تكريم المعلمة مروة خالد السيوريّ في ندوة اليوم السابع
تكريم المعلمة مروة خالد السيوريّ
في ندوة اليوم السابع
موسى أبو دويح
عرفت مروة قبل عشر سنوات تقريبًا، طالبة في الصف التاسع في المدرسة الثانوية الشرعية للبنات في المسجد الاقصى المبارك، عرفتها طالبة ذكية متميزة بالجرأة الأدبية وقوة الشخصية، تصرّ على الاجابة عن كل سؤال يُسأل، بل وتعقّب على إجابة غيرها من الطالبات.
ولقد عرّفتْني على أبيها خالد السيوري (أبو حسين) وهو أحد حراس المسجد الأقصى، الذي ألتقيه فيه في أكثر الأيام . وهو من حراس المسجد الأفاضل، ويكفيه أنه ربّى ابنته مروة تربية فاضلة.
أكملت مروة دراستها الأدبية والشرعية، وحصلت على شهادة الدراسة الثانوية/القسم الأدبيّ، وكذلك على شهادة الدراسة الثانوية الشرعيّة في العام نفسه. والتحقت بعد ذلك بجامعة القدس ودرست اللغة العربيّة. وفي الجامعة يلمس الأستاذ إبراهيم جوهر (أبو إياس) تميّزها بين الطالبات، فيدعوها وغيرَها من الطالبات النّجيبات للمشاركة في ندوة اليوم السابع، فتستجيب للدّعوة بلا تردّد. ومن ذلك الحين أي قبل بضع سنوات ومروة تحرص على حضور النّدوة. ويظهر إبداعها وتميّزها فيما تكتبه وتقدّمه كلّ أسبوع للنّدوة، وفي تعليقاتها على الكتب التي تناقش في النّدوة، حيث تميّزت بلغة فصيحة سليمة تخلو من الأخطاء النّحويّة.
وقبل نحو عام فاجأتنا الصيدلانيّة نسب حسين والمعلّمة مروة السيوريّ بدعوتنا الى حضور ما أطلقتا عليه اسم (دواة على السّور) وهو جهد أدبيّ شهريّ تقومان به لتعريف النّاشئين الصّغار ذكورًا وإناثًا باللغة العربيّة، وترغيبهم في القراءة والكتابة، وحثّهم على كثرة المطالعة، وتحبيبهم باللغة العربيّة التي نَفَرَ منها كثير من أهلها؛ لصعوبتها في رأيهم وحسب زعمهم.
و(دواة على السّور) جهد مبارك لمسنا ثمرته في اللقاءات التي شهدناها في القدس القديمة وبيت حنينا وبيت صفافا-وإن كان المقصود بالسور هو سور القدس المحيط بالبلدة القديمة- واستمعنا إلى ما يكتبه الصغار ويلقونه على مسامعنا من حلو الكلام. و(دواة على السور)، بالرّغم من أنها لم تكمل عامها الأوّل، الا أن لها جمهورًا كبيرًا من الناشئين وذويهم يشاركون في فعالياتها. فالدواة -ولا شك- فرع يانع من شجرة (ندوة اليوم السابع) وارفة الظلال، وثمرة من ثمارها الطيبة.
وقبل أيام أخبرني والد مروة أن مروة تستعد في هذه الأيام لإخراج باكورة انتاجها الأدبي، أو أول كتاب أدبيّ لها.
فإلى الأمام يا مروة، ومزيدًا من البذل والعطاء والتضحية، فالقدس بحاجة إلى المزيد، واللغة العربية أشد احتياجًا إلى من يهتمّ بها ويغرسها في قلوب الناشئين.
ملاحظة: لقد سبق لندوة اليوم السابع أن كرمت الأديبة الصيدلانيّة نسب حسين في قريتها (الرامة) في الجليل، وفي هذا اليوم كرمت الندوة المعلّمة مروة السيوري؛ وذلك لجهودهما المتميّزة وتأسيسهما (دواة على السور). وكان لا بدّ من ذكرهما كلتيهما لأنهما صنوان لا يفترقان وتعملان معًا على النهوض باللغة العربية وأهلها، والناشئين منهم خاصة.