بالأمس كان هلالا

محمد مختار بن مصطفى المقرئ

بالأمس كان هلالا

شعر/ محمد مختار بن مصطفى المقرئ

قـمـرٌ  بـدا بالأمْسِ كَانَ iiهِلالا
الـبُرْعُمُ الغَضُّ الطَّرِيُّ iiصَغِيَرَتِي
يـا فـرحَ قـلبي إذ أراكِ iiبُنَيَّتي
فـتـفتَّحتْ أفكارُ شِعْرِي iiوَالشَّذى
وَجَرى  اليراعُ يَفِيضُ مِنْهُ iiرَحِيقُه
وَوَجَـدْتُـني  وَأنَا المُقِلُّ iiقَريِحَتِي
وَتَـزَاحَـمَتْ فِيَّ المَشَاعِرُ iiفَرْحَةٌ
لَـكِـنَّـهَـا سُنَنُ الحَيَاةِ iiرَضِيتُهَا
فَـإِلَـى خَـلِـيَّتِكِِ الْجَدِيدَةِ iiحَلَّقِي
هَـذِي مُـهِمَّتُكِ الأصِيلَةُ iiفَافْخَرِي
وَخُـذِي الـكِتَابَ هُدَى الإله iiبِقُوَّةٍ
يـا قـرةَ الـعَـيْنِ التي iiأعددتُهَا
جـيـلاً  يَـقُودُ الفلكَ في iiلُجَّاتها
جِـيـلاً  عـزائِمُهُ تُلِينُ iiصِعابَها
جـيـلاً يُـرَقِّـي أمَّـتي لمَقامِهِا
جـيـلاً يَـرُدُّ لأمـتـي iiأسْلابَهَا
جِـيـلاً  يُـعيدُ بِعِلْمِهِ سِيَرَ iiالأُلَى
جـيـلاً  يُجَلْجَلُ بالحَقِيقَةِ iiصَادِعَاً
جِـيـلاً إذا حَـمِي الوَغَى iiألفَيتِهِ
وَإِذا  الرَّدَى طلَبَ النفوسَ iiوجدتِه
جِـيـلاً  إذا مَـلَـكَ الدُّنا مِتَزَهِّدٌ
وَإِذَا  الـزَّخَـارِفُ حَازَهَا iiبِيَمِينِهِ
جـيـلاً هـو الفجرُ الَّذي iiأنفاسُهُ
فَـتَـجَـهَّـزِي يا بنتَ دِينٍ iiنَبْتُهُ
وَاسْـتَعْزِمِي  إنَّ الَّذِي يَبْغِي iiالعُلا
وتَـهَـيَّـئـي  لِمُهِمَّةٍ شَرُفَتْ بِهَا
وَمِـنَ  الـتُّقَى رَيْحانَتِي iiفَتَزَوَّدِي
يـا  قرَّةَ الْعَيْنِ اسْتَزِيدِي iiوَافْرَحِي
وسـنلتقي أصْهَارَنا(4) في iiقدْسِنا
ونـعـيدُ  في بغدادَ عهدَ iiشموخِنا
ونـسـيرُ  مِنْ كشميرَ حتى سبتةٍ
وَسَـيـشْـهَـدُ الأبناءُ عبْرَةَ سُنَّةٍ
بـشراكِ يا إيثارُ(5) فجرٌ iiصادقٌ
فَلْتَسْعِدي  في يَوْمِ عُرْسِك iiزَهْرَتي
وَلِـبَـاسُ تَـقْوَى اللهِ خيرُ iiتَزَيُّنٍ
وإذا ابـتـغيت ذُرَى الْجَمَالِ iiفلبُّهُ
هَـذِي  قَـوَاعِـدُ مَنْ يَرُومُ iiبِنَاءَهُ
فَـابْـغِي  لِمَمْلَكَةِ الزََّوَاجِ iiشَرِيعَةً
وَاسْـتَمْطِرِي  فَضْلَ الرَّحِيمِ iiمَوَدَّةً
فَـهْـيَ الـضَّـمَانَةُ للسَّعَادَةِ iiكُلِّهَا
مَـنْ شَـقَّ بِالتَّقْوَى طَرِيقَ iiحَيَاتِهِ
فـتـولَّ  إسماعيلُ(6)دفةَ iiمَرْكَبٍ
وَحَـفِظتُها  حتى رسوتُ iiبِمَرْفَءٍ
فابْسُطْ  شراعَك جاءَ دورُكَ iiوَاتَّبِعْ
احـفـظ بُـنَـيَّ أمَانَةً قد iiصُنْتُهَا
قَـدْ صُـنْـتُها كالدرِّ في iiأصْدافِهِ
وارْفُـقْ  بِـهَاتيك القواريرِِ iiالتي
إنِّـي  عَـهِدْتُكَ فِي التَّلَطُّفِ iiسَيِّداً
فـلـتُـبـقْ مَوْجَكَ هادِئاً iiمُتهَادِيَاً
وَاحـفـظ  وَصَايا مَن يراك iiبُنَيَّهُ
ثُـمَّ  الـوصية لابْنَتِي فِي زَوْجِهَا
قَـدْ  عَـاهَـدَتْنِي أنْ تَكونَ iiبظله
بُورِكْتِ يَا بِنْتَ الأُصُولِ وَبُورِِكَتْ




















































