ندوة اليوم السابع تحتفي بشخصية القدس الثقافية

ندوة اليوم السابع تحتفي بشخصية القدس الثقافية

جميل السلحوت

[email protected]

القدس: 29-3-2012 احتفلت ندوة اليوم السابع الثقافية الأسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس، باختيار مشرفها  الأديب المقدسي جميل السلحوت" شخصية القدس الثقافية للعام 2012" وأقامت حفلا كبيرا تكريميا له بهذه المناسبة، حيث قدمت له درعها التكريمي،  وفي الحفل الذي تخللت كلماته وصلات غنائية للفنانين ريم تلحمي واحمد أبو سلعوم، واسكتش مسرحي قدمه عدد من بنات مدرسة الصلعة الاعدادية للبنات في جبل المكبر، وإلقاء الطفلة ملك صائب الأعور قصيدة"في القدس"للشاعر تميم البرغوثي، أُلقيت عدّة كلمات بهذه المناسبة.

وفي كلمته شدّد نائب محافظ القدس عبدالله صيام على أن القدس هي العاصمة السياسية والدينية والثقافية والتاريخية والحضارية للشعب الفلسطيني ولدولته العتيدة، كما أشاد بدور الأديب السلحوت في إثراء الثقافة الوطنية، ودوره كأحد شخصيات القدس البارزة، وتفانيه في خدمة شعبه ووطنه، وقرأ قصيدة كتبها بعد قراءته لروايات السلحوت خصوصا"هوان النعيم" جاء فيها:

هوان النعيم

 من "جميل" في كتاب... شدّني عمق الخطاب

 أسرتني مفردات مورد لذّ وطاب

 في الثنايا حادثات طعمها مرّ العتاب

 انما السفر مرايا صورت عهد الخراب

حمل السطر معانٍ وقعها سن الحراب

 ايها "السلحوت" امضِ وامتطِ البحر العباب

واملأ الوادي صهيلاً هزّ للمهر الركاب

 أسرتك القدس حتى صرت حرفا في القباب

واسأل الدهر مراراً هل دنا عهد الإياب

 هل لأرواح الضحايا من سكون في السراب

هل لانّات الثكالي من شروق في الضباب

 لا ” هوانا لنعيم” قد دنا وقت الحساب

انما الفجر قريب واعد يمحو الغياب

وقال الأديب محمد عليان في كلمته التي كتبها باسم الندوة:

 للقدس أن تفخر .. للقدس أن ترفع رأسها عاليا .. ففيها سور يطاول السماء .. ونجمات ما فتئت تقاوم الظلام .. وفيها حمامتها أمضت سني عمرها في ذهاب وإياب ما بين الصليب والهلال غير آبهة بكل غاز ومحتل  ...

للقدس أن تفخر .. فالشمس فيها تخترق كل ضباب وتنسل من بين كل سحاب ..

للقدس أن تفخر .. ففيها للأزقة والحواري والشبابيك عبق  وتاريخ..

للزعتر فيها مذاق وللنعناع مذاق وللصبح مذاق...

للقدس أن تفخر .. فيها ريشة وقلم .. سيف وحجر .. لا تذبل فيها الأزهار .. ولا تأفل في سمائها الأقمار .. لا تجف فيها الأقلام ولا تخبو في شوارعها الأنوار ..

 في القدس لا تخفت أجراس الكنائس ولا يصمت نداء  المآذن  ..

لها أن تتباهى وتزهو  .. ففي أكنافها ولد الشيخ  ونشأ ..  شيخ الكلمة والسيف .. صاحب القلم السيّال والحرف القاطع...عميد ندوة اليوم السابع .. جميل السلحوت الذي استحق بجدارة لقب الشخصية الثقافية المقدسية الأبرز لهذا العام .

لم يكن هذا التتويج يا شيخنا عبثا أو من قبيل الصدف... فأنت سور القدس المنيع ونجمها المتلألئ دوما وشمسها التي لا تغيب ..

أنت سيّد القلم والسيف .. أنت عنوانها الثقافي الأبرز والأكثر نشاطا  .. أنت من حملها في قلبه وجاب فيها في بطون الكتب .. كتب عنها وقرأ لها وعاش همّها وسكن فيها،  وأسكنها فيه وطاف بها  بكلمته أرجاء العالم .

