خالي الحبيب

أنوار جرار

يا صديق طفولتي و مؤنس ذكرياتي كم أشتاقك .. يا يداً حانيةً كانت لتأخذ بيدي في كل مرة احتاج لمنقذ لو أنهم لم يسلبوك منا ، طوال تلك السنين العشر التي مضت على غيابك عنا قسراً لم يقر لنا جفن و لم نهنأ بنوم ، أنا اعلم انك لا تحتاج لشفقة و منذ متى كان رضى الله على عبده يثير الشفقة ! ، و اعلم ايضاً أنك

بطلنا جميعاً ، صغيراً و كبيراً ، فكلنا نفخر بك و بصبرك الذي ما فاقه صبر و كلنا نعلم انك تملك من الحرية ما لم يملكها طليق ، فالحرية شيء ينبع من

الداخل و لا علاقة له بكل تلك الأسوار و الأبواب التي يحاولون تطويقك بها ، ففكرك حر و قلبك حر و معتقداتك حرةٌ طليقة !

و من قال أنهم بما فعلوا قيدوا حبنا لقدسنا ، و لأرضنا التي تنبض بعروقنا !!

و لن اقول لك صبرا ، لأني اعلم أن بك من الصبر ما يغرق العالم بأسره ، و بك من التفاؤل ما يبخّر دمعةً على وجنتي أمك ، وبك من الصمود ما يهز تلك الجدران من حولك ويصدّعها، و بك من الايمان ما يشعل صدور أعدائك و يميتهم قهراً و غيظاً ..

و ما معنى أن تكون أسيراً إن كان حب أرضنا يجري حتى في دم الأطفال الرضع ، هم لم يأسروا سوى الجسد ، لأن هذا أقصى ما يستطيع فعله أولئك الجبناء

آن للشمس أن تشرق بعد طول غروب ، و اقترب موعد الخلاص ، حتى و إن كان حكمك مؤبداتٍ ستخرج ، فلا حاكم إلا الله ، و الله ينصر عباده المؤمنين ،

فدعك من أحكامهم التي لا تعنينا ، حكمنا هو قدر الله و ما يكتبه لنا ربنا فهو الخير كله

خالي العزيز ، إن مع العسر يسرا ، و إن مع الضيق فرجاً فتوكل على الخالق ، و حتما لن يُخيّب الله دعاء والديك و سيردك لهم قريباً بإذن الله

محبتي و السلام 

ابنة اختك المشتاقة

أنوار جرار