهودَ غدا بذاك ذليلاً ومضى ينادي للجهاد خُمولاً أهدى الحيارى جذوةً ودليلاً كنتَ المجاهدَ ما ونيتَ فتيلاً نُزُلاً لدى رب الورى تبجيلاً كلا ولا أحللت فيه بديلاً حياً و إذ أرخى المماتُ سدولاً يَرثِي عُلاكَ فلا يَصِحُّ مَقِيلاً إلا الصّداحَ بحبّكم ترتيلاً أبغي نعيماً صرتَ فيه نزيلاً فَجَنَابُكُم أَعلى و أرفع قِيلاً |