رثاء الدكتور عصمت نعيم أبو ثريا
رثاء الدكتور عصمت نعيم أبو ثريا
د.عدنان علي رضا النحوي
الدكتور عصمت أبو ثريا رحمه الله كان داعية مسلماً لا يدعو إلى حزب خاص أو جماعة معينة ، وإنما يدعو إلى الله ورسوله ، ويبذل جهده في تبليغ رسالة الله إلى الناس كافّة كما أُنزِلَتْ على رسول الله r ، على نهج مدرسة لقاء المؤمنين ، ليكون هذا بتفصيلاته أساس لقاء المؤمنين وبناء الأمة المسلمة الواحدة ، بعد أن ثبت أنه لا يمكن لحزب واحد ، أو جماعة وحدها ، أو بلد واحد ، أن يجابه الغزو الطوفان على العالم الإٍسلامي كله .
ولد الدكتور عصمت في مدينة غزة في فلسطين بتاريخ 27/11/1954م . وأتم دراسته الابتدائية فيها ، والمرحلة المتوسطة في السعودية ،وكذلك المرحلة الثانوية في ثانوية الفيصل في الرياض في السعودية . ثم درس الطب في جامعة القاهرة كلية القصر العيني ، وتخرج منها سنة (1980م ) . وقد عمل بعد تخرجه في وزارة الصحة في السعودية في المجمع الطبي سنة 1983م . ثم عمل في مستشفى الصحارى الذي أصبح في ما بعد يسمى مستشفى الملك سعود للإمراض الصدرية . لقد تزوج سنة 1986م وله ثلاثة أبناء .
لقد أمضى معظم فترة حياته ، وخاصة بعد تخرجه مسلماً محافظاً على شعائر دينه ، وعلى الخلق الإسلامي ، حتى أصبح محبّباً لزملائه وأصدقائه ومعارفه .
وكان أهم ما يتميز به رحمه الله الحركة الدائبة والنشاط القوي . كان كتلة من النشاط والعزيمة . ثم صبّ ذلك كله في الدعوة المنهجية إلى الله ورسوله . وفي تبليغ رسالة الله كما أُنزِلت على محمد r . وقد تعلّق قلبه بكتاب الله بعد أن درس التجويد على بعض المشايخ في مصر .
وكان ذكيّاً ، غنيّ النفس ، خلوقاً ، يخدم الناس ، ويسرع إلى خدمتهم ، مجلسه مؤنس ، وعطاؤه كريم .
توفي رحمه الله الساعة الثالثة من فجر يوم الخميس الحادي عشر من شهر ذي الحجة لعام 1428ه الموافق العشرين من شهر ديسمبر لعام 2007م ، على أثر مرض أَلَمَّ به ، وصُلّي عليه في مسجد الراجحي بعد صلاة الجمعة ، ونقل إلى مثواه الأخير .
رحمه الله رحمة واسعة ، ووسّع له قبره ونوره ، وأنزله منزلة عالية في جنته .
