سامي الأخلاق وعظيم المكارم

سامي الأخلاق وعظيم المكارم

مالك حسين صلالحه /بيت جن

كلمة  وفاء في حق الراحل الكبير العلامة والكاتب والباحث والشاعر والرسام الخطاط د سامي مكارم طيب الله ثراه

في الذكرى الثانية لرحيله

ما اعجز اللسان والقلم حين تاتي لتكتب عن شخصية فذة ومميزة وعظيمة كشخصية الراحل الكبير د.  سامي مكارم

حيث يجيش في صدري وفي قلبي محيط من المشاعر والاحاسيس من التقدير والاحترام لهذا العلم والطود الشامخ الذي كان اسما على مسمى ..فقد كان الوجه الناصع لوطنه عامة ولأبناء عشيرته التوحيدية المعروفية اينما كانت .

لقد كان سامي باخلاقه وعلمه وأدبه وفنه وكان تجسيدا للمكارم والصفات الحميدة والمناقب العربية الاصيلة ...فكان كبيرا  ..فمع علو شانه وعظيم انجازاته كان مثالا للتواضع وكرم النفس واليد والاخلاق وحسن الملقى والضيافة ..فكان سفيرا مخلصا ووفيا لطائفته بني معروف اينما كانت  ولبلده الكبير لبنان ولأمته العربية جمعاء ..فكان من دعاة التآلف والتسامح والتعايش والسلام نابذا للعنف والتعصب الاعمى باحثا عن الحقيقة وفقط الحقيقة لا غير.. كاشفا دعاة التحريض من ضعفاء النفوس ممن يحاولون دائما الصيد في المياه العكرة ..

كيف لا وهو سليل أسرة معروفية عريقة معروفة بأصالتها وتراثها ورجالها الأفذاذ اذ انه خير خلف لوالده المرحوم الشيخ الجليل والخطاط الفذ .الذي جعل من لوحاته حروفا ناطقة بالحيوية والجمال..فاقت حد الخيال..

ان الحديث عن هذا العملاق لا يمكن اختصاره او اختزاله في صفحات او مقالات معدودة..بل يحتاج الى مجلدات ..

كيف لا وقد خلف لنا هذا الاديب والباحث والشاعر والخطاط الكبير العديد من المؤلفات في شتى المواضيع التي امتاز بها من ادب وشعر وبحوث خاصة في عالم الديانات والصوفيات ولوحات من الرسم والخط ..

لقد امتز وتميز هذا الطود الشامخ بخطه ومنهجه الذي اخذه على عاتقه وكرس له حيلته وجل وقته ألا وهو الدفاع عن مذهبه التوحيدي وكشف الملابسات التي اختلطت على الباحثين والمستشرقين غربا وشرقا بقصد او غير قصد ..حتى يفند الاكاذيب والتهم الباطلة التي حاولوا الصاقها بالمذهب التوحيدي واتباعه ..واضعا تاريخ وتراث وعقيدة المذهب تحت المجهر ليبدي نصاعة ونقاوة وصدق هذا المذهب ومدى احترامه لكل ما تقدم من ديانات ومذاهب مجتهدا في الوصول الى كنه الحقيقة والوجود والتوحيد والعرفان ..في كافة الديانات التي تنار من نفس السراج ..

عمل هذا باسلوبه الرائع ودقته العلمية من خلال دراسة واطلاع ومقارنة ..داحضا كل الاكاذيب والتهم التي حاول المغرضون الصاقها  بالطائفة المعروفية الاصيلة التي لا يوجد في شرقنا العربي اكثر عروبة منهم ..حيث منذ اعتناق ابناء القبائل العربية المشهورة  مذهب التوحيد امثال قريش وغفار وتميم وطيي ولخم ومنذر وعجل وتيم الله وتنوخ وغفار وتميم ولخم ومنذر وغيرهم .. التي امتنعت عن التزاوج بغير ابناء المذهب وبذلك حافظوا على نقاوة الدم العربي الذي يجري في عروقهم وخير دليل على ذلك ان لا يوجد من ينطق بالضاد والقاف خيرا منهم ..     وخير دليل سحنتهم  العربية ولغتهم وعاداتهم وتقاليدهم..