أنت من بذرت في أرضها بذرة اليوم السابع، ورعيتها حتى أضحت واحة ثقافية فيها تنبت الأقلام الواعدة، وتصقل المواهب وتتبلور الشخصيات .. فيها يكبر الحب ويتفتح الحلم وتزهراللغة ..

من هذه الواحة يا شيخنا  ما برحنا نقطف  الحنّون، ونتنسم  عبق الياسمين، ونتفيأ ظلال اللوز والسنديان .. ونستمتع بثمار  الثقافة والأدب .. نقرأ ما تيسر لنا من كتب .. نطرب للقصيدة .. ونبحر في محيط الرواية .. وننسج أحداث القصة .. ونرسم حلما حدوده السماء، ونعيد صياغة وطن ضاع منا، وقيم غابت عنا وفكرة جميلة نتوق إليها ..

لم نكن لننعم بقطوف  هذه الواحة يا شيخنا لولا جهودكم الدؤوبة أنتم الرعيل الثقافي الأوّل الذي روى شجرها ووردها بعرق الجبين، ومداد القلم وجميل الكلمات وعمق الملاحظات وجرأة النقد والانتقاد .. حتى أصبحت واحة اليوم  السابع مؤسسة ثقافية  هي الأكثر تجذرا وعطاء يرتادها كل عاشق للكلمة ومفتون باللغة ومتعطش للثقافة والمعرفة .. يرتادها الكبير  والصغير .. المتمرس والمبتدئ ..

ما أشد فخرنا يا شيخنا، وأنت تتقلد وسام سيّد الثقافة المقدسية .. بعد جهد دام أكثر من عشرين عاما .. أمضيتها انت وصحبك في ندوة اليوم السابع  في نحت الكلمة وشحذ القلم، وإرساء دعائم  الثقافة الفلسطينية في القدس اليتيمة المحاصرة .. القدس التي يقضمها شيئا فشيئا غول استيطان الأرض والثقافة والتاريخ والجغرافيا.. القدس التي بقيت وما زالت وحدها إلّا من خطابات المنابر .. القدس التي كثرت فيها الخيام والتي قال عنها حكيم واحة اليوم السابع ابراهيم جوهر ذات يومية " هي وحدها التي تعرف أنها وحدها .. "

نعم يا شيخنا هي وحدها وما زالت، ولأننا نتمسك دائما بكل أمل، حتى لو كان أوهن من بيت العنكبوت، نقول وبصوت خافت غير واثق لا يسمعه إلّا نحن: عسى أن يشكل تتويجك سيّدا للثقافة المقدسية، بداية لكسر الحصار المضروب علينا .. وأملا في تقويض حالة اليتم التي نعيشها، وإضاءة ولو خافته  على ما  يحتاجه المقدسيون من دعم وإسناد لتعزيز ثقافتهم وإمدادهم بوسائل العيش الكريم في مدينتهم، وليس فقط حثهم على الصمود .

كن كما أنت يا شيخنا، فالقدس ضاعت  بعد .. القدس باقية .. فيها المسرح الوطني ويبوس واليوم السابع ودواة على السور والمقهى الثقافي.. فيها الثقافة تكبر وتنمو .. فيها  الكلمة وخيمة أبو العبد .. وفيها ، ولنا ولها أن نفخر وتفخر ،   فيها شيخنا الكاتب المبدع  الشيخ جميل السلحوت.

وقال الأستاذ موسى أبو دويح:

لقد اختارت وزارة الثّقافة الفلسطينيّة الأديب الروائيّ الشيخ جميل السلحوت (أبو قيس) شخصيّة القدس الثقافيّة للعام 2012م.

وهذا نهج نهجته وزارة الثّقافة الفلسطينيّة لأوّل مرّة هذا العام، وأظنّ أنّها ستستمرّ على هذا النّهج، فتختار في كلّ عام علمًا من أعلام القدس الثّقافيّة.

