سَكَنْتَني يا تَيْسير
إلى روحه التي تَسكُنني
بِكُلِّ وَجَعِها ورُؤاها
إلى تَيسير سَبول
سلطان الزيادنة
[email protected]
يحملُ العاشِقُ في غُربَته
مَوتَه ، تاريخَه ، عُنوانَه
وعَذاباً كامِناً في دَمِه
وحُضوراً أبَدياً كانَه.
عَبدِ الوهَّاب البَياتي
مَضى
مِلءُ حُروفِه نَدى
ونَشْرُ
روحِه في الدُّنى
دَفْقُ طيبٍ
ماجَ بِهِ المَدى
مَضى
لمَّا وَعاهُ أخيراً
ضَميرُ الثَّرى
نبياً غَريبَ المَلامِحِ
جاوزَ تُخومَ النهايةِ
و من خَبَرِ السّماءِ
ما ارتَوى
مَضى
لا شَمسُ الحَبيبةِ
وشَمتْهُ
بنَضارِ ذَهَبِها
يَوما
ولا صَدْرُها الدافئُ
لإرتعاشاتهِ الخَجلى
احتَوى
قَضى
وما فاهَ بَعْدُ بِآية
غَفى
فاعَدُّوا له مَسكَناً
في عُيوني
أُسقيهِ من روحيَ
شَهيَّاتِ الرّوئ
قال تيسيرْ
سَقَطْتُ وَتَدري
مِثلي سَتذوي
عصافةً في بَيْدَرٍ
تُغَنّيها مَواسمُ الهَجيرْ
- لُحونَ وَداع
وأنتَ صَديقي
وتَدري
أنْ عبثاً نصفَ آية
أو قداساً يُرَتِّلُهُ
يَرَاعْ
فِملءُ البَسيطةِ
بُغَاثٌ استَنْسَرَت
وعبيداً تسيدوا
و رُعاعْ
وأنتَ صَديقي
وتدري
أنَّ خَيطَ العَتَمَةِ
أبداً ما كان
خَيطَ شُعاعْ
اشقياءٌ نحنُ
إسْتَحَلْنا
فرائساً للحقيقةِ المُرَّة
ولأيامٍ حُبلى بالضياعْ
طَيبونَ نحنُ
لكنَّهمُ الأحِبَّة
أشاهوا الوجوهَ عنّا
أمساخاً كأنَّا
أو ضِباعْ
حَنانيك صَديقي
لستَ بِمُسْمِعٍ
مَنِ استَطابَ مَقامَهُ في القَاعْ
فَجَعَتني اللَيالي صَديقي
ولا بدَّ أخيراً
من نِهايةٍ و وَداعْ
ما نحنُ وتدري
إلّا بعضُ إنسراحِ لَحظاتٍ سارحِة
تَنْسّلُّ كئيبة
في بَردِ الطُّرقات
تَبحَثُ عن حَفْنَةِ دفءٍ
في قَهوةِ فنجانْ
أبداً ما كانْ
هي اللاجَدوى صديقي
وجعٌ مقيمٌ
وحقيقةٌ جارحِة
فلا تبكِ عليَّ
فَجوفي ظَلامٌ
وأمواهي جِدُّ مالحِة
فإذا ما عنّ لك في الجَدْبِ
أغراسُ أملٍ فاعلم:
أنَّ اليومَ لغدٍ
ليس إلا.. البارِحَة
إلّا.. البارِحَة.
*تيسير السبول:الشاعر الاردني الراحل صاحب احزان صحراوية ورواية انت منذ اليوم.