أَبـا أُسـامـةَ ! والأَقْـدارُ وحـكـمـةٍ صـدقـتْ لـله بالغةٍ ورحـمـةٍ وسِـعَـتْ كَوْناً بأكمله أبـا أُسامةَ ! أسْرْعت الخطا عَجِلاً ألـحَّ بـالـشوق للأُخْرى وهاجَ به رَحَـلتَ ! ويحيَ ! والآمالُ وارِفةٌ وكـنـتَـ تسعى لحقٍّ في مجاهدةٍ تدعو إلى الله في نهجِ التُّقى زهرتْ نـهـجٌ أَبـرُّ مـن التوحيدِ منطلقٌ وسـنّـةٍ لـرسـول الله صـادقـةٍ لـسـانُـهُـ عربيٌّ غيرُ ذي عوجٍ وكُـنـتَ غْـرْسَةَ نهجٍ مُورِقٍ أبداً لـيـجمع المؤمنين الصادقين على لـلـه دَرُّكَ ! كم سارعْتَ في أَملٍ تـصبُّ جُهْدَك بالإحسان في ورعٍ كَـمْ وثْـبـةٍ لَكَ في الميدان صادِقةٍ حتى ابْتُلِيتَ!وكان الصبْرُ منك رضاً أسْـلـمـتَ أمـرك للرحمن مُبْتَهِلاً حَـمـلـتَ من شدَّةِ الآلام قَسْوتها ولـم تَـزَلْ بَـسْمةُ الإيمانِ مشرقَةً وكُلَّما قِيلَ كَيْفَ الحالُ ؟! قُلتَ رِضاً حـتى أتى قَدَرُ الرحمن فانتفضت وغِـبـتَ فـي عالم حقٍّ له حُجُبٌ تـكـشّـفَـتْ لـك آيـاتٌ مُـبيّنةٌ تـركـتَ خـلفكَ دنْيا لا بقاءَ لها وفـاضت الروحُ تمضي نحو بارئها أبـا أسـامة ! والإخوانُ حولَكَ في ولـوعـةٍ فـي ثـنايا القلب حارقةٍ جـلالُ مـوتِـكَـ آيـاتٌ معبّرةٌ وكـلُّ يـومٍ لـنـا بالموتِ موعظةٌ تـظـلُّ ذكـراك في أَحنائنا عَبقاً يـا ربِّـ فاغْفِِرْ لَه وافْسَحْ له أَبداً | غـالبةٌعـلـى قَضاءٍ من الرحمن وسـنَّـةٍ في صريح الحقّ والأَجَلِ مـن كـلِّ غائبةٍ أو حاضرٍ وَجِلِ لـجـنَّـةٍ الخُلْد ! يا لَلْفَارس العَجِلَ حـنـيـنُ قلبِكَ في صدقٍ وفي أمَلِ عـلـى شـبابٍ غنيِّ العَزْم مُقْتَّبَل عـلى صراطٍ من الرحمن لم يَمِلِ بـه الأمـاني وصدقُ القَوْلِ والعَمَلِ مـن الـكـتاب ومن حقٍّ لَدَيْهِ جَلي عـلـى بيانٍ غنيِّ الفَضْلِ مكْتََمِلِ ديـنٌ بـه قِـيَـمٌ ماضٍ مع الرُّسُلِ نَـورٍ عـلى عَبَقٍ أو مُونِقٍ خَضلِ طـيـبِـ الـلقاءِ لأمرِ اللهِ مُمْتثِلِ وكـم بَـذَلْـتَ وكم أغنيتَ من أَمَلٍ وتَـبْـتَغي غَاية الإِحسان في وجَلِ وعَـزْمـةٍ لَكَ شقّتْ أَطيَبَ السُّبَل ضَرَبتَ أَرْوعَ ما في الصبرِ من مَثَلِِ لـلـه درُّ فـتـىً لـلـه مُـبْـتهِلِ كـأنَّـمـا هـو شيءٌ غير مُحتَمَلِ عـلـى مُحياكَ بُشرى صادقٍ الأَمَلِ الـحَـمْـدُ لله في نُعْمى وفي عِلَلِ مـنك الجوارح في شَوْقٍ وفي وَجَلِ غَـيْـبٍ عـلينا بعيد الدار منسدلِ تـركـت خـلفكَ دنيا الهمِّ والزللِ لـعـالَـمٍ صـادقٍ بالحقِّ مُكتَمِلِ وكـلُّ روح إلـى الرحمن مُرْتحلِ صـدقِ الدعاءِ وفي دمعٍ وفي وجلِ كـأنَّـمـا هـي فـينا لوعةُ الثّكَلِ لـكـل داعٍ إلـى الرَّحمنِ مُبْتَهِلِ تـظـلُّ تـقرع من قلبٍ ومن أَمَلِ عـلـى وفـاءٍ مـع الأيام مُتَّصلِ قـبـراً ونوّرْه في طيبٍ وفي نُزُلِ | مُتَّصِلِ