وفي تقديري أنّ الوزارة أصابت في هذا الاختيار؛ ذلك أنّ أبا قيس صاحب قلمٍ سيّال، يكتب في مختلف الفنون، فقد كتب في التّربية والتّعليم؛ حيث عمل مدرّسًا للغة العربيّة في المدرسة الرّشيديّة الثّانويّة في القدس لسنوات عديدة. وكتب في السّياسة، وله فيها نقد جريء، لا يجامل فيه أيَّ مسؤول ولو كان رأس الهرم. وكتب في القضاء العشائريّ لأنّ نشأته في صباه كانت بين البدو فعاش معهم وأخذ عنهم. وكتب الرّواية، وله للآن ثلاثيّة هي: (1. ظلام النّهار 2. جنّة الجحيم 3. هوان النّعيم)، وأظنّه سيجعلها سباعيّة كما أخبرني. وكتب الحكاية وكتب القصّة، وكتب (عُشّ الدبابير) للفتيان والفتيات، وكتب وكتب وكتب....في أكثر الميادين.

ويكفي أبا قيس عملُه الدّؤوب في (ندوة اليوم السابع) في القدس؛ حيث أدارها ولا يزال يديرها منذ أكثر من عشرين عامًا، بروح مرحةٍ لا تعرف (الأنا)، ولا التّعالي على الآخرين، بل هو واحد من أعضاء النّدوة، يستمع إلى النّقد ويتقبّله.

ولقد جمع الشّيخ جميل للآن من نقاشات وحوارات النّدوة منذ نشأتها ستة كتب حملت العناوين التالية:

1.    (يبوس) من منشورات المسرح الوطنيّّ الفلسطيني القدس 1997م.

2.    (إيلياء) من منشورات المسرح الوطنيّ الفلسطينيّ القدس 1998م.

3.    (قراءات لنماذج من أدب الأطفال) من منشورات المسرح الوطنيّ الفلسطينيّ القدس 2004م.

4.    (في أدب الأطفال) من منشورات المسرح الوطنيّ الفلسطينيّ القدس 2006م.

5.    (الحصاد الماتع في ندوة اليوم السّابع) من منشورات دار الجنديّ 2012م.

6.    (أدب السّجون) من منشورات دار الجنديّ 2012م.

وأخبرني الشّيخ أنّه سيصدر الكتاب السّابع المسمّى (نصف الحاضر وكلّ المستقبل) عن دار الجنديّ نهاية هذا الشّهر.

بوركت أبا قيس وبورك مسعاك، ودمت للقدس ذخرًا ومنبرًا. فأنت أهلٌ لأن تكون الشّخصيّة الأولى للقدس الثّقافيّة.

وألقى الشاعر عزالدين السعد ابن قرية اللجون المهجرة القصيدة التالية:

الشيخ جميل...نحبك

ما أعلى الجبل والنار باهتة..

والجذوة تلتهب

وأنا منتصر ...

تتسلق الجبل وتعتلي الرتب

الدور مكتظ ...ليس لي أمل

القاعة تكتظ ولا مكان لك..

في القلب مكانك ... وأحبك

أنت له الحل..

ما علمنا الوطن إلّا الحب للفرد

وكيف لا وأنت المتربع

يا القابع فوق حروف مصائرنا

هات ما صار بجعبتك سهاما ..

هات ...

تتربع في قلب القدس

والقدس تــعــز مكانتك

تزدحم الاشعار،

ويصير كلامك أحلى ..أحلى

يندلع كلام في الدور

ذاك المكتظ بنا والقاعة تهتز

وانا أتلذذ بالدور ... في آآآآآخره

أعيد الكرّة ... والكرة

اكتب بالدمع حروفي .. أندفع

في الدور المكتظ بنا على الأبواب

وأنا في قاااااااااااع الدور أنظر للأعلى

أنثر أوراقي أرسلها

المرة تلو المرة .. فتعود إليّ

القدس أنت... بكل الحارات والأسواق والأزقة

والمساجد والكنائس  ...

حبيبتك أنت، قاتلتك ..معذبتك ..تاريخك ثقافتك

معبودتك وجنتك .. وتحبك ..أنت أنت

****

لا لا تفعل يطردني صوت من دوري

وأعيد الكرّة .. أصعد للأعلى

ما أحلى عذابي...

