دمعة هجرية

عادل بن حبيب القرين

عادل بن حبيب القرين

السعودية/الأحساء

مناجاة مع روح الشيخ محمد العمري رحمه الله في ذكرى الأربعين 

ما إن عسعس الليل بسواده إلا وتنفس الصبح بدموعه، فغدى شهيقنا آلام،

وزفيرنا آه تتبع آه حتى أهدانا أحساء النخيل قبضة من طينه المبلل من عذب المقل..

فارتحلنا بها وحسبنا الخطوات.. وكل خطوة نخطوها بها أنين ثكلى، وبكاء طفل يتيم، وتمتمة شيخ كبير..

أتتك الروح في تشييعكـ.. يا شيخ، معصوبة الرأس متشحة السواد، مبحوحة الصوت، حاملة أوجاعها،

ولا ندري من حمل جثمانك الأكف أم القلوب أم الدموع؟؟

إذ كانت الألسن تلهج بذكر الإله، والحكري محمد يطوّف أرواحنا حول جثمانك بــ

 " اِلـهي اَتَراني ما اَتَيْتُكَ إلاّ مِنْ حَيْثُ الاْمالِ ".

فاتخذنا المضيف صفاً، والبقيع مروة، ويتاماكـ يلبون النداء بالبكاء..

... يا الله .. أو تعلم يا (( عامر الفؤاد )) من كان حولي.. ؟

عن يميني صديقك الحسن العطار، وعن شمالي الصدقة المحمود،

ولا أدري هل اتكأ حزني عليهما، أم أتكأت دموعهما على عصاي؟!!.

  هناك معاق يمشي، وكفيف يلوذ بالجدار، ومراد الشيخ قابضاً على شيبته يقول:

 " كان كلامه ذكراً.. وسكوته فكراً ".. وأنامله تسبح بالحمد والثناء....

أجل.. رحلت، يا أبا أحمد، ومصلاك ما زال يتلو القرآن..

رحلت، يا أبا أحمد، وعالم مثواك استضاء بنورك..

رحلت، يا أبا أحمد، وتركت في القلب شجى وحسرة.. فمن لنا ومن لهم بعد رحيلك يا شيخ؟

جاءتك كلماتي من هجر الحب... مترجلة دموع المآقي على سفح الخدود..

لتهدي الحجاز حروف خيط الذكرى.. نستمد منها الأمل..

 فالرحمة والبركات على روحك يا شيخ الذكر والفكر.