وترجَّل.. أميرُ الأمراء
10نيسان2010
محمد الرمادي
الوالد الدكتور محمد فريد سليمان
محمد الرمادي
فينا - النمسا
تـيـتـمـتُـ فـي كهولتي أصـابـنـي الـدهـرُُ فـي مـقـتلٍ الـيـتـمُ ذقـتـه مـرةً تـلـو مـرة أبـكـي لـفـقـدك بـدمـعِ عـيـنٍ مــا ظــنـنـتُ فـراقـاً قـادمـاً وبـعـدُك كـقـلـع عينٍ من محجرها جـئـتُـك حـافـيـاً مـن الأفـكار أضـاءْتَ طـريـقَ الـعـي أمثالي درسُـك الأول لـنـا في محيط الكعبة أولُ مـن حـج مـن فـيـيـنا منظماً وأخـذتـنـي لـلقاء ابن بازٍ{1} زائراً وبـبـصـيـرةٍ نـظر لكلانا وأمسك وهـمـسَ قائلا لنا أنت طبيب الأرواح عـودا لأوروبـا وأعـلـمـا انـكـما | وشيبتيفــأنــتَ كــنـت لـي حــيــن افـتـقـدتـك سـيـدي وتـركـتـنـي كـطـفـل في المهدِ وآخــرى لـبـعـادك تـسـهـدي فـفـراقـك كـخلع من موضعه كبدي وبـعـدُك كـبـتـرِ الـساعد من يدي فـكـسـوتـنـي ثوبَ الطالبِ المجدِ بشموع علمٍ ونثرت بذور الفقه في مَهْدي وعــنــد روضــة مــحـمـدِ فـسـيَّـر لـلـحـجـيـج الـوفـد فـقـال نِـعـمَ الـطـبـيـبَ الوافد الـمـعـصـمَ ولـمـس مـنا الوريد وأنــت طــبــيـب الـجـسـد ومـن شـابـهـكـما على ثغر وحدود | والـدي
فلا يؤتين من قبلكم أحد
تـمـوت الـخلائق أجمعين يـمـوت الـمرءُ أذا انقضى عمره تـركـتَ خـلـفك عطرا اريجا يـبـلـل الـمزنُ العفيف الطاهر تبكيك سحائبُ الرحمنِ أيها الرجل | وتفنىوأنت تحيا بين عظام أعمالك ومجد وعـمـر الـرجال لا يواريه اللحد بـيـن الـمـحبين فكان منك الود مرقدك لعل تنبت النهضة من المرقد طَاوَلتْ قامتَه موضع الملآئكة السُجَدِ |
{1}
حج عام ١٣١٠/١٩٩٠