يا ربّ هبني من عندك صبرا آخر

فأنا ماعدت أحتمل ..

في كل موانئها الأرض تكتظ وتغلق

 أبوابي ...

لا تسمح أبدا للاجئ أن يرقى

أن يعبر .. أن يدخل في الدور إليك

ألهو بألعاب الفقراء وأنصاف آلهة

أثينا..

والنار تكاد تنطفئ

والقوم كل على عجل .. وأنا في الدور

أشعله ..بالنار مظاهرة كبرى

تتحدى ..

لا أعرف إلّا  أن أبقى

خارج أدوار المسرح ..

فالدور دوما مكتظ..

وأنا معارضة تصرخ..

الشعب يريد .. احتضان الشريد

الشعب يريد تكريم العنيد

أنا أريد..

أن أقول  وأن أعيد

سأظل أشعل النار

سأظل أقول ما أريد

في الدور .... خارج الدور

في الندوة خارج الندوة

علمني الشّيخ ... أن اقول ما أريد

يا شيخ القدس الكاتب  ... يا شيخ جميل

أنت وسام .. ونحبك

والقدس تحبك ..

تنهل مما تكتبه تعتز بخطك

بخطاك

تعتز بدرعك

تحملك فوق جراح الزمن الغادر

تغرسك نبراسا شعله

تنشرك علما رايه..

في القلب تحضنك  ... القدس

أنت وسام... ونحبك

الشيخ جميل... نحبك

وقال الروائي عيسى القواسمي:

منذ بداياتي اﻷدبية كان جميل السلحوت هذا اﻹنسان القادم من بادية الفكر يشكل أمام عيني منارة وإن علت في سمائها القمم.!

 وحين إمتلأت روحي بالكلمات النازفة من هذه المدينة"مدينة الشيخ" وشغف قلبي بالكتب لم أجد أنا يتيم الحرف حائطأ أسند عليه هموم الكتابة سوى ندوة اليوم السابع في القدس التي يشرف عليها أديبنا جميل السلحوت، فأقبلت عليها بكل جوارح الكتابة، وإستعرت عكازة أستاذي الكبير اﻷديب جميل السلحوت لكي تتكئ أفكاري ومحاوﻻتي اﻷولى على متانة وآصالة إنتمائها . فأحتوتني بأهدافها وسمو إشاراتها من غير أن تلزمني ..وما لبثت أن بسطت لي أروقة الوقت لكي أمرن قلمي على عادات الكتابة الملتزمة الهادفة. ...

وهنا الكلام أحيانا يعاند فلسفة الصمت لكي نستمع لحقائق الكلمات ..وهنا إستمعت أنا بدوري لحفيف الروح حين إندمجت بطقوس الندوة، وعايشت الفكر الخلّاق والنقد الهادف الذي ﻻ يجامل، بل يعمل على بلورة اﻷفكار الناشئة بحثا عن عمق الموهبة واﻹشراق ..وتعلمت كيف أفلسف أفكاري وسط هذا الجوّ المشحون بالفكر والجنون (جنون الندوة له خاصية مميزة). ومنه يولد اﻹبداع ...تستهويني ذاكرة جميل السلحوت الممتلئة بتفاصيل البدايات التي رافقت مسيرة الندوة.

 هو أستاذي منذ العام 1978 حين كنت طالبا في المدرسة الرشيدية ..وما يزال يحاصرني بملاحظاته التي أجدها في معظم الوقت مرفئا لسفني التائهة وسط هذا المحيط اﻷدبي الثائر. والشيخ شيخنا عهدته جبلا أدبيا إنسانيا سياسيا وحصادا لجبل (المكبر)  إنسان له تاريخه التي يعشقها وتعشقه.

