كلمة في وداع الشيخ نوح رحمه الله

كلمة في وداع الشيخ نوح رحمه الله

العلامة الشيخ نوح سلمان القضاة

رحمه الله

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

14 المحرم 1432هـ

الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه،فهو الذي قدَّر الآجال  وقضى بالموت على كلِّ حي ، وهو الحي الأزلي  ، الدائم السرمدي سبحانه إذا قضى أمرا فانه يقول له كن فيكون وبعد؛

   فعظم الله أجركم آل القضاة لفقدانكم بل لفقداننا والعالمان العربي والإسلامي علما كبيرا وداعية إسلاميا علامة ذا مآثر كبيرة لا تحصى مآثره على عجالة ، سيدنا الإمام الكبير أبا علي نجل علي بن سلمان سماحة العلامة الدكتور نوح القضاة ، رحمه الله رحمة واسعة ،وأسبغ عليه نعما كثارا ، وبرَّد صفيحه ،وحمى جسده الطهور من أرضة الأرض ،شانه  ـ عزَّ وجلَّ ـ مع الأنبياء كسليمان والشهداءكحمزة  والعلماء الكبار ، كان ذا لسان ذاكر، ولربه شاكرا ، سميحَ الوجه ، كم  خرَّ به ساجدا لله غير  ستين ربيعا ، صبوحَ الوجه ،وسمتْهُ صلوات العتمتين بميسم وضاء، تراه إشعاعية النور الإلهي في قسمات جبهته التي عبدت ربها كثيرا حتى أتاه اليقين ، رحمك الله أيها الشيخ العالمُ الجليل، ونفع بعلمك وفتواك أمة الإسلام ،وأجرى عليك أجرا لا ينقطع ،وهو من خير ما يتبقى للعبد بعد وفاته، ينضاف إلى ما ذكر ـ أبناؤك الدكاترة العلماء منهم الدكتور محمد وهارون ، لقد شهدتْ لك مآثرُك وهي حسيبة عند  من أحصى الأعمال ؛يوم ُعيِّن في عهدك لكل كتيبة إمام؛يتلو آياتِ الله على جنده آناء الليل وأطراف النهار ، وأقمت المسابقات الدينية في القوات المسلحة ، فحفظ القران أو بعضه جنود فحجُّوا واعتمروا ، فكم دعَوا لمن كان السبب في مشاعر الحج والعمرة، والله يجزي المتصدقين ، كنتَ زاهدا نقيا، ورعا  تقيا ،حازما رزينا، تبتسم في وجه من يلاقيك ؛فلك  أبا علي في كل تبسم صدقة ،وكنت ثائرا على من يتجرأ على حدود الله؛ تجادل بالتي هي أحسن ، وتنتفض عُمريَّ الهيئة إذا ما اجتاز احد  حدا من  حدود الله ، أو مَّسه مارق أو معتد ، فضائلك يا سيدي كثيرة ،والله يضاعفها لمن يشاء ،فاهنأ في بيتك، فهذه ليلتك الثانية ، بل امكث  في برزخك، إلى يوم يبعثون وعليك شآبيب الرحمة يا حافظ القرآن، ومقرئه ويا حبيبه، وعلى جبينك النوراني منه علامة ، ذاك هو  رفيقك معك، وحسبك القرآن رفيقا ،أيها الحسني أمًّا، والحسيني أبا هنيئا لك ! يوم تتلقاك الملائكة في مثواك قائلة سلام عليكم أهل العلم، فانظر أيها الشيخ الجليل إلى مثواك في عليين مع من أحببت من رسل الله وملائكته  والشهداء والصالحين وحسن  أولئك رفيقا .عظَّم الله أجركم آل القضاة وصبَّّركم على المصاب بتذكركم مصابنا برسول الله  صلى الله عليه وسلم، اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره واغفر لنا وله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .