الحكيم ..إنّ غاب
إلى الرمز المستقرّ...جورج حبش
عبد السلام العطاري
العلاقات الدولية / اتحاد كتّاب
الانترنت العرب
الحكيم إن غاب... تتوارى فلسطين خلف
الكون عام من الحزن .. أعوام من البكاء.. وتجهش الحناجر بصوتها الرخيم تنادي
بنبرتها الحكيم، وتعلن نساء الريف حدادهن عن الحصاد، ونساء اللدّ ينظرن السماء
..هنا برق شتاء عاصف .. هنا سيمرّ نبضه .. روحه هنا ... يقفل المعول على غلة
المواسم وتنوح البيادر بلطمة تنعف المساء بوجه القمر إن لاح .
هذا الحكيم .. هذا شعب كله.. هذا
الجموع إن غضبت.. هذا الجوع إن تمرد هذا الكفاح إن انتفض.
هذا الحكيم إن علا صوته خشع الصراخ
ونامت الظباء واستراحت القبائل من ثاراتها .. هذا الحكيم إن غاب .. غاب الكون لعام
لأعوام والتاريخ هدّه الزمن المرّ بفجيعته المرّة بحزنه المقيم .. هنا سيقيم الحزن
طويلاً ... هنا سيقيم السواد في ناغرة النهار والشمس تلم ضفائرها وتنعس على جبهته
الحمراء .. إن غاب الحكيم .. يعود فجره من جديد .
رام الله
ليلة رحيل الحكيم / جورج حبش