ومن مدينة أريحا بعث إلينا الشاعر ماجد الدجاني بالقصيدة التالية لأن المحتلين  يمنعونه من دخول القدس، فألقاها نيابة عنه خليل أبو خديجة:

سيوف الحق مشهرة

فؤادي يدندنُ في أضلعي

وشعري يردد لحناً معي

ومن فرحتي بأخي فارساً

تسيل على وجنتي أدمعي

تباهي به ندوة السابع

تباهي بإبداعه الرائع

هو الروض فاق الرياض شذاه

بنفح كتابته الضائع

جواد الثقافة كان جموحاً

فروضه في المدى الواسع

ولم يخشَ في الحق لوّامه

ومن باطل الخصم لم يجزع

وأشهر سيف الحروف فأودى

بكل دعيّ الى المصرعِ

وكم من ثعالبَ خطت نفاقاً

بما يأمر الحق لم تصدع

هي القدس نادت شغاف القلوب

تردد حيّوا جميلَ معي

سناهُ تبدّى على سورها

كما الشمس تبسم في المطلع

فلسطين قامت تقود فتاها

الى ذروة الشامخ الأرفع

تشير اليه أكفّ البيان

وأهل الثقافةِ بالإصبع

فيا إخوتي ندوة السابع

فؤادي تصدع في أضلعي

فقد حرموني هناء اللقاء

وشدّوا وثاقي فلم أقلع

ولكن قلبي يحلق دوماً

بكل جهات الدّنى الأربع

أنا بعيون فؤادي أراكم

فطوبى لكم لجهودٍ تداوي

وأصواتكم عانقت مسمعي

بمشرط حرفٍ وبالمبضع

ليرحل عنّا جيوش الظلام

بعثتم من الموت آمالنا

ويأتي شعاع الغد الساطع

كما يفعلُ الغيث بالبلقع

وكتب الأستاذ جمعة السمّان:

بورك هذا الإيمان والصّبروالتّصميم.

 مسيرة جميل السلحوت الأدبية والوطنيةلشاقة وصعبة وعانى فيها كثيرا،.. لكنه بالإيمان والصبر والعزم صمد.. وكان البستاني الذي لم ييأس من أرضه.. رغم وعورتها.. وصعوبة مسالكها.. فحرثها وزرعها .. فأورقت وبرعمت وأزهرت وأينعت أدبا وثقافة وفنا.. رواه من صبره وإيمانه وثقته بأرضه.. التي أصبح اسمها ندوة اليوم السابع.. الذي ذاع صيتها.. وكانت القدوة التي شجّعت المدن الخرى على حذو حذوها.. لتكون فلسطين كلها بستان أدب وعلم وثقافة.

 بحثت في قاموس لغتنا علّي أجد كلمة جميلة طيّبة أقولها في حق الأستاذ جميل فلم أجد.. كان جميع الأخوة قد سبقوني إليها.. إلا انهم جميعا غفلواعن ذكر شئ هو الأهم في مسيرة حياته.. ليكون فوز قصب السبق لي في ذكره.. أن الأستاذ جميل من أصل بدوي.. وأنه ورث الصبر عن أجداده.. الذين ورثوا الصبر عن" الجمل"

 وإلاّ فكيف استطاع ان يحمل ندوة اليوم السابع على مدى أكثر من عشرين عاما على كتفيه.. أحيانا ثابتا

 في مدينة القدس.. وأحيانا متنقلا الى مدن أخرى.. ؟؟

 في الختام ليرزقنا الله صبر الجمال.. حتى نبقي على شعلة ثقافة اليوم السابع كقمر السماء يضئ الأرض بأذرع خيوطه دفئا ونورا ننعم جميعا به.

وكان الأديب ابراهيم جوهر قد كتب:

شخصية القدس الثقافية

فكرة تستحق الإشادة ، واختيار موفّق

انتصرت قضية القدس هذا العام بتخصيص مشروع (شخصية القدس الثقافية ) للمرة الأولى . وتم اختيار الكاتب الشمولي (جميل السلحوت) ليكون باكورة الفكرة ، وحادي النشاط التالي لها ، بما سيضيف إلى أعبائه أعباء إضافية تمليها مدلولات الاختيار ومسؤولية الثقافة ، والقدس ، والناس .

فكرة تستحق الثناء ، وإن جاءت متأخرة من وزارة الثقافة الفلسطينية . ويبقى الأمل هنا قائما يدق جدار التهميش والإهمال والتناسي لواقع القدس الثقافي .

