بدل رفو... تكريم الأصدقاء
بدل رفو... تكريم الأصدقاء
بدل رفو المزوري النمساغراتس |
حسب الله يحيى |
أن يكرم المرء من قبل جهات رسمية معينة، مسألة تسودها وتؤثر فيها علاقات وولاءات وتقع تحت طائلة الدعاية، اكثر مما تقع في الاستحقاق والكفاءة ودعم القدرة الجديرة بأن تكون القدوة الحسنة والمثل الاعلى.
وقد تأثرت العديد من الجوائز والتكريمات بعدة مؤثرات من بينها منح الدروع الثقافية والابداعية، في وقت لايمكن للكاتب أن يحمل سيفاً ولا درعاً ولا خوذة، وإنما يحمل وردة وسنبلة وغصن زيتون وحمامة يطلقها في فضاء متسع..
الوزارات والمؤسسات الرسمية العراقية، إعتادت ان تقدم (الدروع) للمثقفين.. من دون أن يرفضها أحد أو يناقش أمرها أحد.. حتى غدت تلك الجوائز هامشية ولاتفرح اصحابها ولا تغيظ حاسداً اذا حسد ،او حقد وضغينة احد على احد.. بسبب المجانية العابرة التي تعمل على توزيعها الى عدد كبير ممن يستحقونها ولايستحقونها مما يضيع ويبدد أهميتها..
إلا أن مبادرة جديدة نبتت في كردستان وفي مدينة دهوك تحديداً، حيث استدعي عدد من اصدقاء الشاعر الكوردي: بدل رفو المزوري المقيم في النمسا الى دهوك واتفقوا مجتمعين على تكريمه واقامه حلقه دراسية عن قصائده وترجماته ونشاطه الدؤوب وخدمته المتميزة في التعريف بالشعر الكوري الى الشعبين العربي والنمساوي.. حيث تولى ترجمة مئات القصائد، مثلما قدم الشعر النمساوي الى القراء العرب والكورد..
ومثل هذه المبادرة الممتازة تحمل معها جملة اضاءات جديدة بالتقييم والاحترام.
ذلك أنها تأتي من نخبة خيرة، تعرف الجهود المتميزة والدؤوبة التي اعتمدها صديقهم وزميلهم الشاعر بدل رفو المزوري.. في حين اهملت كل الجهات المعنية الاهتمام بهذه الجهود المتميزة التي قدمها بدل وعزفوا عن الاهتمام بها وشد الانتباه اليها.. بل كانوا على العكس من ذلك يواجهون الشاعر بالاهمال وعدم شد الانتباه اليه..
الى جانب النظرة الساكنة ..الا ان بدل ظل اميناً للطريق الذي اخطه والنشاط الثر الذي حمل لواءه وللجهود الخيرة التي اعتمدها.. حيث عمد على تأليف وترجمة كل ماراه جديراً بالترجمة والتقديم والمواجهة الابداعية التي تحمل معها تباريح الشعر الذي يلوح للحياة وعمقها ومدياتها المفتوحة.
من هنا.. من منطلق الاحتفاء بالشاعر بدل.. نكون مع هذا الفريق الخير من ادباء دهوك بجهودهم وكرمهم مجتمعين، يزرعون تقليداًجديداً في الحياة الثقافية لم نألفه من قبل.. واصحاب التكريم هم انفسهم من يحتاج كل واحد منهم الى تكريم واستقبال نحتفي به مجتمعين بهم وبهذه التجربة التي نأمل أن تلقى صداها وتتحول الى ظاهرة وطنية وابداعية جديرة بأن تحتذى حتى نشيع العلاقة الوطيدة التي يعتمدها المثقفون في مسار حياتهم وابداعهم وعسى ان تتسع مثل هذه المناسبة لمثل هذه المبادرة وتاخذ مسار التكرار والتنظيم والتنسيق لتصبح تقليداً جديراً بالانتباه والاستقبال الحسن.