أمل وتفاؤل
د.عثمان قدري مكانسي
[email protected]
رُبَى ابنة أختي عرفتها طفلة بريئة صامتة أكثر أوقاتها دائمة الابتسام ، تحب من حولها ويحبونها
عقلها ذكي ويتحرك باستمرار على عكس جسمها العليل الذي يحتاج مساعدة لتمشي ،
تستقبل زائريها بأدب جمّ وتجيبهم باقتضاب مشوب بالبسمة الغضّة البريئة .
أزورهم فتناديني ( خالو) فأدنو منها مقبلاً وأسمعها فتحدثني متفائلة
وقد تبقى ساعات وحدها بين كتبها ودفاترها وأسرتها مشغولة فلا تعاتب ولا تتأفف
أذكر أنني حين ودعتهم في مقر إقامتهم ( لندن) عائداً إلى (الأردن) - وطني الثاني الذي أحببته كثيراً وشكرت لأهله مروءتهم وشهامتهم وحبهم الأخوي لأبناء العرب والإسلام - بكت ابنة أختي بشفافية المحب الكتوم ، فحركت اشجاني ، وتعلمت منها أن السكوت قد لا يكون جفاء وأن
البوح قد يكون تملقاً ونفاقاً
في غرفتها التي يشاركها الجميع فيها ، وهي لا تشاركهم في غرفهم تستمع لصوت الثورة المباركة في سورية وترى أخبارها في الفضائيات وتتفاعل معها وتتألم لإجرام النظام الوحشي الذي فاق في ساديته وإجرامه كل التوقعات ، ولم أجد لترجمة أفعاله الدنيئة وإجرامه الشنيع كلمات تناسبها
ابنة أختي الصامتة الهادئة في غرفتها المنزوية تعبر عن أمانيها الثرّة لوطنها الأم ولشعبها المجاهد
باللغة الإنجليزية التي تحسنها أكثر من العربية ، فتقول
This is an acrostic poem about Syria
S oon I hope this fighting stops
Y es to Freedom
R unning people away from home
I pray and make dua for my family
A lways in my heart Syria
By Rouba Saffour