لا أريد نشاطا لرفع العتب !

 ولا أريد اختيارا لمجرد الاختيار ، وكفى الله المؤمنين القتال !

أحب رؤية الوزارة كمؤسسة رسمية ذات اختصاص حاضرة في ساحة القدس الظامئة ، وأن تتابع الأنشطة الثقافية التي تنظمها فعاليات القدس وأبناؤها وبناتها بجهد فردي من منطلق الانتماء للقدس ولقضية الثقافة ، وأن تكون على تواصل مع نبض الحراك النسبي الذي يحاول القائمون عليه إدامة شعلة القدس في قلوب أهلها ، وهم يؤكدون في رسائلهم الخفية ما أخفته عيونهم وقلوبهم ؛ " إذا نسيتنا الاتفاقيات الظالمة ، وأخرجتنا من دائرتنا الأصلية – مائنا الذي نموت حين نغادره – فإننا نصوغ " اتفاقياتنا" الخاصة بما تمليه علينا قيمنا وانتماؤنا . "

لا بأس . فأن تحضر متأخرا خير من ألّا تحضر .

فرحت بالقرار ، وسعدت ، وتفاءلت .

قرار تخصيص زاوية في الاحتفال ب(يوم الثقافة الفلسطينية) لشخصية القدس ، وقرار اختيار الكاتب المقدسي الشامل (جميل السلحوت) ليكون شخصية هذا العام الثقافية المقدسية .

إنه كاتب مقالات سياسية ، وثقافية ، وأدبية . شامل الاهتمام والمعالجة . يعمل على الارتقاء بالنشاط الثقافي المقدسي ما استطاع لذلك سبيلا . أنشأ – برفقة عدد قليل من زملائه – ندوة ثقافية منذ العام 1991 م. ما زالت قائمة إلى اليوم هي ندوة اليوم السابع الأسبوعية . يتابع نقاشاتها الأسبوعية ، ويحررها ، ويتولى نشرها وتعميمها على الصحف والمجلات الورقية والالكترونية.

عضو مجالس أمناء لأكثر من مؤسسة ثقافية مقدسية منها المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) .

وتميّز الصديق الأديب (جميل السلحوت) بغيريّته الواضحة ، وغيرته الأكيدة .

لم يكن أنانيا يوما .

 لم يبخل بمشورة يوما .

 كثيرا ما رأيته يحمل الكتب والمراجع من مكتبته الخاصة ليوصلها إلى طلبة علم ومعرفة .

لم يتقاعس يوما عن القيام بمهمة طلبت منه .

 وعن غيرته على الحال المقدسي ، وحالة القدس ، فلا أدلّ من مراجعة بعض مقالاته ، وانتقاداته الجريئة لكل قصور في الأداء .

 (جميل السلحوت) شخصية تستحق الجائزة المعنوية (شخصية العام الثقافية المقدسية) .

 والجائزة المعنوية هذه (فكرة اختيار شخصية سنوية باسم القدس) تستحق الإشادة والتشجيع .

القدس كبيرة ، لذا تستحق أفكارا كبيرة .

 القدس تذوب وهي تواجه التذويب برموش عيون العاملين الصادقين من أبنائها وبناتها .

 القدس لن تكون لغير أبنائها .

 القدس لنا نحن الذين حملناها وحملتنا . بكينا حالنا وحالها يوم تناساها الزمن الجائر.

ومن أمريكا حيث يقيم كتب الينا الأديب المقدسي نازك ضمرة:

حلو،  حلو،  جميل  ما أجمل  هذا اليوم هنا، بعد قراءتي لنبأ (شخصية القدس الثقافية) أحسست بانتعاش وحيوية، أعتقد أن الحلم بدأ يظهر كحقيقة، القدس هي رمز تواجدنا وشخصيتنا نحن الفلسطينيين، وفلسطين والفلسطينيون بدون القدس لا وجود لشخصيتنا وتميزنا، نباهي بها الامم في الدنيا والآخرة، وكل من يدافع عن القدس ويحيي القدس، ويساعد على صمودها وبروز شخصيتها هو حبيب للقدس ولفلسطين ولشعب فلسطين ، وعزيز على أرض فلسطين وأولى القبلتين، ومن زمرة  الطيبين المخلصين.

