نعي الشهيد بإذن الله مصطفى خيال - أبو بكر
نعي الشهيد بإذن الله
مصطفى خيال - أبو بكر
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾
استدعى تنظيم البغدادي في الباب هذا اليوم الثلاثاء منتصف العشر الأواخر من محرم الحرام أحماء الرجل النقي التقي أبي بكر مصطفى خيال... وأبلغهم التنظيم أنه قد أعدم ابنهم وطلب من أحمائه استلام أماناته... لقد قتل التنظيم النفس الزكية لا لشيء إلا لأنه يقول كلمة الحق دون أن يستحي التنظيم من الله ورسوله والمؤمنين، ولكنه استحيا من الناس من سلب أشياء من حاجاته وجدها معه فسلَّمها لأهله... إنهم لا يخشون الله في سفك دم بريئة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ»، ولكنهم يخشون الله في أشياء من حاجياته فيعيدونها إلى أهله! وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: «إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» أخرجه البخاري.
لقد قتلت تلك العصابة الشهيد مصطفى لأنه جهر أمامهم بكلمة الحق، وصدع في وجههم بأنهم ليسوا على هدى، ونصحهم لتكفير ذنوبهم بالإقلاع عن جرائمهم ضد المسلمين، فثقل عليهم أن يسمعوا كلمة الحق، وكانت عليهم أحدَّ من السيف فقتلوه، وباءوا بغضب من الله ورسوله والمؤمنين... لقد قتلوه، وقتلوا كثيرا قبله، ولا زالوا يقتلون الأنفس الزكية كما فعل الحكام الظلمة، بل إن جريمة هذا التنظيم أكبر، فالحكام الظلمة كانوا يقتلون حملة الدعوة باسم العلمانية، وهؤلاء يقتلون حملة الدعوة باسم الخلافة تشويهاً لها... ففرح الغرب وعلى رأسه أمريكا أنْ وجدوا مَنْ يكفيهم تشويه الخلافة وقتل دعاتها، وكل ذلك باسم الإسلام، عدواناً عليه ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾.
لقد ذكرنا من قبل في إصداراتنا كيف تقتل تلك العصابةُ الأنفس الزكية، وتنتهك الحرمات حتى تجاوز إجرامهم البشر إلى الشجر والحجر، ووجهنا لهم التحذير من نتائج هذه الجرائم التي تورثهم خزياً في الدنيا وعذاباً أليماً في الآخرة... ﴿سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ﴾.
إن حزب التحرير ينعاك أيها الشهيد، شهيد كلمة الحق... فهنيئاً لك مع سيد الشهداء في مقعد صدق عند مليك مقتدر... هنيئاً لك مع من سبقوك من شهداء كلمة الحق في سجون الظالمين... هنيئاً لك بأن أكرمك الله بالأجر الكبير عدد سنين في سجون طاغية الشام الذي عظمت جرائمه... هنيئاً لك بالفوز العظيم وأنت تستشهد على أيدي طاغية كبرت جرائمه كذلك... هنيئاً لك فإن دماءك الزكية ستطارد تلك العصابة حتى تهلكها كما طاردت دماء سعيد بن جبير الزكية ذلك الظالم فأهلكته... ولعل كلمة سعيد بن جبير لذلك الظالم بعد أن أمر بقتله هي لسان حال شهيدنا مصطفى "أضحك من حلم الله عليك، وجرأتك على الله... اللهم لا تسلط هذا المجرم على أحد بعدي!" وقد استجاب الله دعاءه، فاضطربت أمور ذلك الظالم ولم يبق كثير وقت بعد استشهاد سعيد بن جبير.
إن حزب التحرير ينعاك أيها الشهيد مصطفى، ويستودعك الله، ولا يقول إلا ما يرضيه سبحانه، فإننا يا مصطفى لفراقك لمحزونون، وإنا لله وإنا إليه راجعون ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾.
المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير