وفاء وشهادة

محمد عزت الخالدي

يـا  مـن سـموت سموَّ عالٍ iiأشهَمِ
يـا مـن رأيـت الحقَّ أبلج iiساطعاً
أنـت الـذي رسـم الـطريق iiلثلة
سـلكوا  الطريق الحرَّ يبغون iiالمنى
ورفـعـت  رايـات الـجهاد iiتأثما
يـا  مـن سلكت الدين نهجاً iiمشرقاً
كـان الـذي قـدمـت جـهداً بالغاً
حـار الـرئـيس يريد قطف iiثماره
ظـنـوا  بـه سهل المآخذ iiوالثَّوى
عـشـر مـن السنوات أعتى iiدولة
حـاروا  كـيـاداً يـلحظون iiخياله
رجـعـوا  وكان البؤس في iiأقوالهم
فـي  دهـرهم صادوا العبيد iiتجارة
حـازوا الريادة في اصطياد iiأسودهم
في الناس صالوا صولة الباغي الذي
غـزيُّ  طـفـل أسـهموا في iiقتله
عـنـقـودهـم عـلب تفجر iiطفلنا
حـرمـوا الطفولة حلم صبح iiأشرقا
حـرمـوا الـطفولة خبزها iiوأمانها
حـرمـوه  بـحـراً زاخراً بكنوزه
دنـيـاه ظـلـم، لـيـلُهُ في iiظلمة
أفـعـالـهـم  عمت مدائن iiأرضنا
هـل  يملك الحر البريء من iiالونى
فـي  مـثـل هـذا قـام حرٌ ماجد
سـكـن المغاور حيث عاش عملسٌ
والـغـول  والـعنقاء والخل الوفي
قـد  حـضَّـر الأرواح تخفي iiسرَّه
كـان الـقـلـيـلَ طعامُه iiوشرابه
عـاش الـبـراء من الدخان iiونفثه
مـا  كـان يـومـاً فاسقاً أو iiمارقاً
فـي هـذه الأحـوال أو في iiغيرها
حـتـى أتـتـه شـهـادة iiموقوتة
كـم  كـان قـبرك يا أسامة iiواسعاً
جـاءت  تـسابق بعضها في iiحظها
فـاهـنـأ  أخـيَّ فـإن ربك غافرٌ
ربــاه  إن أسـامـةً قـد واعـدا
فـاغـفـر لـه مـا كان من زلاته




































يـا  مـن علوتَ علوَّ سامي iiالأنجم
يـا مـن كسرت الباب بابَ iiالأظلم
جـادت  بـما قد كان أغلى iiالأوسُم
نـصـراً عـتـيداً أو شهادة iiمُكْرَم
فـي صـدِّ غـزوٍ المارقين iiالأغشمِ
مـوعـودك  الـجنات وعد الأرحم
جـاهـدت غزواً في العماية يحتمي
عـشـر مـن السنوات كيد iiالأشرم
قـد كـان مـعـدنه بلاءَ iiالأيهم[1]
قـد  واعـدتـه الـقتل قتلَ المغرمِ
مـا  كـان إلا حـيـرة iiلـلأحـلم
قـد جـاء فـعـلاً عـاثراً لم iiيتئم
حـيـث  اسـتغلوا جهدهم iiمستغنَم
فـي  سـطـوهـم أقيالهم لم iiتُرحم
قـد سـنَّ قـانـون الغويِّ iiالأجرم
بـالـغاز والفوسفور فعل iiالمُعْدِم[2]
قـد  كـان هـمـهـمُ فـناء iiاليتَّم
ربـاه  هـل في الطفل كيد iiالمجرم
قـطعوا  الطريق فذاق جوع iiالمُعدَم
حـرمـوه أسـمـاك البحار iiالأكرم
مـجـبـولـة  بالخوف لم iiيتصرم
عَـدِمـوا الـحـياء فعمَّ فعل iiالألأم
قـلـباً  شجاعاً مثل ذاك الحضرمي
يـبـغـي سـواءً في العقوبة والدم
والـثـعـلب  العاوي وأفعى الأرقم
كـانـوا طـواعـاً رهنَ أمرٍ iiمُلهِمِِِِ
قـد  نـفـذت أهـدافَه فيمن iiعمي
لـبـس  الـبسيط من الثياب الأقدم
عـاش  البريء من الخمور iiالأحرم
قـد  كـان عـدلاً فيه نفس iiالأشهم
نـال الـثـنـاء من العديد iiالأعظم
أقــدار ربٍ عـادل فـي الأقـوم
ريـان فـيـه خـلائـق لـم iiتُرقم
حـتـى حُـشرتَ بلحمها iiوالأعظُم
وسّـع  إلـهـي جـنـةً iiلـلأعزم
لـبـى الـنـداء إلى حسابٍ iiأغرم
واقـدر لـه إنـعـام ربٍّ iiمُـنـعِمِ

                

[1] الأيهم : الشجاع

[2] المعدِم : الفقير المملق