وترجَّل.. أميرُ الأمراء

الوالد الدكتور محمد فريد سليمان

محمد الرمادي

فينا - النمسا

[email protected]

تـيـتـمـتُـ   فـي  كهولتي iiوشيبتي
أصـابـنـي الـدهـرُُ فـي iiمـقـتلٍ
الـيـتـمُ ذقـتـه مـرةً تـلـو مـرة
أبـكـي لـفـقـدك بـدمـعِ iiعـيـنٍ
مــا ظــنـنـتُ فـراقـاً iiقـادمـاً
وبـعـدُك كـقـلـع عينٍ من iiمحجرها
جـئـتُـك  حـافـيـاً مـن iiالأفـكار
أضـاءْتَ  طـريـقَ الـعـي iiأمثالي
درسُـك  الأول لـنـا في محيط iiالكعبة
أولُ مـن حـج مـن فـيـيـنا iiمنظماً
وأخـذتـنـي لـلقاء ابن بازٍ{1} iiزائراً
وبـبـصـيـرةٍ  نـظر لكلانا iiوأمسك
وهـمـسَ قائلا لنا أنت طبيب iiالأرواح
عـودا لأوروبـا وأعـلـمـا انـكـما













فــأنــتَ  كــنـت لـي iiوالـدي
حــيــن  افـتـقـدتـك iiسـيـدي
وتـركـتـنـي  كـطـفـل في iiالمهدِ
وآخــرى  لـبـعـادك iiتـسـهـدي
فـفـراقـك كـخلع من موضعه iiكبدي
وبـعـدُك كـبـتـرِ الـساعد من iiيدي
فـكـسـوتـنـي  ثوبَ الطالبِ iiالمجدِ
بشموع علمٍ ونثرت بذور الفقه في مَهْدي
وعــنــد  روضــة iiمــحـمـدِ
فـسـيَّـر  لـلـحـجـيـج iiالـوفـد
فـقـال  نِـعـمَ الـطـبـيـبَ iiالوافد
الـمـعـصـمَ ولـمـس مـنا iiالوريد
وأنــت  طــبــيـب الـجـسـد
ومـن شـابـهـكـما على ثغر iiوحدود

فلا يؤتين من قبلكم أحد

تـمـوت الـخلائق أجمعين iiوتفنى
يـمـوت الـمرءُ أذا انقضى iiعمره
تـركـتَ  خـلـفك عطرا iiاريجا
يـبـلـل  الـمزنُ العفيف iiالطاهر
تبكيك  سحائبُ الرحمنِ أيها الرجل




وأنت  تحيا بين عظام أعمالك ومجد
وعـمـر الـرجال لا يواريه iiاللحد
بـيـن الـمـحبين فكان منك iiالود
مرقدك لعل تنبت النهضة من المرقد
طَاوَلتْ قامتَه موضع الملآئكة iiالسُجَدِ

              

{1}حج عام ١٣١٠/١٩٩٠