شكر النعمة

ياسر أبو الريش

كاتب صحافي وباحث

لدى سيري بين أروقة الكتب  وقع نظري على كتاب بعنوان  قصتي مع السلياك  فأستغربت الاسم  وأشار علي عقلي  وفضولي  أن اتصفح الكتاب فيبدو أنه به شيئا جديدا.

 وبالفعل بعد امساك الكتاب  صدق حدثي  فما هذا السلياك إلا نوع من انواع الحساسية  وقد عانت  المؤلفة  منه لمدة عشر سنوات ولم تكن تعرف ماهيته وعانت من التشخيصات الغير صحيحة ولكنها بعون الله وفضله  عرفت ماهيته  واستطاعت أن تواجهه وأن تتعايش معه،  فهذا الوحش ليس له علاج سوى اتباع حمية عذائية معينة  ولكنها لم تكتف بذلك  بل  جندت  نفسها لمساعدة الأخرين  للتغلب عليه وقهره  في مراحله الأولي .

والمؤلفة هي  المستشارة سعاد الفريح كويتية الجنسية ،مستشارة  نظم في الهيئة العامة للصناعة  ...سيدة لا تبارح البسمة محياها  دائما تجد وجهها هاشا باشا ، حينما تحادثها تشعر أنك  تعرفها منذ زمن بعيد .

المهم بعد أن قرأت كتابها أردت أن أقابلها لإقامو حوار معها لنستفيد ونفيد غيرنا أكثر وسـألتها عن المرض فقالت أنه  مرض حساسية  القمح وهو مرض نادر صعب التشخيص وغالبا ما يتم تشخيصه في بدايته  على أنه  مرض معوي أو  نزلة برد أو قولون عصبي  وهذا ما عانيت منه  ولكنه ينتهي بسرطانات بالجهاز الهضمي  إذا لم ينتبه له المريض وأكدت أن العلاج الوحيد له  هو اتباع حمية غذائية خالية من  الجلوتين مدى الحياة .والكثير من الاسئلة غيرها .

والأجمل في الأمر أنها قد قامت بطباعة الكتاب على نفقتها الخاصة لكي تساعد وتساهم  في التعريف بهذا المرض الغير معروف ،فهي لا تريد لأحد أن يصاب بهذا المرض  كما قالت  وكان  مستشفى الملك خالد التخصصي  قد جعلها نائبة رئيس المنتدي الخاص بهم عن السلياك لتمكنها وخبرتها.

فلا يسعني إلا ان  اشكرها وادعو لها  ان يجعله الله في ميزان  حسناتها .

خلاصة القول:

ما بال الزمان يجود علينا  بإناس ينبهون الناس ويرفعون الالتباس ويفكرون بحزم ويعملون بعزم ولا ينفكون حتى ينالوا ما يقصدون.

وصدق الشاعر:

لهم في الرحمة المهداة  أسوة                    وسبيل إلى رحمة وعطاء

دون انتظار ودون حساب                         في كل باب سلام ولقاء

وفي كل حين هم هناك                          يرفعون للنداء يدا بيضاء