بَـيْـنَ  الـنُّـجُومِ مُفَاخِراً يَتَلالا
كَـمُـلَـتْ عَـرُوسَاً رِِقَّةًً وَجَمَالا
فـي  قـلـبِ أفنانِ الرَّبيعِ iiكمالا
مِـنْـهَـا يَـفُوحُ جَزائلاً iiأرْسَالا
فـبَـعَـثتُ  حُلْوَ قَصَائِدِي iiأرْتَالا
فِـي  الشِّعْرِ هَاطِلَةٌ بِهِ iiتَهْطالا(1)
مَـعَ  لَـوْعَةِ اسْتِيحَاشِيَ iiالتِّرْحَالَ
بِـنْـتٌ فَـزَوْجٌ تُـنْشِئُ iiالأجْيَالَ
وَابْـنِي  لَنَا عَمَدَ الصُّروحِ iiرِجَالا
وَذَرِي الـلَّـوَاتِي قَدْ هَبَطْنَ iiسِفَالا
تَـمْضِي  السَّفِينَةُ فِي حِمَاهُ iiتَعَالى
لِـتُـشِـيـدَ جِـيلاً أسْوَةً iiوَمِثَالاً
ويـمُـدُّ أسـبـابَ النَّجاةِ iiطِوَالاً
وَتُـغَـالِـبُ الأنـواءَ iiوالأهوالَ
كـالشَّمْسِ تُرْسِلُ نَفْعَهَا iiأَعْدَالاً(2)
قَـصُـرَ  الطريقُ لردِّها أو iiطالَ
فِـقـهـاً،  وَتَأْصِيلاً، وَحَدَّثَ قَالَ
إنْ ضَـلَّ رأسٌ فِـيهِمُُُُُ ُ ُ ُ أوْ iiمَالَ
فـي سـاحِـهِ مُـتبَختِراً iiمُختالاً
فِـي  سـعـيه لِلِقَاهُ صََالَ iiوَجالَ
وَعَـلَـى الْـجِـنَانِ تَزِيدُهُ iiإِقْبَالا
بَـسَـطَ  الـسَّخَاءُ يَمِينَهُ iiوَشِمَالاً
تُـزْجِي  (3) البشائرَ تَنْثُرُ الآمالَ
مـا مـثـلَـه نَبْتُ نَمَى لا لا iiلا
لا  يَـرْتَـضِي غَيْرَ العزائِمِ iiحَالاَ
دُرَرُ الـنـسـاءِ عَرَاقَةً iiوَخِصَالا
هِـيَ  خَيْرُ زادٍ إنْ صَعَدْتِ iiجِبَالا
أفـراحُـنـا  الكبرى غداً تَتَوَالى
مَـنـصُـورةً  تـكبيرُها iiيَتعالى
تَـزهـو  على الدنيا هُدىً وفِعالاً
مَـا بَـيْـنَ أكنافِ القُرَانِ iiظِلالاً
تَـمْـضِي  وَأمْريكا غَدَتْ iiأطلالاً
يُـنْـبِـي  بـأنَّ ظلامَنا قدْ iiزَالَ
وَتَـزَيَّـنِـي مِـمَّا رَغِبْتِ iiحَلالا
يَـكْـسُـوكِ  مِنْهُ مَلاحةً iiوَجَلالا
خـلـقٌ كـريـمٌ فـابتغيه جمالاً
صَـلْـبَ الـعِـمَادِ مُكمَّلاً iiإكْمالا
هِـيَ جَـنَّـةُ تُـدْلِي الْهَنَا iiإِدْلالا
بَـيْـنَ  الـقُـلُوبِ تُظِلُهَا iiإِظْلالا
وَسَـبِـيلُهَا  أنْ تُصْلِحِي iiالأعْمَالَ
نَـالَ  الـفـلاحَ بِـدَايَـةً iiوَمَآلا
أحـكـمتُها  بالمُنْجِيَاتِ iiخِلالاً(7)
شُـدَّتْ  عُـراهُ إلى السَّماءِ iiحِبَالاً
أثـرَ  الـنـوابـغِ واقرأ iiالأنفالَ
لَـمْ آلُ جُـهْـداَ فاسْتَدِمْ ذا iiالحالَ
أكْـرِمْ  بـهـا مَـرْغوبةً iiوَمَنَالا
لا تَـحْـتَـمِـلً عُنْفاً وَلا iiإخْلالا
كَـالـمَـاءِِ  فِـي أنْهَارِهِ iiسِلْسَالا
بـسـفـيـنـةٍ  قد تَسْتَعِزُّ iiدَلالا
واسْـتـكْـسُهَا مِنْ خَيْرِهَا iiإِسْبَالاً
أنْ  لا يَـرَى بِـحُـقُـوقِهِ iiإقْلالا
دومـاً كـيُـنـبُوعٍ يَفيضُ iiزُلالاً
أُمٌَّ رَعَـتْـكِ فَـأَوْفَتِ iiالْمِكْيَالَ(8)

        

(1)   يقال: هطلت السماء تهطل هَطْلاً وهَطَلاناً وتَهْطالا. وانظر"لسان العرب": (11/698).

(2)   أعدال: جمع  عدل، وهو القدر المماثل. كأمثال: جمع مثل ، وانظر "لسان العرب": (11/433) حرف اللام ـ مادة: عدل.

(3)   زجى الشيء أزجاه: ساقه ودفعه. والريح تزجي السحاب أي تسوقه سوقاً لطيفاً. وانظر "لسان العرب": (14/355) حرف الزاي ـ مادة: زجا.

(4)   عائلة زوج ابنتي أصهارنا فلسطينيون.

(5)   اسم ابنتي المخاطبة بالقصيدة.

(6) اسم زوج ابنتي.

(7) خلال: جمع خُلة بفتح المعجمة. أي: خصلة وزناً ومعنى.

(8) هذا البيت تتمة اثنين وخمسين بيتاً هي مجموع أبيات هذه القصيدة.