اذ ان كل العائلات المعروفية من اتباع المذهب التوحيدي الذي نسب لغرض في نفس يعقوب "بالدرزية" على يد العثمانيين في القرن السابع عشر عندما ثار ضدهم فخر الدين المعني الثاني في لبنان ودحرهم في معركة عنجر محاولا اقامة دولة او امارة عربية للتحرر من نير الاستعمار العثماني ..الا ان بعض المتامرين من الولاة  العرب في  الدولة العثمانية ..وشوا به وقاتلوه حتى ادى الى القضاء عليه وعلى حلم التحرر والتحرير من نير الحكم العثماني الذي استمر 400 سنة جاثما على صدر العرب ..والتاريخ مليء بمواقفهم المشرفة في الدفاع عن ثغور الدولة الاسلامية ووقوفهم ضد الزحف المغولي والبيزنطي والصليبي  والعثماني والمصري والاستعمار الفرنسي في اوائل القرن العشرين ..

وكانت ولا زالت بيوتهم مضافات مشرعة الابواب بوجه كل ضيف ودخيل ..ولا زالت سيوفهم تسل في وجه كل من يحاول الاعتداء عليهم ..مؤمنين بالمقولة لا نعادي ولا نعتدي ولكن اذا اجبرنا نحارب وننتصر ..

من هنا تغذى وتربى  الراحل على تاريخ وتراث وامجاد طائفته ..اخذا على عاتقه البحث والتنقيب في طيات الكتب وزوايا التاريخ ليكشف امام العالم نصاعة وبياض مواقف ابناء هذا المذهب اينما كانوا .. هذا المذهب الذي استقى تعاليمه من كل مناهل التوحيد والعرفان  والفلسفة في كل الشعوب وفي كل الاماكن من الصين والهند وفارس شرقا  حتى اليونان  والفراعنة  وصولا الى المغرب العربي غربا ..معتمدا على ما سبقه من ديانات سماوية  محترما كل الأنبياء ممن سبق وأُرسلوا الى دعوة الناس الى توحيد الخالق جل جلاله

لقد كان الراحل علما بارزا في كل المحافل المحلية والدولية التي تواجد فيها ..ومحاضرا لامعا فوق كل المنابر التي حاضر وخطب من عليها ..

فرغم كونه غير متزي بزي رجال الدين الا انه كان ممتلئا بالايمان والتوحيد من راسه حتى اخمص قدميه ..اذ كان مؤمنا بقلبه وعقله ايمانا منه – ان الله لا ينظر الى زيكم وانما ينظر الى قلوبكم وعقولكم ..

وقد كان شعره ولوحاته وابحاثه تعكس هذا تماما ..وخير شاهد على ذلك ما خلفه من تراث ادبي من بحث وشعر ودراسات فلسفية ولوحات من الخط والرسم ..

وجدير بالذكر ان المركز الجماهيري في البقيعة استضاف احتفال بالذكرى الثانية لرحيل الفقيد الغالي في 13/9/2014 بادر اليها نخبة من الشباب والرجال الافاضل من عدة قرى كان لهم عدة اتصالات ولقاءات مع المرحوم

"وبعد الوقوف دقيقة حداد على روح المرحوم تم  قراءة الفاتحة من القاض ابو ريش بمشاركة الحضور تخلّل مهرجان التّكريم كلمات ومُداخلات كان أوّلها كلمة الدّكتور غازي فارس، رئيس مجلس البقيعة. حيث رحب بالحضور مؤكدا على اهمية تكريم ا امثال سامي مكارم وشكر فارس الاستاذ انور دبور على ولجنة التكريم على مبادرتهم ، ثم دعا القاضي الشيخ ابو عزام حاتم حلبي ليبارك الحفل نيابة عن الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي الذي تعذر حضوره.

ثم قدم الشّيخ الدّكتور فايز عزّام، مداخلة  حول القضايا الّتي أقلقت الدّكتور مكارم. تلاها  مُداخلة للأستاذ علي أبو شاهين. بعنوان حول المصطلحات الفقهية الفلسفية لمذهب التوحيد في ادب سامي مكارم . ثم مُداخلة للأستاذ صالح عقل خطيب حول مفهوم اللحظة الصوفية في شعر الدكتور سامي مكارم .

اما البروفيسور قيس فرّو فتطرق في مداخلته لبعض النواحي الفقهية عند مكارم مشيرا الى بعض الادباء الاجانب واليهود والعرب ومنهم المؤرخ لبناني فيليب حتي الذين كتبوا عن الدروز كل من وجهة نظره."(موقع  الوديان)

ان هذا غيض من فيض من سيرة هذا العملاق املا من كل طالب معرفو باحث عن الحقيقة ان يطلع على ما خلفه من تراث ..راجيا من المولي ان يمن علينا ويعوض علينا رجالا امثاله وفي مستواه فالى جنات الخلد يا ابا المكارم..