إقرار خطي لأديب العربية

عبد الله الطنطاوي

[email protected]

جمال المعاند -إسبانيا

[email protected]

-    يتهمني بعض الأخوة بأني عاطفي عند الكتابة لواحة الإخاء ، وأجد صعوبة في شرح وجهة نظري ، لأن المسألة ذوقية ، وكثيراً ما أذكر لهم قصة حصلت في عهد أبي جعفر المنصور تقول كان لديه أسرى من بني أمية وعند محاكمتهم يكثرون من ذكر آبائهم ، فقال لهم أحد الحجاب أقللوا من الافتخار بحضرة أمير المؤمنين ، فيرد عليه أحدهم قائلاً :أعذرك لأنك لم تذق طعم الأبوة .

ولا أجد تشبيهاً لعلاقة الأستاذ عبد الله الطنطاوي بنا ، إلا مثل حنو الأم على صغارها تعلمهم وترنو إليهم تريد لنظراتها أن تحملهم ليكبروا .. ، وليس لواحد مثلي أ ن يكتب شهادة عن أديب العربية ، لكن الواقع هو من يقر ويشهد له بذ لك .

كتبت لرابطة أباء الشام وشرفني الأستاذ بالإنتساب إليها ، لكن ثمة خفايا لا يعلمها إلا من عينها ،

منها أن الأستاذ لايقر لأديب يبحر في الأدب إلا إذا تمكن من الإملاء والنحو والصرف ، فهو لا يقبل بدعة في الإملاء ، ولايسكت عن تهاون في النحو ، ولايرتاح لجتهاد في الصرف ، وبما أنني من الجيل الذي درس في سورية – بعد حكم البعث - فأنا أرسل ماأكتبه - إلا فيما ندر- ، عبر إخوة أ كثر مني مكنة في أساسيات العربية ، وفي يوم أرسلت لحضرته مقـال بعنوان المقامة الإسبانية عبرالأخوة الوسطاء ، فهاتفت أخي الذي أراسله وهو أخ حبيب لقلبي ولا توجد بيني وبينه مجاملات فقال أظنها لا تنشر ، ومع ذلك سأعطيها للأخ فلان وهو من الأحباب وصاحب فكر وشاعر وله مؤلفات ، وأخبرني ما إن قرأت عليه المقال حتى أملى علي ما يقرب من صفحة من النصح والدعوة للتفاؤل طلب منه قرأتها لك حرفياً ، وقرأها طبعاً عبر الهاتف لأني مقيم في إسبانيـا وهذا ما حصل ، وبعد سماعي لنصح إخواني الكرام ، سألته ماذا قال الأستاذ أبو أسامة قال :

قرأها وقال مقال جيد وسينشر ، ثم تابع الأخ عن الأستاذ كأنه قرأ على وجهي علامات الإستغراب فقال : من الناحية الفنية لاتوجد مشكلة لكن فيما بدى لي أن الأخ جمال محتد قليلاً . ونشر المقامة الإسبانية وتمر الأيام ، وأفاجئ وأنا أبحر على صفحات النت ، أن موقعاً رصيناً يشرف عليه فضيلة الأستاذ الداعية العلم الشيخ المنجد يوافق رأي الأستاذ عبد الله الطنطاوي ، وفي أحد مواقعه والذي اسماه المختار الإسلامي ، ينتقي فيه من المواقع العربية ، لكبار الكتاب ، ومما أقرأ لهم فيه الناقد السوري الكبير الدكتور وليد قصاب ، ويختار المختار الإسلامي ، للعبد الفقير المقامة الإسبانية في باب أد بيات ، وفي باب القصص المؤثرة قصة الحارس الذي صار أستاذاً ، ويعزو ذلك لموقع رابطة أدباء الشام . ومن باب رد الفضل لأهله أحببت ذكر ذلك حتى لا ألام في كلماتي التي يمليها قلبي على قلمي ، مد الله لنا في عمر الأستاذ عبد الله الطنطاوي ومتعه بصحته .