رثاء الأخ كمال رشيد
07حزيران2008
د.عدنان النحوي
رثاء الأخ كمال رشيد
يرحمه الله
د. كمال رشيد رحمه الله |
د.عدنان علي رضا النحوي |
ويَحِيْ ! أَغِبْتَ وغَابَ الشِّعر رَحَـلْتَ ، وَيْحِيَ ، والآمال مشرقةٌ تَـرَكـتَ خَلْفكَ من طِيبِ الوفا عَبَقاً كـلُّ الـمـنـابر من أشواقها التَفَتَتْ أيْـنَ الـمربّي لأجيال الهُدى ائتلقَتْ أيْـنَ الـبـيـان يصوغُ الدينُ حُجَّتَهُ أخـي كـمالٌ ! شَقَقْتَ الدّربَ داعِيةً ويـحـي ! رَحَلْتَ ومازالتْ تهيجُ بنا * * * يـا يـومَـ إسـلامَ آبادٍ وقد جُمِعَتْ وطَـلْـعَـةٌ مـن شُيوخ الفِكْر زاهيةٌ يـدور بـيـنهمُ حلو الحديثِ رؤىً فـكـرٌ نـديٌّ وآمـالٌـ مُـرَفْرِفَةٌ وكـنـتَ فـيـها نديَّ الفكرِ منطلقاً هـنـاك طـاب لقاء المؤمنين على * * * أبـا بـلالٍ ! وكَـمْ مـن ندوةٍ بَقِيَتْ تَـظَـلُّ تُـحْيي بنا الذكرى ولهفتَها وَكُـلَّـمـا هَبّتِ الذكرى نَثرْتُ لها كَـمْ ضـمّنا في ربى عمّانَ مُحْتَفَلٌ وكَـمْ نَـفَـثْتَ هموماً كنتَ تَحْمِلُها وكَمْ نَصَحْتَ ! وكم نَاشَدْتَ !وا عَجَباً أخـي كـمالٌ ! شَقَقْتَ الدّرْبَ داعِية * * * والـمـسـلـمـون غفاةٌ في تفرُّقِهِمْ لـهـفـي عـلى أُمّة كانت منائِرها هـوى بـهـا قـدرٌ حـقٌّ وأورثَهُمْ * * * لـهـفي عليك ! رَحَلْتَ اليومَ وأسفاً لَـهْفي على رجلٍ يَمْضي القضاء به يـرجـو مـن الله نُـعْـماه وعاقِبةً نـدعـو لـهـ دعـوةً لله خالصةً ونَـسْـألُ الله يُـوفِـيـه بِـرَحْمتِه ويـجـعـل القَبْرَ في أَفْياءِ رَحْمتِه * * * لهفي ! رحلتَ ! ويا للموت من عَجَبٍ آيٌ مِـن الله قَـدْ جَـلَّ الـقضاء بِها | والأدَبُوَطـلْـعـةُ البِشْرِ والتحنان تَحْتَجِبُ ولـهـفـةٌ لم تزلْ تعلو وتضَطربُ يَـغْنى به الذكْرُ أو يغنى به الرغَبُ أيـن الأديبُ سَمَتْ في ذكره الرُّتَبُ لـم يُـثـنِهِ كَلَلٌ في البذلِ أو نَصَبُ يَـزْهو به الفكرُ أو تزهو به الكُتُبُ لـلـه يُـشْـرقُ منه العَزْمُ والأربُ ذكـرى نـوَفّي لها الحقّ الذي يجِبُ * * * مـا بـيـن أَجْـوائِها فِتْيانُها النُّجُبُ ونـدوةٌ عـنـدهـا الآمالُ تنجذبُ عـلـى حوارٍ إلى الرحمن يُحْتَسَبُ عـزمٌ فَـتـيٌّ وشوقٌ فيه يضطربُ عـطـاؤك الـثـرُّ بالإيمان مُجْتَلَبُ بَـذلٍ يُـجَـدَّدُ فـيه العَزْمُ والطلبُ * * * بـيـن الضلوعِ ولا تنأى بها حُجُبُ كـأنّـمـا هـي حَبْل شُدَّ أو نَسَبُ ودّاً أبَـرَّ وفـاءً مـا بـه رِيَـبُ وفـي الـرياضِ وفي ساحاتها رحَبُ عـن أُمّـة غَلَبَتْ في ساحها الكُرَبُ يـظـلُّ يَـطْلعُ من أحوالنا العَجَبُ لـلـه يـخلص ما تُعطي وما تَهَبُ * * * يُـودي بـهـم أبداً من خُلْفِهِمْ حَرَبُ إلـى ذرا الـمـجد والعلياء تَنتَسِبُ ذلَّ الـهـوانِ بما أَمضَوا وما كَسَبوا * * * والـمـسـلمون على ساحاتهم نُوَبُ لـغـايـةِ العمرِ ما يُرْجو ويَرْتَقبُ ورحـمـةً منه تزكو عندها القُرَبُ وكـلُّـهـا بـالـرَّجاء الحقِّ تُنتَدَبُ عـفـواً ومـغـفـرةً تُرْجى وتُطَّلَبُ روضـاً نـديّـاً وعطرٌ فيه ينسكبُ * * * والـمَـوتُ حـقٌّ وفـي آياتِه عجبُ وحِـكْـمـةٌ لَـجَلالِ الغَيْبِ تَنْتَسِبُ |