 هنيئاً لنا بصديقنا وزميلنا وحبيبنا الأستاذ الأديب الكبير جميل السلحوت، ونشكر وزارة الثقافة الرسمية الفلسطينية على استدراكها لهذا الأمر، ونشاركها أو هي تشاركنا في احتفالنا بشخصية هذا العام الثقافية وهو  الشيخ جميل السلحوت ليكون باكورة احتفالاتنا بكونه شخصية القدس الثقافية، وكلنا أمل على مواصلة هذا النهج على مدى السنوات لعقود وقرون قادمات تاليات، والمثقفون والعالمون والعارفون يدركون جيداً معنى مفردة (الثقافية)، والتي تشمل كل ما له علاقة بالإنسان الفلسطيني من  تراث ودين ولغة وقيم وابداع وإنتاج أدبي وعلمي وحداثة وحتى مستوى التواصل مع العالم من حولنا لمسايرة الزمننة أو  العلمنة، وصولاً إلى خارج الدائرة العربية والإسلامية، لتبقى القدس رمز  وجودنا ورمز حقنا في وطننا فلسطين بحرية  وكرامة واستقلال كغيرنا من شعوب الدنيا، شكراً  لكل من يساند القدس، ولكل من يقف مع من يساند القدس، ولكل من يكتب حرفاً من أجل القدس، إن لم يستطع أن يبذل أكثر.

وكانت الروائية ديمة جمعة السمان قد قدمت الكلمة التالية:

الأديب جميل السلحوت .. مثقف أخلص لقضيته..

 السلحوت سند ودعم لكل برعم يرى فيه بذرة إبدع.

دوره كان واضحا في إحياء الحركة الثقافية في العاصمة الفلسطينية.

لا شك أن القدس تستحق لقب "عاصمة الثقافة العربية"  بامتياز.. فقد شهدت في الآونة الأخيرة حراكا ثقافيا متميزا من قبل مثقفيها ومبدعيها.. الذين بدورهم لمسوا.. بل رأوا مشاعر الشكر والتقدير في عيون أبناء شعبهم ومؤسساته الوطنية الأصيلة.. من خلال تكريمهم وهم لا يزالون في قمة العطاء..

تكريم يحمل رسالتين.. الأولى يعبّرون من خلالها عن امتنانهم وشكرهم وتقديرهم لمبدعيهم على دورهم الرائع في خدمة وطنهم وأبناء شعبهم.. والثانية ليضعوهم أمام مسؤولياتهم.. وليقولوا لهم نحن بحاجة لأدواتكم الرائعة .. التي توثق معاناتنا.. وتصل بصوتنا ووجعنا الى العالم.. واصلوا مشواركم الابداعي.. فلا غنى عنكم.

رسالتان تعزز المبدع وتزيد من عطائه وانتمائه.. فلا تراجع أبدا.. هناك التزام أدبي.. يحث المبدع  على تجنيد أدواته وتطويرها.. ليكون لسان حال أمته.

لقد شهدت القدس يوم الثلاثاء 19 آذار 2012.. وعلى خشبة مسرح جامعة القدس عرسا إبداعيا... كُرِّم فيه المثقف والكاتب المبدع جميل السلحوت..بحضور مبدعي فلسطين.. الذين باركوا هذا التكريم.. واعتبروه انجازا لوزارة الثقافة الفلسطينية..التي لم تكن يوما سندا للقدس وأنشطتها الإبداعية.. وقد كان التقصير

واضحا...ولكن...لا يصح الا الصحيح..مثقف أخلص لقضيته..  له دور كبير في إحياء الحركة الثقافية في القدس.. من خلال الإشراف على الندوة الأدبية الدورية التي دامت إحدى وعشرون عاما .. دون كلل أو ملل.. ندوة اليوم السابع الأسبوعية.. التي انبثق عنها من الفعاليات والنشاطات والندوات والمبادرات الثقافية.. التي انطلقت لتقوم بواجبها.. بعد أن استقت الخبرة والمعرفة..

