سرب العصافير يمسح دمع السمندل

عبد الرحمن يوسف بريك

سرب العصافير يمسح دمع السمندل

عبد الرحمن يوسف بريك

الشواشنة / الفيوم /مصر

[email protected]

(مهداة إلى الشاعر : عزت الطيري )

تسافر نحو الشمال

وتبحث - وسط زحام القطارات ، العربات الفارهات ، الحوانيت ،

الوجوه التي طحنتها السنين المريرة – عن غيمة من محال .

تسافر نحو الشمال

وتترك كل رفاق الطفولة ، أنشودة الحقل ، جدول ماء صغير ،

وسربا من العصافير ظل طويلا يفتش عنك ،

وعن دوحة من ظلال .

تسافر نحو الشمال

تفاجأ بالزيف والقهر عبر دروب المدينة ....... كلِ صنوف التلون ،

تبحث عن أخ لك لم تلده الليالي الحبالى .......

وعن زمرة من رجال .

ولكن تعود وحيدا آخر الليل ...

تأوي إلى مخدع من أنين ....

وفي الصبح ... تبحث بين الوجوه الكئيبة عن مسحة من جمال .

يضيق بك الصدر ...... تحمل بوح الفؤاد ، غناء العصافير المخبأ بين الضلوع ،

وبعضا من أغنيات الهجير المسافر عبر المسافات ......

تستقل قطار الجنوب .... تعود إلى مرفأ طالما سافر المحبون منه .....

فمنهم من طواه التغرب ، منهم من استعذب الهجر ،

منهم – كما أنت – تحمل جرحا استعصى على الإندمال .

*   *   *   *   *

وها أنت ياطائرا أحرقته السنين التي أوشكت أن تغادر .

تعود إلى مرفأ الأهل .... تُبعث مثل السمندل ......

باشقا من جديد ... تحوم ... تحلق فوق البيادر .

فلا دمعَ يحرق منك الجفون ....

ولارجفة في الضلوع ...... ولا غربة في المشاعر .

تعودُ .. تغني كثيرا من الأغنيات التي تتمايل منها الغصون ،

يغني لها سربُ العصافير الذي أبى أن يسافر .

وأنت تغني ...... وتُضحك كل الأحبة ..... على ذاك الصبي المشاغب

" بطل يا عبد القادر " ........ " بطل يا عبد القادر " .