ندوة اليوم السابع التي عملت على إبراز المواهب الشابة.. احتضنتهم.. عملت على إرشادهم.. توجيههم.. ليكونوا بمثابة الابن البار لوطن في أمس الحاجة لابداعاته.

ندوة اليوم السابع التي كرست عادة القراءة العميقة لدى روادها.. ليحللوا الكتاب المتفق على قراءته لذاك الأسبوع..ومن ثم يخوضون نقاشا عميقا على المستويات المختلفة..( فكرة الكتاب..مستوى الابداع.. التشويق.. اللغة..نقاط القوة.. نقاط الضعف.. هل أضاف الكتاب شيئا للمكتبة العربية..حتى أنهم لم يغفلوا عن المستوى الفني لإخراج الكتاب أيضا.

وقد كان لأدب الأطفال حصّة كبيرة.. فقد تم نقاش العديد من كتب الأطفال ( المحلي منها والعالمي المترجم للغة العربية).. وذلك من منطلق إيمان أعضاء ندوة اليوم السابع.. بأهمية الكتاب للطفل ومستواه والرسالة الذي يحملها.. حتى يكون أساسا يبني عليه الطفل الفلسطيني ثقافة مميزة

ندوة اليوم السابع التي انبثقت منها دار مقدسية للنشر.. لصاحبها الكاتب المقدسي سمير الجندي .. أحد أعضاء الندوة.. بعد أن لمس مدى حاجة القدس ومثقفيها لنشر أعمالهم الابداعية.. ولم يكتف بنشر الإبداعات الفلسطينية..بل تعداها الى الإبداعات العربية.. من منطلق إيمانه بضرورة التبادل الثقافي.. وقد حمل منشوراته الفلسطينية ليشارك بها في المعارض العربية.. وعاد حاملا منشورات عربية منتقاة.. ليشكل جسرا ثقافيا هاما يؤمن بضرورة التبادل الثقافي..يطلعنا على الإبداعات العربية..ويطلع العالم على أعمال أدبائنا الفلسطينيين.. الذين ينقلون صوت الحق والقضية العادلة الى العالم.

الأديب جميل السلحوت كان يشرف على الندوة طيلة السنين الماضية... وزملاؤه الأدباء منهم ..  الأديب ابراهيم جوهر والأديب نبيل الجولاني والأديبة ديمة السمان..ولكن الندوة ارتبطت باسمه بشكل كبير..لدرجة أنها حملت اسمه فترة من الزمن.

أما على المستوى الشخصي.. فهناك العديد من الصفات التي أحترمها في مبدعنا المقدسي:

التواضع .. على الرغم من أنه موسوعة متحركة.. واسع المعرفة..لا يفاخر أبدا بما يفعل... بل يترك عمله يتحدث عنه.

ناكرا للذات: يؤثر غيره على نفسه.

يكره الجهل والظلم: فقد ذاق من الظلم الاجتماعي الكثير الكثير.. وكان ضحية لجهل حرمه من أن يعيش طفولته.

يغيث الملهوف: بيته مفتوح لكل ذي حاجة.. لا يرد أحدا خائبا.. ولا ينتظر مقابلا.

 هو الأب الحنون.. والأخ الحاني.. والصديق المخلص..والمسؤول الذي يتحلى بالموضوعية..

صاحب ضمير حيّ..يشجع المواهب.. ولا يحبط أحدا.. بل يكون سندا ودعما لكل برعم يرى فيه بذرة الإبداع.

ثقته بنفسه كبيرة.. لا يتمسك برأيه إن كان على خطأ.

صفات ان اجتمعت في إنسان.. تجبرك على احترامه.

فهنيئا لنا بقدسنا.. وهنيئا لقدسنا بأدبائها.. الذين لم يخيبوا آمالها أبدا .

كما ألقى الشاعر رفعت زيتون قصيدة بهذه المناسبة.

وفي كلمته تحدث المناضل المعروف نعيم الأشهب عن ذكرياته مع جميل السلحوت عندما التقاه في سجن الدامون في العام 1969.